المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أهم مناهج المستشرقين


أمازيغي مسلم
09-03-2015, 01:28 PM
أهم مناهج المستشرقين

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:

هذا مقال ماتع يبين من خلاله الدكتور:" أنور محمود زناتي": أهم مناهج المستشرقين في بحوثهم ودراساتهم ومقاصدهم من سلوك تلك المناهج البحثية الكيدية، فإليكموه بتصرف يسير.

منهج:" الأخذ بالنزعة التأثيرية"[1]:
ويعني نزعة التأثر والتأثير، وهي:" نزعة دراسية": يأخذ بها كثيرٌ من المستشرقين الذين اعتادوا ردَّ كل عناصر منظومة الإسلام بعد تجزئتها إلى:" اليهودية"، و:" النصرانية" أو إليهما معًا، لقد ظهر في عام 1837 كتاب:" إبراهام جايجر": حاملاً العنوان المثير:" ماذا أخذ القرآن عن اليهودية؟":[2]؛ فكان ذلك: إيذانًا ببدايةِ حقبةٍ جديدة في نطاق هذه النزعة، اتخذت مسوحَ العلمية الموضوعية، وأقبلتْ على تجاذب الفكر الإسلامي وتقطيع أوصاله؛ فالمستشرقون اليهود - أمثال::" جايجر، وجولد تسيهر، وبرنارد لويس": مالوا إلى إبراز:" دعوى تأثر الإسلام باليهودية!!؟؟، والمستشرقون النصارى: مالوا إلى إظهار العناصر المسيحية في الإسلام، لكنَ أحدًا منهم لم يلتفتْ إلى كيفية صيرورةِ الإسلام دينًا مستقلاًّ ذا منظومة شاملة ومتناسقة العناصر، برغم تكونه المزعوم من شذرات متناقضة!!؟.
وهذه:" النزعة التأثيرية": تشكل خطورة كبيرة على وحدة الفكر الإسلامي وأصالته؛ لأنها تقضي على الأفكار الإسلامية قضاءً مبرمًا، والأحكام التعسفية المرتبطة بهذا المنهج: تكون حاضرة في كتابات المستشرقين: كلما وجد تشابهٌ بين الأفكار الإسلامية وغيرها من الأفكار الأجنبية مهما كان التشابه كاذبًا ملفقًا وغير حقيقي!!؟.
إن:" الخطاب الاستشراقي" في دراسته للتصوف الإسلامي مثلاً :يرجعه إلى أصول خارجية كالعنصر الفارسي أو الهندي، لا لشيء إلا لوجود عناصر متشابهة بين التصوف الإسلامي والتصوف الفارسي مثلاً.
وهذا الخطاب لا يؤمن بأن التصوف الإسلامي الخالص مَرَدُّه إلى عناصر القوة الروحية في الإسلام، وإلى قضايا ترتبط بالزهد والعبادة.
إن تأثر المستشرقين بمنهج التأثير والتأثر: راجع إلى كون هذا المنهج قد طبق بصورة صارمة في بيئتهم، ذلك أن النهضة الأدبية الأوروبية: قد تأسست على الحضارة اليونانية، وما أنشئ:" مذهب فكري وديني جديد" إلا ووجد له نظير في الحضارة اليونانية القديمة، ومن خلال هذا الحكم: تم تطبيق هذا المنهج على الفكر الإسلامي دون أدنى اكتراث بخصوصيات الفكر الإسلامي ذي الأصول والأسس الواضحة المؤسَّسة على معايير دينية وبيئية أصيلة مستمدة من القرآن والسنة النبوية.

القول بالانشطارية:
" الانشطارية": تعني الفصل بين القيم المتكاملة في الفكر الإسلامي، والقول بعجزها عن التفاعل والترابط، وعدم قدرتها على الاستيعاب والتكامل!!؟.
والمستشرقون الغربيون: يعون جيدًا مدى تكامل المعرفة الإسلامية والفكر الإسلامي المبني أساسًا على التكامل بين قيمه ومُثُله، والترابط بين مختلف جوانبه، ولكنهم عندما يحاولون دراسة بعض مباحث الفكر الإسلامي؛ فإنهم يسعَون جاهدين إلى تجزئتها، وعزل بعضها عن بعض؛ بقصد التأكيد على استحالة التقاء عناصر القوة والتكامل في آن واحد.
وقد نحا الخطاب الاستشراقي الحديث هذا المنحى: بناءً على سيادة:" روح الانشطارية" في الفكر الغربي أصلاً، ومحاولة تطبيقها على الفكر الإسلامي، وتجدر الإشارة إلى أن الانشطارية في الفكر الغربي: قد انطلقتْ من منطلق:" الفصلِ بين الدين والدنيا"، فترتَّب عنها: تقبُّل هذا الفكر لكل الأيديولوجيات، والمناهج الاجتماعية، والمذاهب الاقتصادية مهما تنوعت اتجاهاتها، ما دامت لا تخضع للدين، أما في:" الإسلام"، فإن المسلم يوفِّق بين الدين والدولة، والعبادة ومنهج الحياة، كل ذلك لا ينفك ولا ينفصل.
ولعل أبرز ما وصلت إليه الانشطارية في الفكر الغربي، وحاول المستشرقون تطبيقه على الفكر الإسلامي هو:" الدعوة إلى الانفصال بين الحاضر والماضي!!؟"؛ فإنكار الماضي كليةً مع الدعوة إلى الانفصال عنه: يعتبر من خصائص الفكر الغربي، وهو ما يحاول بعض المستشرقين نقله إلى الفكر الإسلامي؛ فنجد ثُلَّة منهم يرمون التراث الإسلامي بكل مهانة وانتقاص، بل إنهم ينكرون على زملائهم من التقليديين: إضاعةَ الوقت في تكريس الاتجاهات المطلوبة؛ ولذلك فإن معظم المستشرقين: لا يسلكون مسلكَ المسلمين في التدليل على قيمة الإسلام وتراثه الخالد في صلته بالحياة.
إنهم ينكرون أن يكون للفكر الإسلامي المعاصر:" أصولٌ ومعالم لا تتغيَّر": ترجع إلى الأصول الأولى للإسلام؛ إذ إن:" الفكر الإسلامي الصحيح": هو الذي يحافظ على قيمة الإيمان بالإسلام، وقيمة المبادئ التي جاءتْ بها رسالة الإسلام للإنسان في حياته الفردية أو مجتمعه مع غيره[3].
إن:" الفكر الإسلامي": هو التعبيرُ عن منظومة الإسلام بكل شمولها وعموميتها في:( العقيدة والشريعة، والسياسة والاجتماع، والتربية والأخلاق)؛ إذ لا يمكن بحالٍ - كما يريد المستشرقون - الفصلُ بين الإسلام والفكر الإسلامي، فمنابعُ الفكر الإسلامي تتسعُ لمصادر التشريع، ولكنها لا تقف عند حدودها، بل تتجاوزها إلى منبع أصيل هو:" الرأي": الذي هو:" ثمرة الاجتهاد"، وإذا كانت مصادر التشريع هاتِهِ هي:( المكوِّناتِ لبناء الإسلام: دينًا ودولة، عقيدة وشريعة، نظامًا وسلوكًا)؛ فإن الفكر الإسلامي: هو حارس هذا البناء، فلا يمكن تمييزه عنه، أو القول بفصله عن الماضي أو أصول الإسلام!!؟.

محاولة تغريب الفكر الإسلامي!!؟:
هذه المحاولة: تكاد تكون مصاحبة لكل مراحل الاستشراق، ومتداخلة مع كل التيارات.
لقد كشف:" هاملتون جب" في كتابه:" وجهة الإسلام": أن هدف البحث هو:" معرفة إلى أي حد وصلتْ إليه حركة تغريب الفكر الإسلامي!!؟"، و:" ما هي العوامل التي تحول دون تحقيق هذا التغريب!!؟"، ويمكن لقارئ الكتاب: أن يكتشف أبرز مناهج التغريب التي يسقطها المستشرقون على الفكر الإسلامي الحديث.
ومصطلح:" التغريب" هذا يقصد به:" خلقُ عقلية جديدة تعتمد على تصورات الفكر الغربي ومقاييسه"، ثم تحاكم الفكر الإسلامي من خلالها بهدف تسويد الحضارة الغربية على غيرها، ولا سيما الحضارة الإسلامية، وإظهار تفوق الفكر الغربي على الفكر الإسلام.
وقد حاول علماؤنا الأسلاف - عبر القرون - الحيلولةَ دون هيمنة الفكر الوافد، أو العقلية الخارجية، المتمثلة في:" ثقافات اليونان، والهنود، والمجوس، واليهود"، وتمثل مختلف صور المقاومة هاته أبرزَ ملامح تاريخ الفكر الإسلامي، وقد ظلَّ أعلام الفكر الإسلامي في العصر الحديث: ينبهون إلى خطورة المناهج التغريبية في مجال الفكر الإسلامي، ويواجهون أخطر المحاولات الدائمة في سبيل تحريف أصوله وأسسه ومرتكزاته الأصيلة.
إن:" سياسة تغريب الفكر الإسلامي" من طرف:" الخطاب الاستشراقي": يتمثَّل أساسًا في:" حمل المسلمين على قراءة تاريخهم وفكرهم، من خلال مناهج الغرب ومقاييسه!!؟، ومحاولة خلق دائرة فكر تهدف إلى تحطيم المسلمات والبديهيات التي يؤمن بها المسلمون، وانتقاص الفكر، وإشاعة الشبهات والطعون، والتقليل من أهمية التراث!!؟"، وهذا عين ما يقوم به:" أذناب المستشرقين من بني جلدتنا، وممن يتكلم بألسنتنا!!؟" في سعي حثيث لهدم الإسلام من الداخل بعد استعصاء هدمه من الخارج!!؟.
ونبشر:" المستشرقين": أساسا، و:" أذنابهم": تبعا بقول:" الخبير العليم في القرآن الكريم:[ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ. لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ].

المراجع:
[1] انظر: حسن عزوزي: مناهج المستشرقين في دراسة الفكر الإسلامي، الوعي الإسلامي، ع 483، 16-1-2006.

[2] Abraham Geiger: Was hat Muhammad aus dem Judentum aufgenom men

[3] Islam Paris 1949. tendances modernes de Hamilton Gibb: Les

بلحاج بن الشريف
02-08-2015, 03:31 PM
{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ }.
- رحم الله الشيخ عبدالحميد بن باديس ، حين حذر من الثقة في فرنسا الصليبية بقوله : لو قالت لي فرنسا قلْ لا إله إلا الله ما قلتها)

أمازيغي مسلم
02-08-2015, 05:25 PM
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

وفيك بارك الله أخانا الفاضل:" بلحاج بن الشريف" على كرم مرورك، وجميل دعائك.
سرني كثيرا أن تكون أولى مشاركاتك على متصفحاتي.
وفقك الله لما يحبه ويرضاه، ونفعك ونفع بك، واستعملك في طاعته.
دمت طيبا موفقا لخدمة المشروع الذي آمنت به بإخلاص وجد وصدق.