المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بالأمس .... اليوم


gacem08
24-02-2009, 12:24 PM
الأمس …. اليوم

بالأمس

آباؤنا الذين قاتلوا فرنسا - هنا في الجزائر - صرخوا في وجه الاستعمار الفرنسي بقولهم : <<

الجزائر للجزائريين >> ، وكانت كلمة حق أريد بها حق ، وبأنه لا موضع قدم في الجزائر

للفرنسيين ، وقال شاعرنا : بما قلّ و دلّ .

شعب الجزائر مسلم ….. وإلى العروبة ينتسب

من قال حاد عن أصله …. أو قال مات فقد كذب

أو رام إدماجا له ….. رام المحال من الطلب

……. // …….

لكن قولنا اليوم << الجزائر للجزائريين ، ومصر للمصريين ، وفلسطين للفلسطينيين ، و …. >>

هي كلمة حق يراد بها باطل مقيت .

إن هذه الكلمة بالنسبة للحكام اليوم هي طوق نجاة فهي تعني أنه يحق للحاكم التنصل من

مشاركة الأمة في قضاياها ، وهمومها ومشاكلها ، ومشاركتها له في ثرواته - ثروات بلاد

المسلمين - وتجعل الحاكم القابع على آبار البترول والغاز يستأثر بها وحده ويترك الأمة تموت

جوعا وحرمانا ، وتتسول ممن يخالفها في دينها وعقيدتها ، فيجبرها على مخالفة دينها ، ويفتنها

فيه .

و بالأمس :

بالأمس البعيد و على ما كانت عليه القبائل من جهالة ، ما كانت لترضى أن يدخل غريب بينها ،

ويعمل فيها القتل ، فقد كانت تتقاتل وتتناحر فيما بينها ، ولكنها عند رؤية العدو المشترك تكون

يدا واحدة وسيفا واحدا .

و بالأمس :

البعيد أيضا قال شاعر يعمل في بلاط الملك ، وقد علم أن الملك يعتزم الإغارة على قومه

فأرسل إليهم محذرا :

أبلغ إيادا وخلل في سراتهمُ ….. إني أرى الرأي إن لم أعص قد نصع

يا لهف نفسي إن كانت أموركمُ ….. شتى وأحكم أمر الناس فاجتمع

قوموا قياما على أطراف أرجلكم ….. ثم افزعوا قد ينال الأمن من فزع

وقد حفظتهم نخوته من القتل ، وحفظت أموالهم وأعراضهم من السلب .

و بالأمس :

قال الخليفة المسلم للسحابة : << أمطري حيث شئت فسيأتيني خراجك >> هكذا كان

يستفاد من ثروات الأمة حيث وجدت ، وقال عمر الفاروق - في معنى قوله - لو عثرت بغلة في

العراق لحاسبني ربي على أني لم أمهد لها الطريق . وهكذا كان إحساس الحاكم بالمسؤولية

تجاه أمته ، وعدم التنصل منها .

و بالأمس :

زحفت جيوش الحاكم المسلم لنصرة امرأة مسلمة صرخت : وا معتصماه .



واليوم

لم يعد أعداء الأمة يقضمون أطراف هذه الأمة ، بل صاروا ينخرون في كل جسمها بدءا بالقلب

وانطلاقا منه .

فهاهم أولاء أخذوا فلسطين ونفضوها من أهلها نفضا ، وهي قطعة من القلب تحيط بها القبائل

العربية المتخاذلة من كل جانب .

وهاهو العراق رمز كرامة الأمة وشرفها ومركز خلافتها وعزتها صار مرتعا لعلوجهم … وغوانيهم

… وليس في الأمة بقية من نخوة ، وهو أيضا محاط بقبائل عربية متخاذلة ومتآمرة .

و اليوم :

ها هي ثروات الأمة المسلمة تهدى للغواني وتمنح بأبخس الأثمان للعدو - عساه يرضى -

ويحرم منها الجار المسلم الذي هي أمواله والذي يشكو الحر والقر .

و اليوم :

ها هي الأمة يتربص بعضها ببعض حكاما وشعوبا ، وتقوم القيامة لأن عراقيا انتهك السيادة

الأردنية بدخوله بدون ” فيزا” وها هو فلسطيني يقبع في سجون المخابرات المصرية لأنه عبر

من نفق إلى مصر ، وها هو مغربي يوشك أن يلقى حتفه لأنه أطل من الحدود الجزائرية و

…………. ولكن لا حرج من دخول اليهودي أو الأمريكي أو الفرنسي أو ……………… ولو

خلسة ، وإن أمسكت به السلطات رحل إلى بلاده معززا مكرما ، مع الاعتذار له عن الحرج

النفسي الذي سُبب له .

و اليوم :

ها هو الخادم العربي في بلاط الملك الأجنبي لا يحذر الأمة من مكر يراد بها ، ولكنه هو الذي

يدفع بالعدو إلى المكر بها ، ويغريه بغزوها ، بل ويأتي معه على ظهر الدبابة ، وليس فيه بقية

من نخوة أو حياء .

و اليوم :

ها هي جيوش الحاكم العربي المسلم تزحف لا لتحرر الأرض ، ولا لتنصر المرأة المسلمة

المستغيثة ، بل لتحاصر ما تبقى من فئة مؤمنة بأرض مسلمة .

و اليوم :

ها هي الأمة تجمعها غانية ، وتفرقها ضربة كرة .

و اليوم :

ها هي الأمهات والأطفال والشيوخ والعجائز والمساجد والكنائس

والمقابر والمنابر والمقدسات ….. تصرخ في كل شبر من هذه الأرض .

واااااا معتصمــــــــــااااااااه

وليس في الأمة معتصم .

" مدونتي "

http://gacem08.maktoobblog.com

__________________