المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (المتنبي) يهجو (كافورَ الإخشيدي) حاكم مصر منقوول


المهندس ابوعلاء
21-02-2012, 01:00 PM
(المتنبي) يهجو (كافورَ الإخشيدي) حاكم مصر
وكان كافور اغتال حاكم مصر الإخشيدي وتولى حكم مصر بعده
وكان كافور أسود اللون وكان خادما وعبدً من عبيد الإخشيدي ضخم
الجسم ذو شفاه
غليظة ومشقوقة وأكعاب قدمية مشقوقة..
******
القصيدة (فقط بعض أبياتها)

عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيد

بِما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديد


أَمّا الأَحِبَّةُ فَالبَيداءُ دونَهُمُ

فَلَيتَ دونَكَ بيدًا دونَها بيدُ



إِنّي نَزَلتُ بِكَذّابينَ ضَيفُهُمُ

عَنِ القِرى وَعَنِ التَرحالِ مَحدودُ


جودُ الرِجالِ مِنَ الأَيدي وَجودُهُمُ

مِنَ اللِسانِ فَلا كانوا وَلا الجودُ



ما يَقبِضُ المَوتُ نَفسًا مِن نُفوسِهِمُ

إلاوَفي يَدِهِ مِن نَتنِها عودُ



أَكُلَّما اغتالَ عَبدُ السوءِ سَيِّدَهُ

أَو خانَهُ فَلَهُ في مِصرَ تَمهيدُ


صارَ الخَصِيُّ إِمامَ الآبِقينَ بِها

فَالحُرُّ مُستَعبَدٌ وَالعَبدُ معبودُ


العَبدُ لَيسَ لِحُرٍّ صالِحٍ بِأَخٍ

لَو أَنَّهُ في ثِيابِ الحُرِّ مَولودُ




لا تَشتَرِ العَبدَ إِلا وَالعَصا مَعَهُ

إِنَّ العَبيدَ لأنجاسٌ مَناكيدُ



ما كُنتُ أَحسَبُني أبقى إِلى زَمَنٍ

يُسيءُ بي فيهِ كَلبٌ وَهوَ مَحمودُ


وَأَنَّ ذا الأَسوَدَ المَثقوبَ مِشفَرُهُ

تُطيعُهُ ذي العَضاريطُ الرَعاديدُ


جَوعانُ يَأكُلُ مِن زادي وَيُمسِكُني

لِكَي يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقصودُ



مَن عَلَّمَ الأَسوَدَ المَخصِيَّ مَكرُمَةً

أَقَومُهُ البيضُ أَم آبائُهُ الصيدُ


أَم أُذنُهُ في يَدِ النَخّاسِ دامِيَةً

أَم قَدرُهُ وَهوَ بِالفَلسَينِ مَردودُ


أَولى اللِئامِ كُوَيفيرٌ بِمَعذِرَةٍ

في كُلِّ لُؤمٍ وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ



وَذاكَ أَنَّ الفُحولَ البيضَ عاجِزَةٌ

عَنِ الجَميلِ فَكَيفَ الخِصيَةُ السودُ

***
وقال المتنبي هاجيا كافورَ في قصيدة أخرى

وكان كافور ذو شفتين عريضتين وفم كبير ورجلاه كبيرتان ولونهما

أسودا وبها شقوق في أكعاب قدميه كأنما يلبس نعلا ٌ ولكنه كان

حافيا..

وَتُعجِبُني رِجلاكَ في النَعلِ إِنَّني

رَأَيتـُكَ ذا نَعلٍ إِذا كُنتَ حافِيا


وَإِنَّكَ لا تَدري أَلَونُكَ أَسوَدٌ

مِنَ الجَهلِ أَم قَد صارَ أَبيَضَ صافِيا


وَيُذكِرُني تَخيِيطُ كَعبِكَ شَقَّهُ

وَمَشيَكَ في ثَوبٍ مِنَ الزَيتِ عارِيا



وَلَولا فُضولُ الناسِ جِئتُكَ مادِحًا

بِما كُنتُ في سِرّي بِهِ لَكَ هاجِيا



فَأَصبَحتَ مَسرورًا بِما أَنا مُنشِدٌ

وَإِن كانَ بِالإِنشادِ هَجوُكَ غالِيا


فَإِن كُنتَ لا خَيرًا أَفَدتَ فَإِنَّني

أَفَدتُ بِلَحظي مِشفَرَيكَ المَلاهِيا



وَمِثلُكَ يُؤتى مِن بِلادٍ بَعيدَةٍ

لِيُضحِكَ رَبّاتِ الحِدادِ البَواكِيا

ويعني المتنبي بذلك أن شكل وهيئة كافور كان مضحكا وهزليا بحيث

تضحك منه ربات البيوت (النساء) الباكيات .