المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فما معنى إسرائيلية؟


بلقا
25-08-2012, 03:23 PM
معنى الإسرائيليات، والعلاقة بين الدخيل والإسرائيليات
ننتقل الآن إلى الدخيل في المنقول، فنتعرف على معنى الإسرائيليات، وعلى أقسام الإسرائيليات، وعلى أسباب تفشيها، وعلى أقطاب الرواية الإسرائيلية، ثم نماذج كثيرة من الإسرائيليات في القصص القرآني.
أولًا: الإسرائيليات: ما علاقة كلمة الإسرائيليات بالدخيل؟ وما معناها؟
أما معنى الإسرائيليات: هي جمع مفرده إسرائيلية، نسبةً إلى بني إسرائيل، والنسبة في هذا المركب -بني إسرائيل- هذا المركب الإضافي النسبة فيه للعجُز لا للصدر، فنقول: إسرائيلي، وقصة إسرائيلية، خبر إسرائيلي، وقصة إسرائيلية أو حادثة إسرائيلية.فما معنى إسرائيلية؟ هي القصة أو الحادثة، تروَى عن مصدر إسرائيلي، كلمة إسرائيلي نسبة إلى بني إسرائيل أو إلى أبيهم الأول؛ لأن بني إسرائيل هم بنو سيدنا يعقوب -عليه السلام.
فلفظ إسرائيليات -كما يقول دكتور محمد الذهبي- وإن كان يدل على القصص الذي يروى أصلًا عن مصادر يهودية، يستعمله علماء التفسير والحديث على ما هو أوسع وأشمل من القصص اليهودي، فهو يُطلق على التفسير والحديث من أساطير قديمة منسوبة إلى مصدر يهودي أو نصراني.
إذًا كلمة إسرائيليات ليست قاصرةً على المنسوب لليهود، إنما الكلمة تشمل ما نُسِبَ إلى اليهود أو إلى النصارى، بل توسع العلماء، فعدوا من الإسرائيليات ما دَسَّه أعداء الإسلام من اليهود وغيرهم على التفسير وعلى الحديث، ومن أخبار لا أصلَ لها في مصدر قديم، قالوا عنها جميعًا: إنها إسرائيليات.
وأطلق علماء التفسير والحديث لفظ إسرائيليات على كل ذلك من باب التغليب للون اليهود على غيرهم؛ وذلك لأن اليهود كانوا ساكنين في المدينة، واللقاءات التي كانت تتم بين العرب واليهود في رحلتي الشتاء إلى اليمن والصيف إلى الشام، وفي اليمن والشام كثير من أهل الكتاب، كما كانت لقاءات هناك كثيرة بين اليهود والنبي -صلى الله عليه وسلم- وبين اليهود وبعض المسلمين، وكان اليهود يلقون الأسئلةَ على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فكانوا يقدمون ما يعن لهم، إما امتحانًا واختبارًا لصدق نبوته -عليه الصلاة والسلام- وإما تحديًا وتعجيزًا، فَرَدَّ الله كيدهم، وجعل كلمتهم السفلى، وجعل كلمة الله هي العليا -سبحانه وتعالى.
كذلك يمكن أن نقول:
إن اليهود كانوا قومًا بُهتًا، كانوا سماعين للكذب، أكالين للسحت، كذابين، هم أشد الناس عداوةً وبغضًا للإسلام والمسلمين، وكان لهم حيل وخداعات كثيرة يتظاهرون بأنهم محبون لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينما هم يضمرون العداوة والبغضاء للمسلمين، وما أصدقَ القرآن عندما قال: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}! (المائدة: 82).
أما النصارى فكانت ثقافتهم تعتمد في الغالب على الإنجيل الذي أشار القرآن إلى أنه من الكتب السماوية في قوله: {ثُمَّ قَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِرُسُلِنَا وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الْإِنْجِيلََ} (الحديد: 27).
وعلى كل حالٍ الأناجيل يطلق عليها وعلى ما انضم إليها من رسائل الرسل اسم "العهد الجديد" والكتاب المقدس عند النصارى يشمل: التوراة والإنجيل، يعني: يشمل العهد القديم والعهد الجديد، وهذا مما ينبغي أن نغفل عنه. وعلى كل حال فأثر الإسرائيليات هو الأكثر، وكان غالب اللون اليهودي هو الدخيل من كلام اليهود، فأُطلِقَ لفظ الإسرائيليات على كلام اليهود، وعلى كلام غيرهم.
العلاقة بين الدخيل والإسرائيليات:
بعدما عرفنا معنى الدخيل ومعنى الإسرائيليات، وأن كلًّا منهما غريب على التفسير وبعيد عنه. نقول: إن الإسرائيليات جزء من الدخيل، فالدخيل أعم من الإسرائيليات؛ لأن لفظ الدخيل كلمة واسعة تتناول القسمين، الدخيل المأثور، ودخيل الرأي، بينما الإسرائيليات هي جزء فقط من أنواع الدخيل في النقل والمأثور.
وكلاهما الإسرائيليات والدخيل أمر مرفوض؛ لأنه يجيء بما لا يتفق مع القرآن الكريم شرحًا صحيحًا، وإن كنا سنقول: إن من الإسرائيليات ما يتفق مع القرآن أو ما لا يتعارض معه، وهذا سيكون مقبولًا إن شاء الله.الدخيل يتناول في لفظه ومعناه أنواعًا كثيرةً: الإسرائيليات في التفسير، والأحاديث الضعيفة والموضوعة في القرآن الكريم، كما يتناول تأويلات الباطنية في التفسير، كما يتناول شطحات المتصوفة في التفسير، كما يتناول بدع التفاسير اللغوية والإعرابية، كما يتناول تحريفات الفرق الضالة: البهائية والقاديانية ونحوها.
كما يتناول أيضًا هذا الشطط، وهذا التكلف الذي مال إليه العصريون في النظريات العلمية، كل هذا يعتبر من الدخيل، ويعتبر خارجًا عن معاني الآيات المعاني الصحيحة، وقطعًا للآيات عن السباق واللحاق، وعن سياق الآيات، والاستدلال بالآيات في غير ما تحتمله.
فنستطيع أن نقول: إن العلاقة إذًا بين الدخيل والإسرائيليات هي العموم والخصوص المطلق، فكل الإسرائيليات دخيل، وليس كل الدخيل إسرائيليات.
والله أعلم.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، والله أعلم.
المرجع/الدخيل في التفسير.جامعة المدينة.

charifa benhami
25-08-2012, 08:37 PM
شكرا لك اخي حقا استفدت من موضوعك جوزيت خيرا في انتظار جديدك شكرا

بلقا
25-08-2012, 08:43 PM
شكرا لك اخي حقا استفدت من موضوعك جوزيت خيرا في انتظار جديدك شكرا

-----------------------
شكر الله لك وبارك فيك وتحية طيبة وكل عام وأنت بخير وهناء آمين.