بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنتمُ الذين تمرون مضاربي هذه، إن هي إلاّ صفحتي
إليكم ــــ معاشر الخلاّن ــــ ما أريد ديباجته ، فإن أعجبكم فبالدعاء أجزلوا، وإن تركتم فأجملوا، فالسّترُ محمودٌ، والعتب مرفوع.
فذروني أنبئُكم أنه.
عندما تعجز التعابير والكلمات عن وصف أحاسيس المرء، يصبح الصمت أصح واصدق تعبير عما بالدواخل والأعماق.
وما حدث ويحدثُ في ربوع بني يعرب، عندما أسند الأمر إلى غير أهله.
في رقعة ما يقال عنها "دولة عربية"
سأل المعلم تلميذًا :
ــــ اخبرني، ماذا يعمل والدك؟
صمت التلميذ ولم يجب.
فسأله المعلم مرةً أُخرى:
ــــ ماذا يعمل والدك يا شاطر ؟
فاكتفى التلميذ بالصمت ولم يجب، وكان جوابه صمتًا!
صرخ المعلم في وجهه أمام أقرانه من التلاميذ، وقال:
ــــ ألا تعرف ــــ يا غبي ــــ ماذا يعمل والدك؟ !
رفع التلميذ رأسه وقال بصوت متحشرج:
ـــ بلــى! إنه نائم في قبره.
وعمّ الصمت

يا قارئي
ألا تعلم أن المرء يحتاج إلي حولين ليتعلّمَ النطق والكلام، فهلاّ سألت نفسك كم هو بحاجة إلى سنين ليتعلم لغة الصمت، ليعبر عما يريد دون أن ينبس ببنت شفة؟
ولك أن تقرأ معي ما قال أبو حاتم البستي، ألا أنه قال:
"الواجب على العاقل أن يلزم الصمت الى أن يلزمه التكلم،فما أكثر من ندم إذا نطق وأقل من يندم إذا سكت"
ثم أن أحد الشعراء الذين عاشوا قبلنا انشد من القريض:
الصمت زين والسكوت سلامة ** فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما إن ندمتُ على سكوتي مرة ** ولقد ندمت على الكلام مرارا.
كما أن الصمتَ فنٌّ فإذا أتقنته، فاعلم أنك ستصبح مبدعًا في كلامك.
ولك أن تجرّب، بعد أن تروّض نفسك.

المشرف العام
أيها الكبير قدرًا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شرف لي كان مرورك يا فاضل
كما أنه هناك شرف لمتصفحي إطلالتك وجميل تقييمك
لكل كل الود والاحترام والتقدير
يا فاضل
تحياتي

أشرقت مساحات متصفحي
لمرور أختي
ويا أخيّة
اعلمي أنني لا أخط إلا ما ينبعث من الإحساس.
لا أراكِ الحزن يا أختاه
فشكرا مع كل ما يكنه كل أخ لأخته من الاحترام والتقدير
يا ذات الفضل، يا سيدة الدفتر.
كل التحية من أخيك

جمال أخي الفاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سعدت بمروري على متصفحي.
والرأي ما رأيت.
يعلم الله أنني افرح كلما تمر على مواضيعي وتترك أثرًا لمرورك أيها الأصيل.
وحفظك الله، واصبغ عليك الكثير من نعمه
تحياتي

ابو هبة
أيها الرجل الفاضل، والجزائري الأصيل.
أبعد الله عنا الفجور، وجعلني وإياك من الذين حين يصمتون يحنّ الأخر لكلامهم، وعندما لا يقولون إلاّ صدقًا.
سرني مرورك يا أخٍ يا غال.
تحياتي

طيف إمرأة.
أيتها الجزائرية الأصيلة
ولكِ من التحية أزكاها، ومن السلام أجمله
إنني أتيه خيلاء أن أول مداخلة لكِ كانت مرورًا بمتصفحي المتواضع هذا .
طيف إمرأة يا ذات الفضل، وبنت الأصل
هناك داعٍ في اعماقي يخبرني أن وراء هذا القلم أديبة مبدعة
يجب التعلم منها.
شكرًا كما لم تقل من قبل
وما تعليقك إلاّ جعل متصفحي جميلاً فاختال حبري سرورًا.
لكِ كل الإحترام والتقدير.
تحياتي

مرورٌ لأختِ كم أقدرها وأحترمها.
سرني حضوركِ لمتصفحي هذا
براءة يا أخيّة.
إن مروركِ فيءٌ يطيبُ له حرفي.
لك الشكر ومثله ومثله ومثله ويزيد.
زادكِ الله من فضله.
أخوك/ علي
تحياتي

أ يا قارئي، أنت رفيقي
أخبرني
من أين، وفي أي بقاع ينبعثُ الفرح، وبيننا وبين الحزن سببًا؟
فلا غرو أن يظل بنا الصمت ما دام قائمًا .
ثم أنني أجدني أسأل نفسي ذلك السؤال كلما قرصني الغياب
ولا أقتنع بصوت القلب حين يجعل من الإجابة بأكاذيب مختلفة من أجل تسكين الوجع
بمسكنات الأمل التي كُتب عليّ تناولها، علّني أحس بالهدوء ولو قليلا.
ومع ذلك فإن العين أنفقت جهد أدمعها، فعمّ ذلك الصمت.
فهل ما زال ذلك الحلم يروادني؛ أن هناك ستكون أمطار رحمةٍ تُسقي القلب، وتطهر دنَس أنانيته؟
ثم أن الأحلام إذا ارتحلت عبر غيمةٍ تزاوِر ظلها المعلّق بحبائل الغيب.
ومع ذلك أن الواقع ها هو قد وضع أصبعه على فتق القلب الذي لا يمكن رتقه.
ومع الصمت أصبحت النفوس خاويةً على عروشها.
فلم يبق إلا أن
الحزن بات يلتصق بنا حد الانغماس ربما لأننا وأدنا الفرح بأرواحنا حتى نما الحزن بسماد أفراحنا، وبات شجرةً باسقةً يتفيأ القلب بها وهي تهلكه جوعًا وعطشا.
أ تُرانا لذلك جاهلون؟

سكونٌ بعضه فوق بعضٍ؛ يعلوه صمتٌ فلا تسمع للأصوات إلا ركزا
أفلا لبيد العرب يقول:
فتوجست ركز الأنيس فراعها ** عن ظهر غيب والأنيس سقامها
ومع ذلك فإنني بحثتُ بأوطان المساء، عندما أعيتني مضارب الإصباح لعلني أجد فتاتَ فرحٍ أطعمه صغار الحنين، فطال بي المكوث والبحت حتى أعياني وجعي انتظر بزوغ شمس الأمل كما يزعمون، فتأملتُ خيرًا، لأن صغار الشوق والحنين تكاد أن تهلكَ وملّت الانتظار، عندما خلتِ من الأحبة الديار، وشط المزار.
فما كان مني أنني أرسلتُ عصافير الغد لعلها تأتي ولو بقليلِ فرحٍ من شعاع الشمس؛ فذهبت ولم تعُد، عندها غادرني ضياء الشمس.
يا قارئي
فبربك أين يقطن الفرح؟

طيف امرأة
الأديبة
ياذات الفضلِ، وبنت الأصل.
خبّريني في أي بقعةٍ يُزرعُ الأمل، ومن أي جداول أو أحواضٍ يُسقى ويُروى، فيخضلّ ويستوي على سوقه، ثم ينبت في الأنفس ما يبهجها، ويعجب هؤلاء المنتظرين.
ثم ألا تعلمين يا لوذعية، أنه ما يتنزّل الأمل إلاّ على ولدانٍ، أو على أنفسٍ لم يمسها الدهر بخطوب.
الأديبة / طيف امرأة
إن متصفحي لازدهى وأزدان بتشريفكِ له.
واعلمي أنه كلما عدتِ ليُفسح لكِ في المجلس
زادكِ الله فضله علمًا وأدبا
تحياتي

أهل بمن جعلت من " كتابتي " بضاعة مزجاة أمام ما رصعته من بلاغة وبيان.
مرحبا بـ " طيف امرأة " مالكة بزمام الضاد.
يا عقيلة الرجال.
ومع ذلك ذريني أقول لكِ:
إن الأمل تستشرفُه النفوس، وتتمنّاهُ القلوب، وتتلهفُ له الأفئدة.
وأما الحياة ما هي إلاّ أيامٌ تكرّ، وليال تمرُّ، وشمسٌ تشرق، وقمرٌ يهلُّ ثمّ يبدر، وما المرء إلاّ في تقلّبات عجاب.
ثم ماذا يفيد الأمل حينما يقلب المرء قراطيس أوراق ذهبت بها رياحُ الذكريات العاتية، فلم يبق منها سوى أطلال باكية.
فتصبح وطأة الواقع كعقبة كؤود.
ومع ذلك فلسان الحال لا يسعه سوى أن يهتف بكل صدقٍ، ومن الأعماق ينادي ليُسمِعَ ركامَ الماضي : سقـاكَ الله يا عهدَ الصّبـا!
وما هي سوى تلاطمِ أمواجِ الذّكرى، مع تشققاتِ صخور الألمِ الدّفين.
طيف امرأة
يا بنت الكرام.
أبعد الله عنكِ الحزن، وحفظك في نفسكِ ومالكِ وأهلكِ.
دمتِ كما تحبين أن تكوني.
تحياتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
خواطر مكسورة، بل " خواطر ثابتة وقائمة " / أيها الأديبة الشامخة.
إن من سبيلٍ إلى شكركِ فأوزعيني مسلكه.
لكِ كل الشكرِ نزحه تقديرًا واحترامًا مع قوافل الامتنان
وأبعد الله عنكِ الألم.
ثم اعلمي أن متصفحي زاد تيهًا وتشرف بمروركِ أيتها الأديبة الفاضلة
تحيات تليق بكِ

يظهر أنه إئتفكتِ الأمكنة، وانقلب كلّ شيءٍ رأسًا على عقب، ولم تعد تلك الآذان التي تصغي أو تستمع لكل من حولها وقد أستمر الصمت الطويل حتى أصبحت المشاعر أشبه بالكتلة المتصلبة التي لا خيار لها إلا الهدوء والسكون فقط.
ثم أين ذلك المرء الذي يجيب بصراحة ولوتحّمل ونال نتيجة إجابته مهوى المشانق ومحافل الموت ثم الرحيل؟
لِمَ لا يتحوّل الصمت النقي إلى صمت مناجاة يصفف الكلام ويجعل من الفكرة أمراً واقعًاً وإن لم يتحدث أحدٌ، عندها تكون مواصلة الغوص في أعماق مكنونات النفس بلا معزلٍ عن كونها، حتى يغرق بمعيّتها كل من اصطحبتْه في رحلةٍ أبديّةٍ، ومن لم يتجل له ذلك يبقى وحيداً تدل عليه لغته التي تحجرت في عقله الباطني.
أَ قستِ القلوب ثم تحجرت حتى صارت حجارة صلداء؛ ولم تعد تشتاق لمن تحب؟ أم أنها تنتظر وقتًا تبّدل الأرض غير الأرض؟!