المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الاحتلال يحارب الإعلام الفلسطيني استعاضة عن فشله الأمني


محبة الشهادة
13-03-2016, 10:18 AM
https://www.palinfo.com/Uploads/Models/Media/Images/2016/3/11/1166861994.jpg?h=500&w=947&crop=auto&scale=both&quality=80&404=default&format=jpg

يتخبط الاحتلال الصهيوني في طريقة تغوله على وسائل الإعلام الفلسطينية من جهة واعتقال وملاحقة الإعلاميين من جهةٍ أخرى، محاولاً التغطية على فشله الأمني الذريع من أجل إخماد انتفاضة القدس ونيرانها المتصاعدة التي انطلقت في أكتوبر الماضي.

صباح الجمعة الماضي، اقتحمت قوات عسكرية صهيونية مقرات فضائية "فلسطين اليوم" في الضفة المحتلة واعتقلت مديرها الإداري "فاروق عليات" وعاثت فيها خراباً وفتشتها وصادرت ما فيها من أجهزة ومعدات وألصقت على أبوابها قراراً بإغلاق مكتب القناة حتى إشعار آخر.

عملية الإغلاق تلتها سلسلة بيانات من الناطق باسم جيش الاحتلال، وجهاز الشاباك الصهيوني، كلها كانت بمحتوى واحد وهو أن فضائية فلسطين اليوم هي جزء من تنظيم الجهاد الإسلامي، وتبث مواد تحريضية على تنفيذ عمليات المقاومة.

وفي ذات اليوم تعرضت قناة الأقصى إلى إغلاق تردداتها عبر القمر الصناعي الفرنسي، حيث نقلت صحيفة هآرتس العبرية خبراً مفاده، أنّ رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو توجه بشكل شخصي للرئيس الفرنسي من أجل وقف بث الفضائية التابعة لحركة حماس عبر قمر (Eutelsat) بزعم تحريضها على المقاومة ضد دولة الاحتلال الصهيونية.

تغييب الحقيقة

بدوره؛ اعتبر أستاذ العلوم السياسية عبد الستار قاسم أنّ ما تفعله "إسرائيل" ليس بالأمر الجديد، وقال إن: "إسرائيل منذ نشأتها تعمل على تغييب الحقيقة وكي الوعي".

وتساءل قاسم في حديثه لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "منذ متى تحترم إسرائيل الصحافة والصحفيين؟، وهي تعمل ضمن سياسة ممنهجة لطمس كل أعين الحقيقة وملاحقة كل الأقلام التي تكتب عنها".

وهذا الأمر الذي اعتبره قاسم، إجراءاً تقليدياً بالنسبة لدولة الاحتلال التي لا تحترم قانوناً ولا صحافة، مبيناً أنّ الاحتلال لا يسمح أن تقوم قائمة لإعلام فلسطيني يتبنى نهج المقاومة وخيارها.

إنجازات وهمية

صالح المصري - رئيس اتحاد الإذاعات والتلفزيونات في فلسطين، أكّد أنّ استهداف فضائيتي فلسطين اليوم والأقصى عبر القمر الصناعي "يوتيل سات" يأتي في سياق محاربة الكلمة الحرة التي باتت توجع الاحتلال.

وقال لـ"المركز الفلسطيني للإعلام": "إسرائيل تدرك مدى أهمية الإعلام الوطني الفلسطيني في نقل معاناة الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال من إعدامات ميدانية وإفراط كبير في القوة للعالم".

وأشار إلى أنها بذلك أرادت أن تغتال الحقيقة والرأي الحر من خلال هذه القرارات العنصرية والإرهابية التي صدرت عن الكابينت الصهيوني الذي فشل في إخماد الانتفاضة، ووقف عاجزا أمام صمود الشعب الفلسطيني والشباب الثائر، فهرب باتجاه إغلاق المقرات الفضائية والإذاعية ليسجل إنجازات وهمية أمام جمهوره المنهار من عنفوان وضربات الانتفاضة.

واعتبر المصري، أنّ القرار الصهيوني تجاه هذه الفضائيات "فاشل بامتياز"، مضيفا: "إسرائيل جربت قبل ذلك وقتلت الصحفيين وقصفت مقراتهم واعتقلت بعضهم لعدة مرات لكن لم تنل من عزيمتهم، فهم يحملون هم وطنهم وقضيتهم ويقومون بتغطية مهنية في الميدان".

ودعا الصحفي الفلسطيني، إلى توحيد الأجسام الصحفية، "من أجل مجابهة هذه القرارات العنصرية التي ستمتد ربما لتطال مؤسسات صحفية أخرى". كما قال

فشل أمني

من جهة أخرى؛ أكّد محمد أبو علان المختص في الشأن الصهيوني أنّ ملاحقة الاحتلال الصهيوني للصحفي الفلسطيني ولوسائل الإعلام الفلسطينية ليس بالأمر الجديد، مبيناً أنّ حوالي 20 صحفياً لا زالوا يُزجون في سجون الاحتلال.

وأضاف في حديثه لمراسلنا: "وقبل ذلك قتل الاحتلال 17 صحفياً في عدوان 2014 على قطاع غزة"، لافتاً إلى أنّ الملاحقات الأخيرة التي طالت إذاعتي الخليل والحرية في الخليل، وفلسطين اليوم هي تعبير عن الفشل الأمني في وقف موجة عمليات المقاومة الفلسطينية الحالية، بالتالي صب جام غضبه على وسائل الإعلام الفلسطينية بتهمة التحريض.

يشار إلى أنّ قرار ملاحقة وسائل الإعلام الفلسطينية الداعمة للمقاومة جاء بعد الاجتماع الأمني الصهيوني الذي عقد مساء الثامن من آذار بعد ثلاث عمليات للمقاومة الفلسطينية في القدس ويافا وبيتح تكفا، والقرار كان بإغلاق وسائل الإعلام المحرضة على العنف (حسب تعبير القرار)، وكانت الخطوة الأولى بعد القرار اعتقال الصحفي من طولكرم سامي الساعي بتهمة التحريض على الفيسبوك، ومن ثم تم اقتحام مقر فضائية فلسطين الجمعة الماضي ومصادرة معداتها.

ويؤكد أبو علان، أنّ خطوة الاحتلال ملاحقة الصحفيين الفلسطينيين ووسائل الإعلام الفلسطينية، ونشطاء شبكات التواصل الاجتماعي جاءت بعد فشله الأمني في وقف موجة العمليات للمقاومة الفلسطينية والتي دخلت شهرها السادس، وأدت لمقتل (35) مستوطناً صهيونياً حتى الآن.

خطوة غبية

ويصف الصحفي الفلسطيني، خطوة الاحتلال باستهداف وسائل الإعلام بأنها "تدل على غباء المستوى السياسي والأمني في دولة الاحتلال الذين يعتقدون أنهم بمثل هذه الخطوات يمكنهم إغلاق الفضاء الفلسطيني الداعم للمقاومة الفلسطينية".

ولا زالت قضية الصحفي محمد القيق حاضرة عبر وسائل الإعلام بعد أنّ شكل إضرابه عن الطعام لأكثر من 90 يوماً على التوالي صفعةً قوية للاحتلال الصهيوني بكافة أجهزة الأمنية والسياسية، في حين أنّه انتصر، وحقق مطالبه، وخضع الاحتلال لشروطه.