المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إطفاء الحريق أولاً (فهمى هويدى)


انا مش معاهم
03-01-2009, 08:45 AM
إطفاء الحريق أولاً (فهمى هويدى)

أستغرب جدًا قول القائلين بأن الأمل معقود علي القمة العربية الطارئة في إعادة التهدئة إلي غزة. وأستغرب أيضًا التصريحات التي انتهزت الفرصة وحمَّلت حماس المسئولية عن المذبحة في غزة. بل أزعم أن ذلك أسخف وأغبي ما قرأت من أصداء الجريمة التي شهدها القطاع في الآونة الأخيرة. ذلك أنني لا أتصور أن يتنادي القادة العرب بجلالة قدرهم إلي الاجتماع في الدوحة لمجرد الاتفاق علي إعادة التهدئة التي تبين من الممارسة أن المراد بها شيء واحد هو: أن يكف الفلسطينيون عن إطلاق صواريخهم علي المستوطنات المقامة جنوبي إسرائيل لكي يعرف سكانها النوم في دعة وهدوء. في حين تظل إسرائيل مطلقة اليد في حصار الفلسطينيين وتصفيتهم واعتقالهم. وإذا تذكرنا أن أحدث تهدئة تمت قبل ستة أشهر لم تبرمها القمة، وإنما توسط فيها ضباط المخابرات المصرية، الذين أجروا اتصالاتهم مع مختلف الفصائل وتوصلوا إلي الصيغة التي تراضي عليها الجميع. وأثبتت التجربة أن الذي أرادته إسرائيل منها مختلف عما توقعته الفصائل الموقعة، وكانت النتيجة إن إرادة الطرف الأقوي هي التي فُرضت، فارتاح الإسرائيليون وظلت الكوابيس تطارد الفلسطينيين وتلاحقهم. الأمر الذي كان منطقيًا في ظله أن تقرر فصائل المقاومة الأربعة «حماس والجهاد والجبهتان الديمقراطية والشعبية» عدم تمديدها إلا إذا خرج الفلسطينيون منها بشيء يحسن أوضاع السجن الذي يعيشون فيه.

الآن تريد جماعة رام الله وبعض المسئولين العرب أن يعود كل شيء إلي سابق عهده، فيبقي الحصار ويستسلم أهل القطاع للإبادة البطيئة والمتدرجة، ومن ثم تظل أوضاع السجن علي تعاستها. وهو ما أفهم أن تدعو إليه إسرائيل، لكني لا أستطيع أن أفهم أن يجري إطلاق هذه الدعوة علي لسان مسئول عربي، إلا إذا اعتبرنا هذا الكلام أحد المشاهد العبثية واللامعقولة التي شابت ملابسات المذبحة، وقبلها الحصار. وكان التواطؤ واضحًا في الاثنين، وللعرب فيه نصيب للأسف الشديد.

في هذا الصدد لا يفوتك أن تلاحظ المدي الذي تراجعت عنده القضية، فلا حديث عن الاحتلال الذي هو أصل الداء وأُس البلاء، ولا حديث عن الاستيطان أو الجدار أو نهب الأرض والاستئثار بالمياه، إنما الكلام كله منصب علي ظروف البقاء تحت الاحتلال، وهل يحتفظ الفلسطينيون في ظلها بإنسانيتهم وقاماتهم أم يتعين عليهم أن يركعوا وينبطحوا!

في هذا الإطار فثمة ثلاث مهام أساسية معروضة علي القمة الطارئة، الأولي وقف العدوان علي غزة، الذي لا يشك أحد في أنه في مقدور القادة العرب إنجازه إذا أرادوا، سواء الذين يحتفظون منهم بعلاقات مع إسرائيل أو مع الولايات المتحدة. المهمة الثانية هي إنهاء الحصار وفتح المعابر، والثالثة دعوة الفصائل الفلسطينية - خاصة فتح وحماس - إلي حوار يفضي إلي إنهاء القطيعة وتحقيق المصالحة الوطنية. وحين يتفق القادة العرب علي هذه الأمور، فإن من دونهم يستطيعون بسهولة أن يحسموا أمر التهدئة.

أما وجه السخافة في الجدل حول الطرف المسئول عن المذبحة فيكمن في أمرين، أولهما أنه لا يعقل أن تكون المذبحة مستمرة في حين يستدعي هذا الملف لمناقشته، وهو تصرف لا يختلف كثيرًا عن سلوك الحمقي الذين شب الحريق في دارهم، فلم ينشغلوا بإطفائه، ولكن جلسوا يتحاورون حول أسبابه. أما الأمر الثاني فيتمثل في أن سجل السوابق والجرائم الإسرائيلية يجعل من السلوك الذي لجأت إليه في غزة أمرًا طبيعيًا. إذ ليست هذه هي المذبحة الأولي ولن تكون الأخيرة. وحين يشار بإصبع الاتهام لأي طرف فلسطيني بالمسئولية عما جري للقطاع فإن ذلك يصرف الانتباه مباشرة عن المجرم الحقيقي «الإسرائيلي». ولا أريد أن أقول إنه يسهم في التستر علي جريمته.

أدري أن توجيه الاتهام لحماس ربما كان جزءًا من تصفية الحسابات وفرصة لتسجيل نقطة ضدها، لكن ذلك لا ينفي عن المسلك وصف الحماقة، باعتباره نموذجًا لوضع الشيء في غير موضعه. حيث لا يتصور أن تكون الجريمة الإسرائيلية مستمرة والأشلاء الفلسطينية تملأ شوارع القطاع، ثم يخرج علينا قائل يقول: انظروا ماذا فعلت حماس؟

ريماس الشرق
03-01-2009, 11:40 AM
و الله يا اخي معك حق تركوا لب القضية و اخذوا يعبثون بالقشور
كما اني لا اعتقد انهم لا يدرون الا انهم جبناء عرفوا عيشة الرخاء منذ نعومة اظافرهم فكيف يحسون بشئ هم لم يعرفوه قط
كما يقول المثل ما يحس بالجمر غير الي عافس عليه
اما عن الصور فقد اعتادوا على رؤيتها لذلك لااظن انها ستزعجهم بالعكس سيتباطؤون في الحلول فهو المسلسل المفضل لهم لذلك سيستمتعون بحلقات اضافية
شكرا لك اخي و بارك الله فيك
تقبل مروري