المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : درر ذهبية من سورة ال عمران/الثبات على المنهج


مُسلِمة
26-11-2012, 07:41 PM
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مفاهيم رائعة من سورة ال عمران تدور حول الثبات على المنهج


فالهدف الذي تدور حوله السورة وثيق الصلة بهدف سورة البقرة التي كانت تخبر المسلمين بأنهم مسؤولون عن الأرض، والتي عرضت منهج الاستخلاف. فسورة آل عمران تؤكد الثبات على هذا المنهج، والكثير من الأشخاص - بعد أن يقرأوا المنهج ويتحملوا المسؤولية - يزيغون ويسقطون، ويبتعدون عن المنهج القويم، كالذي يتعبد في شهر رمضان ثم يغلق أبواب الطاعة والعبادة بعده. فالسورة تخاطب المتدينين منذ أكثر من 20 سنة وتثبتهم على الدين، كما تخاطب الشباب الذين تديّنوا بالأمس وتقول لهم أثبتوا على دينكم ومنهجكم لتحقيق استخلاف المسلم في الأرض.
للإجابة على هذا السؤال يجب أن نعرف كيف يزيغ الناس، فالناس يضللون إما بالأفكار التي تشوش عقائدهم، أو يتيهون وسط مشاغل الحياة فتضعف عزائمهم. وبالتالي فأسباب الهلاك فكرية (داخلية) أو عملية (خارجية)، والسورة تحث المؤمن على الثبات في المجالين وتحذره مما قد يكون سبباً في زلته.
لذلك تقسم السورة إلى قسمين:

. القسم الأول: الآيات (1 - 120)
لثبات على الحق فكرياً أمام المؤثرات الخارجية، من خلال الحديث عن أهل الكتاب والحوار معهم، وهو أول حوار بين العقائد في القرآن.
. القسم الثاني: الآيات (120 - 200)
تتحدث عن الثبات على الحق عملياً أمام المؤثرات الداخلية من خلال الحديث عن غزوة أحد، كنموذج للأخطاء التي قد تقع وكيفية تفاديها.
وقد بَدَأْتُ بالخارج حتى تجهّز للمسلم البيئة المحيطة، وبعد ذلك بدأت بالتكلم على الداخل. والواقع أن السورة تناولت هذين المحورين من خلال التعليق على حادثتين حصلتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم:

- الحادثة الأولى: لقاء وفد نصارى نجران مع النبي، حين استضافهم في المسجد النبوي وحاورهم لمدة ثلاثة أيام.
- الحادثة الثانية: غزوة أحد والهزيمة أمام المشركين، فتأتي 80 آية للتعقيب عليها، لأن أكثر المؤمنين لم يثبتوا في الغزوة ولم يطيعوا أوامر نبيهم صلى الله عليه وسلم (وخاصة الرماة)
الآيات تعلق على حوادث مضى عليها أكثر من 1400 سنة، لكنها تخاطب المسلمين في كل العصور لتعلمهم كيف يثبتوا

خارجياً وداخلياً، فكرياً وعملياً.

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

البداية والنهاية

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

بدأت السورة بما يساعد المسلم على الثبات، وختمت أيضاً بما يثبته على الحق.

اقرأ في بداية السورة:}الم  ٱلله لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْحَىُّ ٱلْقَيُّومُ  نَزَّلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ بِٱلْحَقّ مُصَدّقاً لّمَا بَيْنَ يَدَيه{ (1-3).
فإلهكم إله واحد وهو المعين على الثبات، والكتاب حقّ، وهو طريقك إلى الثبات على هذا الدين.

والآية الأخيرة تقول للمؤمنين }يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱلله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ (200).
اصبروا أي اصبر نفسك، أما صابروا فمعناها أن تساعد غيرك على الصبر، وأما رابطوا فمعناها أن يبقى المسلم مستعداً لمواجهة أي خطر يأتي من الخارج. والرباط يكون على الثغور لدفع وصد العدو الخارجي سواء كان هذا العدو جيشاً أو فكرة وشبهة.
وذكر القرآن كعامل من عوامل الثبات قد تكرر كثيراً في السورة.

فتأتي الآية (7) لتوضح}هُوَ ٱلَّذِى أَنزَلَ عَلَيْكَ ٱلْكِتَـٰبَ مِنْهُ آيَـٰتٌ مُّحْكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلْكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فى قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنْهُ ٱبْتِغَاء ٱلْفِتْنَةِ وَٱبْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ ٱلله وَٱلرسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ يَقُولُونَ ءامَنَّا بِهِ كُلٌّ مّنْ عِندِ رَبّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ ٱلالْبَـٰبِ{.
فالفهم الصحيح للقرآن من أهم عوامل الثبات الفكري والكثير من الناس قد يزيغون ويقعون في الباطل عن طريق اتباع المتشابه من القرآن. فالسورة تحذرنا من هذا الضلال وتحثنا على أن نكون من الراسخين في العلم، وان ندعو بدعاء الثبات:}رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ{ (8).
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
ايات تدعو إلى الثبات
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

وهذه الآيات كثيرة جداً في السورة. فمرة يكون ذلك عبر التذكير بأشخاص ثبتوا عند لقاء العدو.
(في معرض الحديث عن غزوة بدر) }َقدْ كَانَ لَكُمْ ءايَةٌ فِي فِئَتَيْنِ ٱلْتَقَتَا فِئَةٌ تُقَـٰتِلُ فِى سَبِيلِ ٱلله وَأُخْرَىٰ كَافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مّثْلَيْهِمْ رَأْىَ ٱلْعَيْنِ وَٱلله يُؤَيّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاء إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لاِوْلِى ٱلاْبْصَـٰرِ{ (13).
ومرة تذكّرنا السورة بالحواريين حين ثبتوا على نصرة دين الله تعالى وعدم الكفر به.
}فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَىٰ مِنْهُمُ ٱلْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِى إِلَى ٱلله قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ ٱلله ءامَنَّا بِٱلله وَٱشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{ (52).
وبمناسبة الحديث عن الأمم السابقة، يذكّرنا الله تعالى بعهد الأنبياء وثباتهم على نصرة الإسلام.
}وَإِذْ أَخَذَ ٱلله مِيثَـٰقَ ٱلنَّبِيّيْنَ لَمَا ءاتَيْتُكُم مّن كِتَـٰبٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدّقٌ لّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ...{(81).
وفي سورة آل عمران تجد آيات تحثّك على التقوى والثبات على الدين حتى الممات.
}يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱلله حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ{ (102) الآية تقول لك: إياك أن تموت إلا وأنت مسلم.
ولكن كيف ونحن لا نعرف متى نموت؟ الجواب: اتق الله واثبت على طاعته تموت على الإسلام وتضمن حسن الخاتمة إن شاء الله.
وتأتي الآية التي بعدها مباشرة }وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱلله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ{(103).
فإذا أردت الثبات على الحق فاعتصم بالقرآن والزم المتدينين والصحبة الصالحة وإياك والاختلاف.
(وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ)
الله تعالى ذكر هذين الرمزين في السورة التي تناقش أهل الكتاب وهذه طريقة مميّزة للقرآن في تقريب الناس كما مرّ معنا. فمع أنه ينكر على ما يعتقده أهل الكتاب لكنه يثني على شخصيات عظيمة يؤمنون بها كزوجة عمران والسيدة مريم.
واللطيف أيضاً في السورة التي تتحدث عن الثبات أن الله تعالى قد جعل نموذج الثبات سيدتين فالسورة مع أن اسمها آل عمران، لم تذكر عمران نفسه بل ركزت على زوجته ونيتها المخلصة في نصرة دين الله التي كانت سبباً بعد ذلك في ولادة السيدة مريم ومن بعدها سيدنا عيسى. لاحظ أيضاً أن سيدنا زكريا على ما له من قيمة في أنبياء بني إسرائيل قد تعلّم من السيدة مريم.

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
قيمة المرأة في السورة
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

}كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا ٱلْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ
يٰمَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَـٰذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ ٱلله...{ و}هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ...{(37-38).
فرمز الثبات في السورة هو النساء، والسورة التالية بعد آل عمران هي أيضاً سورة النساء، وهذا أوضح دليل على تكريم الإسلام للمرأة ورفع قدرها.



فالثبات الثبات على الحق فكراً وعملاً، واجعل لك مبدا وهدفا فى حياتك واثبت عليه ، وتعلّموا من السيدتين اللتين ذكرتا في هذه السورة: امرأة عمران، ومريم بنت عمران.


http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
الثبات في مواطن كثيرة
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif


الآيات في السورة لتحث على الثبات في مواطن مختلفة. فتأمل معي قول الله تعالى في الثبات عند لقاء العدو:
}وَكَأَيّن مّن نَّبِىّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱلله وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱلله يُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِينَ {(146).
وتأمّل قول الله تعالى: }ٱلَّذِينَ قَالَ لَهُمُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱلنَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ
لَكُمْ فَٱخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَـٰناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱلله وَنِعْمَ ٱلْوَكِيلُ  فَٱنْقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مّنَ ٱلله وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوء وَٱتَّبَعُواْ رِضْوٰنَ ٱلله وَٱلله ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ{ (173-174).
آيات كثيرة تدعو المسلمين للثبات وعدم الضعف والتخاذل تحت أي ظرف. ولأن الثبات أمر خطير ومصيري، فالسورة تحذر من عوامل تزلزل إيمان المؤمن وتقلّل من مقدرته على الثبات.


http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
عقبات الثبات: (الشهوات والمعاصي)
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif


السورة نقرأ الآية }زُيّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ ٱلشَّهَوٰتِ مِنَ ٱلنّسَاء وَٱلْبَنِينَ وَٱلْقَنَـٰطِيرِ ٱلْمُقَنطَرَةِ مِنَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلْخَيْلِ ٱلْمُسَوَّمَةِ وَٱلانْعَـٰمِ وَٱلْحَرْثِ ذٰلِكَ مَتَـٰعُ ٱلْحَيَوٰةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلله عِندَهُ حُسْنُ ٱلْمَأَبِ{(14).
فالتعلق بمتاع الدنيا الزائل وشهوتها الفانية عامل خطير ضد ثبات الأمة.
ويقول تعالى: }إِنَّ ٱلَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَانِ إِنَّمَا ٱسْتَزَلَّهُمُ ٱلشَّيْطَـٰنُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ{(155).
فهذه الآية تقول بأن الذين تولوا من الصحابة يوم غزوة أحد كان عندهم ذنوب في الماضي، فاستزلّهم بها الشيطان فلم يثبتوا.
ونرى آية أخرى في نفس المعنى:
}أَوَ لَمَّا أَصَـٰبَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّىٰ هَـٰذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ{ (165).

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
الحل: (التوبة)
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

لذلك تتكرّر الآيات التي تدعو إلى التوبة والمسارعة فيها.
فيقول تعالى:}ٱلَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا ءامَنَّا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ ٱلنَّارِ{ (16).
}إِلاَّ ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِن بَعْدِ ذٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ ٱلله غَفُورٌ رَّحِيمٌ{(89).
وتأتي الآية }وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ{ (133).
فلتكن هذه الآية شعاراً للشباب الذين يقعون في المعاصي، المسارعة بالاستغفار والتوبة لنثبت على الحق ونضمن جنة عرضها السماوات والأرض.

مما سبق تبيّن لنا أن الثبات على الحق أمر مهم وخطير وأن العقبات دونه كثيرة مما يوصلنا إلى السؤال المهم: ما هي العوامل التي تساعدنا على الثبات على الحق؟

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
خمسة عوامل: أتت بها السورة وركّزت عليها:
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif

1. اللجوء إلى الله: فالثبات من الله تعالى وهو القادر على تثبيتنا على منهجه.
لذلك فالسورة تحثّ على الدعاء كثيراً من أولها:
}رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ ٱلْوَهَّابُ{ (8).
}رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ إِنَّ ٱلله لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ{ (9).
}قُلِ ٱللهمَّ مَـٰلِكَ ٱلْمُلْكِ تُؤْتِى ٱلْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ ٱلْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ ٱلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلّ شَىْء قَدِيرٌ{ (26).
إلى أن يصوِّر لنا القرآن نماذج مضيئة وكيف كانت تلجأ إلى الله.
فهذه زوجة عمران تدعو الله قائلة: }رَبّ إِنّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا{ (35).
وزكريا }هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبّ هَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرّيَّةً طَيّبَةً{ (38).
وتمضي الآيات في السورة لتحثّ على الدعاء وترغب فيه، فهذا
دعاء الأمم السابقة في الثبات عند لقاء العدو }وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِى أَمْرِنَا وَثَبّتْ أَقْدَامَنَا وٱنصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَـٰفِرِينَ{ (147).
وهذا دعاء أولي الألباب }رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِى لِلإِيمَـٰنِ أَنْ ءامِنُواْ بِرَبّكُمْ فَـئَامَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفّرْ عَنَّا سَيّئَـٰتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلاْبْرَارِ  رَبَّنَا وَءاتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ  فَٱسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنّى لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مّنْكُمْ مّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ بَعْضُكُم مّن بَعْضٍ فَٱلَّذِينَ هَـٰجَرُواْ وَأُخْرِجُواْ مِن دِيَـٰرِهِمْ وَأُوذُواْ فِى سَبِيلِى وَقَـٰتَلُواْ وَقُتِلُواْ لاكَفّرَنَّ عَنْهُمْ سَيّئَـٰتِهِمْ وَلاَدْخِلَنَّهُمْ جَنَّـٰتٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلاْنْهَـٰرُ ثَوَاباً مّن عِندِ ٱلله وَٱلله عِندَهُ حُسْنُ ٱلثَّوَابِ{ (193 - 195).

2. العبادة: وتقرأ في ذلك قوله تعالى: }كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا{ (37) فكانت السيدة مريم عاكفة على المحراب، فتعلم منها سيدنا زكريا لذلك عندما نادته الملائكة لتبشره بيحيى:{ فَنَادَتْهُ ٱلْمَلَـئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلّى فِى ٱلْمِحْرَابِ{(39).
وهكذا نرى أن أجواء العبادة في السورة كثيرة ونصل إلى صفات أولي الألباب في آخر السور لنقرأ قوله تعالى: }ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱلله قِيَـٰماً وَقُعُوداً وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ...{ (191).

3. الدعوة إلى الله: توجد منطقة في مخ الإنسان هي منطقة القناعات، وهناك منطقة أبعد وأقوى هي منطقة الهوية والإنتماء، ولكي ننقل فكرة في المخ من منطقة القناعات إلى منطقة الهوية والإنتماء لا بد أن نتحدّث عنها. فقد يكون المرء مقتنعاً بالإسلام، لكن الإسلام لم يصبح هوية له. فإذا أراد الإنسان أن يكمل انتمائه إلى دينه فينبغي أن يكثر الحديث عنه، فيقوى انتماءه للفكرة ويثبت عليها. فالدعوة إلى الله من أهم عوامل الثبات لأن الداعي حين يأخذ بيد الناس فإنه سيكون أول من يثبت على ما يدعو الناس إليه. لذا فإن السورة تحتوي على الكثير من الآيات التي تحثّ المؤمن على الدعوة إلى الله:
}وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ (104).
}كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلله وَلَوْ ءامَنَ أَهْلُ ٱلْكِتَـٰبِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مّنْهُمُ ٱلْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ ٱلْفَـٰسِقُونَ{ (110).

4. وضوح الهدف: ومن عوامل الثبات أن يكون لك هدف واضح في حياتك.
يقول تعالى: }ٱلَّذِينَ يَذْكُرُونَ ٱلله قِيَـٰماً... رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَـٰطِلاً سُبْحَـٰنَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ{ (191).
فلا بدّ أن نفهم أن هذا الكون قد أنشئ لهدف ولم ينشأ عبثاً، والهدف هو عبادة الله ومعرفته وأن نكون مسؤولين عن الأرض (كما وضحت سورة البقرة).

5. الأخوة: }وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱلله جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ{ (103).
فالأخوة في الله تؤمن للمسلم الصحبة الصالحة وهي من أهم نعم الله على الإنسان }فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً{ (103).
لذلك تحذّرنا السورة من تضييع الأخوة والتفرق }وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ{ (105).
الثبات الفكري



http://upload.arabia4serv.com/images/40722478087839198439.gif
سبق وذكرنا أن السورة تنقسم إلى قسمين:


والقسم الأول من الآية (1 - 120) يناقش عقيدة أهل الكتاب مناقشة راقية وعلمية ومؤدبة. إنها لا تهدف إلى تسفيه أفكارهم بل تهدف إلى تثبيت المؤمنين فكرياً وتنقية أفكارهم من الشبهات.
لذلك إذا عدنا إلى جو هذه المناقشة، نجد أحداثها تدور في المسجد النبوي مع وفد نصارى نجران الذين مكثوا ثلاثة أيام في المدينة ليتحاوروا مع رسول اللهصلى الله عليه وسلم حواراً هو الأول من نوعه بين المسلمين والمسيحيين. ومن المهم هنا أن نوضح أن الحوار والتفاهم مع الآخر لا يعني أبداً التنازل عن جزء من العقيدة أو القيم والمبادئ، وهذا ما سنراه بوضوح من خلال الحوار الموجود في السورة وتقسيم القرآن الرائع والمنطقي لمراحله:

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
تقوية عقيدة المسلمين قبل النقاش
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
تبدأ السورة قبل النقاش بتقوية عقيدة المسلمين:
}شَهِدَ ٱلله أَنَّهُ لا إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَٱلْمَلَـٰئِكَةُ وَأُوْلُواْ ٱلْعِلْمِ قَائِمَاً بِٱلْقِسْطِ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ{ (18).
}إِنَّ الدّينَ عِندَ ٱلله ٱلإِسْلَـٰمُ(19).
}أَفَغَيْرَ دِينِ ٱلله يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وَٱلاْرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا{ (83).
}وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإسْلَـٰمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ{ (85).
}فَإنْ حَاجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِىَ لله وَمَنِ ٱتَّبَعَنِ{ (20).


http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
إيجاد نقاط اتفاق
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif


لا بد من إيجاد أرضية مشتركة قبل البدء بأي حوار، وهو ما بيّنه القرآن في قوله تعالى:}قُلْ يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ تَعَالَوْاْ إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ ٱلله وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مّن دُونِ ٱلله فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ ٱشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ{(64).
وتذكر السورة الإيمان بأنبياء الله تعالى كلهم (بما في ذلك أنبياء أهل الكتاب) كنقطة أخرى من النقاط المشتركة معهم:
(قُلْ ءامَنَّا بِٱلله وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَىٰ إِبْرٰهِيمَ وَإِسْمَـٰعِيلَ وَإِسْحَـٰقَ وَيَعْقُوبَ وَٱلاْسْبَاطِ وَمَا أُوتِىَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَٱلنَّبِيُّونَ مِن رَّبّهِمْ لاَ نُفَرّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )(84).

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
الحجج والبراهين وسيلة القرآن للتثبيت
http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif


}إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ ٱلله كَمَثَلِ ءادَمَ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ{ (59).
}يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِى إِبْرٰهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ ٱلتَّورَاةُ وَٱلإْنْجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{(65).
}هأَنتُمْ هَـٰؤُلاء حَـٰجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ{(66).
}مَا كَانَ إِبْرٰهِيمُ يَهُودِيّا وَلاَ نَصْرَانِيّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ{ (67).


آيات كثيرة في الإقناع العقلي والمنطقي
http://upload.arabia4serv.com/images/40722478087839198439.gif
}مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيهُ ٱلله ٱلْكِتَـٰبَ وَٱلْحُكْمَ وَٱلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَادًا لّى مِن دُونِ ٱلله وَلَـٰكِن كُونُواْ رَبَّـٰنِيّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلّمُونَ ٱلْكِتَـٰبَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ{ (79).
(وَلاَ يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُواْ ٱلْمَلَـٰئِكَةَ وَٱلنَّبِيّيْنَ أَرْبَابًا أَيَأْمُرُكُم بِٱلْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ(80).


تحذير أهل الكتاب من التكذيب
http://upload.arabia4serv.com/images/40722478087839198439.gif
وبعد أن عرضت الآيات الأدلّة العقلية والمنطقية، تنتقل إلى جانب آخر من النقاش وهو التحذير والترهيب.
}يأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِأَيَـٰتِ ٱلله وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ{ (70).
}يٰأَهْلَ ٱلْكِتَـٰبِ لِمَ تَلْبِسُونَ ٱلْحَقَّ بِٱلْبَـٰطِلِ وَتَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ{ (71).
}فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَـٰهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ{ (25).

ثم يشتدّ التحدي
http://upload.arabia4serv.com/images/40722478087839198439.gif
}َمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَتُ ٱلله عَلَى ٱلْكَـٰذِبِينَ{(61).
تسمّى هذه الآية بآية المباهلة: أي أن يجتمع الفريقان المتناقشان ويبتهلون إلى الله بأن ينصر الفئة المحقة ويلعن الفئة الكاذبة، وطبعاً لم يقبل نصارى نجران هذا التحدي الشديد.

العدل والتوازن في النقاش
http://upload.arabia4serv.com/images/40722478087839198439.gif
ولأن الإسلام دين راق جداً، هذا الحوار لا يختم إلا بذكر حسنات
بعض أهل الكتاب ويحثّ المسلمين على العدل في النظرة إليهم:
}لَيْسُواْ سَوَاء مّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ ءايَـٰتِ ٱلله ءانَاء ٱلَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ{ (113).
}وَمِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَـٰبِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا{ (75).
فالقرآن يعلّمنا أن كونهم غير مسلمين لا يعني أن كل تصرفاتهم خطأ وكل معاملاتهم غش.
يا مسلمون تعلّموا من سورة آل عمران التوازن في التعامل مع غير المسلمين.
والقرآن يثني أيضاً على أنبياء أهل الكتاب:} إِنَّ ٱلله ٱصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَءالَ إِبْرٰهِيمَ وَءالَ عِمْرٰنَ عَلَى ٱلْعَـٰلَمِينَ{ (33).
ويمتدح السيدة مريم باصطفائها على نساء العالمين: }وَإِذْ قَالَتِ ٱلْمَلَـئِكَةُ يٰمَرْيَمُ إِنَّ ٱلله ٱصْطَفَـٰكِ... عَلَىٰ نِسَاء ٱلْعَـٰلَمِينَ{(42).
إنه مبدأ رائع في التوازن والعدل، فلم تأت هذه الآية في مدح زوجة النبي ولا ابنته بل أتت في الثناء على السيدة مريم
عليها السلام.

وبالمقابل يحذّرنا القرآن من الاتباع الأعمى لأهل الكتاب بعد أن بيّن لنا عقائدهم:
}ٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ إِن تُطِيعُواْ فَرِيقاً مّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَـٰبَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَـٰنِكُمْ كَـٰفِرِينَ{(100).
}وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَىٰ عَلَيْكُمْ ءايَـٰتُ ٱلله وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَن يَعْتَصِم بِٱلله فَقَدْ هُدِىَ إِلَىٰ صِرٰطٍ مّسْتَقِيمٍ{ (101).
}هَاأَنتُمْ أُوْلاء تُحِبُّونَهُمْ وَلاَ يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِٱلْكِتَـٰبِ كُلّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ ٱلاْنَامِلَ مِنَ ٱلْغَيْظِ{(119).
}وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ ٱلْبَيّنَـٰتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ{ (105).
والملاحظ أن محاور هذا النقاش تأتي ضمن آيات متشابكة متتالية: ثناء عليهم، ثم برهان، ثم نقطة اتفاق، ثم تقوية عقيدة (وهو ما يظهر بوضوح في بعض المقاطع مثل الآيات 79 - 83).
ولا ننسى في خضم هذا النقاش آل عمران هذه العائلة المباركة التي سمى الله تعالى السورة باسمها. من امرأة عمران ودعائها إلى السيدة مريم عليها السلام وتبتّلها، ثم زكريا عليه السلام ودعائه، إلى سيدنا عيسى ووالدته ثم رفعه إلى السماء. آيات رائعة في اصطفائهم وفضلهم على العالمين.


http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
[COLOR=DarkRed]ختام أقسام السورة بالثبات

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif


ومن الإشارات الواضحة أن يختم القسم الأول بالثبات }وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً{ (120).
كما ختم القسم الثاني بالثبات } يَـأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ ٱصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَٱتَّقُواْ ٱلله لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ{ (200).

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
الثبات العملي بعد الثبات الفكري

http://upload.arabia4serv.com/images/00809482384827587308.gif
بعدما ثبت البناء الخارجي ضد الأفكار والشبهات ينتقل القرآن إلى تثبيت البناء الداخلي، ويعالج القرآن هذا الموضوع بالتعقيب على غزوة أُحد. فالمسلمون خرجوا من الغزوة منكسرين، خجلين من عصيان أمر النبي صلى الله عليه وسلم ومن هروبهم وخذلانهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم . فكان أن عالجهم القرآن علاجاً راقياً من خلال:

1. التذكير بفضل الله عليهم: وأن النصر من عند الله، فذكّرهم بغزوة بدر:
}إِذْ هَمَّتْ طَّائِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ{(أي أن لا تثبتا على الحق) }وَٱلله وَلِيُّهُمَا{(122) (هو الذي ثبتهما).
}وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ ٱلله بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ{ (123).
ونرى في نفس السياق التأكيد على أن النصر من عند الله:
}بَلَى إِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ وَيَأْتُوكُمْ مّن فَوْرِهِمْ... مُسَوّمِينَ{ (125).
لاحظ أن الصبر والتقوى قد تكرر ذكرهما في ختام أقسام السورة، كما ذكرا هنا أيضاً كسبب لنزول الملائكة ونصر المؤمنين.
2. الأمر بالتوبة والعودة إلى الله: هنا مظهر آخر من روعة القرآن في التربية والتثبيت، فقبل أن يذكر أخطائهم أو يؤنبهم، يدعوهم للعودة والإنابة إلى الله: }وَسَارِعُواْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مّن رَّبّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا ٱلسَّمَـٰوٰتُ وَٱلاْرْضُ{ (133).
}وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱلله فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱلله وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ{ (135).
3. المواساة: رفع الروح المعنوية بين الصحابة، آيات رائعة تخاطب المسلمين في كل زمان ومكان لتثبيتهم رغم كل الآلام وكل المصائب: }وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الاْعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{ (139).
}إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلاْيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ{(140).
فتمسح الآيات بحنان على آلام الصحابة، فالكفار قد تألموا مثلكم وفقدوا الأرواح مثلكم.
ثم تأتي الآية الرائعة في التثبيت: }أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ ٱلله ٱلَّذِينَ جَـٰهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ ٱلصَّـٰبِرِينَ{ (142).
فالجنة غالية، ولا بد لمن يطلبها أن يجاهد ويصبر لينالها.
4. لوم رقيق: بعد رفع الروح المعنوية يبدأ اللوم الرقيق.
}وَلَقَدْ كُنتُمْ تَمَنَّوْنَ ٱلْمَوْتَ مِن قَبْلِ أَن تَلْقَوْهُ فَقَدْ رَأَيْتُمُوهُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ{ (143).
}وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ ٱلرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ ٱنقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَـٰبِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ ٱلله شَيْئاً وَسَيَجْزِى ٱلله ٱلشَّـٰكِرِينَ{ (144).
ويلومهم لوماً آخر: }إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَىٰ أحَدٍ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِى أُخْرَاكُمْ{ (153).
تخيل هذا المشهد: المسلمون يركضون ولا يستمعون لأحد والرسول ثابت في أرض المعركة يناديهم ويذكّرهم بالآخرة. ثم ذكّرهم بأحوال السابقين وثباتهم:
(وَكَأَيّن مّن نَّبِىّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱلله وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱلله يُحِبُّ ٱلصَّـٰبِرِينَ)



وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين

arrij
27-11-2012, 06:40 PM
بارك الله فيك أستاذتي مسلمة

ما أجمل هاته المعاني التي تحملها سورة ال عمران في الحقيقة هي أول مرة أقرأ تفسيرا عميقا لها بهذا الشكل جعله الله في ميزان حسناتك

مُسلِمة
27-11-2012, 08:19 PM
وفيك بارك أريجو نفعنا الله بها وأياك

Abd El Kader
29-11-2012, 09:15 PM
السلام عليكم
حقا موضوعك يتطلب جهدا علميا كبيرا لربط هذه المعاني بعد استخراجها من سورة طويلة
لعلي اتدبر السورة لاحقا وأحاول الاستفادة من دررك

لكن لفت انتباهي قولك في المقدمة
سورة البقرة التي كانت تخبر المسلمين بأنهم مسؤولون عن الأرض، والتي عرضت منهج الاستخلاف.
كيف قلت أن المسلم مسئول عن الأرض ؟! ما أعرفه من حديث المسؤولية (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) غير هذا، فما وجه هذا الكلام ؟
وما معنى منهج الاستخلاف في البقرة؟

بورك فيك وفي علمك وفي قلمك
وجعلك هادية مهدية وهدى بك

مُسلِمة
30-11-2012, 02:30 PM
وعليكم السلام


نعم المسلم مسئول عن الأرض ومسؤوليته فيها هي أن يعبد الله كما شاء الله وأن يتبع أوامره ويدع نواهيه وقد جرب المسؤولية قبله بنو إسرائيل بل كانت في أقوام من قبل أن تصل إلى أدام لكن هؤلاء كلهم فشلوا في مهمة الاستخلاف لأنهم أرادو أن يسيروا ملكا ليس لهم وفق إرادتهم ونسوا أن الله ملك الأرض وخالقها و يريد آن تسير وفق إرادته

سورة البقرة جاءت لتضع أسس دولة الإسلام أو الخلافة الإسلامية في الأرض

كيف قلت أن المسلم مسئول عن الأرض ؟
الدارسون لسورة البقرة وجدوها تنقسم إلى أربعة أقسام
القسم الأول


وهو مقدمة يصف الله عز وجل فيها أصناف الناس ويمتد من أول السورة إلى الآية رقم فنجد فيها صفات المؤمنين والكافرين والمنافقين وتوضيح رائع لحقيقة الإِيمان وحقيقة الكفر والنفاق للمقارنة بين أهل السعادة وأهل الشقاء

القسم الثاني



عرض لنماذج الاستخلاف في الأرض وهي ثلاث

نموذج تمهيدي في قصة ادم مع إبليس و التي توضح أن المعصية هي سبب الاستبدال أي فقدا الخلافة

نموذج فاشل في قصة بنو إسرائيل وفيه عرض لنعم الله عليهموكذا أخطائهم وأبرزها الجدل الشديد (قصة البقرة) عدم تنفيذ شرع الله تعالى – المادية– عدم طاعة رسل الله – التحايل على شرع الله – عدم الإيمان بالغيب.
وهدا لتتجنبها الأمة التي ستستخلفهم من بعد أي أمنتنا

ونموذج ناجح في قصة ابراهيم عليه السلام وهي تجربة ناجحة جاءت في نهاية الجزء للتحفيز على النجاح في امتحان الاستخلاف



القسم الثالث

وما معنى منهج الاستخلاف في البقرة؟



ونجد فيه إطار عام للمنهج كإصلاح شامل والذي يقوم على الطاعة و التميز و التقوى

فالطاعة هي إتباع الأوامر واجتناب النواهي و هذه الأوامر و النواهي هي شريعة الله في الأرض و قد بينها الله عز وجل في هذا القسم من خلال تبيان


التشريع الجنائي في القصاص

المواريث

تشريع تعبدي

أركان الإسلام

أحكام الأسرة

النظام المالي و الاقتصادي



أما التميز هو ما يجعلنا أمة شهيدة على باقي الأمم و قد حدده لنا الله عز وجل في ثلاث مواضع التميز في القبلة التميز في المصطلحات و التميز في المنهج

الركن الثالث في الإصلاح الشامل هو التقوى ونجده ملازما للركنيين السابقين إد لا بد لتطبيق هذا المنهج من أناس طائعين متميزين لا هم لهم سوى إرضاء ربهم



القسم الرابع



ختمة رائعة فيها يمدح الله عز وجل المؤمنين لما أدركوا مفتاح المسؤولية على الأرض في قولهم(سمِعْنَا وَأَطَعْنَا) وختمها بالدعاء لأن الإنسان يخطئ في حياته أثناء قيامه بهذا المنهج وقد يضعف والصراط المستقيم هو هداية من الله لذلك يحتاج إلى العون الرباني بأن يدعو بالعفو والغفران والرحمة فإذا قام المسلم بقتال من أراد محاربة المنهج وأهله فهو يسأل الله النصر على القوم الكافرين


إن أخطأنا يا أخي فلا تبخل علينا من جميل نصائحك بارك الله فيك

Abd El Kader
01-12-2012, 12:36 PM
إن أخطأنا يا أخي فلا تبخل علينا من جميل نصائحك بارك الله فيك


وفيك بارك الله

إنما مادفعني لهذا هو حب معرفة لمصطلحات غريبة عني نوعا ما، ومن ثم فهم مابعد ذلك

بورك فيك وسددك الله

عمر القبي
01-12-2012, 01:04 PM
وفيك بارك الله

إنما مادفعني إلى لـ (mots de passe !!!!!!) ليس لأني أفلاطوني الإستدلال (في حياتي ماقرأت فلسفة إلا في النهائي وكنت حريصا على 8 من 20 التي لم تتغير، فما أعرف أفلاطون حتى أعرف استدلاله) إنما هو حب معرفة لمصطلحات غريبة عني نوعا ما، ومن ثم فهم مابعد ذلك

اللقب (ابن تيمية الشروق) الذي لا أحل لك أن تناديني به ربما نتج عما تابعتيه في حواري الأول في حياتي فيما أذكر مع المناصر للعلمانية أوغيرها (تلك أول مرة أشاهد معرفك)، فلا تهولنك أخيتي الجعجعة فما أنا إلا شاب محب لدينه وفقط ولاتواضع فيما اقول

ولك جزيل الشكر وربما الأجر لأن موضوعك حثني على مرور سريع على آل عمران مرتين، مع استعانة بتفسيرين موجودين في خزانتي (ابن كثير وآخر مبسط)، وتلك اول مرة تكون في حياتي، وقلت لعلي أعود لكلام الاخت المكرمة واتابع ماكانت قد جادت به قريحتها
وذلك بخلاف سورة البقرة التي أستحضر معانيها جيدا، فما قصدت جرك للبقرة ولاشيء من ذلك، وإنما حتى أتابع ماتكتبون يجب أن يكون عندي استحضار لآل عمران ومعانيها وفهم لمصطلحات تكتبينها، ومن ثم الاستمتاع بالدرر أو الاستفسار عن المشكل

وعذرا إن كنت قد (صمطت) عليك بدخولي لموضوعك بمثل تلك passwords !!!

بورك فيك وسددك الله



مزالك في عوايدك عمي ياخي قلنا "أسلوب مباشر" رفقا بنا عمي. "عجبني اسم بن تيمية الشروق"

مُسلِمة
01-12-2012, 07:13 PM
وفيك بارك الله

مُسلِمة
01-12-2012, 07:17 PM
مزالك في عوايدك عمي ياخي قلنا "أسلوب مباشر" رفقا بنا عمي. "عجبني اسم بن تيمية الشروق"

تذخلك يا أخي الكريم زاذني إحراجا أمام أخينا
لكن ما خفف عني أنك تشاطرني في ذلك اللقب
بارك الله فيك

Abd El Kader
04-12-2012, 11:21 AM
مزالك في عوايدك عمي ياخي قلنا "أسلوب مباشر" رفقا بنا عمي. "عجبني اسم بن تيمية الشروق"


لا أخي عمر
أذكر لك قصة تعرفها، قصة الراعي الذي كان يتظاهر بهجوم الذئب عليه ويستصرخ الناس، لما رأى الذئب حقا لا أحد صدّقه

لقد تركت تلك العوائد والحمد لله

Abd El Kader
04-12-2012, 11:47 AM
تذخلك يا أخي الكريم زاذني إحراجا أمام أخينا
لكن ما خفف عني أنك تشاطرني في ذلك اللقب
بارك الله فيك


ياأخي عمر إجعل الأقواس حتى ينتبه المرء لـ mots de passe cachés !!!

سوف أختصر وأستتر بما ورد في رياض الصالحين للنووي


باب كراهة المدح في الوجه لمن خيف عليه مفسدة من إعجاب ونحوه، وجوازه لمن أمن ذلك في حقه

1788- عن أبي موسى الأشعري رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال: سمع النبي رجلاً يثني على رجل ويطريه في المدحة فقال: (أهلكتم أو قطعتم ظهر الرجل) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

(الإطراء): البالغة في المدح.

1789- وعن أبي بكرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أن رجلاً ذكر عند النبي فأثنى عليه رجل خيراً فقال النبي : (ويحك! قطعت عنق صاحبك (يقوله مراراً) إن كان أحدكم مادحاً لا محالة فليقل: أحسب كذا وكذا إن كان يُرى أنه كذلك، وحسيبه اللَّه ولا يزكى على اللَّه أحد) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
.....
فهذه الأحاديث في النهي وجاء في الإباحة أحاديث كثيرة صحيحة. قال العلماء: وطريق الجمع بين الأحاديث أن يقال: إن كان الممدوح عنده كمال إيمان ويقين ورياضة نفس ومعرفة تامة بحيث لا يفتتن ولا يغتر بذلك ولا تلعب به نفسه فليس بحرام ولا مكروه، وإن خيف عليه شيء من هذه الأمور كره مدحه في وجهه كراهة شديدة، وعلى هذا التفصيل تنزل الأحاديث المختلفة في ذلك.
.

Abd El Kader
04-12-2012, 11:55 AM
وعليكم السلام


نعم المسلم مسئول عن الأرض ومسؤوليته فيها هي أن يعبد الله كما شاء الله وأن يتبع أوامره ويدع نواهيه وقد جرب المسؤولية قبله بنو إسرائيل بل كانت في أقوام من قبل أن تصل إلى أدام لكن هؤلاء كلهم فشلوا في مهمة الاستخلاف لأنهم أرادو أن يسيروا ملكا ليس لهم وفق إرادتهم ونسوا أن الله ملك الأرض وخالقها و يريد آن تسير وفق إرادته


إن أخطأنا يا أخي فلا تبخل علينا من جميل نصائحك بارك الله فيك
[/color][/size][/color][/size]


أرجو أن أخبرك قبل ان يفاجئك ذلك (ربما) أنني صريح ومدقق في بعض العبارات (=صامط في الرد السابق الذي :4:)
بما ان المقدمة في تفسير آل عمران كانت كالملخص لما سيذكر (فالهدف الذي تدور حوله السورة وثيق الصلة بهدف سورة البقرة التي كانت تخبر المسلمين بأنهم مسؤولون عن الأرض، والتي عرضت منهج الاستخلاف. فسورة آل عمران تؤكد الثبات على هذا المنهج)
أردت أن اربط بين الفكرة العامة (الملخص في المقدمة) والأفكار الأساسية أي بقية الموضوع
فجاءت توضيحه أعلاه وزيادة على ذلك تفصيل لمعاني البقرة (سوف ألحقها بملاحظاتي بعد الانتهاء مما نحن فيه)
صراحة، ما فهمت شيئا عن (المسلم مسؤول عن الأرض) بل تخلط علي المصطلح أكثر بعد ردك !
ما أفهمه في كلمات الكتاب والسنة انها تعني أن المسلم سوف يسأل عن الشيء
لتسألن عن النعيم ، تسأل عن النعيم هل أديت واجبه
كلكم مسئول عن رعيته ، تسأل عن ابنك هل وقيته من النار ، تسأل المرأة عن بيت الزوجية هل قامت بواجباته، يسأل الأمير عن حقوق رعيته

أما تسأل عن الارض ؟ قلت لي (مسؤوليته فيها هي أن يعبد الله كما شاء الله وأن يتبع أوامره ويدع نواهيه)
لا أرى في التوضيح أي سؤال عن الأرض، فزادني حيرة أكثر، لذلك أقول ربما قصدت ما كتبته في بعض فقراتك الأخيرة
(ختمة رائعة فيها يمدح الله عز وجل المؤمنين لما أدركوا مفتاح المسؤولية على الأرض)
فقلت لعلها تقصد المسئولية عن (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) التي كانت على أو في الأرض،
فلا تقصد عن الأرض بل على الأرض أو في الأرض
فهل هذا ما أردتِ ؟

بيلسان الجنان
06-12-2012, 10:17 PM
بارك الله فيك اخية

ريتال ريتال
07-12-2012, 08:23 AM
جزاك الله ألف خير

مُسلِمة
09-12-2012, 05:52 PM
بارك الله فيك اخية
وفيك بارك خيتي

مُسلِمة
09-12-2012, 05:55 PM
جزاك الله ألف خير
جزانا وأياكم على المتابعة أخية
بوركت

مُسلِمة
09-12-2012, 06:08 PM
(ختمة رائعة فيها يمدح الله عز وجل المؤمنين لما أدركوا مفتاح المسؤولية على الأرض)
فقلت لعلها تقصد المسئولية عن (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) التي كانت على أو في الأرض،
فلا تقصد عن الأرض بل على الأرض أو في الأرض
فهل هذا ما أردتِ ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لقد قصدت كل ما ذكرت أيها الأخ المكرم غير أني زاوجت بين معنيين لا أراهما منفصلين وهما مسؤولية المسلم ومسؤولية الأمة التي ينتمي إليها نحو الأمم الأخرى (الأرض حسب فهمي) ولو أني ثبت نظري على مسؤولية الامة



أما مسؤولية المسلم فهي كما ذكرت وأما مسؤولية الأمة عن الأرض هي الإصلاح و الإعمار و الهذاية و يبدو أن هذا ما رميت إليه ولو أني لا أحسن استعمال الألفاظ (المصطلحات) في مكانها



وانظر معي قوله تعالى في سورة ال عمران


"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ.. "

استقامة الفرد المسلم على المنهج المذكور يعطي أفضلية لهذه الأمة على سائر الأمم ويجعلها في موقع مسؤول ويكفينا قوله تعالى(لتكونوا شهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيدا)

فالشهادة على الناس مسؤولية جسيمة تتطلب أن تقديم نموذج فريدا للريادة في دنيا الناس وهدايتهم وتوحيدهم على المنهج و على الأمة الإسلامية أن تكون كالقبلة تتوحد من خلالها أنظار البشرية في استقبال منهج الله





فهل تقدر الأمة الإسلامية جسامة مسؤوليتها؟

وهل هي مؤهلة للشهادة على غيرها من أهل الأرض؟

هل هي اليوم ميزان يوزن به حال الناس

ويتحكم إليها فيما يقع في دنيا الناس من إفراط وتفريط؟

ألن تكون هذه الأمة التي تتكون من ملايير المسلمين مسؤولة عن وفي وعلى الأرض



أفدني أيا الأخ المكرم بارك الله فيك

Abd El Kader
12-12-2012, 10:11 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



لقد قصدت كل ما ذكرت أيها الأخ المكرم غير أني زاوجت بين معنيين لا أراهما منفصلين وهما مسؤولية المسلم ومسؤولية الأمة التي ينتمي إليها نحو الأمم الأخرى (الأرض حسب فهمي) ولو أني ثبت نظري على مسؤولية الامة



أما مسؤولية المسلم فهي كما ذكرت وأما مسؤولية الأمة عن الأرض هي الإصلاح و الإعمار و الهذاية و يبدو أن هذا ما رميت إليه ولو أني لا أحسن استعمال الألفاظ (المصطلحات) في مكانها



وانظر معي قوله تعالى في سورة ال عمران


"كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ.. "

استقامة الفرد المسلم على المنهج المذكور يعطي أفضلية لهذه الأمة على سائر الأمم ويجعلها في موقع مسؤول ويكفينا قوله تعالى(لتكونوا شهداء على الناس ويكونَ الرسول عليكم شهيدا)

فالشهادة على الناس مسؤولية جسيمة تتطلب أن تقديم نموذج فريدا للريادة في دنيا الناس وهدايتهم وتوحيدهم على المنهج و على الأمة الإسلامية أن تكون كالقبلة تتوحد من خلالها أنظار البشرية في استقبال منهج الله





فهل تقدر الأمة الإسلامية جسامة مسؤوليتها؟

وهل هي مؤهلة للشهادة على غيرها من أهل الأرض؟

هل هي اليوم ميزان يوزن به حال الناس

ويتحكم إليها فيما يقع في دنيا الناس من إفراط وتفريط؟

ألن تكون هذه الأمة التي تتكون من ملايير المسلمين مسؤولة عن وفي وعلى الأرض



أفدني أيا الأخ المكرم بارك الله فيك




وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الاخت مسلمة
بارك الله فيك على صبرك على استفساراتي التي لم تنته بعد، وأمدك الله بالعلم النافع والعمل الصالح وكفاك ما أهمك من امر الدنيا والآخرة، آمين
جميل جدا أن تفيدني ثم تطلبين الإفادة، وأن تبسطي لي معاني قد أقفلت علي، ثم تسأليني النصح عن الخطأ، وأنا في موضوعك كالطالب أمام استاذه يستفسر عما لم يفهمه، كما يلاحظ الجميع !
فهذا، فيما أحسب، أسلوب محمدي (فقط أحب التميز حتى في التعبير والوصف، ولا أحد لا يعرف أفلاطون في عصر قوقل!) في التواضع زادك الله تواضعا في الدنيا ورفعة في الآخرة.

فهمت الآن ولله الحمد ولك الشكر على التوضيح، أن المسؤولية المقصودة هي مسؤولية الأمة وأفرادها كذلك عن الامر بالمعروف والنهي عن المنكر سواء مما انحرف فيه بعض أفرادها أو مجموعاتها أو غيرها من الأمم، ومنه تبليغ دين الله لتلك الأمم الأخرى الموجودة على الأرض.

انتقل لـلاستفسار عن كلمة السر الثانية (عنيت بها في ردي هناك كلمة غير واضحة لدي، ولا كلمة سر عندي أخي عمر القبي! إنما هي لفظة استعرتها من الأخت المكرمة فرددتها لأهلها ! تلطيف جو يا أيها المشرف عمر !) في موضوعك : منهج الاستخلاف
ولقد قلت في دررك على سورة البقرة بما أن الموضوعين متشابكين، تحت عنوان هدف السورة: أنت مسؤول عن الأرض
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=220706

وما هو المحور الذي يجمع 286 آية على مدى جزئين ونصف من القرآن؟
إن هدف السورة هو الإستخلاف في الأرض، وهذا يعني ببساطة «يا مسلمين أنتم مسؤولون عن الأرض». يا من سوف يقرأ سورة البقرة إعلم أنّك مسؤول عن الأرض وهذا منهجك: سورة البقرة.
الاستخلاف هو المسؤولية عن الأرض !!!!!
هل اللفظة من ناحية اللغة هي على شاكلة الاستخلاف المذكور في وزارة التربية !!!!!! (فقط تلطيفا للسؤال الصامط أعني المدقق في العبارة !)
كيف اخترت هذه الكلمة ؟ امن (إني جاعل في الأرض خليفة) أو (ليستخلفنهم في الأرض) أو غيرها أو؟
أريد ان أتبين معناها اللغوي المستقل عن الكلمة الاولى (مسؤولية عن الأرض)، من أين جاء ؟

بارك الله فيك

مُسلِمة
13-12-2012, 05:56 PM
وأنا في موضوعك كالطالب أمام استاذه يستفسر عما لم يفهمه، كما يلاحظ الجميع !

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وفيك بارك
شكرا لك ايها الاخ الكريم على عودتك للموضوع
ولي الشرف أن أتدارس معكم هاته المعاني من القران الكريم
إذا كنت كالطالب أمامي في هذا الموضوع فأنا كالتلميذة التي يسألها الأستاذ فتجيب وهي تدرك أن أستاذها لا تخفى عنه الإجابة ولقد نصبتك أستاذا من أول رسالة تلقيتها في المنتدى و التي كانت منك تنبهني إلى خطأ في أحد ردودي و أذكر أني أغلقت الكمبيوتر من شدة خجلي فلم أتوقع أن يفهم ردي بذلك الشكل وعدت وسحبته وأرسلت رسالة شكر و لن تتذكرذلك لأني كنت بمعرف اخر


الاستخلاف هو المسؤولية عن الأرض !!!!!

كيف اخترت هذه الكلمة ؟ امن (إني جاعل في الأرض خليفة) أو (ليستخلفنهم في الأرض) أو غيرها أو؟
أريد ان أتبين معناها اللغوي المستقل عن الكلمة الاولى (مسؤولية عن الأرض)، من أين جاء ؟

لنعود للإستخلاف لغة :مجيء شيء بعد شيء و قيامه مقامه

ومن مشتقاته التي وردت في القرآن " خليفة " وجمعه " خلائف " و " خلفاء " واسم المفعول منه " مستخلَف " أما اصطلاحا فهو تمكين الله للبشر عامة و لبعضهم خاصة في إحلالهم محل من قبلهم في ملكية الأرض و المال وسأسطر هذا ما عرفته و فهمته فلا تبخل علينا بما لا نعرف و لا نفهم


الآيات التي ذكر فيها الاستخلاف من سورة البقرة

قوله تعالى : " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "

تفسير الآية :يخبر الله تعالى ملائكته بأنه سيجعل في الأرض خليفة وهذا الخليفة هو ادام ودريته وهو ما ذهب إليه غالبية المفسرين وأيدهم فيه (ابن تيمية رحمه الله)

وقوله تعالى '' وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون (http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&ID=1280#docu)''

هذا وعد من الله لرسوله صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض أي : أئمة الناس والولاة عليهم وبهم تصلح البلاد وتخضع لهم العباد وليبدلن بعد خوفهم من الناس أمنا وحكما فيهم وقد فعل تبارك وتعالى ذلك وله الحمد والمنة فإنه لم يمت رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى فتح الله عليه مكة وخيبر والبحرين ، وسائر جزيرة العرب وأرض اليمن بكمالها وأخذ الجزية من مجوس هجر ، ومن بعض أطراف الشام ، وهاداه هرقل ملك الروم وصاحب مصر والإسكندرية - وهو المقوقس - وملوك عمان ملك الحبشة ، الذي تملك بعد أصحمة ، رحمه الله وأكرمه .

ومن سورة الأنعام


قوله تعالى :"وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم "

تفسير الآية :هذه الآية هي آخر الآيات من سورة الأنعام والخطاب فيها موجه إلى الناس كافة وقوله " خلائف الأرض " والخلائف هي: الأمم التي يخلف بعضها بعضاً فجيل يموت فيرثه جيل وهكذا إلى أن تقوم الساعة

ويُحتمل أن الخطاب موجه للنبي صلى الله عليه وسلم وأمته في أنهم سيكونون خلائف الأرض بعد الأمم الكافرة التي سبقتهم فتكون الإضافة إلى الأرض على معنى اللام أي أنه سبحانه وتعالى جعلكم يا أمة محمد خلائف الأمم التي ملكت الأرض فأنتم خلائف للأرض من بعدهم

ومن سورة يونس

قوله تعالى :" ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون "

تفسير الآية :الخطاب في الآية موجه للمشركين من أهل مكة وغيرها بأن الله جلّ وعلا قد أهلك القرون السابقة لما ظلمت ولم تستجب لرسله وأن هذا هو جزاء أمثالكم من الذين كذبوا محمدا صلى الله عليه وسلم فالله جلَّ وعلا يخوف كفار مكة بعذاب الأمم السابقة المكذبة

من سورة فاطر

قوله تعالى :" وهو الذي جعلكم خلائف في الأرض فمن كفر فعليه كفره , ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم إلا مقتاً ولا يزيد الكافرين كفرهم إلا خساراً "

تفسير الآية :الخطاب في هذه الآية للناس كافة بأن الله جلَّ وعلا صيرهم " خلائف في الأرض " أي خلائف من بعد الأمم السابقة التي هلكت كعاد وثمود وغيرهم

وقيل: أي يخلف بعضكم بعضا فكل جيل يهلك يخلفه الجيل الذي بعدهم

ويرى بعض المفسرين أن الخطاب في الآية لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وأن الله مستخلفهم في الأرض وسيجعل لهم السلطان فيها ويُظهر دينه على غيره من الأديان

قوله تعالى :"فكذبوه فأنجيناه ومن معه في الفلك وجعلناهم خلائف وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا فانظر كيف كان عاقبة المنذَرين "

تفسير الآية :الضمير في الآية راجع إلى نوح عليه السلام , فبعد أن دعى قومه ولم يستجيبوا له بل كذبوه أنجاه الله ومن ركب معه في الفلك وجعلهم " خلائف " أي خلائف في الأرض حيث خلف بهم من كان قبلهم في الأرض وجعلهم أجيالاً يخلف بعضهم بعضا

ومن سورة الحديد

قوله تعالى " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مُستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير "

تفسير الآية :هذه الآية وردت في الاستخلاف بالأموال فالله جلَّ وعلا يأمر بالإيمان به وبرسوله على الوجه الأكمل وبالإنفاق مما جعلنا مستخلفين فيه من الأموال .

من سورة ص

قوله تعالى :" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله... "

تفسير الآية :يخاطب الله سبحانه وتعالى نبيه داود عليه السلام بأنه جعله " خليفة في الأرض " أي ملكا ذا سلطان خلف من كان قبله وهو الملك طالوت , ثم أمره أن يقوم بحق هذه الخلافة من الحكم بالعدل وعدم إتباع الهوى


قوله تعالى :"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم "
تفسير الآية : هذا وعد من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم بأنه سيجعل أمته خلفاء الأرض والولاة عليها وقد تحقق هذا الوعد بفضل الله تعالى وكرمه حيث دانت الجزيرة العربية لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل موته ثم لم يمض القرن الأول الهجري إلا وقد مد الله سلطان المسلمين من الصين شرقاً إلى الأطلسي غربا
تفاسيير الايات منقولة من تفسير ابن كثير تفسير الطبري و تفسير البغوي
ومما علمت أن الإستخلاف نوعين عام وخاص أما العام فهو استخلاف البشر كافة للأمم و الأجناس التي كانت من قبلهم في الأرض و أما الخاص فهو استخلاف الأمم لبعضها البعض وكذلك الأفراد



سأكمل بعد حين عذرا

مُسلِمة
13-12-2012, 07:27 PM
مما سبق نفهم أن الله عز وجل استخلف الإنسان على أجناس أخرى من الخلق بفهوم الاستخلاف العام واستخلف هذه الأمة على باقي الأمم التي ضلت السبيل وجعلها خير أمة أخرجت للناس بمفهوم الاستخلاف الخاص لكن هذا التشريف بوجهيه كان مصحوبا بتكليف فحمل الإنسان الأمانة وسيسأل عنها وحملت هذه الأمة الرسالة المحمدية وكلفت بالسير على المنهج الذي سطره الله لها فيها وإقامة دين الله وتبليغه في الأرض و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ......وهذه مسؤولية

لذى فهمنا أيها الأخ الكريم أن الاستخلاف في الأرض مسؤولية

و الله أعلم
وأرجوا أن أكون قد استعملت المصطلحات في محلها حتى و لو كان التعبير ركيك....المهم أن يصل ما فهمته كما فهمته
فإن أخطأت الفهم فلا تبخل علي بالتوجيه
(ولو بطرح الأسئلة)






بارك الله فيك

Abd El Kader
15-12-2012, 04:09 PM
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ولك الشكر والعفو ثم العتاب الأخوي لخطأين متناقضين
اولهما

انا أجهل مقصودك بمثل هذه المصطلحات لاني لا أجده مستخدما فيما أطالعه وأتداوله وأقرأه من كتب، فلا أعرف الجواب حقا ثم لم استخدم قوقل للبحث ولا أريد
واما إن كان مدى نظرك بعيدا فربما فلا تخافي فلست أستاذ في هذا حقا !!!!
الخطأ الثاني

رغم أني حذفت الرسائل مرارا (ومنها رسالتي المقصودة) بعد تنزيلها، إلا أنني مرة كنت أبحث في النسخة المنزلة عن شيء قديم فانتبهت لعجائب الأيام : راسلت يوما نائب المشرف العام في بدايته بمعرفين من قبل، وطبعا انتبهت لهذه أيضا بعد أن غلقتي الكمبيوتر

والله يعلم أني كنت أريد حفظك من ظن السوء من غيري، ولولا حسن ظني بك لما راسلتك، والأمر المقصود محتمل لمقاصد عدة أن يكون عفويا كما فهمت من جوابك، أن يكون من باب الحث على الخير ليقتدي به، الخ، لذلك قلت إن خالفتيني من أجل هذه المقاصد الحسنة اما المقاصد السيئة فإنها تفسد الود الأخوي بلا شك
وما نسيتها

فلست أستاذا عرف جوابا، ولا أستاذا نسى نصيحة أخوية !!!
هذا خارج الموضوع والرد في تعليقي على ردك الآخر

أردت أن أبحث بقوقل ففاجئني هذا مباشرة

http://www.djelfa.info/vb/showthread.php?t=1159678

النسخة مسروقة للأسف دون تنبيه
طبعا أقصد أن التاريخ يثبت أنه سرقها منك من منتدى الشروق !
لذلك ساترك البحث عن موضوعنا في قوقل كما كنت من قبل
وأعود لأتدبر ماقلتيه عن البقرة وآل عمران لأسالك من جديد

Abd El Kader
18-12-2012, 02:30 PM
السلام عليكم
أيتها الأخت المكرمة

أعجبتني كثيرا المعاني المذكورة هنا في العناوين المزخرفة من آل عمران، وبما أنك أوردت الكلام عن أصلها المذكور في البقرة الذي أوردتيه في موضوعك الآخر
درر ذهبية من سورة البقرة/ منهج الإستخلاف (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=220706)

سأقتصر في ردي هذا على إشكال واحد حول الاستخلاف :
كل ما أوردتيه في توضيحك للمعنى من امثلة وآيات بعد المعنى اللغوي كان رائع جدا، وواضح أيضا، لكن الملاحظ في كل تلك الآيات أن الاستخلاف هو مشيئة الهية ومنحة كونية قدرية وليس مطلوبا إلهيا في الأصل، حتى في قوله تعالى :
وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون
وقد ثبت الاستخلاف بنص القرآن للكفار و للمومنين
فتفسير أعظم سورتين في القرآن بهذه المهمة خصوصا البقرة التي قد كررت فيه كثيرا ذلك ومنها في المقدمة
إن هدف السورة هو الإستخلاف في الأرض
يضع علامة استفهام كبيرة : كيف تنزل البقرة كل البقرة وهدفها هذه المشيئة الالهية النافذة ؟

مُسلِمة
18-12-2012, 06:50 PM
وعليكم السلام أيها الأخ المكرم

يبدوا أني لم أفهم السؤال ولا أريد تأويله () فلحد الان تكفيني الزلات التي عملتها هنا بسبب التأويل
فهلا تكرمت وبسطته لي أيها الأخ الكريم ........وسأعود إليه إن مكنني الله من ذلك

Abd El Kader
19-12-2012, 11:56 AM
وعليكم السلام أيها الأخ المكرم

يبدوا أني لم أفهم السؤال ولا أريد تأويله () فلحد الان تكفيني الزلات التي عملتها هنا بسبب التأويل
فهلا تكرمت وبسطته لي أيها الأخ الكريم ........وسأعود إليه إن مكنني الله من ذلك

لابأس سأحاول أن أعيد بصيغة أخرى :

مقصودك من الاستخلاف وضحتيه بإيراد الآيات المذكورة، وهو في كل الآيات المذكورة يعتبر الاستخلاف مشيئة إلهية، استخلف الله آدم وذريته ، استخلف أقوام مومنين وأقوام كفار الخ، فهذه كلها من مشيئة الله الكونية النافذة مثل خلق الانسان ومثل كل الحوادث الكونية الواقعة بمشيئة الله

إذن كيف يكون هذا الأمر الكوني القدري هدف سورة البقرة ؟
من المفروض أن القرآن جعل هداية للناس، فكيف يكون هدف سورة عظيمة منه الكلام عن مشيئة الله وقدره ؟

أرجو أني لم أعقد أكثر المسألة، وإلا فاستقبل أسئلتك لأوضح مرادي من السؤال !

مُسلِمة
20-12-2012, 05:43 PM
السلام عليكم
شكرا أيها لأخ المكرم سأجيبك بأسئلة أخرى حسب فهمي للسؤال وإن أخطأت فهمه
فاكتب توضيحا أوضح ولقد رأيت نفسي بعيدة كل البعد عن أسلوبك

صحيح قولك بأن الاستخلاف هو مشيئة الهية ومنحة كونية قدرية وليس مطلوبا إلهيا في الأصل

لكن تأمل معي قوله عز وجل " وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة , قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون "
لم لم تسأل عن ماهية المستخلف ونظرت في أفعاله !



''وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون''
لمادا الوعد بالإستخلاف كان للذين امنوا وعملوا الصالحات؟
"وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ورفع بعضكم فوق بعض درجات ليبلوكم فيما آتاكم إن ربك لسريع العقاب وإنه لغفور رحيم "
لمادا الإبتلاء بعد هذا التكريم؟ !


" ولقد أهلكنا القرون من قبلكم لما ظلموا وجاءتهم رسلهم بالبينات وما كانوا ليؤمنوا كذلك نجزي القوم المجرمين * ثم جعلناكم خلائف في الأرض من بعدهم لننظر كيف تعملون "
لماذا يهلك القرون الأولى بظلمهم ثم يستخلفنا لينظر ما نعمل !


" يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله... "
بعد تكريم الله عز وجل للنبي داوود عليه السلام باستخلافه في الأرض لمادا يأمره بأن يحكم بين الناس بالحق.....

لاحظ معي لمادا ترتبط مشيئته عز وجل بإيمان وعمل وابتلاء وحكم المستخلف؟


ما أفهمه أن الإستخلاف منة وفضل منه عز وجل و الهداية منة وفضل منه عز وجل و القران منة وفضل منه عز وجل وسراطه المستقيم (المنهج) منة وفضل منه عز وجل وأنا أتنعم في مننه كمخلوق أتساءل كيف يريدني أن أكون؟
وسورة البقرة فيها منهج حياة


فأرجوا توضيحا منكم إن غابت عني الرؤية الصحيحة

Abd El Kader
20-12-2012, 06:04 PM
ما أفهمه أن الإستخلاف منة وفضل منه عز وجل و الهداية منة وفضل منه عز وجل و القران منة وفضل منه عز وجل وسراطه المستقيم (المنهج) منة وفضل منه عز وجل وأنا أتنعم في مننه كمخلوق [font=arial narrow][size=2][color=purple]أتساءل كيف يريدني أن أكون؟
وسورة البقرة فيها منهج حياة


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كل هذا أوافقك فيه لكنه غير ما يفهم من كلامك حول البقرة ومن ذلك
إن هدف السورة هو الإستخلاف في الأرض

فلا إله إلا الله منهج حياة اختاره لنا ربنا والبقرة كذلك قد رسخت ذلك

أمر آخر أريد المرور عليه : في البداية لما قرأت
سورة البقرة جاءت لتضع أسس دولة الإسلام أو الخلافة الإسلامية في الأرض وبصراحة وجدت متعة في قراءة تفسير السور بهذا الأسلوب

ظننت الاستخلاف الذي تقصدينه هو هذا المذكور في الاقتباس
فهلا أوضحتي لي ذلك أكثر ؟
بورك فيك

مُسلِمة
21-12-2012, 08:04 PM
كل هذا أوافقك فيه لكنه غير ما يفهم من كلامك حول البقرة ومن ذلك
فلا إله إلا الله منهج حياة اختاره لنا ربنا والبقرة كذلك قد رسخت ذلك
السلام عليكم


لم أفهم أيها الأخ الكريم ما الذي لم يفهم
لاإله إلا الله منهج حياة اختاره لنا ربنا لكن الكثير زل عنها قولا وعملا
هدف البقرة هو الإستخلاف في الأرض لكن هذف الإستخلاف ليس الإستخلاف بل هو تحقيق العبادة الخالصة لله بدليل عاقبة المستخلفين الذين خرجوا عن منهج لا إله إلا الله


ظننت الاستخلاف الذي تقصدينه هو هذا المذكور في الاقتباس
فهلا أوضحتي لي ذلك أكثر ؟
أكيد لم أنقض ما قلته من قبل فأسس دولة الإسلام والخلافة الإسلامية قد بينتها سورة البقرة من خلال توضيح ما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم المكون لهذه الأمة المستخلفة
فعلمته من أخبار الأولين ما يجعله يأخد العبرة
وعلمته سوء عاقبة المعصية
وعلمته أن النعم تدوم بالشكر
وعلمته أركان الإسلام التي يحقق بها عبوديته لله
وعلمته تكنولوجية الحياة التي تحفظ كرامته في الأرض
وتبقيه عبدا لربه من خلال النواهي والأوامر الموجودة في السورة

فاستمرار خلافة هاته الأمة مرهون بمدى تمسكها بهذه الأسس
و الله أعلم

Abd El Kader
22-12-2012, 12:24 PM
السلام عليكم


لم أفهم أيها الأخ الكريم ما الذي لم يفهم
لاإله إلا الله منهج حياة اختاره لنا ربنا لكن الكثير زل عنها قولا وعملا
هدف البقرة هو الإستخلاف في الأرض لكن هذف الإستخلاف ليس الإستخلاف بل هو تحقيق العبادة الخالصة لله بدليل عاقبة المستخلفين الذين خرجوا عن منهج لا إله إلا الله


أكيد لم أنقض ما قلته من قبل فأسس دولة الإسلام والخلافة الإسلامية قد بينتها سورة البقرة من خلال توضيح ما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم المكون لهذه الأمة المستخلفة
فعلمته من أخبار الأولين ما يجعله يأخد العبرة
وعلمته سوء عاقبة المعصية
وعلمته أن النعم تدوم بالشكر
وعلمته أركان الإسلام التي يحقق بها عبوديته لله
وعلمته تكنولوجية الحياة التي تحفظ كرامته في الأرض
وتبقيه عبدا لربه من خلال النواهي والأوامر الموجودة في السورة

فاستمرار خلافة هاته الأمة مرهون بمدى تمسكها بهذه الأسس
و الله أعلم



[/size][/size]


وعليكم السلام
الظاهر أن الامر قضية ضبط مصطلحات وتعبيرات فقط، مثلا
هدف البقرة هو الإستخلاف في الأرض لكن هذف الإستخلاف ليس الإستخلاف بل هو تحقيق العبادة الخالصة لله

كان الأولى قول هدف البقرة تحقيق العبادة الخالصة لله مباشرة دون تلك الواسطة
لماذا في رايي ! ليكن الاستخلاف هنا مثلا هو خلق أدم وبنيه في الأرض بدل قوم آخرين كما قلت ولأضع المرادف بدل كلمة الاستخلاف ليتضح قصدي أكثر

هدف سورة البقرة هو خلق البشرية في الأرض بدل آخرين
أرى التعبير قاصرا عن المراد الأصلي تحقيق العبودية لله

هذه رأيي فقط، ولا أدري هل وصل ماأريد قوله ؟

وإن لم يزعجك تدقيقي في المصطلحات سوف أنتقل لموضوع البقرة مباشرة هناك !؟
بورك فيك ووفقك لكل خير وأعانك على حفظ السورتين العظيمتين

Abd El Kader
22-12-2012, 05:38 PM
أكيد لم أنقض ما قلته من قبل فأسس دولة الإسلام والخلافة الإسلامية قد بينتها سورة البقرة من خلال توضيح ما يجب أن يكون عليه الإنسان المسلم المكون لهذه الأمة المستخلفة

أيضا هذه أظنها قضية ضبط عبارة بعد بيانك هذا
سورة البقرة جاءت لتضع أسس دولة الإسلام أو الخلافة الإسلامية في الأرض وبصراحة وجدت متعة في قراءة تفسير السور بهذا الأسلوب
قد يفهم من كلامك هذا الحصر أو ماشابهه لما قلت قراءة التفسير بهذا الأسلوب
فاستغربت كيف تنزل أطول سورة في البقرة من أجل امر (اعني الدولة الإسلامية) من أمور الفروع أي الواجبات وهي مليئة بما هو اهم منها كأصول الدين والإيمان

بورك فيك

مُسلِمة
23-12-2012, 01:40 PM
وعليكم السلام
الظاهر أن الامر قضية ضبط مصطلحات وتعبيرات فقط، مثلا

كان الأولى قول هدف البقرة تحقيق العبادة الخالصة لله مباشرة دون تلك الواسطة
لماذا في رايي ! ليكن الاستخلاف هنا مثلا هو خلق أدم وبنيه في الأرض بدل قوم آخرين كما قلت ولأضع المرادف بدل كلمة الاستخلاف ليتضح قصدي أكثر

هدف سورة البقرة هو خلق البشرية في الأرض بدل آخرين
أرى التعبير قاصرا عن المراد الأصلي تحقيق العبودية لله

هذه رأيي فقط، ولا أدري هل وصل ماأريد قوله ؟

وإن لم يزعجك صماطتي (تفيهيم أو تدقيق في المصطلحات) سوف أنتقل لموضوع البقرة مباشرة هناك !؟
بورك فيك ووفقك لكل خير وأعانك على حفظ السورتين العظيمتين

بوركت أخي في هذا الإيضاح يبدو أني سأتعلم الكثير منك

Abd El Kader
27-12-2012, 12:46 PM
بوركت أخي في هذا الإيضاح يبدو أني سأتعلم الكثير منك



وبارك الله فيك على تجاوبك
سوف اكمل هناك في موضوع البقرة
http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=220706
بورك فيك