المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حوار مع أخ كريم أنصحه لأنني أحبه :الجزء 3 والأخير


رميته
06-01-2007, 12:51 AM
8-كل الناس راد ومردود عليه إلا رسول الله-ص-وأنا لا أتعصب لعالم ضد آخر,وإنما إذا أخذت الفقه (خاصة في العبادات)عموما من مذهب مالك فلأنه المذهب السائد في المغرب العربي ولأنه من السهل الاطلاع على مذهب واحد ثم أتفرغ لمطالعات أخرى أهم في حياتي كمسلم وكأستاذ علوم فيزيائية وك..,ولأن ذلك أدنى لتسهيل مهمة الدعوة إلى الله وسط قوم ألتزم أنا وإياهم بنفس المذهب الفقهي.وأنا لا أتعصب لعالم ضد عالم لكنني ضد أن تتعصب أخي ضدي. بل إنني أقرأ للألباني وغيره وآخذ منهم في بعض المسائل لأنني لا أعرف فيها الحكم على المذهب المالكي أو لأنني اطمأننت إليها أكثر أو لأنها مسائل عصرية كتب السلفية فيها أكثر مما كتب غيرهم مثل المتعلقة بالرقية الشرعية أو..
9-أخي يعتبر كتابة الألباني وغيره من العلماء في الفقه هو من باب التجديد في الدين الذي أخبر به رسول الله-ص-والذي يكون على رأس كل مائة سنة,والحقيقة أن التجديد المذكور في الحديث هو في المسائل المستجدة التي تتغير بتغير الزمان والمكان,ولا يتعلق هذا التجديد أبدا بمسائل العبادات التي لا تتغير بمرور الأيام.الأصل في العبادات مثل الصلاة والصيام, أن ما قاله الأقدمون فيها كاف وزيادة أو على الأقل يكاد يكون كافيا, ولكن الاجتهاد المطلوب أكثر الآن هو في المعاملات بالدرجة الأولى مثل الزكاة والسياسة والاجتماع والتربية والحقوق وعلم النفس والطب وغيرها من العلوم.ومن هنا فإنه لا يصلحُ بنا أن نقضي معظم وقتنا في تعلم تفاصيل العبادات,ونهمِل في المقابل أن نتعلم الثوابت في علوم السياسة والاقتصاد والاجتماع,بل نهملُ التعمقَ في دراسة الثوابت في مجال دراستنا أو مجال عملنا الدنيوي.إن هذا التجديد ليس منه بالتأكيد ما كُتب في أغلب الرسائل التي كتبت في العبادات والتي لم يخرج ما قيل فيها عموما عما قاله فقهاء زمان بشكل عام.
10-يقول أخي بأن القرضاوي والغزالي أخطآ في مسائل أساسية والحقيقة:
ا-أنها ثانوية وليست أساسية كما يدعي من جهة أولى.
ب-وأن غيرهما من القدماء والمعاصرين قال بها من جهة ثانية.
جـ-وأنهما تحدثا في هذه المسائل وفي غيرها من القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية والتعليمية,وتحدثوا عن انحراف حكامنا وحكام العرب والمسلمين عن جادة الصواب وعدم حكمهم بما أنزل الله, وعن موالاتهم لأمريكا وإسرائيل,وعن الحرب التي يقودها الفرنكوشيوعيون في بلادنا على الإسلام والمسلمين و..مما لم يتحدث عنه علماء آخرون إلا نادرا.إن مشكلتنا في أعداء الإسلام بالداخل والخارج وليس في كيفية الصلاة أو الصيام.
د-وأنهما وإن فرضنا جدلا بأنهما أخطآ (لأنهم بشر وليسوا أنبياء معصومين),هل إذا زلَّ العالم في مسألة ما, هل الزلة تحوِّله من عالم إلى جاهل؟ إن الزلات القليلة عند العالم تؤكد –في الحقيقة-على أنه بالفعل عالمٌ.وصدق من قال"لكل جواد كبوة" و"لكل عالم زلة""وكفى بالمرء فخرا أن تُعدَّ معايبه".
هـ-لماذا نعتبر فُلانا فقط من العلماء زلَّ ولا نعتبر"فلتانا"كذلك زلَّ؟!هل أحدهُما يخطئُ والآخر معصومٌ ؟. قل لي بالله عليك يا أخي!
11-إذا تمسَّكتَ في مسائل خلافية بأقوال معينة,فعليك أن تتمسك أخي أكثر باتفاق الفقهاء على حرمة السخرية والاستهزاء بالعلماء الذين هم ورثة الأنبياء,ويجبُ عليك أن تعلم أن السخرية بأي مؤمن-مهما كان بسيطا-حرامٌ بلا خلاف.أما الاستهزاءُ بالعالم والفقيه,فهو أشدُّ حرمة بلا خلاف كذلك.
12-لك كل الحق في أن تقول:"قال بن باز أو الألباني أو بن عثيمين العالِم"عندما أقول لك:"قال أبو زهرة أو الشاطبي أو بن حزم أو الإمام مالك أو..",لكن يجب أن نتفق أنا وإياك أخي على أنه لا يجوز لأي منا أن يأخذ من جاهل,كما لا يجوز لأي منا أن يرفع نفسه إلى مرتبة عالم وهو ليس بعالم.
13-اختلاف العلماء في المسائل الخلافية رحمةٌ كبيرة من الله لعباده,سواء على مستوى الأفراد أو الجماعات أو الدول أو الأمم,إذا لم يكن مرفقا بتعصب.والأمثلة على ذلك كثيرة جدا يمكن أن أضربها من واقع حياتي الخاصة(عندما يشق علي حكم في المذهب المالكي ألجأ إلى ما يرفع الحرج عني في أي مذهب آخر),أو من واقع حياة الناس العامة(عندما يتسرع شخص فيطلق زوجته ثلاثا في مجلس واحد ثم يندم لا أختار له ما قاله الفقهاء الأربعة بل أفتيه بقول بن تيمية رحمه الله الذي اعتبر الأمر طلاقا واحدا),وهكذا..
أما إذا صاحب هذا الاختلافَ تعصبٌ,فإنه يصبح عندئذ نقمة.والاختلاف كان موجودا على عهد النبي –ص-بين الصحابة ,ولم ينكره النبي –ص-,فلماذا نُنكِر على العلماء ما لم ينكرْه النبي –ص-على الصحابة؟.ثم لماذا جعل الله أدلة الثوابت قطعية وأدلة المسائل الخلافية ظنية؟!.إن الله أراد ذلك لحكم,ولو أراد أن يجعل كل المسائل اتفاقية والأدلة عليها قطعية لفعل. ومنه فإنك أخي عندما تقول:"فُلان أبطل أدلة عَلان,ومنه فلم يبق إلا قول فلان" كأنك تعتبره يناهض الله تعالى الذي جعل المسألة خلافية فجاء الألباني أو غيره(كما تزعم أنت) فنقلها إلى مسألة اتفاقية!.
14-أنت أخي السلفي تخطئ كثيرا حين تظن بأن كتب الفقه-على مذهب مالك مثلا –المختصرة التي لا تُقدم فيها الأحكامُ مقرونة بالأدلة مثل "مختصر خليل"و"رسالة بن أبي زيد القيرواني"و"الخلاصة الفقهية" و …تخطئُ كثيرا عندما تظن بأن الأدلة لم تُقرن بالأحكام لأن الأحكام لا دليل عليها من الكتاب والسنة.إن الواقع هو أن الأحكام قُدِّمت مختصرة في هذه الكتب لتُسهِّل علينا معرفةَ ديننا في وقت وبجهد قليلين،أما الأدلة فتُترك للاختصاصيين.وأما العامة من المقلدين والذين لم يصلوا إلى مرتبة الاجتهاد فعليهم أن يقضوا بقية أوقاتهم في التعرف على جوانب أخرى من الثقافة الإسلامية،وفي التعمق في مجال الاختصاص,وفي توسيع مداركهم في مجالات مختلفة من الثقافة العامة.وأنت تخطئ حين تتهم مذهبا من المذاهب الفقهية الإسلامية المشهورة والمعتمدة عند جماهير المسلمين من زمان,بأنه مخالف للكتاب والسنة.إذا رأيتَ أن قول فقيه من الفقهاء مخالف لحديث,فليس شرطا أن لا يكون الحديث قد وصل إلى الفقيه.إنما يمكن أن يكون قد وصله وفهمه فهما مختلفا،أو وصله وضعَّفه,أو يكون قد وصله وقدَّم عليه حديثا آخر أو…وهكذا.ويستحيل أن يقول فقيهٌ قولا بلا دليل سواء كان ضعيفا أو قويا,لأنه عندئذ سيكون متبعا للهوى،ولا يستحِقُّ أن يوصَفَ بأنه عالم.وإذا كان إمام المذهب فاته بعضُ السنة,فإن أصحابَه خلال مئات الأعوام قد استدرَكوا ما فات إمامَهم من السنة,وبينوه في كتبهم.فإذا فات الأصحابَ بعضُ السنة,فإنه نادرٌ. ومن الخطأ في أصول العلم وحكمِ العقل أن نسحبَ حكمَ النادرِ على الكل,لأن النادرَ شاذ والشاذ لا يقاسُ عليه.
15-التعصب فيما لا يجوز التعصب فيه (المسائل الخلافية)أمر مذموم شرعا ومنطقا وعقلا وعرفا،فضلا عن أنه يُنفر الناسَ منك أخي ومن السماعِ منك أو الاقتداءِ بك،وفضلا عن أنه يحرمُك من الاستفادة من كثير من العلم الذي يمكن أن تأخذه من علماء كثيرين آخرين غير الذين تعودت على الأخذ منهم,والذين يُعدون بالمئات والآلاف وأكثر,من عهد رسول الله-ص-إلى الآن.
16-المتعصب لثوابت الدين,يدعوه إلى التعصب أمران:قوة إيمان تجعله يتحدى لوجه الله كلَّ من يمكن أن يقف ضده.وكذا علم واسع بالإسلام تجعله يعرفُ ثوابت الدين ومتغيراته.أما المتعصب للمسائل الخلافية في الدين فيدفعه إلى ذلك أمر واحدٌ لا ثاني له وهو الجهل بالدين,حتى ولو كانت نية المتعصِّب طيبة.
17-موافقة الناس في أمر ديني خلافي جائزة في الدين,وهي وسيلة مهمة تجعل الناس يتقبلون منك أخي أكثر مما يتقبلون من غيرك,أما إذا خالفتهم فإنه يمكنك أن تُنَفِّرهم منك ومن دعوتك,بدون أن تستفيد شيئا.
18-يجوز لي شرعا أن أقيِّد نفسي في الفقه بمذهب عالم مثل مالك أو غيره,كما يجوز لك أنت أخي أن تأخذ اليوم من فقيه وغدا من فقيه آخر اتباعا للدليل الذي تراه أنت أو بعض العلماء أقوى,بشرط أن لا تتبع السهلَ عند الفقهاء, لأن من اتبع السهل عند العلماء فاسق,لأنه متبعٌ للهوى لا للدين.
19-يجب أن يكون شعارُنا جميعا أخي السلفي هو شعار الفقهاء قديما وحديثا:"رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب".إذا سِرنا في حياتنا وِفق هذا الشعار,فإننا سنُريح وسنرتاحُ بإذن الله.
20-إن الأخوة في الله ووحدة القلوب بين المسلمين تحتل المراتب الأولى للواجبات,بل إنها أخت التوحيد,كما أن هناك مراتب للمنهيات يقع النيلُ من الاخوة في مقدمتها كذلك.لذلك فإن علماء السلف كثيرا ما يفعلون المفضولَ ويتركون الأفضلَ منه مراعاة للوحدة وخروجا من الخلاف.وقد يتركون المندوبَ في نظرهم ويفعلون الجائزَ تحقيقا لذلك.
21-إذا أردت أخي رضا الله ثم رضا الناس،وإذا أردت أن تتخلص من التعصب فعليك بالعلم,لكن من كل العلماء قديمهم ومعاصرهم،من الإخوان ومن جماعة الجهاد والدعوة والتبليغ ومن علماء الرأي والأثر ومن المفسرين والأصوليين والفقهاء والمفكرين والدعاة والفلاسفة والسياسيين و…ستـتخلص عندئذ بإذن الله تلقائيا من التعصب ,وتُصبح مسلما معتدلا محبوبا من الله ومن الناس،وستـتعلم عندئذ الدينَ بحق،وسترى بأن الدينَ أوسعُ وأرحبُ مما كنت تظن،وستعرفُ عندئذ بأنك تعرف شيئا بسيطا فقط من الدين,وبأن ما تجهله أكثر بكثير مما تعلمه.
22-يقول لي أخي بأنه يحيي السنة في الوقت الذي أماتتها أغلبية الناس, وأنا أقول له:"الذي يحيي السنة لا يجوز له أن يدوس على الواجب",كما أقول له"أحترمك وأقدرك إذا أحييت السنة التي لا خلاف في أنها سنة.واعلم أن تلك هي السنة الحقيقية لو تعلم".
23-الناس مع العلم 4 أصناف:صنف يدري ويدري أنه يدري,وهو أفضل الأصناف.وصنف يدري ولا يدري أنه يدري. وصنف ثالث لا يدري ويدري أنه لا يدري.وصنف رابع وأخير لا يدري ولا يدري أنه لا يدري,وهو أخطر الأصناف الأربعة على الإطلاقوفاحذر أن تكون منه.
وفي الأخير أقول:
أولا:بأن الأخ الذي أتحدث عنه ليس واحدا إنما هم كثرة عرفتهم خلال حوالي 22 سنة في مدن مختلفة من الجزائر و..
ثانيا:كما أقول بأن العيب والعار والجهل والتعصب والعناد والكبرياء و..كلها في بعض الأتباع (خاصة عندنا في الجزائر) لا في العلماء.
ثالثا:ما قلته لا ينطبق على كل إخواننا السلفية لكنه ينطبق بالتأكيد على بعضهم بمن فيهم الطلبة والأئمة,لا العلماء .
رابعا :أكره التعصب حتى النخاع في مسائل الدين أو في أمور الدنيا.لكنني أحب العلماء كل العلماء بمن فيهم علماء السلفية : الألباني وبن باز وبن عثيمين وغيرهم.ولا أكره كذلك الأتباع المتعصبين إنما أكره تعصبهم وأشفق عليهم وأحب لهم الخير كل الخير لأن ديني علمني أن أحب لأخي ما أحبه لنفسي.
خامسا:ما قدمته في هذا المقال هو من باب النصيحة لعامة المسلمين التي أوصانا بها رسول الله-ص-مهما قسوت في النصيحة.إن قبل مني إخوتي فالحمد لله وإن لم يقبلوا فحسبي أني قد بلغت,اللهم فاشهد!.
إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان فأستغفر الله على ذلك.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عبد الحميد رميته , ميلة , الجزائر.

sofiane_info
29-11-2007, 11:31 AM
لم افهم شيئا كل يدعي عنده الحق
أخي يرحمك الله لقد قدمت لك بريدي في االجزء الثاني فأرجو ان تتصل بي و الله انا في حيرة من امري
من هو على حق

رميته
30-11-2007, 12:34 AM
أهلا وسهلا بك أخي الحبيب. أتمنى أن تقرأ لي :
1- وقفات مع ذكريات حسنة أو سيئة .
2- حوار مع أخ كريم .
3- ما الذي يبقى لنا من دين إذا ضللنا كل هؤلاء ؟
4- الإسلام صراط مستقيم وليس خطا مستقيما .
5- من حقي وليس من حقي .
6- بين السلفيين والإخوان .
7- لمن قال بأن الأشاعرة ضالون .
وستستفيد منها كثيرا بإذن الله تعالى .
شكرا جزيلا لك ووفقك الله لكل خير .
إقرأ لي هذه المواضيع السبعة , وهي كلها منشورة في المنتدى . إقرأها ولو خلال أسبوع أو أسبوعين , ثم أخبرني بالنتيجة : هل توضحت لك الرؤية أم لا ؟!.
ومع ذلك فأنا أقول لك :
* أن هناك فرقا أساسيا بيننا وبين المتعصبين منهم , وهو أنهم يأخذون العلم من قلة قليلة جدا من العلماء ويسبون الأغلبية الساحقة المتبقية وأما نحن فإننا نأخذ العلم من كل العلماء بلا استثناء بدون أن نتعصب لعالم أو ضد عالم .
* * كما أنهم يعتبروننا ضالين ومنحرفين وأما نحن فإننا نعتبرهم صادقين ومخلصين ولكنهم فقط جاهلون , ومن جهلهم جاء تعصبُهم .
أنا أنتظر ردك بعد مدة أتمنى أن تكون قصيرة . ولا بأس أثناء القراءة أن تسأل عما لم تفهم , وأنا - وجميع أهل المنتدى الكريم - تحت تصرفك أخي الحبيب والكريم والغالي . شكرا مرة أخرى على الثقة . وفقني الله وإياك وجميع أهل المنتدى لكل خير .
__________________