المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقاومة في غزة انتصرت.. و أنظمة عربية اندحرت!


أبو نعيم
24-01-2009, 07:24 PM
المقاومة في غزة انتصرت.. و أنظمة عربية اندحرت!1



وضعت الحرب أوزارها في غزة بعد 22 يوما من القصف العشوائي, و التقتيل و التدمير الذي طال كل شيء, حتى المساجد والمدارس و مؤسسات الأمم المتحدة و المؤسسات الإعلامية. لقد أظهر الصهاينة في حربهم هذه على شعب غزة الأعزل, تفوقا كبيرا ليس في الشجاعة و الإقدام, و إنما في مستوى الإجرام, و تدني مستوى الأخلاق عندهم إلى درجة الحيوانية, و حاشى للحيوانات أن تكون مثلهم.. لقد اثبتوا للعالم الذي يدافع عن وجودهم في أرضنا, و الذي أمدهم بتلك الأسلحة المحرمة التي أحرقوا بها أهلنا في غزة الصمود, أنهم اليد الطولى لعالمهم القذر.. العالم الذي يضحك على ذقون حكامنا, بمبادرات السلام و مشروع الدولتين, و خارطة طريق التي مهدت الطريق للصهاينة, ليرتكبوا مجازرهم التي انخلعت لها قلوب النازيين. 1


الحرب توقفت.. أقصد المعركة التي أدارها الصهاينة بكل جبن, و خاضها رجال المقاومة الباسلة بكل شجاعة و صمود, و بكل كفاءة عسكرية, و هو ما أخلط كل حسابات العدو, و أهدر كل مخطاطته و أهدافه المعلنة و الغير المعلنة, الأمر الذي يعتبر نصرا للمقاومة و لشعب غزة الصامد على جيش يقال عنه أنه من أقوى الجيوش في العالم!!!1


المقاومة في غزة لم تخلط أوراق و حسابات الصهاينة و من يقف وراءهم, و إنما أخلطت كذلك أوراق و حسابات بعض الحكام العرب و رجال السلطة الفلسطينية, الذين كانوا يراهنون على الصهاينة, لكي يزيحوا حماس و معها المقاومة من غزة, لكي يتسنى لهم بعد ذلك الرجوع إلى عزة فوق ظهور دبابات العدو, و يعتلوا كرسي الحكم الذي أعد لهم من جماجم الشهداء.1


صحيح أن الصهاينة في حربهم هذه, أظهروا دموية و وحشية و انحطاطا في الأخلاق غير مسبوق, و لكن بعض الأنظمة العربية المعتلة, و أنا لا أزكي البقية, لم يكونوا أقل منهم وضاعة و خساسة و جبن. أنظمة عربية تنسق مع العدو و أي عدو, و تطلب منه, بل و تستجديه كي يقضي على حماس و المقاومة, و هذا بشهادة الصهاينة أنفسهم, و هو الأمر الذي يفسر الصمت المطبق لهذه الأنظمة, أثناء العدوان الإجرامي الصهيوني على أهل غزة, في وقت كان الشارع العربي و الإسلامي و العالمي يغلي, و يطالب العالم الجبان لفعل شيء و أي شيء, لإيقاف المجازر و التدمير في غزة, و في وقت تضامنت أنظمة أكثر عروبة من الأنظمة العربية, تضامنا كليا مع أهل غزة, إلى حد طرد سفراء إسرائيل لديها, و إغلاق سفاراتهم!.. أي أنظمة هذه التي تبيح للأعداء أن يعيثوا في أرضنا الطاهرة فسادا و قتلا و تدميرا.. أي حكام هؤلاء الذين يصافحون و يقبلون الأعداء, و يتخذونهم أولياء ويأخذون معهم الصور التذكارية, بعد أن يقتلوا أهلنا و إخواننا في غزة و في غيرها.. أي أنظمة هذه التي تطبق الحصار على الأهل و الإخوان في, و لا تسمح بدخول الغذاء و الدواء, في وقت كان الأهل في غزة يسقطون بالعشرات يوميا شهداء و جرحى.. أي أنظمة هذه هي التي تتحكم في مصيرالشعوب العربية, و تبيع الأرض و العرض للأعداء بأبخس الأثمان أو بدون أثمان!؟


المجزرة اكتملت و المقاومة انتصرت.. و قبل سويعات من ذلك يقف حاكم عربي, مخاطبا إسرائيل بأن توقف عدوانها, و تسحب جنودها!!.. شكرا أيها الرئيس أنت فعلا بطل.. لقد استجابوا لك, كما استجابوا لقرار مجلس أمن إسرائيل.. و كما استجابوا لأصوات الأحرار في العالم.. شكرا أيها الرئيس فلقد كنت بطلا, حينما أغلقت بابك في وجه أهلك و عرضك.. شكرا أيها الرئيس فلقد نفذت بالحرف ما طلبه منك أحبابك, الذين هم أعداء شعبك, و الدليل على ذلك أنهم شكروك كما لم يشكروا حاكما عربيا قبلك, فهنيئا لك هذه الشهادة و هذا الوسام الذي علقوه في صدرك.. وسام صنع في إسرائيل من دماء وعظام أطفال غزة, فهنيئا لك.. هنيئا لكم جميعا يا أصحاب الفخامة و الجلالة لعنة الشهداء.1


اجتمع الحكام العرب في قمة الكويت, لمناقشة مشاكل الأمة وهم في قمة الضعف و الانحطاط.. اجتمعوا ليلقوا على أسماع بعضهم البعض كلام و كلمات لا شك أنهم لم يكتبوها, لأنهم و ببساطة لا يحسنون كتابة مصيرهم.. و لا يحسنون قراءة حاضرهم.. و لا يحسنون صناعة مستقبلهم الذي هو رهن في أيدي أحبابهم من الأعداء.. اجتمعوا بعد خراب غزة, وقالوا بأننا سنعمرها و سنعيدها أحسن مما كانت.. و لكن هل يستطيعوا أن يعيدوا لذلك الطفل أمه؟!.. و هل يستطيعوا أن يعيدوا لذلك الأب زوجته و أولاده؟!.. و هل يستطيعوا أن يعيدوا لذلك الرجل أطرافه المبتورة؟!.. شعب غزة ناداكم قبل كل هذا فأين كنتم و أين اختبأتم و لماذا صممتم آذانكم؟!.. شعب غزة ليس بحاجة لأموالكم فقط, و ليس بحاجة لقممكم الفاشلة.. شعب غزة وحده استطاع بصموده و صبره أن يرد العدو خائبا مهزوما.. شعب غزة في حاجة لتنصفوه و تنصروه على عدوه و عدوكم الذي قاتله نيابة عنكم.. شعب غزة في حاجة لأن تقفوا معه في صف واحد, و تحاربوا معه في خندق واحد حتى النصر, فهل أنتم فاعلون؟


بدون شك لستم أنتم الذين ستنصروه.. و لستم أنتم الذين ستقاتلون معه.. و لستم أنتم الذين ستعيدون له أرضه المسلوبة, لأنكم و ببساطة اخترتم صف العدو, فانهزمتم حينما انهزم و اندحرتم حينما اندحر.1


محمد خروبي


[email protected]