رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(51)
(طَلَبُ الرِّيَاْسَةِ) ﻻ يَلْزَمُ أَنْ يَكُوْنَ بِعَرْشٍ وَتَاْجٍ، وَإِنَّمَا بِفَرْضِ الرَّأْيِ عَلَىْ الرِّقَاْبِ، وَتَسْيِيْدِ الْهَوَىْ عَلَىْ اﻷَصْحَاْبِ. *** (52) مَا تَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ (نُفُوْسُ الدُّعَاةِ) وَتَسْتَشْرِفُهُ ثَلاثَةُ أَنْوَاعٍ: 1- قَدْ يَكُوْنُ حُسْنَ ظَنٍّ مَمْدُوْحٍ؛ إِذَا بَاشَرَ الْمُمْكِنَ مِنْ مَبَادِئِهِ وَمُقَدِّمَاتِهِ مُتَوَكِّلاً عَلَىْ رَبِّهِ. 2- وَقَدْ يَكُوْنُ غُرُوْرَاً؛ إِذَا رَكَنَ إِلَىْ مَحْضِ تَصَوُّرَاتِهِ وَقُدُرَاتِهِ، مُعْتَدَّاً بِنَفْسِهِ. 3- وَقَدْ يَكُوْنُ أُمْنِيَةً كَاذِبَةً؛ إِذَا مَنَّىْ نَفْسَهَ بِبُلُوْغِ تَطَلُّعَاتِهِ بِلا سَبَبٍ. فَالأَوَّلُ: (دَاعِيَةٌ عَاقِلٌ مُوْقِنٌ)، وَالثَّانِيْ: (دَاعِيَةٌ مُتَكَبِّرٌ ضَالٌ)، وَالثَّالِثُ: (دَاعِيَةٌ سَفِيْهٌ جَاهِلٌ). *** (53) (نَجَاحُ الدَّاعِيَةِ) فِيْ تَصْحِيْحِ عُلُوْمِ الْمَدْعُوِّيِيْنَ: - يَبْدَأُ مِنْ سَعْيِهِ فِيْ نَقْلِ عِلْمِهِ مِنْ صَدْرِهِ إِلَىْ وَاقِعِهِ، وَلَيْسَ مَبْدَأَهُ: تَغَيِيْرُ الْقَنَاعَاتِ. فَالأَوَّلُ: وَصْفُهُ:{وَمَاأُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}. وَالثَّانِيْ: وَصْفُ رَبِّهِ:{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ}. *** (54) (قَنَاعَةُ الدَّاعِيَةِ) فِيْمَنْ يَسْتَحِقُّ الْهِدَايَةَ أَوْ يُحْرَمُهَا: - (حُكْمٌ بِالظَّنِّ) الْمَمْنُوْعِ مِنْ جِنْسِ أَحْكَامِ الْعَرَّافِيْنَ وَالْكَهَنَةِ. - أَوْ (حُكْمٌ بِالْهَوَىْ)، وَقَدْ ذَمَّاللهُذَلِكَ. {إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَما تَهْوَى الْأَنْفُسُ}. *** (55) تَوْرِيْثُ الدَّاعِيَةِ مَنْ يَعْقُبُهُ:(الإِخْلاصَ لِلْمَعْبُودِ)، (وَالْكُفْرَ بِالطَّاغُوتِ): (بِالْوَصِيَّةِ)، (وَالنَّصِيْحَةِ)، (وَالصَّحِيْفَةِ): أَسِاسُ التَّجْدِيْدِ فِيْ الْمِلَّةِ الإِسْلامِيَّةِ. {وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ}. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(56)
مَنْ أَرَادَ مِنْ الدُّعَاةِ أَنْ يَكُونَ (رَبَّانِيَّاً) فِيْ دَعْوَتِهِ؛ فَلْيُوَطِّنْ نَفْسَهُ (أَبَاً) لِلْمَدْعُوِّيْنَ. - بِالشَّفَقَةِ: رَحْمَةً؛ بِأَنْ يُشَارِكَهُمْ هُمُومَهُمْ وَآلامَهُمْ. - وَبِالتَّضْحِيَةِ: كَرَمَاً؛ بِأَنْ يُقَدِّمَ حُظُوظَهُمْ عَلَى حَظِّهِ. - وَبِالتَّعْلِيْمِ: رِفْقَاً؛ بِأَنْ يَزْجُرَهُمْ عَنِ الْهَفَوَاتِ: تَأْدِيْبَاً لا تَعْذِيْبَاً. *** (57) مَسَالِكُ الدَّاعِيَةِ فِيْ هِدَايَةِ الْخَلْقِ ثَلاثَةٌ: 1- (الْحِكْمَةُ) بِأَنْ يُعَلِّمَ الْجَاهِلَ بِذِكْرِ الْحَقِّ مَقْرُونَاً بِدَلِيْلِهِ. 2- (الْمَوْعِظَةُ الْحَسَنَةُ) بِأَنْ يُنَبِّهَ الْغَافِلَ بِذِكْرِ الْحَقِّ مَقْرُونَاً بِالتَّرْغِيْبِ وَالتَّرْهِيْبِ. 3- (الْمُجَادَلَةُ بِالَّتِيْ هِيْ أَحْسَنُ) بِأَنْ يُزِيْلَ الْمُعَارِضَ بِذِكْرِالْحَقِّ مَقْرُونَاً بِالْبَرَاهِيْنِ الشَّرْعِيَّةِ، وَالْحُجَجِ الْفِطْرِيَّةِ. {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ}. *** (58) (سُنَّةُ التَّطَاوُعِ) بَيْنَ الدُّعَاةِ:(عَرْشُ سِيَادَةٍ) يَرْقَى إِلَيْهِ الْمُخْلِصُونَ بِالزُّهْدِ وَالتَّوَاضُعِ:" تَطَاوَعَا وَلاَ تَخْتَلِفَا ".(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). *** (59) (الدَّاعِيَةُ الْحَكِيْمُ): - يَسْتَمِيْلُ الْقُلُوبَ إِلَىْالْحَقِّ بِالتَّبْشِيْرِ وَعَدَمِ التَّنْفِيْرِ. - وَيُطَوِّعُ الْجَوَارِحَ إِلَىْ الْحَقِّ بِالتَّيْسِيْرِ وَعَدَمِ التَّعْسِيْرِ. " يَسِّرَا وَلاَ تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا وَلاَ تُنَفِّرَا ".(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ). *** (60) كُلُّ دَعْوَةٍ تُبْنَى عَلَى (رُدُودِ الأَفْعَالِ): لَنْ تَكُونَ رَاسِخَةً وَاضِحَةً؛ كَالسَّائِلِ يَأْخُذُ – مُتَأَثِّرَاً - شَكْلَ الإِنَاءِ الَّذِيْ يُوضَعُ فِيْهِ!!؟. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(61)
(إِصْلاحُ الْمُجْتَمَعَاتِ بِإِتْمَامِ الْمُرُوءَاتِ)؛ وَتَمَامُ نِصَابِالْمُرُوءَةِ بِأَصْلَيْنِ: - أَصْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ: (الإِيْمَانُ). - أَصْلِ الأَدَبِ، وَهُوَ: (الْحَيَاءُ). «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ».(صَحِيْحٌ، الأَدَبُ الْمُفْرَدُ: 273). *** (62) (الاسْتِغْفَارُ) مَحَطَّةٌ تُجَلِّي عَنْ كَلِمَاتِ الدَّاعِيَةِ: (ضَبَابِيَّةَ) فَهْمِ الْمَدْعُوِّيْنَ. {وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ}. *** (63) جُمَّاعُ الدِّيْنِ: (الْحَنِيفِيَّةُ)، (وَالسَّمَاحَةُ). "أَفْضَلُ الإِسْلامِ: الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ".(حَسَنٌ، صَحِيحُ الْجَامِعِ:1090). وَأَوَّلُ الْحَنِيفِيَّةِ فِيْالإِسْلامِ: (لا إِلَهَ إِلا اللهُ)، وَأَوَّلُ السَّمَاحَةِ فِيْهِ: (قَبُولُ الرُّخَصِ الشَّرْعِيَةِ). وَأَوَّلُ الْحَنِيفِيَّةِ فِيْ الدُّعَاةِ: (إِخْلاصُ النِّيَّةِ)، وَأَوَّلُالسَّمَاحَةِ فِيْهِمْ: (طَلاقَةُالْوَجْهِ). *** (64): (آفَةُالدَّعْوَةِ الْمُعَاصِرَةِ): اسْتِرْسَالُ بَعْضِ دُعَاتِهَا مَعَ الأَحْدَاثِ الْجَارِيَةِ؛ فَتَنْقَلِبُ (وَسَائِلُ اتِّصَالِهِمْ) بِالْمَدْعُوِّيْنَأَبْوَاقَاً إِخْبَارِيَّةً. *** (65): (عِمَادُ الْقَائِمِ بِالإِصْلاحِ) أَمْرَانِ: الأَوَّلُ:سِعَةُ الْحِلْمِ، وَإِنَّمَا:" السَّيِّدُ الْمُتَحَالِمُ". الثَّانِيْ:سَطْوَةُ الْعِلْمِ، وَإِنَّمَا:" الْعِلْمُ سُلْطَانٌ". فَالانْشِغَالُ بِتَحْصِيْلِ هَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ إِصْلاحِالدَّعْوَةِ. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(66)
(النَّهْضَةُ الْحَقِيقِيَّةُ للإِصْلاحِ): مَا كَرَّسَ فِيْهَا الدَّاعِيَةُالرَّبَّانِيُّعَمَلَهُ عَلَى مَدْلُولِ قَوْلِهِ –تَعَالَىْ-:{ أَوَمَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ}. - إِحْيَاءًلِقُلُوبِ أَفْرَادِ الأُمَّةِ بِالتَّوْحِيدِ وَالإِيْمَانِ، {فَأَحْيَيْنَاهُ}. - وَإِنَارَةً لِدَرْبِهِمْ الْمُوصِلِ إِلَىْ اللهِ – تَعَالَىْ- بِالْقُرْآنِ، {وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا}. - وَإِقَامَةً لِلْقُدْوَةِ الَّذِيْ يُؤْتَمُ بِهِ بِالْعَمَلِ بِعِلْمِهِ، {يَمْشِي بِهِ}. - وَاهْتِمَامَاً بِتَنْشِئتِهِمْ – تَعْلِيمَاً وَتَرْبِيَةً-، {فِي النَّاسِ} *** (67) (الْقَلَمُ) و(َاللِّسَانُ) مِنْ أَدَوَاتِالدَّاعِيَةِ فِيْ إِيصَالِ مَطْلُوبِهِ إِلَىْ الْخَلْقِ؛ - الْقَلَمُ: أَصْلُ الْعِلْمِ الْمَكْتُوبِ. - وَاللِّسَانُ: أَصْلُ الْعِلْمِ الْمَنْطُوقِ. (وَالْحِكْمَةُ) فِيْ الدَّعْوَةِ: مَا قَامَتْ (بِالْقَلَمِ الشَّرِيفِ)، (وَاللَّسَانِ الْعَفِيفِ). *** (68) (الْقَلَمُ) يَغْتَرِفُ مِنْالْقَلْبِ (عُلُومَهُ) مَمْزُوجَةً بِأَخْلاقِهِ. فَمِدَادُهُ (لِلأَبْصَارِ): مُسْتَمَدٌّ مِنْ أَلْوَانِ الدَّوَاةِ وَمَحَابِرِهَا. وَمِدَادُهُ (لِلْبَصَائِرِ): مُسْتَمَدُّ مِنْمَكَارِمِ النُّفُوسِ أَوْ مَقَابِحِهَا. *** (69) (مَسْؤُوْلِيَّةُ الْكَلِمَةِ) هِيْ: التَّعَبُّدُلِلَّهِ بِمُرَاقَبَةِ (اللِّسَانِ) حَتَّىْ تُوْلَدَ كَلِمَاتُهُ: (طَيِّبَةً، سَدِيْدَةً، حُسْنَى، لَيِّنَةً، صَادِقَةً، عَادِلَةً، كَرِيْمَةً، هَادِيَةً، حَكِيْمَةً، رَحِيْمَةً). *** (70) (الْوَقَائِعُ الْمُؤْلِمَةُ): - إِنْ قَابَلَهَا الدَّاعِيَةُ (بِالْعَاطِفَةِ): كَانَ كَلامُهُ صُرَاخَاً وَشِكَايَةً (لِلْقَدَرِ). - وَإِنْ قَابَلَهَا الدَّاعِيَةُ (بِالْعَقْلِ): كَانَ كَلامُهُ نَصِيْحَةً وَإِرْشَادَاً (بِالشَّرْعِ). *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(71)
مَنْزِلَةُ (الدَّعْوَةِ) مِنْالإِسْلامِ كَمَنْزِلَةِ (الرُّوْحِ) مِنْ الْجَسَدِ: - بِوُجُوْدِهَايَحْيَا. - وَبِصِحَّتِهَايَتَحَرَّكُ وَيَنْتَشِرُ. - وَبِكَمَالِهَايَظْهَرُ وَيَنْتَصِرُ. وَوُجُوْدُهَا: (بِصِدْقِ حَمَلَتِهَا)، وَصِحَّتُهَا: (بِإِخْلاصِهِمْ)، وَكَمَالُهَا: (بِتَعَاوُنِهِمْ). *** (72) الدَّعْوَةُ:( بِنَاءٌ: أَسَاسُهُالتَّقْوَى والرِّضْوَانُ). - وَتَحْصِيْلُ التَّقْوَى: بِالتَّوْحِيْدِ وَالْمُتَابَعَةِ. - وَتَحْصِيْلُالرِّضْوَانِ: بِتَزْكِيَةِ النَّفْسِ. {أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ}. *** (73) الأُمَّةُ (رَكْبٌ)، وَمُقَوِّمَاتُ بُلُوغِهِمْ مَطْلُوبَهُمْ: (طَرِيقٌ مُوصِلَةٌ بِرِفْقَةِ حَادٍ وَسَائِقٍ)؛ (الطَّرِيقُ): التَّوْحِيدُ وَالسُّنَّةُ عَلَى سِكَّةِآثَارِ سَلَفِ الأُمَّةِ. (وَالْحَادِي): مَنْ يُرَغِّبُهُمْ بِالْمَسِيْرِ شَوْقَاً إِلَى لِقَاءِ اللهِ وَالْجَنَّةِ. (وَالسَّائِقُ): مَنْ يَزْجُرُهُمْ عَنِ التَّخَلُّفِخَوْفاً مِنَ النَّارِ. *** (74) (كَلامُالدَّاعِيَةِ النَّاصِحِ كَالصَّيِّبِ النَّافِعِ): يَنْزِلُ عَلَى الْوِدْيَانِ وَالْقِيْعَانِ وَالسِّبَاخِ وَالصُّخُورِ، ثُمَّ اللهُأَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ مَنْفَعَتَهُ. *** (75) مَنْ نَصَبَ نَفْسَهُ (دَاعِيَاً إِلَىاللهِ)، فَقَدْ جَعَلَهَا بَرِيْدَاً لِخَالِقِهِ، فَلْيُحْسِنِ (الدَّلالَةَ) بِاسْتِعْمَالِ (أَنْوَارِ الْوَحْيِ) فِيْ تَمْيِيزِ مَايُحِبُّهُرَبُّهُ وَيَرْضَاهُ عَمَّا يَسْخَطُهُ وَيَأْبَاهُ. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(76)
الصَّبْرُ لِلدَّاعِيَةِ (كَنَفَسِهِ)؛ فَمَنِ انْقَطَعَتْ أَنْفَاسُهُ: مَاتَتْ أَعْضَاؤُهُ، وَمَنْ نَفِدَصَبْرُهُ: بَارَتْدَعْوَتُهُ:{فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ}. *** (77) الدُّعَاةُ (كَالزُّرَّاعِ) مَنَاطُ نَجَاحِوَظِيْفَتِهِمْ: (صِحَّةُ تَوَكُّلِهِمْ) عَلَى اللهِ بِجَنْيِ غَلَّتِهِمْ بَعْدَ مُبَاشَرَتِهِمْ الأَسْبَابَ:{وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِه}. *** (78) الدَّاعِيَةُ الَّذِيْ لا يَقْوَى عَلَى تَغْيِيْرِ شَيْءٍ مِنْ (طِبَاعِهِ الْمَذْمُومَةِ): لا يَصْلُحُ (لِلصَّدَارَةِ) فِيْ إِصْلاحِ الْمُجْتَمَعَاتِ:{وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ}. *** (79) مِنْ قِلَّةِ (حَزْمِ الدَّاعِيَةِ): تَشَتُّتُهَمِّهِ، وَضَعْفُعَزْمِهِ، بِتَبْذِيْرِوَقْتِهِ فِي (مُطَالَعَاتٍ مُبَعْثَرَةٍ)؛ فَلَوْ ثَبَتَ قَلْبُهُ: لَثَبَتَ نَظَرُهُ، وَأَحْرَزَ عُمُرَهُ، وَبَلَغَ مَقْصُودَهُ. *** (80) عَتَبَةُ (نُبُوغِالدَّاعِيَةِ) فِي العِلْمِ، كَجَبَلٍ شَاهِقٍ لا يَجُوزُهُ إِلا مُحِبٌّمُخْلِصٌصَادِقٌ. وَالْمَخْذُولُ: أَسِيْرُ الْعَوَائِدِ وَالعَلائِقِ وَالعَوَائِقِ. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(81)
مَرْكَبُ (الدَّاعِيَةِالنَّجِيْبِ) يُبْحِرُ فِي بَحْرِ الْمَحَبَّةِ (بِمَجَادِيْفِ الصِّدْقِ) و (َأَشْرِعَةِ الإِخْلاصِ): تَسُوقُهُ نَسَائِمُ التَّوْفِيْقِ. *** (82) لِكُلِّ مَطْلُوبٍشَرْعِيٍّ عُبُودِيَّتَانِ؛ (ظَوَاهِرُ سُنِّيَّةٌ)، (وَبَوَاطِنُ تَأَلُّهِيَّةٌ). وَالمُوَفَّقُ مِنَ الدُّعَاةِ: مَنْ يُوَفِّي العُبُودِيَّتَيْنِ حَقَّهُمَا فِي (التَّعْلِيمِ وَالتَّرْبِيَةِ). وَالخِذْلانُ: أَنْ يَأْتِيَ الْعَبْدُ بِظَوَاهِرَ دُوْنَ حَقَائِقِهَا غُرُوْراً، أَوْ يَأْتِيَ بِبِوَاطِنَ بِمِسْلاخِ هَوًى ضَلالاً. *** (83) (الرِّضَا بِالْمُشَارِكِ) فِي (الْعَمَلِ الدَّعَوِيِّ): أَوَّلُ عُقْدَةٍتُحَلُّ مِنْ دَاءِ التَّسَلُّطِ؛ فَلا يَكُونُ الدَّاعِيَةُ بِهِ مُتَكَبِّرَاً، وَلا يَعُدُّ المُشَارِكَ مَعَهُ مُتَمَرِّدَاً. *** (84) (الْعِلْمُ المُعْتَبَرُ) يُوْلَدُ مِنْ أَصْلابِ البَرَاهِيْنِ الشَّرْعِيَّةِ، وَأَرْحَامِ الْفِطَرِ الْعَقْلِيَّةِ. وَعَلَيْهِ، فَلْيَحْذَرِالدَّاعِيَةُ (الْفِكْرَ اللَّقِيْطَ): نَسْلَ كَشْفٍ صُوفِيٍّ، أَوْ مَنْطِقٍيُونَانِيٍّ. *** (85) (حِمَارُ الأَسْفَارِ)، هِمَّتُهُ: أَنْ يَأْخُذَ الْعِلْمَ وَيُؤَدِّيْهِ دُوْنَ عَمَلٍ بِمَا يَنْفَعُهُ أَوْ تَرْكٍ لِمَا يُؤْذِيْهِ!!؟. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(86)
الْقَلْبُ الَّذِي يَرْوِي الْعِلْمَ وَلا يُرْوِيْهِ: مَا أَشَدَّ ظَمَأَهُ فِي سَاحَةِ الْمَحْشَرِ!. *** (87) المُرَبِّي المُفْسِدُ مَنْ يُعَلِّقُ النَّاسَ بِنَفْسِهِ، وَيُسَخِّرُهُمْ لِمَآرِبِهِ، وَلِسَانُ حَالِهِ أَوْ قَالِهِ:{ثُمَّ يَقْولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَاداً لِي مِنْ دُوْنِ اللهِ}.[آل عمران: 79]. *** (88) الدُّعَاةُ صِنْفَانِ: (مُبَارَكٌ)، (وَمَشْؤُومٌ). فَالأَوَّلُ: يُثْمِرُ فِي النَّاسِ مَحَبَّةَاللهِ وَطَاعَتَهُ، وَالاجْتِمَاعَ عَلَى ذَلِكَ. وَالثَّانِي: يُثْمِرُ مَحَبَّةَ النَّفْسِ وَطَاعَتَهَا، وَالتَّفَرُّقَ فَرَحاً بِالْهَوَى. *** (89) (الأَخْلاقُ الْفَاضِلَةُ): بَرِيْدُالْحَقِّ إِلَى الْقُلُوبِالْغَافِلَةِ. *** (90) (طَلَبُ المَعَالِي) مِنْ غَيْرِأَخْلاقٍ: سَيْرٌ فِي الاتِّجَاهِ المُعَاكِسِ لَهَا؛ كُلَّمَا زَادَ فِي سَعْيِهِ: بَعُدَ عَنْهَا. *** يتبع إن شاء الله. |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(91)
(الدَّاعِيَةُالرَّبَّانِيُّ) كَالطَّائِرِ، جَنَاحَاهُ:(الأَخْلاقُ والصِّدْقُ)، وَرِجْلاهُ:(الصَّبْرُ وَاليَقِيْنُ). إِنْ حَلَّقَ: وَصَلَ، وَإِنْ حَطَّ: ثَبَتَ؛ لأَنَّهُ يَصِلُ إِلَى مَقْصُودِهِ بِجَنَاحَيْهِ، وَيَثْبُتُ عِنْدَ نُزُولِهِ عَلَى رِجْلَيْهِ. *** (92) (اللَّبِيْبُ)، وَإِنْ تَعِبَ فِي الطَّرِيْقِ المُوْصِلَةِ إِلَى مَقْصُودِهِ؛ فَإِنَّهُ يَثْبُتُ وَلَوْ قَلَّ سَيْرُهُ. بِخِلافِ السَّفِيْهِ؛ فَإِنَّهُ يَتْرَكُ الطَّرِيْقَ لاسْتِطَالَتِهِ إِيَّاهُ، أَوْ لِتَعَثُّرِهِ فِي مَسْعَاهُ. *** (93) الصَّبْرُلِلدَّاعِيَةِ: كَالدِّرْعِ وَالتُّرْسِ وَالمِغْفَرِ لِلْمُجَاهِدِ، يَجْتَنُّ بِهِ مِمَّا يُضْعِفُ قُوَّتَهُ، وَيَكْسِرُ شَوْكَتَهُ. وَالْعِلْمُ لَهُ: كَالسَّيْفِ وَالرُّمْحِ وَالسَّهْمِ لِلْمُجَاهِدِ، يَبْسُطُ بِهِ سَطْوَتَهُ، وَيَظْهَرُ بِهِ عَلَى خَصْمِهِ. {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ}. *** (94) (قِلَّةُالأَعْوَانِ فِي الدَّعْوَةِ): عَقَبَةٌ يَتَجَاوَزُهَا الصَّادِقُونَ بِكَمَالِالتَّوَكُّلِ، المُفْضِي بِهِمْ إِلَى عِزِّ التَّمْكِيْنِ. *** (95) قُلُوبُ الطُّلابِ وَالمَدْعُوِّيْنَ: مَزْرَعَةٌ لِبَذْرِ الدُّعَاةِ وَالمُعَلِّمِيْنَ، تُسْقَى بِمَاءِ طِبَاعِهِمْ وَأَخْلاقِهِمْ وَأَحْوَالِهِمْ. *** |
رد: وَقَفَاتٌ دَعَوِيَةٌ
(96)
(المُرَبِّي النَّاجِحُ) مَنْ يُحْكِمُ أَعْمَالَهُ وَأَحْوَالَهُ كَمَا يُحْكِمُ أَقْوَالَهُ وَأَلْفَاظَهُ؛ لأَنَّ قَوْلَهُ لا يَنْفُذُ عِنْدَ طُلَّابِهِ إِلا بِبُرْهَانٍ، بِخِلافِ أَحْوَالِهِ وَأَعْمَالِهِ تَدْخُلُ القَلْبَ بِلا اسْتِئْذَانٍ. *** (97) (حُبُّ الاسْتِفْضَالِ): مَحْمَلُ جَوْرٍ عِنْدَ بَعْضِ الدُّعَاةِ يَتَطَلَّبُ بِهِ بَقَاءَ بَعْضِ الْحَقِّ مَنْسُوباً إِلَيْهِ، أَوْ مَقْصُوراً تَعَلُّمُهُ عَلَيْهِ. وَجِمَاعُ ذَلِكَ: فَرْضُهُ التَّرَؤُسَ كَضَرِيْبَةٍ سُلْطَوِيَّةٍ عَلَى الأَتْبَاعِ مُقَابِلَ بَذْلِهِ العِلْمَ؛ لأَنَّهُ يُعَلِّمُ: طَلَباً لِلْجُلُوسِ عَلَى قِمَةِ الْجَبَلِ أَوْ رَأْسِ الْهَرَمِ. *** (98) (طَرِيْقُ الدَّعْوَةِ وَالتَّعْلِيْمِ) كَالنَّفَقِ الْمُظْلِمِ: تَاهَ فِيْهِ خَلْقٌ كَثِيْرٌ، وَضَاعَتْ فِيْهِ أَعْمَارُهُمْ، وَاسْتُنْفِدَتْ فِيْهِ طَاقَاتُهُمْ، وَلَمْ يَخْرُجْ مِنْهُ إِلا مَنْ صَحِبَ مَعَهُ قَنَادِيْلَ الرَّبَّانِيَّةِ بِفَتِيْلِ الإِخْلاصِ. *** (99) مِنَ الْعَبَثِ أَنْ تَتَّجِهَ هِمَمُ الدُّعَاةِ إِلَى: (بَحْثِ تَمْكِيْنِ الدَّعْوَةِ) قَبْلَ (بَحْثِ تَأْسِيْسِهَا)؛ لأَنَّ ذَلِكَ مِنِ اسْتِعْجَالِ الشَّيْءِ قَبْلَ أَوَانِهِ. وَهِيَ: حَالَةُ (الطَّيْشِ الدَّعَوِيِّ)، أَوْ (الْمُرَاهَقَةِ الدَّعَوِيَّةِ). *** تمت بتوفيق الله وحسن عونه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
الساعة الآن 10:58 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى