المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فصـــلٌ مــــن شقــــاء العطـــــر ! *شعــر: هــلال الفــارع / فلسطين


علي قوادري
05-04-2012, 05:49 PM
شعــر: هــلال الفــارع / فلسطين

نُتَفٌ مِنَ الهَمَسَاتِ تعبُرُني مُقطَّعةً،
وَبعضُ خُيوطِ أُغنِيةٍ كَسُولهْ
والهمسُ يَشدَهُنِي،
وَوَحدِي واقِفٌ،
لا البابُ يبسِمُ لي،
ولا الشُّباكُ يُسعِفُ رَجفَتِي،
والصَّمتُ يشربُنِي على مَهْلٍ،
ولا يُنهِي هُطُولَهْ

مُتَشَظِّيَ الأنفاسِ كنتُ،
وأعيُنُ الشُّرُفاتِ تهزأُ بي،
وكان القلبُ يَشرَقُ في صدى الإصغاءِ،
حينَ تخُوضُ في دَمِهِ الظُّنونُ،
وَتُبتَلَى فيهِ الرُّجُولَهْ

وَحدِي،
وَليسَ عَليَّ غيرُ الذَّوْبِ في الإنصْاتِ،
والأَضواءُ خافِتَةٌ،
وَفَصلٌ مِنْ شقاءِ العِطرِ يملؤُني،
وَيُلقِمُنِي ذُهُولَهْ
حاوَلْتُ طَردِي،
بيدَ أَنَّ اللَّيلَ لمْ يُذعِنْ لِخُطوَتِيَ العليلَهْ
حاوَلْتُ جَرَّ الصَّوتِ،
إلاَّ أنَّني أَرهَقْتُ قوْسَ الْحَلْقِ،
بينَ تَرَدُّدٍ وَتبَدُّدٍ في الْمُفرَدَاتِ،
وفي التفاتاتِي الْخَجُولَهْ

وحدي،
وَكنتُ أَكادُ أسمعُهُ يُعانِقُها،
وفي أعراقِها ظَمَأٌ تَحَمَّمَ بي،
وسافرَ في انطفاءاتِ الْجَدِيلهْ
والرِّيحُ تَحْمِلُ ما تَبَقَّى مِنْ فَمِي،
وَتُجِيلُ في الأنحاءِ ما اسْتَعصَى عَليَّ منَ الكَلامِ،
وما ترنَّحَ مِنْ لُهاثاتي الثقيلَهْ

وحدِي هُناكَ،
وَقد أَدارَ اللَّيْلُ في دَمِهَا عَويلَهْ
أنا ليس لي زَمَنٌ يُعانِقُنِي،
ولا وطنٌ أعانِقُهُ سوى عينيْكِ،
فاكتَحِلي بِقافِيَتي،
لتَصْهَلَ فيكِ،
ثم تزنَّري – لِتُراقصيهِ - بحبلِ شرياني،
ودوسي فوقَ آمالي القتيلهْ

وحدي،
وتعرِفُ أَنَّنِي وحدي،
فَيُجهِشُ في رُؤاها خَاطِري،
وأَكادُ أسمعُها تقولُ؛
تعِبتَ.. فارحَمْ ما تبقّى منكَ،
أو مني،
وغادِرْني إلى حزنٍ أقلَّ،
ولو لساعاتٍ قليلهْ
يا لَوعَةً غَرِقَتْ بِأُغنِيَتي،
وماتَتْ وهي تُقرِئُني حكاياتِ الفوارِسِ،
والسُّيوفِ المستحيلَهْ
لا أستطيعُ عِناقَ مَعنايَ القديمِ،
فأين أمضي دونَ خارطةٍ،
وأحلامٍ بديلهْ؟

وحدي وقفتُ،
ولم أزلْ وحدي أسافرُ في حَفاءِ العُمرِ،
والسُّبُلِ الطّويلَهْ

وحدي انشطرتُ،
ولا عزاءٌ للذينَ يُقايضونَ الحُلْمَ،
بالغُصَصِ الجميلهْ!!