المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القنطار لا يقتل سوريا ولا حتى يهوديا مظلوما وفلسطين وجهته الوحيدة


أبو اسامة
23-12-2015, 06:44 PM
http://static.echoroukonline.com/ara/dzstatic/thumbnails/article/2014/samir_elkantar_780942509.jpg

فلسطين المحتلة: الشروق عامر محمود

عم الحزن بيت السيدة "أم جبر" وشاح، أم الشهيد سمير القنطار الفلسطينية. "أم جبر" اعتبرت القنطار ابنها الثاني مع ابنها "جبر" أثناء اعتقالهما معا في سجون الاحتلال وقررت أن تزوره كما تزور ابنها الأسير وتلبي له كل احتياجاته كأي أم تزور ابنها.
"أم جبر"، المعروفة في الأوساط الفلسطينية كناشطة في قضية الأسرى تشارك في فعاليات نصرتهم والتضامن معها، لم تستطع أن تحبس دموعها على ابنها خاصة عندما تذكّرت رؤيتها في المنام قبل ثلاثة أيام من استشهاده بما قد وقع، وزاد من لوعتها عدم رؤيتها له منذ 9 سنوات بسبب إغلاق معبر رفح، وظروف سمير القنطار الخاصة بعد التحاقه بالعمل العسكري مع حزب الله اللبناني .

وأكدت الحاجة "أم جبر" لـ"الشروق" اليومي" أنها واظبت خلال 15 سنة على زيارة ابنها عميد الأسرى العرب، سمير القنطار، لتحل محل أسرته التي منعتها سلطات الاحتلال من زيارته، وحتى بعد الإفراج عن ابنها الأسير استمرت في زيارة سمير، وعندما منعتها أجهزة أمن الاحتلال، توجهت إلى القضاء الإسرائيلي وانتزعت حكما يسمح لها بزيارة القنطار مجددا.

واستقبلت الأم الثانية للقنطار (88 عاما) المعزين في بيتها بحي البريج وسط قطاع غزة وهي تحتضن صورته والدمع لا يفارقها، خاصة عندما تتذكر لقاءها به بعد تحريره عام 2008 في لبنان، حين هرع إليها فرِحا بزيارتها رغم التزاماته الكبيرة وهو في سعادة غامرة وهو يرى السيدة التي أعلنت تبنيه وحافظت على زيارته بانتظام ليراها أول مرة حرا طليقا، خارج قضبان السجن.

وقالت "أم جبر": "كنت أتمنى رؤيته مجددا خاصة عندما تزوج، إلا أن إغلاق المعابر حال دون ذلك" وتابعت: "سمير حيّ لم يمت وسيبقى حاضرا في قلبي".

بدوره، اعتبر الأسير المحرر جبر وشاح أن خبر استشهاد سمير القنطار "لم يكن مفاجئا بالنسبة إليه وإلى والدته، بل كان خبرا صادما شديد القسوة والحزن".

وأكد جبر وشاح، الأسير المحرر، صديق الشهيد، أن القنطار خلال العشرة الطويلة على مدار 15 عاما، أثبت أنه صاحب عزيمة قوية وإرادة كبيرة تحدّت السجان الإسرائيلي كرجل صبور مؤمن بفلسطين والمقاومة.

كما شدد على أن إسرائيل فشلت في تصفية القنطار معنويا داخل السجن؛ الأمر الذي دفعها إلى الإعلان عن بقاء سمير القنطار في دائرة الاستهداف منذ إطلاق سراحه عام 2008.

فيما قال الأسير الفلسطيني المحرر، عبد الرحمن شهاب، صديق القنطار خلال فترة الأسر، إن "سمير قنطار لا يجيد سوى محاربة إسرائيل والاقتراب منها لتجنيد العرب الفلسطينيين شمال فلسطين ولذلك استشهد بعد أن اختار النزول إلى حدود الجولان لفتح آفاق مقاومة جديدة ضد الاحتلال الإسرائيلي.

وروى شهاب لـ"الشروق" عن القنطار قوله له في سجن هداريم بعد 28 عاما من السجن أثناء حرب لبنان الثانية: "لم أعد أتمنى الحرية بعد أن رأيت الدمار الذي حصل للبنان"، وأضاف شهاب تعقيبا على اتهام القنطار بموالاة النظام السوري: "مثل سمير القنطار لا يقتل سوريا ولا لبنانيا ولا حتى يهوديا مظلوما".

وأكد شهاب أن القنطار تزوّج خلال أسره بمحامية فلسطينية، وأعلن إسلامه أمام محكمة شرعية داخل فلسطين المحتلة، وواظب على أداء الشعائر الإسلامية طول وجوده في الأسْر أمام جميع الأسرى من جميع الفصائل الفلسطينية الذين كانوا يكنون له المودة والاحترام.

وتحدث عضو قيادة هيئة العمل الفلسطيني، محمود الزق، عن القنطار الفدائي: "بدأ في فلسطين وانتهى لأجل فلسطين"، مشيرا إلى أنه تركه خلفه في الأسر بعد صفقة التبادل بين المقاومة الفلسطينية عام 1985 والتقى به بعد 25 عاما في مؤتمر دعم الأسرى الفلسطينيين في الجزائر عام 2010.

وأضاف الزق لـ"الشروق" أن القنطار "قائد قومي ونموذج للفدائي الصادق والإنسان الطيب الذى أحب الجميع وأحبه الجميع".



…..القنطار كان متيقنا أنه سيُغتال وكتب في وصيته:

"أسأل الله أن أكون قد وفيت عهدي ووعدي لشهداء الوعد الصادق"

قال الشهيد سمير القنطار، الذي قتل في ظروف غامضة بالعاصمة السورية دمشق، إنه كان على يقين أن الطريق الذي اختاره بقناعة تامة نهايته النصر أو الشهادة، لأن النصر الكامل وإزالة الكيان الصهيوني من الوجود يحتاج إلى تضحيات أكثر من التي قدمت حتى الآن.. وأن العمل على تحقيق هذا الهدف يحتاج إلى سنوات طويلة إضافية.

وجاء في الوصيّة، التي كتبها في 29 مارس الماضي، ونشرها حزب الله، أمس، أنه آثر إكمال "طريق الجهاد والتضحية"، مشيرا إلى أن إسرائيل تتوهم أنه "بقتلنا قد تجرّ المقاومة إلى مواجهة هي من اختار زمانها ومكانها.

ومن هنا أؤكد لكل- محبي المقاومة- أن الانتقام لدمائنا يكون من خلال التمسك بهذه المسيرة ومن خلال تنامي قوة الردع التي تمتلكها المقاومة ومن خلال استمرار رفع جاهزيتنا التي تضمن تحقيق النصر على هذا العدو الصهيوني في أي مواجهة قادمة".

وظهر من خلال الوصية، أن القنطار، كان يعلم أنه سيُغتال يوما، وهو ما تجلى في عبارة: "أسأل الله أن أكون قد وفيت عهدي ووعدي لشهداء الوعد الصادق، لأهل فلسطين، لجمهور المقاومة في لبنان الذي هو عنوان للكرامة والعزة والصمود والشرف. وأقول لكل المحبين لهذه المقاومة إن شهادتي وشهادة أي أخ في هذا الخط على يد العدو الصهيوني تعتبر دافعا إضافيا لهذه المسيرة إلى الأمام".