المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : آمال.. يد ناعمة تحترف النجارة في غزة


أبو اسامة
13-09-2015, 05:27 AM
http://jawahir.echoroukonline.com/dzstatic/thumbnails/article/2014/ghaza_793502271.jpg

بين ألواح خشب ومطارق ومناشير مبعثرة في أرجاء ورشة صغيرة، في مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة، تقضي السيدة آمال أبو أرقيق ساعات طوال من يومها، حيث مكان عملها الذي تعتاش منه منذ نحو 5 سنوات، لتصبح أول امرأة في قطاع غزة تعمل في حرفة النجارة.

حرفة اقتصرت لوقت قريب على الرجال، لكن آمال التي قررت مواجهة الظروف المادية والاجتماعية الصعبة التي تمر بها منذ انفصالها عن زوجها، تحدت المجتمع الذكوري ونظرته السلبية تجاه عمل المرأة في مثل هذه الحرف، واعتمدت على نفسها في توفير لقمة عيشها.

عند وصولنا كانت ورشتها مغلقة، اتصلنا بها، فأخبرتنا أنها تأخرت في السوق لشراء الأخشاب.

وصلت بعد وقت وجيز، ولم تكن تحمل شيئاً، قالت "الكهرباء مقطوعة و لم يتمكن التاجر من قص الأخشاب المطلوبة، غداً سأنزل إلى السوق مرة أخرى".

عندها سألناها عن نظرة الناس لها، فأجابت: "كثيراً ما أسمع كلاماً جارحاً، لا ألقي له بالاً ".

وتابعت تسرد بعضا من المواقف التي تعرضت لها "في بداية الأمر كان كثير من شباب المخيم معارضين لعملي في مهنة النجارة، وحاولوا منعي، لكن بعد افتتاح الورشة تفاجأت بأحد الرجال الذين كانوا من أشد المعارضين، زارني في محلي وأعرب عن أسفه على ما بدر منه من كلمات بحقي، وقال لي إنه يقدر عملي و يحترمه".

"آمال" التي نجحت في تكوين زبائن لها من مختلف المناطق والأحياء في قطاع غزة، أكدت أنها ترى في مشروعها "تحدي لشخصيتها، فهذا العمل زادها قوة".

أثناء حوارنا، دخل المحل رجل تبدو عليه آثار العمل في المهنة ذاتها، سرعان ما عرفته لنا بأنه "أحد زبائنها من النجارين، و يُدعى سعيد رمضان".

كان تواجده فرصة لنتعرف عن نظرته لآمال، فأجابنا "أتعامل معها بشكل عادي ومتساو مع الرجال، لا نظرة دونية ولا فوقية، فشغلها يتفوق أحياناً على الرجال، و هي بشخصيتها تفرض الاحترام ولا تسمح لأحد بتجاوز الحدود معها".

بجانبنا كانت خزانة قديمة، على أرففها مجموعة مشغولات خشبية صغيرة، أشار إليها النجار "سعيد"، قائلاً "الأخت آمال تجمع بين التراث والأصالة مع التقاليد البدوية الفلسطينية، وتحافظ على الهوية الفلسطينية في أعمالها".

حينها عادت آمال لتعقب على حديث زبونها "سعيد" لتقول، "نظرة المجتمع تلك نقطة تجاوزتها، و أنا أفتخر بأن معظم زبائني من الرجال، و لي زبائن كثر رغم أني لا أملك أي حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، فالمنجرة هي حياتي.. هي عالمي".

لكن مشهد الآلات الحادة في ورشتها، أثار تساؤلاتنا حول قدرتها على التعامل معها، فكشفت لنا عن مخاطر عديدة تتعرض لها.

"أستخدم أجهزة خطرة، تعرضت عدة مرات لحدوادث كاد بعضها يودي بحياتي" تقول آمال.

وتضيف :"المعدات هنا تحتاج إلى الكثير من القوة و التركيز.. عانيت في بداية عملي من أمراض في يداي من شدة صعوبة العمل، لكن كل صدمة كانت تزيدني قوة".

في ختام لقائنا معها، حدثتنا عن أمنيتها البسيطة "حلمي أن أتعلم صناعة الأثاث وغرف النوم، و أن أجد من يشاركني ويدعمني، ثم بعدها أنوي أن أهب مشروعي هذا للمعاقين، لأنني أشعر بمعاناتهم التي تعيشها ابنتي".

سكاي نيوز