المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : صبرا يا أهل غزّة فإن مع العسر يسرا مع نصيحة صادقة إلى قادة حماس


ابو محمد الاثري
22-11-2008, 05:12 PM
صبرا يا أهل غزّة فإن مع العسريسرا معنصيحة صادقة إلى قادة حماس

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله ربّ العالمين، مالك يوم الدين، ولا عدوان إلا على الظالمين اليهود، وأعوانهم منالصليبيين، ونعوذ بالله من دعاة الحزبية والطائفية الزائغين، والصلاة والسلام علىأشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، وعلى من اتبعهم بإحسانإلى يوم الدين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن محمدا عبدهورسوله إمام المتقين.
أما بعد:
اعلموا يا إخواننا من الشعب الفلسطيني فيمقاطعة غزة المحاصرة أن الدِّين الإسلامي الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم كاملغير منقوص، وسالم من التبديل والتغيير والتحريف والنكوس، فهو ظاهر ما بقي الليلوالنهار، مصداقا لقول النبي المختار صلى الله عليه وسلم من حديث المقداد بن الأسود،وغيره من الصّحب الكرام عليهم من الله الرضوان: (ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليلوالنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبرٍ إلا أدخله الله هذا الدين، بعزّ عزيز، أوبذل ذليل، عزّا يعزّ الله به الإسلام، وذلا يذل به الكفر)، وقبل هذا قوله تعالى:﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَىالدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾، فاشكروا الله على نعمة الإسلاموالسنّة، واسألوه العصمة من كل وكسة ونكسة ومحنة، وإياكم واليأس والخور، وكونوا فيقمة الصبر والأمل كما كان نبي الله يعقوب عليه الصلاة والسلام ﴿يَا بَنِيَّاذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِاللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾،واعتَزُّوا بعقيدتكم الصافية والطاهرة التي بُنيت على القرب من أهل الحق والصدق،والبعد عن أهل الطرق المبتدعة والفسق، عقيدةٌ لا عِوَجَ فيها، قيِّمة لتتمسكوا بها،وتدعوا النّاس إليها بالعلم والحلم والمال والنفس، وتردوا عنها شطحات أهل الزيغوالأهواء، وتلبيس دعاة الباطل وناقلي الوباء، من الروافض الأنجاس، أحفاد الخمينيالهالك، وشيعتهم المنزوين وراء مترسة قمّ وكربلاء.
يا أهل غزّة وأبناءَ جبالياالكرام إنّنا نشارككم الألم، ونشعر بِكلِّ صيحةِ أمٍ فقدت صغيرها أو فردا من أهلها،وإننا ندعو الله لكم في النهار والسّحر بأن يبعد عنكم بطش الكافرين من اليهودوأعوانهم الصليبيين، وأن يصبِّرَكم في مصيبتكم التي هي مصيبتنا، وأن يجنبكم شماتةالأعداء، ونبشركم بأمر؛ إن كنتم تألمون يا أهل جباليا من اعتداءات الصهاينة، وسكوتالعالم بما حوى من قريب أو بعيد، وكأنه نذر للرحمن صوما، فاعلموا أنهم يألمون أشدّمما تألمون، والفاصل بينكم وبينهم أنكم ترجون من الله ما لا يرجون، فاثبتوا علىالحقّ القديم، وإياكم والتبديل، واحذروا أن تولّوا الأدبار وتنقضوا الميثاق معالله، واثبتوا على منهج السّلف، ولتكن هذه الآية صُلب أعينكم ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَرِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُوَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا﴾.
اللهم إني أسألك بكل اسمهو لك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل الدائرةعلى الصهاينة المعتدين، وأن تفشل خططهم في المنطقة، وأن تحفظ المستضعفين في فلسطينمن كيد الأعداء إنك ربي قوي متين، وعليم حكيم.
وأتوجّه فيما بقي من الحديث إلىقادة حماس في المنطقة، هداهم الله إلى منهج السّلف، وطهر قلوبهم من أدران وهواجسالخلف وأقول لهم:
إن خلافكم مع أهاليكم في رام الله، وتقلُّصَ أيدي المساعدةالتي كانت تأتيكم من الدول العربية، وتلقيَّكم لحزمة من النقد من كبار أهل العلم فيالعالم الإسلامي؛ لا يسوِّغ لكم السفول أكثر في مستنقع الهوان والاستكانة، والجنوحإلى عباءة الروافض الخبيثين، والخوارج السفهاء الرعون، وأنتم تحملون لواء الممانعةوالصمود، وتتنادون بدولة إسلامية سنية طاهرة؟، فإنّ الله تعالى لا يبارك في مقاومةينصرها الأخبثان، وتموّل بخيصاء طهران.
وَلِمَا التملّق إلى حزب حسن في لبنانبإقامة خيام العزاء لرجل من رجالهم، له ترجمة تروق بلا معنى، واسم يهول بلا جسم،مأبون بالشرّ، يحمل مشروع المؤاحنة لأهل الخير، طاشت يده كما طاش عقله فأصاب البريءوالخوّان.
عزاءٌ يا زعماء حماس هداكم الله قطعتم به أواصل الإخاء مع عبادالرحمن، وأحييت به بدعة قبيحة خسيسة الشأن، حتى ولو كان الهالك فيها من أهل الإتقانوالإحسان، كيف ومن رفعتم له الألوية ووصفتموه بالمنازل العالية لا يستحق أبياتاقيلت في قينة.
يا قادة حماس في غزة: لِمَا لا يكون هذا الهجوم السافر عليكم منالصهاينة وحلفائهم في المنطقة سببَه معاصِيكم، وانزوائِكم تحت مظلة الرفض بإقامةالعزاء على طريقة أصحاب الحسينيات الهالكين، ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌقَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِأَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَاأَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ﴾فتوبوا إلى الله، وفروا إليه، واحتموا بكنفه من شرّ اليهود والروافض ذلك خيرٌ لكممن صبّ جمّ غضبكم على عَالَمٍ عربيٍ يعاني من ضَعف شديد، ويجدف بيديه ورجلين ليخرجمن مستنقع الخلاف، أو ليطير في السماء محررا ربقة من جاذبية الأقطاب المهيمنة!،عَالَمٌ لو يستطيع فقط أن يعقد قمة عربية ناجحة في دمشق يكون قد حقق لكم نصراعظيما، فحققوا لأنفسكم يا قادة حماس التقوى، فقد قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَيَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنيَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْجَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾، وقال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَيَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا﴾.
يا قادة حماس بصّركم الله بالحق، ودفععنكم كيد الأعادي ودعاة العَوْق، إنّ وجود العدوّ المشترك في المنطقة لا يبيح لكمتعطيل النّصوص، وتكذيب التاريخ، وإنكار المعقول والمحسوس، والركون إلى أحفادالمجوس، ألم تقرؤوا قوله تعالى: ﴿وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا﴾،قال الإمام مالك رحمه الله: أعوانا.
وإنني أعظكم ثلاثا أن تكونوا الثقب الذييتسرب منه أهل الرفض إلى ساحة بيت المقدس، فقد صحّ عن عبد الله بن عمرو فيما أخرجابن خزيمة في كتاب التوحيد أنّه قال: (لا يدخل حظيرة القدس سكير، ولا عاق، ولامنان)، فكيف بعُبَّاد الأوثان، وألدّ أعداء الله لعباد الرحمن، والمتمرغين علىعتبات المشاهد على طريقة الكهان.
واحذروا أن تعجبوا برأيكم فتقعوا في حمأةالجهالة، فإن الحقَ لا يُعرف بالخطب الجوفاء الرنانة التي تردد في الشوارع، ولابالأماني الخاوية التي ترجى، ولا بالفتاوى المبتورة والملفقة الضالة، ولا بالتهورالمقيت في صورة الشجاعة، ولا بالاعتماد على العقل في الفتن، ولا بكثرة الاجتهادوالعمل، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في التسعينيّة (3/926ط: دارالمعارف) رادا على أبي المعالي الجويني وضربه من علماء الكلام، وإني أخال الجوينيأذكى منكم يا قادة حماس بمراتب ومنازل: (ولكن إتباع أهل الكلام المحدث، والرأيالضعيف، وما تهوى الأنفس، ينقص صاحبه إلى حيث جعله الله مستحقا لذلك، وإن كان له منالاجتهاد في تلك الطريقة ما ليس لغيره، فليس الفضل بكثرة الاجتهاد، ولكن بالهدىوالسداد، كما جاء في الأثر: " ما زاد مبتدع اجتهادا إلا ازداد من اللهبعدا ") اهـ.
وأكرر التحذير مرة أخرى من تمكين الروافض من مربط جبريل، فإنّ الشرّالذي يتضوع منه الفلسطينيون من جرّاء الاحتلال مع بشاعته، لا يساوي شيئا في مقابلالذُّعاف الذي سيصيبهم من زحف الروافض على معتقداتهم وثوابتهم وأعرافهم المتينة؛التي بها استطاعوا أن يصمدوا في وجه دولة صهيون وحلفائها عهودا طويلة تجعل الولدانشيبا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة (1/6-11) بعد ما بينأصنافا من الفرق الخارجة عن حقيقة متابعة الرسل، والتي قد يخفى أمرها على كثير منأهل الجهالات: (والرافضة والجهمية هم الباب لهؤلاء الملحدين، منهم يدخلون إلى سائرأصناف الإلحاد في أسماء الله وآيات كتابه المبين...[ثم قال رحمه الله]: فملاحدةالإسماعيلية والنصيرية وغيرهم من الباطنية المنافقين من بابهم دخلوا، وأعداءالمسلمين من المشركين وأهل الكتاب بطريقهم وصلوا، واستولوا بهم على بلاد الإسلام،وسبوا الحريم وأخذوا الأموال، وسفكوا الدماء، وجرى على الأمة بمعاونتهم من فسادالدين والدنيا ما لا يعلمه إلا ربّ العالمين).
وقال ابن قيم الجوزية رحمه الله بعد ما تكلم عن المعطلة والنفاة وأنهم شرّ على الإسلام والمسلمين في كتابه العظيمالصواعق المرسلة (4/1254): (إنّ هؤلاء لم يكفِهم أن سدوا على أنفسهم باب الرد علىأعداء الإسلام بما وافقوهم فيه من النفي والتعطيل، حتى فتحوا لهم الباب وطرقوا لهمالطريق إلى محاربة القرآن والسنة، فلما دخلوا من بابهم، وسلكوا من طريقهم تحيزوامعهم، وصاروا جميعا حربا للوحي، وادعوا أن العقل يخالفه، ولا يمكن الرد على أهلالباطل إلا مع إتباع السنة من كل وجه، وإلا فإذا وافقها الرجل من وجه وخالفها منوجه طمع فيه خصومُه من الوجه الذي خالفها فيه، واحتجوا عليه بما وافقهم فيه من تلكالمقدمات المخالفة للسنة، ومَن تدبر عامة ما يحتج به أهل الباطل على مَن هو أقربإلى الحق منهم وجد حجتهم إنما تقوى على من ترك شيئا من الحق الذي أرسل الله بهرسوله، و أنزل به كتابه، فيكون ما تركه من الحق أعظم حجة للمبطل عليهم.
ويجدكثيرا من أهل الكلام يوافقون خصومهم على الباطل تارة، ويخالفونهم في الحق تارة،فيتسلطون عليهم بما وافقوهم فيه من الباطل، وبما خالفوهم من الحق، وليس لمبطل بحمدالله حجة، ولا سبيل بوجـه مــن الوجوه على من وافق السنة ولم يخرج عنها، حتى إذاخرج عنها قدر أنملة تسلط عليه المبطل بحسب القدر الذي خرج به عن السنة، فالسنة حصنالله الحصين الذي من دخله كان من الآمنين، وصراطه المستقيم الذي من سلكه كان إليهمن الواصلين، وبرهانه المبين الذي من استضاء به كان من المهتدين، فمن وافق مبطلاًعلى شيء من باطله جرّه بما وافقه منه إلى نفي باطله. وقد ضرب بعض أهل العلم لذلكمثلا مطابقا فقال: مثل الحق مثل طريق مستقيم واسع وعلى جانبيه قطاع ولصوص وعندهمخواطئ قد ألبسوهنّ الحُلي والحُلل وزينوهن للناظرين، فيمر الرجل بالطريق فيتعرضنله، فإنْ التفت إليهن طمعن في حديثه، فألقين إليه الكلام فإن راجعهن وأجابهندَعَيْنَهُ إلى الذبح، فإذا دخل عرين الموت صار في قبضتهن أسيرا أو قتيلا، فكيفيحارب قوماً من هو أسير في قبضتهم قتيل سلاحهم؟ بل يصير هذا عوناً من أعوانهم،قاطعاً من قطاع الطريق، ولا يعرف حقيقة هذا المثل إلا من عرف الطريق المستقيم وقطاعالطريق ومكرهم وحيلهم وبالله التوفيق وهو المستعان).
فإن قلتم يا قادة حماس: نحنالمغمورون في قمع زجاجة في غزّة، والمقموعون بمطرقة العوز، والمسحوقون بقنابلالاحتلال؛ فعطية قمّ وكربلاء أرحم عندنا من العهون المعلقة على الصبيان من العينوالعوز والغزّ في دارفور، في عهد رأينا فيه النّاس عن سبيل نصرة المستضعفين ناكبين،ومن اسم المقاومة متطيّرين، ولأهلها كارهين، وأموال الدول وقفا على الشهوات والنفوسحتى رهِلت الأجسام، والمروءة التي هي زكاة الشرف تباع بيع الخَلَقِ، فماذا عسى قادةغزة أن يفعلوا إلا أن يتكففوا على موائد الروافض، والضرورة تقدر بقدرها.
يكونجوابنا عليكم بعبارات موجزة جدا على طريق أهل الحديث في الجزائر، وأسأل الله أنتقفوا عليه:-
إن فتور بعض همم الشّرفاء عن نصرتكم، وزُهدَ اللسان الصادق فيالذبّ عنكم، سببُه ما قدّمت أيديكم، وأنتم الذين استبدلتم الذي هو أدنى بالذي هوخير، ورضيتم بصياح الرّعاع والغثار والغثر، وتجرعتم سمّ قُمّ الذي أمات فيكم النظر،وأضحى وبالا عليكم، وقيدا لألسنتكم، وعيّا عليكم في المحافل، وعقلةً لفكركم عندالتناظر، فصرتم لا تفرقون ما بين الوكع والكوع، ولا الحنف من الفدع، واللّمى مناللّطع.
يا قادة حماس في إقليم غزة المكلوم: إنّ مع العسر يسرا، إن مع العسريسرا، ولن يغلب عسر يسرين، ولو جاء العسر فدخل الحَجَر الأصم، لجاء اليسر حتى يدخلعليه فيخرجه، فلا حاجة لكم أن تركنوا إلى الظالمين من الروافض فتمسكم النار، فإنّغثّكم خيرٌ من سمين الروافض، واصبروا كما صبر أسلافكم ولا تستعجلوا نصرا منجسابدينارهم، وعودوا إلى الله في جلواتكم وخلواتكم، وضعوا أيديكم في يد إخوانكم من أهلالسنة، ﴿وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ﴾، وإن ضاقتبكم السُّبل ففي الأرض للحر الكريم منادح، والحر حرٌ وإنْ حلّ به الضُّر.
ياقادة حماس في غزة: إنَّ عودتَكم إلى الحكمة وصحيح المنقول وصريح المعقول، نصرٌللمستضعفين الذين أوصلوكم إلى سدة الحكم، فاحرصوا على حقن دمائهم، وخذوا بوصاياإخوانكم من أهل السنة، فإن للحرب معادلاتٍ وأسسا، وهي سجالٌ ودَول، وعتاد وعدّة،وحنكة وخدعة، وتأييد ونصرة، فالحرب كما لا يخفى عليكم تضبطها المصالح والمفاسد، فهلما تصنعونه في منظور أهل العلم والمختصين في السياسات والحروب عاد عليكم بالنفع؟،فأنا لا أدعوكم إلى ترك المقامة، والدفاع عن شرفكم وعرضكم وأرضكم؛ فقد صحّ عن نبينامحمد صلى الله عليه وسلم أنه قال من حديث سعيد من زيد: (من قُتل دون ماله فهو شهيد،ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد)،وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين، وإنما أدعوكم إلى توظيف المقاومة في الوجهةالصحيحة، والمسار الناجع، واستثمارها في الزمان المناسب، قال تعالى: ﴿وَلاَتَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْوًابِغَيْرِ عِلْمٍ﴾.
قال العلاّمة القرطبي في تفسير هذه الآية في جامعه: (فيه خمسُمسائل: الثانية: قال العلماءُ: حكمُها باقٍ في هذه الأمة على كل حال، فمتى كانالكافر في مَنعةٍ، وخِيف أن يسب الإسلام، أو النبي عليه السلام، أو الله عز وجل،فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلىذلك، لأنه بمنزلة البعث على المعصية).
وانتبهوا من نفخ الروافض الأوغال فيمشروعكم، فإنّهم يدفعونكم إلى التهلكة في لباس المقاومة ليوطنوا لأنفسهم في جنوبلبنان، ويثبتوا أعمد الكفر والبدعة في أوساط الأنام، فإنّ نفختهم في مشروعكمالنضالي شبيهة بنفخة الوزغ في النّار التي أوقدت لحرق نبي الله إبراهيم عليه الصلاةوالسلام، ولهذا أمر الله بقتله وسماه فويسقا، فاحذروا الخُنْزُوَة.
واعلمواهداكم الله أنّكم إذا جنّبتم شعبكم وحشية الصهاينة، وخلصتموه من بين أنيابه الزرقاءفقد حققتم شوطا من النّصر المبين، الذي هو غائب عن أذهان كثيرين منكم، ألم تقرؤواقوله تعالى: ﴿وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَنَجَّيْنَاهُمَاوَقَوْمَهُمَا مِنَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُالْغَالِبِينَ﴾.
قال العلاّّمة المفسر الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله فيتفسير هذه الآية (ص267): (والتخلص من العدوّ يسمى نصرا وفتحا وغلبة، كما قال النبيصلى الله عليه وسلم في غزوة مؤتة حين كانت الراية مع زيد بن حارثة، ثم كانت مع جعفربن أبي طالب، ثم كانت مع عبد الله بن رواحة، وكلهم قتلوا رضي الله عنهم، قال:(فأخذها خالد ففتح الله على يديه)، وخالد رضي الله عنه لم ينتصر على الرّوم، ولميغلبهم؛ ولكن نجا منهم، فسمى النبي صلى الله عليه وسلم هذه النجاة فتحا، كما سمىالله تعالى هنا نجاة موسى وهارون وقومه من فرعون أنها نصرٌ وغلبة).
كتبت هذهالكلمات على عجل من شدّة هول المنظر، وقد ذرفت عيناي وأنا أرى رضيعا سحقته آلياتالمستدمر مع ذلك بقيت ابتسامته مشرقة على صفحة وجه، تنبئ بالعقبى لأهل الحق، صورةرهيبة أبت أن تفارق مخيلتي ولا حول ولا قوة إلا بالله.
أرجو أن يأخذ قادةُ حماسبهذه الوصايا، وأن يعضوا عليها بالنواجذ، إذا أرادوا زحل اليهود عن إقليم غزّة، وأنلا يقولوا أن أهل الحديث في الجزائر الغراء لم يقدموا لهم النُّصح، وبخلوا عليهمبالصّلح، وليقبلوا بخطة رئيس اليمن علي صالح لردء الصدع ولمّ الشمل، فإننا وإن كنانخالف جماعة حماس في قواعدَ عدة، وأصولٍ شتى - هدانا الله وإياهم إلى الحق-، فنظرتنافي هذا الظرف إلى الشعب الفلسطيني المسكين الذي كالقمح بين شقيّ الرحى، تتجاذبهتيارات متناطحة ومسدوحة بخنجر الغدر، تيارات تتسابق فيما بينها لتقدم كلّ يوم عضوامنه قربانا لمشاريعها، كي تنال به في زعمها درجة عند الخلق على حساب إغضاب الحق،صنيع زهد المسلمين في العالَم في صدق نوايا القائمين على تحرير القدس، بل كثير منالمراقبين العقال يخشون اليوم الذي تُرسم فيه دولة فلسطين على الأرض، ويغيب العدوالمشترك الذي جمع الأضداد في خندق واحد، وتبلى السرائر، وتَكفُر الفصائل بعضهاالبعض، ﴿الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّاالْمُتَّقِينَ﴾، وحينئذ تتحول الرقعة المحررة إلى كابول أخرى في الشرق الأوسط، يقتلفيها الأخ أخاه، ويسبي امرأة جاره، وقد وقع شيء من هذا والله المستعان.
فيا منبيده زمام الأمور في فلسطين اعلموا أن كلّ شيء غلا في الأسواق إلا دماء المسلمين. فاتقوا الله في عباده، وأصلحوا ذات بينكم، وصوّبوا سهامكم القولية والفعلية إلىعدوكم الذي يتربص بكم الدوائر، واعلموا أن الذئب يأكل من الغنم القاصية، واتقوايوما يغدق الله فيه عليكم بالخير، وتعود إليكم فلسطين، فيأتي الشيطان كلّ فصيل علىحدا، في صورة السيد الكبير الذي لا يردُّ قوله، ويزين له التفرد بالغنيمة، ويمنيهبالنصر، الهيمنة على الجميع، ويقول له: إني جار لك، حتى إذا قام كل فصيل بضرب رقبةالفصيل الآخر، نكص على عقبيه، وقال إني برئ منكم إني أخاف الله رب العالمين، وآنذاكتقع الطامة الكبرى، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهذا ما حذر منه نبي الملحمةوالمرحمة صلى الله عليه وسلم حين قال من حديث عمرو بن عوف الأنصاري في الصحيحين:(فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تبسط الدنيا عليكم كما بسطت على من كانقبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتُهلِكَكم كما أهلكتهم).
فنحن لا نخشى علىالفصائل الفلسطينية الحصار والفقر ومحرقة اليهود، فإن المحن تجمع الفرقاء، وتقويأواصل النضال، وهاهي دماء غزة وجباليا استطاعت أن توقظ أهل رام الله ونابلس منغفوتهم، وتبث النبض في عرق الإخوة، هذه أخوة التي عسر إنعاشها على مائدة الحوار،وإنما نخاف على الفلسطينيين من أن تفتح عليهم الدنيا، وتكثر أطماعهم، ويرضون بفتاتالغرب فيتحقق فيهم كما تحقق في كثير من المقاومين للاستعمار حين غيروا وبدلوا حديثالنبي صلى الله عليه وسلم: (إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتمبالزرع، وتركتم الجهاد سلّط الله عليكم ذُلاًّ، لا ينزعه حتى ترجعوا إلىدينكم)
فأعدوا لذلك اليوم حلا وجوابا، وخذوا العبرة من غيركم، ولا تقولوا لمننبه، فإن الحازم من عمل لغده كأنه يعيش أبدا،وصلى الله على نبينا محمد وعلىآله وصحبه وسلم.

وكتبه من الجزائر في مجلس واحد:أبو عبد الباري عبدالحميد أحمد العربي الجزائري

كان الله في عونه -22صفر 1429 هـ

بوبكر حداد
29-11-2008, 08:30 PM
أخي الكريم ..أحييك على غيرتك ، لكن هل فتور همم الشرفاء سببه أن حماس مالت ...لا أعتقد ذلك فربما الفتور سببه أن أعداء حماس بل أعداء المقاومة قد استطاعوا أن يشككوا في مصداقية حماس و مصداقية المقاومة و للأسف فقد نجحوا ....تحياتي و تقديري لك

ابو صلاح الدين الجزائرى
28-12-2008, 06:42 AM
ما يحدث فى فلسطين كان قد حدث فى لبنان لكنه لم ينجح ...اعداء المقاومة من حركة فتح
و عمالتهم ووشايتهم للاحتلال...كلها عوامل ساعدت فى تعقيد المهمة لحماس فى قطاع غزة
.لابد من المصالحة الفلسطينية مهما كان الثمن و الى الابد ........................

ابراهيم موفيتش
12-01-2009, 02:52 PM
شكرااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااااااااااااااااااااا

2mill9
12-01-2009, 02:54 PM
http://www.as7apcool.com/vb/picture.php?albumid=1&pictureid=9