المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الرد على من أنكر علو الله على خلقه واستوائه على عرشه


cmehdi202
20-10-2007, 09:39 PM
العلم بالله هو أجل العلوم وأعلاها، وأرفعها عند الله وأزكاها، كيف لا وهو الذي يعرّف العباد بخالقهم، ويقربهم من رازقهم، ويضفي على حياتهم معنى، وعلى وجودهم فائدة وهدفاً.
ومن العلم بالله العلم بصفاته، حيث اتفق المسلمون على أن الله متصف بصفات الكمال، منزه عن صفات النقص، إلا أنهم اختلفوا في جملة من الصفات التي ورد بها الكتاب، ونطق بها الرسول - صلى الله عليه وسلم –، وفي مقدمة تلك الصفات التي خالف فيها البعض صفة علو الباري سبحانه واستواءه على خلقه . حيث أثبتها السلف ولم يروا في إثباتها ما يوجب نقصاً أو يخالف نصاً، ونفاها آخرون استنادا إلى أدلة سنأتي على شرحها ومناقشها .
أدلة السلف على إثبات علو الله على خلقه واستواءه على عرشه :
استدل السلف على إثبات علو الباري سبحانه بأدلة كثيرة، منها:
أولاً : أدلة الكتاب: وهي على أنواع، منها ما يصرح باستواء الله على عرشه كما في قوله تعالى:{ الرحمن على العرش استوى }(طه:5) والاستواء في الآية هو العلو والارتفاع، قال الإمام الطبري في تفسير الآية: الرحمن على عرشه ارتفع وعلا . وحكى أبو عمر بن عبد البر عن أبي عبيدة في قوله تعالى: { الرحمن على العرش استوى } قال: علا . وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري": " وأما تفسير { استوى } علا، فهو صحيح، وهو المذهب الحق، وقول أهل السنة، لأن الله سبحانه وصف نفسه بالعلي، وقال:{ سبحانه وتعالى عما يشركون } وهي صفة من صفات الذات ".
ومن أدلة الكتاب ما يصرح بالصعود والعروج إليه، والصعود لا يكون إلا لعلو، قال تعالى: { إليه يصعد الكلم الطيب }(فاطر: 10)، و{ الكلم الطيب } هو الذكر والدعاء . وقال تعالى: { تعرج الملائكة والروح إليه }(المعارج:4) والعروج الصعود .
ومنها ما يصرح بالرفع إليه، قال تعالى: { إذ قال الله يا عيسى إني متوفيك ورافعك إلي }(آل عمران: 55 ) وقال تعالى: { بل رفعه الله إليه }(النساء: 157-158)، وقال - صلى الله عليه وسلم - عن شهر رجب وقد سئل عن سبب صومه: ( شَهْرٌ ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم ) رواه النسائي .
ومن أدلة الكتاب أيضا التصريح بالفوقية: كما في قوله تعالى عن الملائكة: { يخافون ربهم من فوقهم }(النحل:50)، وكما في قوله:{ وهو القاهر فوق عباده وهو الحكيم الخبير }(الأنعام:18).
ومنها التصريح بنزول الملائكة والكتب منه إلى عباده، والنزول لا يكون إلا من علو، قال تعالى: { قل نزله روح القدس }(النحل: 102) وقال تعالى:{ تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم }(الزمر:1) .
ومنها التصريح بأنه في السماء، كما قال تعالى: { أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض فإذا هي تمور أم أمنتم من في السماء أن يرسل عليكم حاصباً فستعلمون كيف نذير }(الملك:16-17) . ومعنى { في السماء } أي: على السماء لاستحالة أن تكون السماء ظرفا للخالق ومكانا له .
قال الإمام اللالكائي في "شرح اعتقاد أهل السنة" : " فدلت هذه الآيات أنه تعالى في السماء وعلمه بكل مكان من أرضه وسمائه . وروى ذلك من الصحابة : عمر ، وابن مسعود ، وابن عباس ، وأم سلمة ومن التابعين : ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسليمان التيمي، ومقاتل بن حيان وبه قال من الفقهاء: مالك بن أنس، وسفيان الثوري، وأحمد بن حنبل " .
ثانياً: أدلة السنة: وهي كثيرة، فمنها حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - بجارية أراد تحريرها من العبودية، فسألها النبي: ( أين الله ) قالت: في السماء، قال: ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أعتقها – حررها - فإنها مؤمنة ) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي و مالك في موطئه الشافعي في مسنده و ابن حبان وغيرهم ولم يؤول أي منهم الحديث فدل على قبولهم ظاهره.
ومنها حديث جابر - رضي الله عنه – في سرده حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه عندما خطب الناس في حجة الوداع واستشهدهم على البلاغ، فقالوا: " نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت " فقال: بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها – ويخفضها - إلى الناس، اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات ) رواه مسلم في صحيحه . وهو دليل صحيح صريح على علو الله على خلقه .
ومنها ما ورد في صحيح البخاري أن زينب – رضي الله عنها - كانت تفخر على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم – فتقول: " زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سماوات " ومثل هذا القول من زينب لا يقال بالرأي، بل هو مما تلقته عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وما فهمته من نصوص القرآن .
ومنها حديث عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ) رواه الترمذي وصححه .
ومن الأحاديث التي تثبت صفة العلو لله ما جاء في صحيح مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( والذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطاً عليها حتى يرضى عنها )

ومنها حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: ( لما قضى الله الخلق كتب في كتابه فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي سبقت غضبي ) متفق عليه .
ثالثاً: دليل الإجماع: يقول الإمام أبو عمر بن عبد البر في كتابه "الاستذكار الجامع لمذاهب الأمصار" تعليقا على حديث الجارية المتقدم" فعلى ذلك جماعة أهل السنة، وهم أهل الحديث ورواته المتفقهون فيه، وسائر نقلته، كلهم يقول ما قال الله تعالى في كتابه:{ الرحمن على العرش استوى }(طه:5)، وأن الله - عز وجل - في السماء وعلمه في كل مكان " . وقال الإمام البغوي : " أهل السنة يقولون الاستواء على العرش صفة الله بلا كيف يجب على الرجل الإيمان به ويكل العلم به إلى الله عز وجل ".
وقال أبو الحسن الأشعري - رحمه الله - كما في الإبانة(1/39)" إن قال قائل: ما تقولون في الاستواء ؟ قيل له: نقول: إن الله - عز وجل - يستوي على عرشه استواء يليق به ".
وقال أبو مطيع البلخي في كتاب "الفقه الأكبر": سألت أبا حنيفة عمن يقول لا أعرف ربي في السماء أو في الأرض، قال: كفر؛ لأن الله يقول: { الرحمن على العرش استوى }(طه:5)، وعرشه فوق سبع سمواته، فقلت: إنه يقول على العرش، ولكن لا أدرى العرش في السماء أو في الأرض، فقال: إنه إذا أنكر أنه في السماء كفر، لأنه تعالى في أعلى عليين، وأنه يُدعى من أعلى لا من أسفل ". وهذا النقول تؤكد صراحة أن السلف مجمعون على أن الله – كما أخبر – عال على خلقه مستو على عرشه استواء يليق بجلاله وكماله .
رابعاً: دليل الفطرة: وملخصه أن النفوس بفطرتها تقبل على طلب العلو عند توجهها إلى ربها بالدعاء، ودليل فطرية هذا الإقبال استواء الناس فيه فيستوي فيه العالم والجاهل والذكر والأنثى إلا من تلوثت فطرته بكلام أهل الكلام، ذكر محمد بن طاهر المقدسي أن الشيخ أبا جعفر الهمداني حضر مجلس إمام الحرمين وهو يتكلم في نفي صفة العلو، ويقول: كان الله تعالى ولا عرش وهو الآن على ما كان، فقال الشيخ أبو جعفر : أخبرنا يا أستاذ عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد في قلبه ضرورة بطلب العلو لا يلتفت يمنة ولا يسرة، فكيف تدفع هذه الضرورة عن أنفسنا ؟ قال: فلطم الإمام على رأسه ونزل .. وقال: حيرني الهمداني .
خامساً دليل العقل: وبيانه أن الله موجود ووجوده وجود حقيق لا ذهني، وعليه فهو إما أن يكون داخل العالم، أو خارجه، وهو قطعاً ليس داخل العالم لاستحالة أن يحل في الخلق أو يتحد بهم، فلم يبق إلا أن يكون خارج العالم، وما دام خارج العالم فإما أن يكون محيطاً بالعالم وهو باطل، لأنه يلزم منه أن يكون بعضه فوق وبعضه تحت متصفاً بالسفل، وإما أن يكون في أحد الجهات، وليس هناك جهة كمال في الجهات الست سوى جهة العلو، وبما أن الله متصف بالكمال المطلق فأكمل الجهات على الإطلاق هي جهة العلو فوجب وصف الله بها، وبهذا يظهر التوافق بين العقل والنقل في هذه المسألة، أما القول بأن الله لا داخل العالم ولا خارجه لا متصل به ولا منفصل عنه فقول يخرج عن قول العقلاء فلا يلتفت إليه .
شبهات من أنكر استواء الله على عرشه واتصافه بالفوقية :
تلك كانت بعض أدلة أهل السنة، الذين أثبتوا استواء الله على عرشه وعلوه على خلقه، أما شبهات من نفى صفة العلو والاستواء، فمردها جميعاً إلى قاعدة التنزيه، وهي القاعدة التي قضت بنفي مشابهة المخلوقين للخالق سبحانه، وتفرده في ذاته وصفاته وأفعاله، وهي قاعدة متفق عليها بين المسلمين إلا أن البعض غلا في استعمالها حتى نفى جميع أو بعض أسماء الله وصفاته .
حيث قالوا: إن الله - عز وجل - قد قال في كتابه: { ليس كمثله شيء } وهذا نفي بإطلاق لأي مشابهة بين الخالق والمخلوق، وإثبات أن الله مستو على عرشه عال على خلقه فيه تشبيه للخالق بالمخلوق من حيث أنه يلزم مثبت الاستواء أن يثبت أن الله جسم، وأنه في جهة، وأنه محدود محصور، والله منزه عن ذلك كله فلو كان جسماً لكان مركباً، ولو كان مركباً لكان بعضه محتاج إلى بعض، ولو كان في جهة ما لكان محصوراً، ولو كان محصوراً لاستوجب أن يكون هناك من حصره، وإذا كان مستو على عرشه لكان له مكان، ولو كان له مكان لكان محتاجا إليه، والله كان ولا مكان وهو الآن على ما كان عليه .
واستندوا في تأييد مذهبهم - زيادة على ما سبق - إلى بعض النقولات والآثار الواردة في هذا الباب من ذلك ما روي : " كان الله ولا مكان، وهو على ما كان قبل خلق المكان؛ لم يتغير عما كان " ، وحديث : ( كان الله ولا شيء غيره وكان العرش على الماء ) رواه النسائي والحاكم وصححه .
وأتوا على ما استدل به المثبتون فأولوه، وقالوا: إن المراد من العلو والفوقية في تلك النصوص هو علو الشأن والرفعة والمكانة والشرف .
وجوابا على ما أوردوا، نقول: إننا وإياكم متفقون على وجوب نفي مشابهة الخالق للمخلوق، ولكننا مختلفون في حدود هذا النفي، ونرى أن الناس فيه طرفان ووسط، فأما الطرف الأول فاتخذ قاعدة التنزيه ذريعة لنفي كل أو أكثر الصفات الثابتة لله - عز وجل - حتى نفى الغلاة منهم أن يوصف الله بالوجود أو الحياة، فعندما يُسأل عن صفة الله لا يجد سوى النفي سبيلا لتعريف ربه، فيقول: لا هو موجود ولا معدوم، ولا عَرَضٌ ولا جَوْهَرٌ، ولا حي ولا ميت، ويظن بذلك أنه فر من التشبيه وما علم أنه وقع في التعطيل والتشبيه معاً؛ إذ نفى صفات الله التي أخبر الله بها، وشبه الله بالمحالات والممتنعات والمعدومات.
والطرف الثاني: ألغى قاعدة التنزيه فشبه الله بخلقه تشبيها مطلقا أو جزئياً، وهو مذهب لا شك في بطلانه وضلاله.

والمذهب الوسط هو المذهب الحق الذي أثبت الصفات ونفى المشابهة، وهو ما تنص عليه الآية الكريمة حيث صرّحت بالتنزيه { ليس كمثله شيء } وفي ذات الوقت صرّحت بالإثبات { وهو السميع البصير } فأخذ مذهب أهل الحق بجزئي الآية، أما المذهبان السابقان فأخذ كل منهم بأحد شطري الآية - وفق فهمه - ولم يأخذ بالآخر.
وعليه، فيجب الوقوف عند حدود النفي، وحدود الإثبات، فنثبت الصفة التي أخبر بها الله ورسوله، وننفي المماثلة، فنقول: لله علمٌ ليس كعلمنا، وسمعٌ ليس كسمعنا، واستواء ليس كاستوائنا، وهكذا . وهو المنهج الوسط الذي سار عليه الأئمة، يقول الإمام إسحاق بن راهويه :" إنما يكون التشبيه إذا قال: يد مثل يدي، أو سمع كسمعي، فهذا تشبيه، وأما إذا قال كما قال الله: يد وسمع وبصر، فلا يقول: كيف ولا يقول: مثل، فهذا لا يكون تشبيهاً، قال تعالى:{ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير }" ذكره الترمذي في جامعه . وأوضح هذا المنهج الوسط نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري حين قال: " من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس ما وصف الله به نفسه، ولا ما وصفه به رسوله تشبيها " فليس تشبيها أن تثبت لله علما يليق بجلاله، وقدرة تليق بجلاله، وإرادة تليق بجلاله، واستواء يليق بجلاله، وإنما التشبيه أن تقول: علماً كعلمنا، وقدرةً كقدرتنا، وسمعا كسمعنا، واستواءً كاستوائنا . وأما أن تثبت الصفة كما أثبتها الله مع إثبات الفارق أو نفي التشبيه، فليس تشبيهاً البتة .
أما ما ذكروه من لوازم القول بالعلو والاستواء فالجواب عنه من وجهين:
الوجه الأول: إجمالي وهو أن يقال: إن الله أخبرنا بأنه مستو على عرشه، عال على خلقه، ونحن نصدقه فيما قال، ونؤمن بما أخبر، ونسكت عما وراء ذلك، ولا نخوض في تلك اللوازم المدعاة ولا نتكلم فيها، فإنها من جملة المسكوت عنه في الشرع؛ إذ لم يرد في الشرع نفي أو إثبات أن يكون الله جسماً، أو محدوداً، أو محصوراً، فالسكوت فيه سلامة للمرء في دينه واعتقاده .
الوجه الثاني: تفصيلي وهو بأن نسأل عن تلك اللوازم، فنقول إن أردتم بالجسم ما هو قائم بذاته مستغن عن خلقه فذلك ما نثبته ونؤيده ونلتزم به مع عدم تسميتنا له جسماً لكونه لم يرد في الشرع وصفه بذلك، وإن أردتم بالجسم ما زعمتم أن كل طرف فيه محتاج للطرف الآخر فذلك مما نكره وننفيه، ولكننا لا نعتقد أن نفيه يلزم منه نفي العلو . بل نرى أن قولكم: أنه من لوازم القول بالعلو ما هو إلا بسبب تشبيهكم أولاً فأنتم شبهتم استواء الله على عرشه باستواء المخلوقين، فقلتم: كل مستو فهو جسم، والله ليس بجسم، فهو ليس بمستو والمقدمة باطلة وما ترتب عليها باطل، فالله ليس كمثله شيء، واستواؤه ليس كاستواء المخلوقين .
وأما القول بأن إثبات الاستواء يدل على إثبات الجهة وأنه محصور في جهة معينة فالجواب عنه أن لفظ الجهة لم يثبت في الكتاب والسنة، وعليه فيستفصل عن معناه، فإن أريد بالجهة المكان الوجودي المخلوق فالله ينزه عنه اتفاقاً، فالله لا يحل في شيء من مخلوقاته ولا يتحد بها، وإن أريد بالجهة المكان الاعتباري العدمي فهذا ما يثبته أهل السنة . ولا يعتقدون في إثباته ما يخالف حقاً ثابتاً، ولا ما يوجب نقصاً في حق الخالق سبحانه، بل إثبات الجهة بهذا المعنى ضرورة عقلية كما سبق بيانه في الأدلة العقلية.
أما الحدُّ فهو لم يرد – كذلك – نفيه أو إثباته في كتاب الله وسنة رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وعليه فيستفصل عن معناه فإن أريد بنفي الحدِّ أن الله لا تحصره المخلوقات، ولا يحلُّ فيها، فهذا المعنى صحيح، لا إشكال فيه، بل لا يجوز أن تكون فيه منازعة، وإن أريد بالحد أن العباد عاجزون عن إدراك حقيقته وحده، فهذا أيضا حق نثبته، وأما إن أريد بنفي الحد أنه ليس مبايناً للخلق، ولا منفصلاً عنهم، ولا داخل العالم ولا خارجه، فهذا هذيان ننكره ولا نثبته، بل نرى أن القول به يؤدي إلى نفي وجود الرب، ونفي حقيقته ووصفه بالعدم لا بالوجود . وقد سئل عبد الله بن المبارك بم نعرف ربنا ؟ فقال: بأنه على العرش، بائن من خلقه، قيل: بحد، قال: بحد . أي بحد يعلمه هو، ولا يحيط به أحد من خلقه .
أما الاستدلال بحديث ( كان الله ولا شيء غيره وكان عرشه على الماء ) رواه النسائي . على نفي العلو، فلا دلالة فيه على ما ذهبوا إليه، وذلك أن الحديث يتكلم عن بدء الخلق، وأن الله كان ولا شيء معه من مخلوقاته، وأن أول خلقه كان العرش، بدليل ما رواه الحاكم في مستدركه عن بريدة الأسلمي قال: " دخل قوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجعلوا يسألونه، يقولون: أعطنا حتى ساءه ذلك، ودخل عليه آخرون، فقالوا: جئنا نسلم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونتفقه في الدين، ونسأله عن بدء هذا الأمر، فقال: ( كان الله ولا شيء غيره، وكان العرش على الماء ).
أما ما روي من قولهم: " كان الله ولا مكان، وهو الآن على ما كان عليه". فهو أثر موضوع – كما قال العلماء - على أنه يمكن حمله على معنى صحيح، وهو أن يكون المكان المنفي هو المكان المخلوق – كما هو ظاهر النص - وأهل السنة يقولون بذلك، فهم لا يقولون أن الله متمكن في مكان مخلوق بل يقولون: إن الله مستو على العرش بمعنى أنه عال عليه لا أنه مماس له محتاج إليه .
فظهر بهذا أن لا تعارض بين العقل والنقل في إثبات علو الله – سبحانه - على خلقه واستواءه على عرشه بل هو مما اتفقا عليه، وتظافرت الأدلة على إثباته، وأن من أنكره إنما استند إلى بعض النقول التي بان وجه الحق فيها، أو إلى بعض الأدلة العقلية التي اتضح عدم صحتها . فعلى المسلم أن يثبت لله الصفات كما أثبتها لنفسه وأثبتها له رسوله – صلى الله عليه وسلم -، وأن يعلم أن الله لم يخبر عن نفسه بما هو محال أو ممتنع، وإنما أخبر بما هو جائز أو واجب في حقه، ليعرف العباد خالقهم فيتقربوا إليه، ويعبدوه عن علم ودراية .

braim_naitadi
20-10-2007, 11:04 PM
زادك الله علما ومعرفة ويقينا وعلمك بما تعلم وجزاك عن هدا المقال خيرا كثيرا...اللهم يارب اجعلنا من الموقنين بك ...سبحانك تباركت وتعاليت ليس كمثلك شيء انت السميع البصير وانت على كل شيء قدير...

بـنـي يـاس
21-10-2007, 10:02 AM
أهل السنة والجماعة ( الاشاعرةوالماتريدية) يثبتون علو الله سبحانه وتعالى

ولكن هذا العلو ليس على مكان

لان المكان مخلوق من مخلوقات الله
ولان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم

والجسم كما هو معلوم هو ما يشغل حيز من الفراغ

والله سبحانه وتعالى ليس جسم ولا يحتاج إلى مكان لانه لو حصل لشابه المخلوقات من جهة وهذا محال

فلزم ان العلو علو مكانه وليس مكان ابدا وهذا هو الصواب

لذلك يقولون

كان الله ولا مكان وهو على ما عليه كان

اما المجسمه والحشوية فهم من يرون علو المكان الذي يستلزم تشبيه للخالق بالمخلوقات فبئس ما قالوا

فيخلص من هذا ان اثبات العلو لازم دون المعاني الحسية

أبو نعيم إحسان
22-10-2007, 07:54 PM
أهل السنة والجماعة ( الاشاعرةوالماتريدية) يثبتون علو الله سبحانه وتعالى





ههههههههههههههههههههههههه

أضحك الله سنك !
نكتة جيدة !

ولكن هذا العلو ليس على مكان

لان المكان مخلوق من مخلوقات الله
ولان الله سبحانه وتعالى ليس بجسم

والجسم كما هو معلوم هو ما يشغل حيز من الفراغ

والله سبحانه وتعالى ليس جسم ولا يحتاج إلى مكان لانه لو حصل لشابه المخلوقات من جهة وهذا محال

فلزم ان العلو علو مكانه وليس مكان ابدا وهذا هو الصواب

لذلك يقولون

كان الله ولا مكان وهو على ما عليه كان

اقال - تعالى - : (( يا أيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدي الله و رسوله و اتقوا الله ))


قال الشافعي - رحمه الله - ( إمام مذهبك كما تزعم ) : "حكمي في أهل الكلام أن يضربوا بالجريد ، ويحملوا على الإبل ن ويطاف بهم في العشائر والقبائل ، وينادى عليهم : هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الرأي "

و انتم تقدمون تلك القواعد العقلية اليونانية -وغيرها- العفنة , عن الكتاب و السنة ؛ فنحن لسنا بحاجة للكلام عن المكان أو عدمه ؛ قال - تعالى - : (( الرحمن على العرش استوى )) قال السلف : استواء يليق بجلاله , لا يعلم كيفيته إلا الله " فهذا يكفينا , نقول به و بس !

و لسنا بحاجة إلى تعمقات يزيغ صاحبها عن الهدى !

فقل بما قالوا , و كف عما كفوا عنه , فإنه يسعك ما وسعهم (كما قال ألأوزاعي - رحمه الله -)

و أقول لك , إياك أن تحاول بث شبهكم هنا

اعوذ بالله !

جمع من شتى الضلال

صوفي
اشعري
ماتردي

أما رضيت بما كان عليه السلف ؟!!!!

بـنـي يـاس
22-10-2007, 09:18 PM
من آداب البحث والمحاورة والمناظرة

عدم الضحك على ما يأتي به المحاور

_____________

لن اعقب على كلامك إلا اني اريد اصحح آية انت حرّفتها

قال تعالى : http://www.taimiah.org/MEDIA/B2.gif الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (http://www.taimiah.org/Display.asp?ID=27&t=book13&pid=1&f=lma0025.htm#)http://www.taimiah.org/MEDIA/B1.gif

ولم يقل


قال - تعالى - : (( الله على العرش استوى ))


وليس عجبا!! إذ القوم يجسّمون فكيف لا يتبادر غلأى ذهنهم تغيير لفظ ( الله ) بصفته ( الرحمن )

سبحان الله هذا اثم عظيم



ولكن في القرآن عبرة لمن اعتبر
قال تعالى


(( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ))

أبو نعيم إحسان
22-10-2007, 09:38 PM
سبحان الله العظيم

إذا رأوا الخير دفنوه و إذا رأوا...... شرا أذاعوه و إن لم يروا أفكوا

عجيب أمرك ايها الخرافي المعطل !

أنا كتبت الآية و في ذهني كتابة الرحمن و لا أدري كيف كتبتها كذلك

أما عن قولك عنا مشبهة فأسأل الله أن ينتم منك يا معطل خرافي

نحن على مذهب السلف

أما انتم فعلى مذهب الفلاسفة في كثير من الأمور

و على مذهب المشركين في عبادة غير الله

و على مذهب الملاحدة في إثبات أرباب مع الله

أما عن الجدال الذي تزعمه , فهل دعمتك ما تقوله بأقوال السلف ؟!!

صدقني لو تحاول ستذوب بأقوال السلف -رضي الله عنهم -

تبا لك , لا تستحي

حارث خالف
22-10-2007, 10:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله
إلى الأخ بني ياس دعك من الردود الغير مفيدة والغير مؤسسة بالدليل القرآني او الحديث النبوي وخاصة في مسالة صفات الله واسمائه الحسنى.

إن كان لديك نصيب من العلم فما قولك في الحديث التالي :

حديث معاوية بن الحكم السلمي وفيه أنه أتى النبي – صلى الله عليه وسلم - بجارية أراد تحريرها من العبودية، فسألها النبي: ( أين الله ) قالت: في السماء، قال: ( من أنا ؟ ) قالت : أنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: ( أعتقها – حررها - فإنها مؤمنة ) رواه مسلم وأحمد وأبو داود والنسائي و مالك في موطئه الشافعي في مسنده و ابن حبان وغيرهم ولم يؤول أي منهم الحديث فدل على قبولهم ظاهره

وشكرا...

أبو نعيم إحسان
22-10-2007, 10:27 PM
ثم أيها الأفاك الأثيم

ترمني بتحريف القرآن , و أنت تعلم يقينا أنها زلة أصبع !

لكن أنتم تحرفون معناها حقا !

فالفرق بين أهل السنة - نحن - و أهل الضلال - كأنت - حين يصدر منا خطا و لو غير عمد - كهنا - نتراجع عنه

اما انتم فلا تتركوا طريقة سيدكم لما دل عليه الكتاب و السنة

فأف لكم و لما تعملون !


و اقول لك ايضا : لا داعي ان تقول إن الحديث معلل بالاضطراب !

بـنـي يـاس
22-10-2007, 11:40 PM
قال تعالى

(( ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ))

لا يكون العاقل عاقلا إن خاطب الناس بما لا يطيقون
ولكن ما يفعل المرأ إن كان من لا يطيق يدعي ويكابر
لا حول ولا قوة إلا بالله :(
______________________________

على العموم طالب الحق وخاصة فالتوحيد لان المسلم يأثم في عدم النظر والبحث والتيقن من مسألة التوحيد بخلاف مسائل الفقه التي يتسع له الامر في عدم التحقق من الادلة والاكتفاء بالتقليد في غالب امور الفقه


لذلك اطلب من الاخوة أن ينصفوا انفسهم اولا ثم ينصفوا المسلمين بالتعلم والبحث في مسائل العقيدة والاجتهاد في المسائل والاقوال ومقارنة الاقوال وترجيح الاصوب منها بقدر ما استوعب ويتضرع إلى الله في طلب الهدى

ونبذ ا لتقليد الاعمى كليا فالمرأ لان يسأل يوم القيامة عن عقيدة ابن تيمية بل سيحاسب على عقيدة

فتحققوا بارك الله فيكم من الصواب من كل اتجاه من يدّعون السلفية ( الوهابية ) ومن هم حقيقة هم اهل السنة والجماعة الذين يمشون على خطى العلم لمنهج السلف الاشاعرة والماتريدية وأهل الحديث
وايضا تحقّقوا من جهة مذهب المعتزلة
فهؤلاء عصبة اجتهدوا في العقيدة وبسببهم تفنّدت الكثير من الاقوال السنية الصحيحة ردة فعلا قوية لما اتجهوا إليه
:)

****

وللعلم فقط ما كان لي ان اتكلم لولا اني عملت بما انصحكم به
والمرء في هذا لاينفع إلى نفسهم وخاصة في حالة اعراض الناس عن العلم عن اهم امور دينهم




والله الموفق
************
:)

إذ القوم يجسّمون

لم تأت من فراغ ابدا :)
مع العلم اني اعذركم في ذلك لان التقليد وتعتيم الحقيقة غلب عليكم ولست مكفركم كما تفعلون
_________

:)
اذا عرفت معنى التحريف ما هوّلت هكذا
ولكن لا ازال اعذرك ولا اكفرك ابدا كما تفعلون !!
:)
____________
هو سأل عن الحديث وليس انت ولو انه قال لي الا اقول بأنه مضطرب لاجبنته ولكن قولك انت لما اجبتك ابدا
فالقدرة عن بعض البشر محدوده
الله يقوّيك
:)
________


وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

اخي قولي كان واضحا لمن كان له عقل
واما حديث الجارية كما يلقّب
فاقول لك ائت بالروايات التي جائت للحديث كلها ثم ستجد جوابك من نفسك ينطق
والشكر لك :)

أبو نعيم إحسان
23-10-2007, 07:14 AM
أيها الأفاك اللئيم !

اتقول عنا مقلدين ؟!!

نعم نحن نقلد السلف , ليسعنا ما وسعهم

اما انتم معشرة المعطلين فإنكم تقلدون الكفرة الفجرة الملحدين

تقلدون اليونان و ما شابههم

و الآن رأيت أنك من الإمارات , فكيف تريد زرع الفتنة بين الجزائريين ؟!!

ألا تتقي الله ؟!!

(( إن الذين فتنوا المؤمنين و المؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم و لهم عذاب الحريق ))

و اعلم أيها الجاهل بربه و دينه , أن العقيدة توقيفية لا اجتهاد فيها ؛ فكيف تنصح - و النصيحة مسمومة - بالنظر في الأقوال للترجيح

أيها المتجاهل بعقيدة السلف , ألم تقرأ أو تسمع بتحذير السلف من الخوض في الجدال مع أهل البدع ؟!!

ألم تقرأ أو تسمع عن تحذيرهم من علم الكلام ؟!!

ألا تتقي الله و تأتينا بعقيدة الكتاب و السنة و تترك العقيدة المستوردة من اليونان

أسأل الله أن يبعدك عنا و يكفينا شرك , يا ناشر المنكر و الفتن !