المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : "جواز السفر الإسرائيلي يمنع زيارتنا إلى الجزائر"


أبو اسامة
15-03-2015, 01:10 PM
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/mohamed_barka_160846016.jpg

يتحدث رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 48، النائب الفلسطيني في الكنيست الإسرائيلي د. محمد بركة، بكل صراحة ومودة للجزائر عن الأسباب التي دفعت فلسطينيي الداخل للتوحد لأول مرة في قائمة موحدة في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية المقبلة، وعن المواجهة المتنامية على عدة جبهات مع السلطات الصهيونية، وتطرق لتقدير واضح للجزائر، وفوضى المنطقة العربية واستفادة الاحتلال منها.



ما الدوافع والتحديات التي دفعت إلى توحيد الأحزاب الفلسطينية لأول مرة في الانتخابات داخل دولة الاحتلال؟

التحديات كثيرة أهمها أن السلطة الصهيونية الحاكمة تعمل طوال الوقت على إقصائنا خارج حقوقنا ووطنا وخارج كل مقومات الانتماء في هذا الوطن، وهذا الأمر ينعكس في كل مناحي الحياة في مجالات الصحة والتعليم والبنى التحتية، بالإضافة إلى ما يعاني منه أبناء الشعب الفلسطيني من حصار في قطاع غزة واستيطان بالضفة وانتهاك المقدسات في القدس، هذه الأمور في غاية الأهمية كانت ماثلة أمامنا، بالإضافة إلى ذلك نية نتنياهو تشريع قانون يسمى قانون القوميات بمعنى أن يعرف الدولة بأنها دولة يهودية وهذا التعريف غالب لكل تعريف آخر بمعنى موضوع الديمقراطية والمساواة يخضع ليهودية الدولة ويصبح التميز العنصري أمرا مؤسسا في قانون دستوري، بالإضافة إلى رفع نسبة الحسم للدخول إلى الكنيست من2٪ إلى 3 . 25٪ وهم اعتقدوا أنه برفع هذه النسبة يمنعون الفلسطينيين في الداخل من الوصول إلى البرلمان، ولكن ردنا كان حاسما واضحا رغم انه ممكن أن تكون هناك قائمتان وتعبران عن نسبة الحسم، ولكن نحن اخترنا أن نرفع التحدي بشكل اكبر وربما لأول مرة يحدث تحالف من هذا النوع يضم قوى يسار شيوعية وقومية وإسلامية ووطنية، كلهم في قائمة واحدة بانسجام وتناغم في وضع التناقض الأساسي وهو التناقض مع الصهيونية كمحور لهذا التحالف.



السعي لتحقيق يهودية الدولة أمر مقلق، ما هي خططكم لمواجهه المخطط؟

بدون أدنى شك كل المجالات مفتوحة والإمكانيات مفتوحة لمواجهة هذا القانون بما في ذلك عدم احترامه إذا سن وإذا جرى تشريعه، نحن سنعمل من خلال معركة شعبية بمشاركة قوى ديمقراطية من داخل المجتمع الإسرائيلي التي تعارض هذا النهج ومعركة شعبية وبرلمانية وقضائية ودولية ضد هذه القانون، حتى إذا لم ننجح في كل هذه المعارك وجرى تشريع هذا القانون سنكون مستعدين لعدم احترام هذا القانون وليكن ما يكون، نحن لا نستطيع أن نقبل أن يتعامل معنا أي كان بأننا عضو ناقص في وطننا وأرضنا ونحن أصحاب البلاد، نحن لسنا طارئين ولا عابري سبيل عند الصهيونية.



المجتمع الإسرائيلي يشهد انزياحا نحو التطرف، لماذا غابت الأحزاب العلمانية؟

رغم خلافي العميق والجذري مع حزب العمل في كل القضايا، لا يسرني أن يضعف أمام اليمين المتطرف، وربما في هذه الانتخابات تكون هناك فرصة سانحة لتأليف مجموعة من 61 عضوا بالكنيست من مجموع 120 يقولون: لا لنتنياهو، هذا ليس بالضرورة أن يشكل 61 وأن يكونوا حكومة أو شركاء في ائتلاف، نحن لا نرى أن قائمتنا المشتركة يمكن أن تكون جزءا من أي ائتلاف في إسرائيل، لأن أي ائتلاف سيكون قائما على القواسم المشتركة الصهيونية، ونحن لا يمكن أن نكون ضمن ذلك بأي حال، لكن نحن معنيون بدحر اليمين واليمين المتطرف، نحن معنيون أن لا يعود نتنياهو وحلفاءه إلى سدة الحكم، نأمل أن تساهم مساهمتنا في ذلك من خلال تقوية قائمتنا المشتركة التي ألفناها بشكل وحدوي.



طفت على السطح دعوات إسرائيلية متنامية لتبادل السكان وطرد الفلسطينيين في الداخل إلى الضفة، كيف تتابعون الأمر؟

هذا الطرح جزء مهم، وليس مما نحن، بمعنى هم يعترضون ليس على حقوقنا، بل يعترضون على وجودنا، وهذا ليس جديدا علينا في الفضاء السياسي المعبق بالعنصرية في إسرائيل، نحن ننظر إلى ذلك بغاية الخطورة. لن أقول لك نحن لسنا قلقين، بل نحن قلقون، لكن لن أقول لك نحن خائفون، لسنا خائفين، نحن مجبولون في أرض الوطن وهذه ليست شعارات إنما ثبتت في كل المفاصل، وأن كل مؤامرتهم لتهجيرنا بعد عام 48 قد باءت بالفشل وستفشل مرة أخرى حتى إلى ما لا نهاية.



الكل الفلسطيني رحب بقائمتكم المشتركة، لماذا لا تقومون بلعب دور في المصالحة بين فتح وحماس استنادا على احترام الطرفين لكم ولدوركم؟

ما قمنا به هو رسالة إلى شعبنا في الداخل بأن القواسم المشتركة التي بيننا اكبر بكثير مما يفرقنا وهي رسالة للعنصرية الإسرائيلية بأننا لن نتنازل ولن نطأطئ رأسنا أمامهم، وهي رسالة إلى شعبنا الفلسطيني، هذا العار المسمى الانقسام آن له أن ينتهي، لا يمكن ان نفهم ونقبل في ظل وضع رهيب وحصار، والحرب الأخيرة على غزة التي أدت الى 2200 شهيد و11000جريح و80 ألف بيت هدم كليا وجزئيا، وبعد ذلك نتلهى في خلافات على هذه التفاصيل أو تلك، نحن نريد لهذه التجربة الفريدة من المحيط إلى الخليج أن تنعكس أولا على الساحة الفلسطينية ونحن مستعدون لأن نقوم بكل ما يطلب منا أو ممكن أن نقوم به من اجل إعادة اللحمة إلى الساحة الفلسطينية، هذا جزء من كياننا وكينونتنا ومن فلسطينيتنا وهواجسنا، وعندما تصل أخبار هذه القائمة إلى أبناء شعبنا هم يشعرون بالغبطة ونحن نغتبط فيما لو أنهوا هذا العار المظلم الحالك المسمى الانقسام.



هل تعتبرون الدعوات لإقامة دولة إسلامية يمكن أن تشكل غطاء لمخططات الدولة اليهودية عبر إقامة كيانات دينية؟

لاشك أن التيارات والأطر الطائفية والضيقة تغذي بعضها البعض من كل جوانب الصراع في المنطقة، والصراع ليس طائفيا. الشرق العربي فيه مسلمون ومسيحيون وعلمانيون وشيعيون وفيه آشوريون وغير ذلك، إذا لم يكن النظام العربي قادرا على أن يكون مظلة لكل هذه الانتماءات بالضرورة سينشأ وضع تستغله إسرائيل والحركة الصهيونية والولايات المتحدة الأمريكية أولا لإشعال الحريق كما هو حاصل في جميع الأقطار العربية، ولتبرير عنصريتهم ويهودية دولتهم بمعنى هذه الظواهر القبيحة، مثل هذا الإرهاب والذبح بالسكين، هذا أمر ليس من شيمنا وأخلاقنا وعروبتنا وليس من إسلامنا بدون أدنى شك. مثل هذه المشاهد تستخدم ضدنا بالداخل، هنا يحاولون أن يقولوا للمسيحيين الفلسطينيين من أبناء شعبنا انظروا ماذا يحدث لإخوانكم في العالم العربي، يجب أن تتحالفوا مع اليهود وإسرائيل وهم الوحيدون القادرون على حمايتكم، هذه كارثة بمفهوم استراتيجي لهذه التنظيمات الإرهابية الإقصائية المجرمة.



الجزائر دائما مع القضية الفلسطينية بشكل ثابت، هل أتيحت لكم فرصة لزيارة الجزائر؟

الحقيقة لم أتشرف بزيارة الجزائر، وكان ذلك يسعدني جدا، لكن هناك ظروفا سياسية تحول بيننا وبين ذلك بحكم أن واقعنا يحتم علينا أن نحمل جوازات إسرائيلية، نأمل أن يأتي وقت ويصبح بالإمكان أن لا يروا العلاقة معنا جزءا من التطبيع الإسرائيلي، إنما جزء من التواصل مع جزء حي من الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

الجزائر منارة ومشعل وليس مجرد موقف داعم، هي منارة لكل طلاب الحرية في العالم، والثورة الجزائرية هي مصدر إلهام لرواد التحرر والانعتاق من الاستعمار ومن الامبريالية ومن الاحتلال.

ونحن نقيم دور الجزائر لن ننسى أن الجزائر احتضنت المجلس الوطني الفلسطيني الذي أعلن من خلاله إقامة دولة فلسطين من قبل الرئيس الراحل أبو عمار، الجزائر بقادتها وثورتها محفورة في قلوبنا بأحرف من ذهب.



عمليات الدهس للإسرائيليين زادت في الداخل خصوصا في القدس، هل هذه الحوادث تمهد لانتفاضة فلسطينية؟

هذه التصرفات فردية، وأنا بصراحة لا أحبذ ذلك، هذا ليس مشروعا سياسيا وليس مشروع ثورة وليس مشروع انتفاضة، وفي كل مرة يحدث هذا الأمر، إسرائيل تنتقم من أبناء شعبنا بالطول والعرض، وفي أكثر من مجال، هذا لا يعني أن من يريد الحرية لا يجب أن يدفع الثمن، وأنا لست من أنصار أن يدهس عابر سبيل في الشارع حتى ولو كان من الشعب الآخر، هنالك وسائل أخرى، والقضية العادلة تستلزم إتباع أساليب عادلة.



ما أهم القضايا النضالية لعملكم في المعارضة، وما الشروط للمشاركة في أي حكومة إسرائيلية قادمة؟

لا يمكن أن نكون جزءا من الحكومة، ولكن يمكن في حالة معينة أن لا نسمح بسقوط حكومة تسير باتجاه سلام مع الشعب الفلسطيني ومنظمة التحرير الفلسطينية، حكومة تسير باتجاه المساواة ورفض قانون القومية أو يهودية الدولة، وهناك موضوع أبناء شعبنا في جنوب البلاد في صحراء النقب المهددون باقتلاع ومصادرة أرضهم، هذا مشروع تعمل عليه إسرائيل منذ سنوات، نحن نضع هذا في رأس سلم أولوياتنا، هنالك الكثير من القضايا ونحن لا نستطيع أن نكون جزءا من تشكيلة حكومة مستقبلية في إسرائيل، لكن إذا خطت حكومة باتجاه المساواة وباتجاه السلام الذي يضمن العدالة لأبناء شعبنا لن نسمح بإسقاطها.



ما أهم القضايا التي ستناضلون من أجلها؟

موضوع النقب ومصادرة الأرض وقانون يهودية الدولة وموضوع حقوق شعبنا بالداخل كل ما يتعلق بالصحة والتعليم والسكن والبنية التحتية وقضايا أبناء شعبنا الفلسطيني وقضية استمرار الحصار على غزة والاستيطان والمقاومة الشعبية، كلها تجتمع لتشكل برنامج عمل يقود ويوجه عمل القائمة الفلسطينية المشتركة بدون أدنى شك.



ما هي رسالتكم لمن يخشى على الهوية الفلسطينية بالداخل من الذوبان في ظل مشاريع التهويد؟

كل واحد عليه أن يحافظ على هويته، نحن بعد 68 سنة لا يوجه لنا مثل هذا الكلام، نحن حافظنا على هويتنا ولغتنا وقامتنا وعلى انتمائنا وعلى أرضنا في ظروف شبه مستحيلة.

للأسف هناك من أضاع هويته وهو يعيش في نظام عربي، نحن لم نضيع البوصلة. انتماءنا ولغتنا العربية ووجهنا العربي وملامحنا الفلسطينية ستبقى ملازمة لنا أبد الدهر، هذا الكلام ليس شعارات إنما هذا مدموغ بالنضالات والمعارك التي خضناها منذ النكبة وحتى اليوم وفي 48 عندما نُكب شعبنا كنا 153 ألف، الآن نحن مليون وربع مليون بدون أدنى شك ما لم ينجحوا فيه عام 48 والخمسينات لن ينجحوا فيه الآن.