منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   نقاش حر (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=20)
-   -   ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=30899)

سيف الدين القسام 25-07-2008 08:36 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كريم64 (المشاركة 211345)
صدقت اخي سيف الدين.

ما ذكرته هو جزء من الفساد السياسي الذي يعد هو اصل الفساد..لأنه من غير اصلاح ذلك تبقى جميع الجهود لمحاربة الفساد الاخر مجرد "بريكولاج"..
نعم ...منظومة متكاملة من الفساد لا يكسرها الا الشفافية و فتح الاعلام الثقيل..و التداول على المناصب بصيغة الرجل المناسب في المكان المناسب..انظر وزير التربية مثلا وهو عميد الوزراء لم يتزعزع منذ 14 سنة مع ان توجهاته علمانية عكس ارادة الجماهير الساحقة من الشعب..
و عليه فقطاع التربية كله يصبح بلون علماني ـ المفروض هذا ما يُراد له من خلال هذه المقدمة ـ

اكيد ان الجانب السياسي هو القاطرة التي تقود البلاد اما للصلاح واما للهلاك وقد سبق ان قلت في مشاركاتي السابقة ان هناك اطروحتين تنظران لكيفية التغيير والاصلاح فاولاهما تستند الى مبدا كما تكونوا يولى عليكم وبالتالي فانه يفترض بنا اصلاح القاعدة الشعبية اولا فيما يذهب الراي الاخر الى العكس ومستنده المبدا القائل الناس على دين ملوكهم
وانا ارى ان نجمع ما بينهما بحيث تسير هاتين المقاربتين جنبا الى جنب وهذا لا يمكن تحقيقه الا اذا تموقع اهل الصلاح والكفاءة في المناصب السيادية المؤثرة وهي في عصرنا كالتالي -وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الاعلام ووزارة الشؤون الدينية-
فالوزارت السابقة تعتبر نقطة الوصل بين الحاكم والمحكوم فهي التي من مهمتها الترويج لبرنامج النخبة الحاكمة ومحاولة تجسيده في ارض الواقع ولهذا تجد مثلا في بلادنا بني علمان قد سيطروا على هاته المناصب بما يخولهم تنفيد ماربهم المعلومة لكل منا
وفي نفس السياق فافضل الامثلة لاهمية الجانب السياسي وكونه عامل محوري واساسي في معركة محاربة الفساد ومشتقاته هو المثال التركي الذي استطاع فيه حزب العدالة والتنمية من تطهير المناصب الحكومية المؤثرة من العناصر المشبوهة ما مكنهم ان يتجاوزوا الازمة الاقتصادية التي عانوها انذاك بل ويصبحوا قبلة للاستثمارات الاجنبية ومن كل انحاء العالم

Abdelbasset Kab 25-07-2008 08:43 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
رشوة طريق الهلاك والفساد


إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد، محكوم عليه بالعواقب الوخيمة، وبالهلاك المحقق.
لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى وإصلاح المجتمع، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك عراه وأواصره.
وإن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة وهي: بذل المال للتوصل به إلى باطل، إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه، أو بإعفائه من حق واجب عليه، يقول الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} [البقرة:188].
ويقول الله تعالى في ذم اليهود: {أكالون للسحت} [المائدة:42]. ولا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
الرشوة من الكبائر:
عد بعض العلماء الرشوة من الكبائر خاصة إذا كانت على الحكم، ومما يدل على أن الرشوة من الكبائر ما رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي). ومعلوم أن اللعن لا يكون إلا على ذنب عظيم ومنكر كبير.
مجالات الرشوة:
لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، ولا سيما فيما يسمى دول العالم الثالث. فهناك الرشوة في الحكم، فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم ويؤخر الجديرين بالتقدير والتقديم، أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا. كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا.
والرشوة تكون في الوظائف أيضًا حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره، وهذا بالإضافة إلى أنه أكلٌ للحرام والسحت، فإنه كذلك خيانة للأمانة؛ حيث ينبغي أن يوظف الأصلح والأكفأ: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26].
وكذلك تكون الرشوة في التعليم، وفي مجالات البناء والتشييد، وغيرها من المجالات التي يطول المقام بذكرها.
من آثار الرشوة وأضرارها:
إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ويمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:
1) توسيد الأمر لغير أهله:
إن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها وشروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة، مما يترتب عليه قصور في العمل والإنتاج، وإهدار للموارد.
2) تدمير المبادئ والأخلاق الكريمة:
إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه، وانتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب واللامبالاة، وفقدان الشعور بالولاء والانتماء، وسيطرة روح الإحباط.
3) إهدار الأموال وتعريض الأنفس للخطر:
فلو تخيلت أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة وإنتاج الدواء، فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة؟
ثم تخيل أنك تسير على جسر من الجسور التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس وممتلكاتهم، وقد حصل المقاول على شهادات إتمام العمل والبناء عن طريق الرشوة، كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح والأموال؟
وقس على ذلك جميع المجالات؛ لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال وتعريضًا للأنفس للخطر.
الفرق بين الرشوة والهدية:
مما لا شك فيه أن الرشوة والهدية قد يشتبهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد والباعث على كل منهما حيث قصد الْمُهْدِي في الأساس استجلاب المودة والمعرفة والإحسان.
هل الهدية للحاكم رشوة؟
ذهب كثير من أهل العلم إلى أن أخذ الحاكم للهدية هو نوع من الرشوة؛ لما رواه الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال: (استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أُهدي لي. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: "ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي لي! أفلا قعد في بيت أبيه – أوفي بيت أمه – حتى ينظر أُيهدى إليه أم لا؟
والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرتي إبطيه، ثم قال: "اللهم هل بلغت؟" مرتين).
قال النووي رحمه الله: في الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول؛ لأنه كان في ولايته وأمانته... وقد بين صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه وأنها بسبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامل فإنها مستحبة، وأما ما يقبضه العامل ونحوه باسم الهدية فإنه يرده إلى مُهْديه، فإن تعذر فإلى بيت المال.
وقال ابن بطال: هدايا العمال تُجعل في بيت المال، وإن العامل لا يملكها إلا إذا طلبها له الإمام.
ما حكم المضطر للدفع؟
إذا تقرر أن الهدايا الممنوحة للموظفين على الصفة التي تكلمنا عنها سابقا هي نوع رشوة، فماذا يفعل صاحب الحق في مجتمع فشت فيه الرشوة، وفسد جهاز الحكم بحيث لا يستطيع صاحب الحق أن يصل إلى حقه إلا برشوة يدفعها لذي السلطان؟
لقد قرر العلماء في مثل هذه الحالة أن الإثم يقع على الآخذ ويبرأ المعطي من الإثم إن كان عطاؤه بغرض التوصل إلى حق أو دفع ظلم قد يقع على النفس أو الدِّين أو المال.
إذا كان العلماء قد أفتوا بجواز الدفع عند الاضطرار مع إثم الآخذ ، أفلا يدل هذا على أن الرشوة نوعٌ من السرقة؟ بل قد تكون أقبح؛ لأنها تفسد ضمير ذي السلطان، وتجعله يهضم الحقوق من أجل مصلحة الراشي، وحينئذ يفسد جهاز الدولة ويصبح ألعوبة بأيدي المجرمين وأصحاب الأهواء الظالمين الذين بأيديهم أموال يبذلونها رشوة لمن بأيديهم الأمر من ذوي السلطان والمناصب العامة.


القلم الكاتب 25-07-2008 09:36 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اعدكم بمشاركة في هاته
الندوة و فكرة مميزة و الحمدو لله

كريم64 25-07-2008 10:11 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيف الدين القسام (المشاركة 211367)
اكيد ان الجانب السياسي هو القاطرة التي تقود البلاد اما للصلاح واما للهلاك وقد سبق ان قلت في مشاركاتي السابقة ان هناك اطروحتين تنظران لكيفية التغيير والاصلاح فاولاهما تستند الى مبدا كما تكونوا يولى عليكم وبالتالي فانه يفترض بنا اصلاح القاعدة الشعبية اولا فيما يذهب الراي الاخر الى العكس ومستنده المبدا القائل الناس على دين ملوكهم
وانا ارى ان نجمع ما بينهما بحيث تسير هاتين المقاربتين جنبا الى جنب وهذا لا يمكن تحقيقه الا اذا تموقع اهل الصلاح والكفاءة في المناصب السيادية المؤثرة وهي في عصرنا كالتالي -وزارة التربية ووزارة التعليم العالي ووزارة الاعلام ووزارة الشؤون الدينية-
فالوزارت السابقة تعتبر نقطة الوصل بين الحاكم والمحكوم فهي التي من مهمتها الترويج لبرنامج النخبة الحاكمة ومحاولة تجسيده في ارض الواقع ولهذا تجد مثلا في بلادنا بني علمان قد سيطروا على هاته المناصب بما يخولهم تنفيد ماربهم المعلومة لكل منا
وفي نفس السياق فافضل الامثلة لاهمية الجانب السياسي وكونه عامل محوري واساسي في معركة محاربة الفساد ومشتقاته هو المثال التركي الذي استطاع فيه حزب العدالة والتنمية من تطهير المناصب الحكومية المؤثرة من العناصر المشبوهة ما مكنهم ان يتجاوزوا الازمة الاقتصادية التي عانوها انذاك بل ويصبحوا قبلة للاستثمارات الاجنبية ومن كل انحاء العالم


تحليل صحيح..
فالواقع اثبت ان الفساد السياسي ـ نظريا ـ هو العائق..لأن النظام غير منفتح أمام الكفاءات الصالحة..بل بالعكس يعمل على عرقلتها و عدم ظهورها لأن في ذلك زعزعة لوجوده..
لاحظ قفة رمضان مثلا..فهم يصرون ان توزعها نوع من الناس لإستثمار ذلك مستقبلا في الانتخابات القادمة رغم المآخذ الكثيرة على هؤلاء و قس على ذلك في بقية الامور الاخرى..

كريم64 25-07-2008 10:16 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abbou32 (المشاركة 211370)
رشوة طريق الهلاك والفساد



إذا فشت الرشوة في مجتمع من المجتمعات فلا شك أنه مجتمع فاسد، محكوم عليه بالعواقب الوخيمة، وبالهلاك المحقق.
لقد تحمل الإنسان الأمانة التي عرضت على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها، والواجب على هذا الإنسان أن يؤدي الأمانة على الوجه الأكمل المطلوب منه لينال بذلك رضا الله تعالى وإصلاح المجتمع، أما إذا ضيعت الأمانة ففي ذلك فساد المجتمع واختلال نظامه وتفكك عراه وأواصره.
وإن من حماية الله تعالى لهذه الأمانة أن حرم على عباده كل ما يكون سببًا لضياعها أو نقصها؛ فحرم الله الرشوة وهي: بذل المال للتوصل به إلى باطل، إما بإعطاء الباذل ما ليس من حقه، أو بإعفائه من حق واجب عليه، يقول الله تعالى: {ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقًا من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون} [البقرة:188].
ويقول الله تعالى في ذم اليهود: {أكالون للسحت} [المائدة:42]. ولا شك أن الرشوة من السحت كما فسر ابن مسعود رضي الله عنه الآية بذلك.
الرشوة من الكبائر:
عد بعض العلماء الرشوة من الكبائر خاصة إذا كانت على الحكم، ومما يدل على أن الرشوة من الكبائر ما رواه الترمذي عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي). ومعلوم أن اللعن لا يكون إلا على ذنب عظيم ومنكر كبير.
مجالات الرشوة:
لقد اقتحمت الرشوة الكثير من الجوانب في المجتمعات المختلفة حتى لم يكد يسلم منها مجال من المجالات، ولا سيما فيما يسمى دول العالم الثالث. فهناك الرشوة في الحكم، فيقضي الحاكم لمن لا يستحق أو يمنع من يستحق أو يقدم مَن ليس من حقه أن يتقدم ويؤخر الجديرين بالتقدير والتقديم، أو يحابي في حكمه لقرابة أو جاه أو رشوة أكلها سُحتًا. كما تكون الرشوة في تنفيذ الحكم أيضًا.
والرشوة تكون في الوظائف أيضًا حيث يقوم الشخص بدفع الرشوة للمسؤول عن الوظيفة فيعينه رغم استحقاق غيره، وهذا بالإضافة إلى أنه أكلٌ للحرام والسحت، فإنه كذلك خيانة للأمانة؛ حيث ينبغي أن يوظف الأصلح والأكفأ: {إن خير من استأجرت القوي الأمين} [القصص:26].
وكذلك تكون الرشوة في التعليم، وفي مجالات البناء والتشييد، وغيرها من المجالات التي يطول المقام بذكرها.
من آثار الرشوة وأضرارها:
إن لجريمة الرشوة آثارًا خطيرة وعواقب وخيمة على الفرد والمجتمع، ويمكن أن نجمل بعضها فيما يلي:
1) توسيد الأمر لغير أهله:
إن الإنسان حين يدفع رشوة للحصول على وظيفة معينة لا تتوافر فيه مقوماتها وشروطها فهو ليس أهلاً لهذه الوظيفة، مما يترتب عليه قصور في العمل والإنتاج، وإهدار للموارد.
2) تدمير المبادئ والأخلاق الكريمة:
إن انتشار ظاهرة الرشوة في مجتمع من المجتمعات يعني تدمير أخلاق أبناء هذا المجتمع وفقدان الثقة بين أبنائه، وانتشار الأخلاقيات السيئة كالتسيب واللامبالاة، وفقدان الشعور بالولاء والانتماء، وسيطرة روح الإحباط.
3) إهدار الأموال وتعريض الأنفس للخطر:
فلو تخيلت أن الرشوة قد سادت في مجتمع حتى وصلت إلى قطاع الصحة وإنتاج الدواء، فكيف ستكون أحوال الناس الصحية حين يستعملون أدوية رديئة أُجيز استعمالها عن طريق الرشوة؟
ثم تخيل أنك تسير على جسر من الجسور التي بها عيوب جسيمة تجعل منها خطرًا على أرواح الناس وممتلكاتهم، وقد حصل المقاول على شهادات إتمام العمل والبناء عن طريق الرشوة، كم سيترتب على انهيار هذا الجسر من خسائر في الأرواح والأموال؟
وقس على ذلك جميع المجالات؛ لهذا كانت الرشوة إهدارًا للأموال وتعريضًا للأنفس للخطر.
الفرق بين الرشوة والهدية:
مما لا شك فيه أن الرشوة والهدية قد يشتبهان في الصورة لكن الفرق الرئيس بينهما هو في القصد والباعث على كل منهما حيث قصد الْمُهْدِي في الأساس استجلاب المودة والمعرفة والإحسان.
هل الهدية للحاكم رشوة؟
ذهب كثير من أهل العلم إلى أن أخذ الحاكم للهدية هو نوع من الرشوة؛ لما رواه الشيخان عن أبي حميد الساعدي قال: (استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً من الأزد يقال له ابن اللتيبة على الصدقة، فلما قدم قال: هذا لكم، وهذا أُهدي لي. قال: فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: "ما بال عامل أبعثه فيقول: هذا لكم وهذا أُهدي لي! أفلا قعد في بيت أبيه – أوفي بيت أمه – حتى ينظر أُيهدى إليه أم لا؟
والذي نفس محمد بيده لا ينال أحد منكم شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رغاء، أو بقرة لها خوار، أو شاة تيعر" ثم رفع يديه حتى رأينا عُفرتي إبطيه، ثم قال: "اللهم هل بلغت؟" مرتين).
قال النووي رحمه الله: في الحديث بيان أن هدايا العمال حرام وغلول؛ لأنه كان في ولايته وأمانته... وقد بين صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث السبب في تحريم الهدية عليه وأنها بسبب الولاية بخلاف الهدية لغير العامل فإنها مستحبة، وأما ما يقبضه العامل ونحوه باسم الهدية فإنه يرده إلى مُهْديه، فإن تعذر فإلى بيت المال.
وقال ابن بطال: هدايا العمال تُجعل في بيت المال، وإن العامل لا يملكها إلا إذا طلبها له الإمام.
ما حكم المضطر للدفع؟
إذا تقرر أن الهدايا الممنوحة للموظفين على الصفة التي تكلمنا عنها سابقا هي نوع رشوة، فماذا يفعل صاحب الحق في مجتمع فشت فيه الرشوة، وفسد جهاز الحكم بحيث لا يستطيع صاحب الحق أن يصل إلى حقه إلا برشوة يدفعها لذي السلطان؟
لقد قرر العلماء في مثل هذه الحالة أن الإثم يقع على الآخذ ويبرأ المعطي من الإثم إن كان عطاؤه بغرض التوصل إلى حق أو دفع ظلم قد يقع على النفس أو الدِّين أو المال.
إذا كان العلماء قد أفتوا بجواز الدفع عند الاضطرار مع إثم الآخذ ، أفلا يدل هذا على أن الرشوة نوعٌ من السرقة؟ بل قد تكون أقبح؛ لأنها تفسد ضمير ذي السلطان، وتجعله يهضم الحقوق من أجل مصلحة الراشي، وحينئذ يفسد جهاز الدولة ويصبح ألعوبة بأيدي المجرمين وأصحاب الأهواء الظالمين الذين بأيديهم أموال يبذلونها رشوة لمن بأيديهم الأمر من ذوي السلطان والمناصب العامة.



بارك الله فيك اخي العزيز لقد عرجت على جميع جوانب هذه الافة الضارة بالاقتصاد الوطني و المجتمع ككل

كريم64 25-07-2008 10:21 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القلم الكاتب (المشاركة 211386)
اعدكم بمشاركة في هاته


الندوة و فكرة مميزة و الحمدو لله

مرحبا بالاخ العزيز القلم الكاتب..
و جزاك الله خير الجزاء..على التشجيع

حمزةالحر 25-07-2008 11:24 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
شكرا أخي كريم على طرحك للموضوع ، أرجو من الإخوة إعطاءنا أمثلة من الواقع المعاش و كيفية التصدي لها إن أمكن . . تحياتي للجميع.

جميلة باب الواد 25-07-2008 11:38 AM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزةالحر (المشاركة 211447)
شكرا أخي كريم على طرحك للموضوع ، أرجو من الإخوة إعطاءنا أمثلة من الواقع المعاش و كيفية التصدي لها إن أمكن . . تحياتي للجميع.

ساعطيك مثال البنوك بالرغم الاهمية التي تحوزها هذه الهيئات المالية التي تعتبر عصب اي تنمية اقتصادية في اي بلد لا زالت تعاني تخلف رهيب في مجال الربط المعلوماتي بين مختلف الوكالات و الادارة المركزية الامر الذي يصعب عملية الرقابة على مختلف العمليات و متابعتها بجدية و التدخل في الوقت المناسب ناهيك عن عمليات الترقية بالنسبة للموظفين الذي يخضع للمعيار المعروف الشيتة و الكتاف لا حديث عن الكفاءة و امكانية العطاء..كل هذه الامور تجعل هذا القطاع الحساس يستحق النقد الذي يلحق به حاليا و الغريب انك لا تشعر بان هناك ارادة للتغيير نحو الاحسن فالامور تسير من سيئ الى اسوء.
تحياتي

سيف الدين القسام 25-07-2008 02:48 PM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزةالحر (المشاركة 211447)
شكرا أخي كريم على طرحك للموضوع ، أرجو من الإخوة إعطاءنا أمثلة من الواقع المعاش و كيفية التصدي لها إن أمكن . تحياتي للجميع.

هناك امثلة كثيرة عن تفشي هذه الظاهرة والتي وصلت لبيوت الله وربما اخي اطلعت على ما صرح به بوطمين المستشار الاعلامي لوزير الشؤون الدينية عندما فضح هذا الاخير متهما اياه باختلاس اموال الزكاة والزاويا......شيء اخر وهو انه رغم انشاء مرصد لمكافحة الرشوة ومحاربة الفساد في سنة 1996 الا انه كغيره من المؤسسات الحكومية والهياكل الرسمية لا يرى لجهوده اي اثر يذكر
ويدخل في هذا الاطار ما اصبحنا نعايشه من محسوبية في معاملاتنا البسيطة اي حتى في طلب استخراج شهادة ميلاد ومثيلاتها حتى انه يذكر ان احد رؤساء البلديات وضع فوق راسه الاية الكريمة-واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها-بمعنى انه يحي والاخر يكون رده نقدا.....والله المستعان

بوبكر حداد 25-07-2008 03:09 PM

رد: ندوة اسبوعية لمناقشة الرشوة و الفساد
 
أعتقد أن السبب المباشر هو الإنفتاح السياسي و الإقتصادي فمرورنا من مرحلة الإقتصاد الموجه إليه ....ساعد كثيراً في انتشار هذه الآفة .و اختلط الحابل بالنابل و ولى الأمر لغير أهله في كثير من الأحيان .كما أن بقاء المدرسة و المسجد و الأسرة بعيداً عن النصح و نفض الغبار على ضمائر الناس زاد الطينة بلة ....لكن يبقى الأمل موجوداً في جيل قادم لا محالة و السلام


الساعة الآن 04:33 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى