المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الكيان يعجز عن إخماد انتفاضة "وجدت لتبقى"


محبة الشهادة
16-03-2016, 09:25 AM
https://www.palinfo.com/Uploads/Models/Media/Images/2016/3/16/1797834895.jpg?h=500&w=947&crop=auto&scale=both&quality=80&404=default&format=jpg

مر نصف عام وأحداث انتفاضة القدس في تطور ملحوظ، وسط عجز الاحتلال عن الإمساك بزمام الأمور، في ظل كمية المفاجآت التي تحملها بين طياتها، والتي جعلت من الكيان يترقب ما هو آت، في الانتفاضة التي تركت أثرا واضحا على شرائح المجتمع الصهيوني.

وما زال العديد من الكتَاب "الإسرائيليين" يحاولون تحليل أحداثها للوصول إلى طريقة إنهائها، إذ تناولت صحيفة معاريف مقالا للمحلل العسكري "ألون بن ديفيد" تحدث فيه عن مجريات الانتفاضة الحالية، فيما تناول تقرير آخر للقناة العاشرة انعكاسات الانتفاضة على شرائح "المجتمع الإسرائيلي"، وهو ما تابعه قسم الترجمة والرصد في "المركز الفلسطيني للإعلام".

وجِدَت لتبقى
تحت عنوان "موجة العنف الفلسطيني وجدت لتستمر" كتب ألون بن ديفيد: "نصف عام وحصيلة القتلى جراء موجة العنف بلغت 35 قتيلا، وإسرائيل تقف عاجزة أمام هذه الظاهرة؛ ويعترف الجميع أن هذه الهجمات لن تتوقف قريبًا، فقد أصبحت تتغلغل فينا جميعًا".

ويتابع: "هناك من يأملون أن تتلاشى هذه الظاهرة من تلقاء نفسها، ولكن الاحتمال الأكبر أن تتطور ظاهرة الأفراد إلى انتفاضة موسعة، وخاصية ظاهرة الإرهاب الحالية؛ ليس لها قوانين، والأمران اللذان يحركانها هما الشبكات الفيروسية والتقليد الأعمى. كل عملية ناجحة تنير الدرب أمام مخرب آخر محتمل ينتظره خلال ساعات".

وأضاف المحلل؛ "يخرج المخربون من أماكن سكناهم دون أن يكون بينهم تنسيق أو موعد، صحيح أنه منذ أكتوبر الماضي هناك انخفاض مستمر في عدد العمليات ومحاولات تنفيذها، ولكن ليس هناك أي دلالة على أن جو العنف هذا يتلاشى، لقد وجد ليبقى وليرتفع وينخفض وبأيام أفضل وأخرى أسوأ".

المتابع لأحداث الانتفاضة يرى أنها تتجه نحو التنظيم والتخطيط المسبق لتنفيذ عمليات، وهو أكثر ما يثير مخاوف الاحتلال، ومما عزز هذه المخاوف؛ خلايا المقاومة التي اعتقلها الاحتلال واعترف أعضاؤها بنيتهم تنفيذ عمليات كبيرة داخل الكيان، مما يعزز فرضية الانتقال من الانتفاضة العشوائية إلى انتفاضة شاملة ومنظمة".

القدس شرارة البداية
واتهم بن ديفيد حكومة الاحتلال أنها لم تبادر إلى عملية حقيقية لمواجهة ما أسماه "موجة الإرهاب"، لا بتحسين الأجواء ولا بردع الإرهاب. إنها تكتفي برسائل فارغة لن تغير من الأمر شيئًا، وبعد نصف عام من الهجمات، تذكرت الحكومة أن هناك خللًا في الجدار الفاصل؛ غلاف القدس مهتك بالكلية، والجدار من منطقة ترقوميا وحتى ميتار مشوه ولم يعد فاعلًا".

يتابع: "هناك هتك آخر لا يتحدث أحد عنه في منطقة "غوش عتصيون" فهناك لم يُبنَ الجدار أساسًا لأسباب سياسية، ربما يحتفظون بقرار بنائه إلى حين سقوط عشرات القتلى الآخرين، وفرض جدار الفصل لا يجدي في الحقيقة نفعًا كبيرًا، كل يوم يجتازونه، وحوالي 50 ألف فلسطيني يدخلون ويقيمون بشكل غير قانوني في إسرائيل. الاعتقالات المتقدمة التي تقوم بها الشرطة الإسرائيلية في صفوف المقيمين غير الشرعيين هي نقطة في محيط، على إسرائيل ان تفرض الفصل بيننا وبين الفلسطينيين إذا كنا نريد العيش".

ويرى أن "القدس هي أساس موجة الإرهاب الحالية"، على حد وصفه، متابعا: "300 ألف من حملة البطاقة الزرقاء ممن ضممناهم إلينا ليس لديهم أي مشكلة في الوصول من كفر عقب إلى غربي المدينة وبحوزتهم سلاح ناري، طالما تمسكنا بشعار المدينة الموحدة فسنظل نقابل المخربين في القرى الواقعة شرقي وشمالي المدينة، طالما لم يكن هناك فصل بيننا وبينهم سيبقى ظهرنا مكشوفًا لسكاكينهم".

أهداف مشتركة
وأشار ألون إلى أن الحكومة فعلت خيرًا حين زادت عدد الفلسطينيين المسموح لهم بالعمل في الكيان، ويقول: "حاليًا يوجد حوالي 120 ألف من هؤلاء، والرقم مرشح للزيادة في المرحلة الأولى إلى 7000، وبعد عدة أشهر سينضم إليهم 33 ألف آخرين، والمجموع سيوجد دائرة تضم حوالي مليون شخص ليس لهم أي مصلحة بالانضمام إلى الإرهاب، في السنوات العشر الأخيرة استغل واحد فقط من هؤلاء تصريح العمل لينفذ عملية".

وأثنى بن ديفيد على مكافحة الحكومة للتحريض، ولكن لا فرصة أمامها للنجاح؛ ويقول: "هؤلاء المخربون لا تحركهم أقوال محطات الإذاعة والتلفزة التابعة للسلطة الفلسطينية، إنهم يتغذون من إعلام الإنترنت، وبعضها يأتي من غزة، وبعضها الآخر من الدول الإقليمية، وهذا ما لا يمكن قطعه".

ويوضح: "الإسرائيليون الأوفياء للعلاقة مع رجال السلطة يسمعون عن الإحباط المتزايد الذي يظهرونه بحق الظاهرة الحالية، ورغم أن التحريض اختفى تقريبًا في وسائل الإعلام التي تسيطر عليها السلطة؛ غير أن أبا مازن هذا الأسبوع لم ينجح في مقاومة إرسال رسالة تعازٍ إلى عائلة مخربة، ولم تنجح السلطة الفلسطينية في إحباط عملية هنا وأخرى هناك، ولكنها مثل إسرائيل ليس لديها حقًا القدرة على وقف الأفراد الذين يتخذون قرارًا بفعل فعلة".

وعلى الرغم من الهدف المشترك للسلطة الفلسطينية والكيان بإيقاف هذه الانتفاضة، إلا أن حجم التنازلات التي تقدمها السلطة لا ترضي قادة الكيان، وهو ما دفع السلطة لإثبات حسن السير والسلوك من خلال اعتقال المقاومين والاعتراف بإحباط عمليات المقاومة، بحسب ذات المصدر.

توتر مستمر
وفي سياق متصل كشفت القناة العبرية الثانية عن تأثير انتفاضة القدس على المجتمع الإسرائيلي بكافة شرائحه.

وقالت القناة في تقرير لها: "في ظل موجة العنف والروتين الحياتي اليومي المتوتر وقبل نصف عام تمامًا، مساء رأس السنة، وقع هجوم حجارة في القدس قتل به ألكسندر لبلوبيتش؛ هذا الحدث كان بداية تسلسل العمليات المستمرة منذ 6 شهور".

وأكد تقرير القناة: "في ظل واقع الحياة المعقد هذا، حياة كثير من الإسرائيليين تغيرت، من بينهم مقاتلون في الجيش وحرس الحدود ورجال الشرطة الذين يحرسون الأمن ليل نهار، أطباء ورجال الإنقاذ الذين يتم استدعاؤهم للمنطقة مع كل عملية طعن، دهس أو إطلاق نار، نصف عام على هذه الفترة المعقدة والمتوترة".

وأشار التقرير؛ "ليس فقط المقاتلين هم من يتعاملون مع روتين يومي متوتر، الأطباء أيضًا يتحدثون عن واقع مريع وغير متوقع، "بدلًا من الخروج للمؤتمرات أو إجازة، يجب أن تسأل نفسك مرتين إذا كان هذا يستحق أم لا".