المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصبرفي نصوص الكتاب(الأخيرة)


سُهَادْ
14-07-2008, 10:28 AM
من كتاب ابن القيم:عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين.الباب الخامس عشر.
تابع:
الخامس عشر:أنه سبحانه وعد المؤمنين بالصبر والظفر،وهي كلمته التي سبقت لهم وهي الكلمة الحسنى،وأخبر أنه إنما أنالهم ذلك بالصبر فقال تعالى:"وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا" الأعراف137
السادس عشر:أنه سبحانه علّق محبته بالصبر وجعلها لأهله فقال:"وكأين من نبيّ قاتل معه ربّيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا والله يحب الصابرين" آل عمران146
السابع عشر:أنه سبحانه أخبر عن خصال الخير أنه لا يلقّاها إلا الصابرون،في موضعين من كتابه، في سورة القصص في قصة قارون،وإن الذين أوتوا العلم قالوا للذين تمنّوا مثل ما أوتي :"ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يُلقّاها إلا الصابرون" القصص80.وفي سورة حم(السجدة) حيث أمر العبد أن يدفع بالتي هي أحسن،فإذا فعل ذلك صار الذي بينه وبينه عداوة كأنه حبيب قريب.ثم قال:"ومايلقّاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"فصلت35.
الثامن عشر:أنه سبحانه أخبر أنه إنما ينتفع بآياته ويتعظ بها الصبّار الشكور فقال تعالى:
"ولقد أرسلنا موسى بآياتنا أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور"إبراهيم5.وقال تعالى في لقمان :"ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله ليريكم من آياته إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"لقمان31.وقال في قصة سبأ:"فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كلّ ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبارشكور"سبأ 19.وقال تعالى:"ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام .إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره.إن في ذلك لآيات لكل صبّار شكور" الشورى32/33.فهذه أربع مواضع في القرآن تدل على أن آيات الرب إنما ينتفع بها أهل الصبر والشكر.
التاسع عشر:أنه أثنى على عبده أيوب بأحسن الثناء على صبره فقال:"إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب" ص44. فأطلق عليه نعم العبد بكونه وجده صابرا.وهذا يدل على أن من لم يصبر إذا ابتلي فإنه بئس العبد.
العشرون: أنه سبحانه حكم بالخسران حكما عاما على كل من لم يؤمن ولم يكن من أهل الحق والصبر،وهذا يدل على أنه لا رابح سواهم فقال تعالى:" والعصر.إن الإنسان لفي خسر.إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر" العصر1_3.
ولهذا قال الشافعي:لو فكر الناس كلهم في هذه الآية لوسعتهم،وذلك أن العبد كماله في تكميل قوتيه:قوة العلم وقوة العمل وهما الإيمان والعمل الصالح،وكما هو محتاج إلى تكميل نفسه فهو محتاج إلى تكميل غيره،وهو التواصي بالحق والتواصي بالصبر.وأخية ذلك وقاعدته وساقه الذي يقوم عليه إنما هو الصبر.
الحادي والعشرون:أنه سبحانه خص أهل الميمنة بأنهم أهل الصبر والمرحمة الذين قامت بهن هاتان الخصلتان ووصوا بهما غيرهم فقال تعالى :"ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة.أولئك أصحاب الميمنة"البلد17-18.وهذا حصر لإصحاب الميمنة فيمن قام به هذان الوصفان.والناس بالنسبة إليهما أربعة أقسام،هؤلاء خير الأقسام،وشرهم من لا صبر له ولا رحم فيه ،ويليه من له صبر ولا رحمة عنده.ويليه القسم الرابع وهو من له رحمة ورقة ولكن لاصبر له.
الثاني والعشرون:أنه سبحانه قرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان كلها فقرنه بالصلاة كقوله:" واستعينوا بالصبر والصلاة"البقرة45.وقرنه بالأعمال الصالحة عموما كقوله:"
إلا الذين صبروا وعملوا الصالحات"هود11.وجعله قرين التقوى كقوله:"إنه من يتق ويصبر"يوسف90.وجعله قرين الشكر كقوله:"إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور"لقمان31.وجعله قرين الحق"وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر"العصر3.وجعله قرين الرحمة كقوله:"وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة"البلد17.وجعله قرين اليقين كقوله:"لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون"السجدة24.وجعله قرين الصدق كقوله:"والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات"الأحزاب35.وجعله سبب محبته ومعيته ونصره وعونه وحسن جزائه.ويكفي بعض ذلك شرفا وفضلا.والله أعلم.
انتهى.
تعقيب:اللهم انفعنا جميعا بما علّمتنا وعلّمنا ماينفعنا .
آمين.

fatah6
14-07-2008, 03:08 PM
جـــــــزاكـ الله كل خـــير

وجعـــله فــي مــوازيــن حســــنــاتــكـ

مشـــكوره و الله يــعطيك العــــافيه


http://img152.imageshack.us/img152/8385/612lb7.gif

سُهَادْ
14-07-2008, 06:24 PM
جـــــــزاكـ الله كل خـــير

وجعـــله فــي مــوازيــن حســــنــاتــكـ

مشـــكوره و الله يــعطيك العــــافيه


http://img152.imageshack.us/img152/8385/612lb7.gif
وجزاك خيرا مثله

رميته
16-07-2008, 05:18 PM
شكرا جزيلا لك أختي الفاضلة أسماء .
وفقك الله لما فيه سعادة الدارين , آمين .

سُهَادْ
16-07-2008, 07:02 PM
شكرا جزيلا لك أختي الفاضلة أسماء .
وفقك الله لما فيه سعادة الدارين , آمين .
الشكر لك أستاذ
وبارك الله فيك

محمد البليدة
24-07-2008, 05:36 PM
جزاك الله كل خير