المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الدَّهْرُ ذُو دُولٍ ، والموتُ ذُو عِلَلٍ


المفنود الأثري
29-06-2009, 05:37 AM
قال أبو العتاهية :

الدَّهْرُ ذُو دُولٍ ، والموتُ ذُو عِلَلٍ = وَالمرءُ ذُو أملٍ ، والناسُ أشْباهُ
وَلم تَزلَّ عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ = يجَرِي بها قدرٌ وَاللهُ أجراهُ
يبكي وَيضحَكُ ذُو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ = وَاللهُ أضحكهُ ، واللهُ أبكاهُ
وَالمُبتلى فَهُوَ المهجُور جانِبهُ = وَالنَّاسُ حيثُ يكُونُ المالُ والجاهُ
والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قَدْ يُدَبِّرُهُ = كُلٌّ فمستعبدٌ وَاللهُ مولاهُ
طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ = قَدْ فَازَ عبدٌ مُنيبُ الْقَلبِ أواهُ
يَا بَائِع الدِّين بِالدُّنيَا وَبَاطِلهَا = تَرَّضى بِدينك شَيئاً لَيسَ يَسْواهُ
حَتى متى أنتَّ في لهوٍ وفي لَعبِ = والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ
مَا كلُ ما يتمنى المرءُ يدرِكهُ = رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما تمناهُ
إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً = لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ يَهواهُ
تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها = إن الشقيَّ لَمَنْ غرته دنياهُ
كأنَّ حَيًّا وقدْ طالتْ سلامتُهُ = قدْ صَار في سكراتِ الموت تغشاهُ
والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ بهم = ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ
أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ مُنتصفاً = لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يا رُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً = ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ بُشْراهُ
لاَ تحقرنَّ من المعروف أصغرهُ = أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ
وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ = وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا = من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ
كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ ؟ = وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ
ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ = وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ
كم نافسَ المرءُ في شيءٍ ، وكايدَ فِيـ = ـهِ الناسَ ؟ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ
بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ = إذ صار أغمضهُ يوماً وسجاهُ
يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ = فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ
وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ = وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاهُ

وهاب غبريني
29-06-2009, 07:41 AM
تفعل خيرا لو نقلت مشاركتك إلى ركن جواهر الأدب
فهذا الركن مخصص لمن يكتبون بأقلامهم
حتى نتمكن من الرد عليهم و القراءة لهم
أما أبو العتاهية نعرف ديوانه....
جزاك الله خيرا

أبوصلاح الدين
02-07-2009, 01:18 PM
جزاك الله كل خير.
أبوالعتاهية شاعر الزهد رحمه الله ظلموه حيا وميتا .وديوانه أمامنا مملوء بالحكمة والزهد وما فيه صلاح البلاد العباد.(كفي بالمرء نبلا أن تعد معايبه)
وإذا اتتك مذمتي من ناقص فهي الشهادة بأني كامل
والكمال لله وحده ويغفر للشعراء مالايغفر لغيرهم كما قيل.

المفنود الأثري
19-07-2009, 02:53 AM
وجزاكما ربي بالمثل