المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أُغْنِيَّةُ حُبّ للْكَلِمَات


إخلاص
30-11-2011, 08:00 PM
فيمَ نخشَى الكلماتْ
وهي أحيانًا أكُُفٌّ من ورودِ
بارداتِ العِطْرِ مرّتْ عذْبةً فوق خدودِ
وهي أحيانًا كؤوسٌ من رحيقٍ مُنْعِشِ
رشَفَتْها, ذاتَ صيفٍ, شَفةٌ في عَطَشِ؟
***
فيم نخشى الكلماتْ؟
إنّ منها كلماتٍ هي أجراسٌ خفيّهْ
رَجعُها يُعلِن من أعمارنا المنفعلاتْ
فترةً مسحورةَ الفجرِ سخيّهْ
قَطَرَتْ حسّا وحبًّا وحياةْ
فلماذا نحنُ نخشى الكلماتْ؟
***
نحنُ لُذْنا بالسّكونِ
وصمتنا, لم نشأ أن تكشف السرَّ الشِّفاهُ
وحَسِبنا أنّ في الألفاظ غولاً لا نراهُ
قابعًا تُخْبئُهُ الأحرُفُ عن سَمْع القرونِ
نحنُ كبّلنا الحروف الظامئهْ
لم نَدَعْها تفرشُ الليلَ لنا
مِسْندًا يقطُرُ موسيقَى وعِطْرًا ومُنَى
وكؤوسًا دافئهْ
***
فيم نخشى الكلماتْ؟
إنّها بابُ هَوًى خلفيّةٌ ينْفُذُ منها
غَدُنا المُبهَمُ فلنرفعْ ستارَ الصمتِ عنها
إنّها نافذةٌ ضوئيّةٌ منها يُطِلّ
ما كتمناهُ وغلّفناهُ في أعماقنا
مِن أمانينا ومن أشواقنا
فمتى يكتشفُ الصّمتُ المملُّ
أنّنا عُدْنا نُحبّ الكلماتْ?
***
ولماذا نحن نخشَى الكلماتْ؟
الصّديقاتِ الّتي تأتي إلينا
من مَدَى أعماقنا دافئةَ الأحرُفِ ثَرّهْ؟
إنّها تَفجؤنا, في غَفْلةٍ من شفتينا
وتغنّينا فتنثالُ علينا ألفُ فكرهْ
من حياةٍ خِصْبة الآفاقِ نَضْرهْ
رَقَدَتْ فينا ولم تَدْرِ الحياةْ
وغدًا تُلْقي بها بين يدينا
الصّديقاتُ الحريصاتُ علينا, الكلماتْ
فلماذا لا نحبّ الكلماتْ؟
***
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إنّ منها كلماتٍ مُخْمليات العُذوبَهْ
قَبَسَتْ أحرفُها دِفْءَ المُنى من شَفَتين
إنّ منها أُخَرًا جَذْلى طَروبهْ
عَبرَت ورديّةَ الأفراح سَكْرى المُقْلتين
كَلِماتٌ شاعريّاتٌ, طريّهْ
أقبلتْ تلمُسُ خَدّينا, حروفُ
نامَ في أصدائها لونٌ غنيّ وحفيفُ
وحماساتٌ وأشواقٌ خفيّهْ
***
فيمَ نخشى الكلماتْ؟
إن تكنْ أشواكها بالأمسِ يومًا جرَحتْنا
فلقد لفّتْ ذراعَيْها على أعناقنا
وأراقتْ عِطْرَها الحُلوَ على أشواقنا
إن تكن أحرفُها قد وَخَزَتْنا
وَلَوَتْ أعناقَها عنّا ولم تَعْطِفْ علينا
فلكم أبقت وعودًا في يَدَينا
وغدًا تغمُرُنا عِطْرًا ووردًا وحياةْ
آهِ فاملأ كأسَتيْنا كلِماتْ
***
في غدٍ نبني لنا عُشّ رؤًى من كلماتْ
سامقًا يعترش اللّبلابُ في أحرُفِهِ
سنُذيبُ الشِّعْرَ في زُخْرُفِهِ
وسنَرْوي زهرَهُ بالكلماتْ
وسنَبْني شُرْفةً للعطْرِ والوردِ الخجولِ
ولها أعمدةٌ من كلماتْ
وممرًّا باردًا يسْبَحُ في ظلٍّ ظليلِ
حَرَسَتْهُ الكلماتْ
***


نَازِكُ الِمَلاَئِكَة

علي قوادري
30-11-2011, 08:35 PM
من روائع الاديبة نازك مكانها جواهر الادب.
شكرا جزيلا اختي اخلاص.

عبد المنتقم
30-11-2011, 08:58 PM
صدقت كلماتك و لن نخشى الكلمات في وجودك يا خالة
كلمات جميلة جدا و معبرة يعجز اللسان عن اعطاء رد يليق
بما قد كتبت يداك يا خالة
احلى التحيات لكي مني

إخلاص
05-03-2012, 12:13 AM
من روائع الاديبة نازك مكانها جواهر الادب.
شكرا جزيلا اختي اخلاص.

العفو أخي
شاكرة لك نقلها إلى مكانها المناسب
دمت وفيّا
تحيّة تليق

إخلاص
05-03-2012, 12:15 AM
صدقت كلماتك و لن نخشى الكلمات في وجودك يا خالة
كلمات جميلة جدا و معبرة يعجز اللسان عن اعطاء رد يليق
بما قد كتبت يداك يا خالة
احلى التحيات لكي مني

إبن أختي الوفيّ شكري موصول إليك على ردّك الأروع
لك من خالتك تحيّة أحلى
دمت وفيّا