موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة لطيفة بنت عبد العزيز بن عبد الله المعيوف إن الحمد لله، نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وسلم. أما بعد: فقد امتن الله تعالى على هذه الأمة بنعم كثيرة دون سواها من الأمم، ومن أعظم هذه النعم:" إكمال الدين"، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِينًا﴾، "فهذه من أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة حيث أكمل لهم دينهم فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم صلوات الله وسلامه عليه"[1]. ومن نعم الله على هذه الأمة: تحذيره - سبحانه - لعباده المؤمنين من شدة عداوة الكافرين من أهل الكتاب في الباطن والظاهر، وما يحملون من الحسد للمؤمنين مع علمهم بفضلهم وفضل نبيهم، فقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ﴾. هذا الحسد للإسلام والمسلمين توارثه رجال الديانة اليهودية والنصرانية جيلا بعد جيل، يقول:" المستشرق جوزيف شاخت" عن أهداف الكنيسةالنصرانية في مواجهة الإسلام، وصدالمسلمين عن الدعوة لهذا الدين: " كان هدف العلماء في الغرب: أن ينشروا تحليلهم للإسلام، لكي يقاوموا ما يمكن أن يكون له من تأثير على الشعوب اليهودية والنصرانية".[2]. والاستشراقمن الوسائل التي أعدها أهل الكتاب للحرب على الإسلام والمسلمين، حيث مكّن من إدارة تلك الحرب انطلاقاً من المؤلفات والنشرات والمؤتمرات التي عكف عليها رجال النصرانيةلعزل العالم النصراني عن المد الإسلامي بالدرجة الأولى[3]، ثم تشويه الإسلام بين المسلمين بإبراز أدوار الفرق الضالة وعقائدهم، والتضليل في بيان موقف أهل السنة والجماعة من هذه الفرق: لنشر الفرقة والاختلاف بين المسلمين، وتعميق هوة الاختلاف إلى درجة التكفير، والتناحر والحيلولة دون سبل الاحتواء ورأب الصدع؛ وهم بذلك يعتمدون على مؤلفات شخصيات عرفت في التاريخالإسلامي بالمروق من الدين أو الشك والاضطراب أو الجهل بالدين عامة، إضافة إلى الاعتماد على المؤلفات النصرانية عن الإسلام، واعتبارها المصدر التاريخي الموثق؛ بدلاً من اعتمادهم على المصادر التاريخيةالموثقة!!؟[4]. وإذا كان الاستشراق وليد العالم الغربي، فقد كان مشروطاً بما عرفه ذلك العالم من نزاعات سياسية واقتصادية واجتماعية ودينية: جعلت من الاستشراق آلة تستخدم لإنتاج معرفة لا يستفيد منها إلا جهات تحمل الهدفالسياسي التوسعي، والتسلطي استثمر فيها الجانب المادي والديني في صورة الديانتين اليهودية والنصرانية. وقد وضع المستشرقون أهدافا مسبقة لدراسة الإسلام ديناً، ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً، والقرآن الكريم كتاباً سماوياً، كان في مجملها: أن الإسلام عقائد ملفقة!!؟، والرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر الدراسات موضوعية: مصلح كره عادات قومه!!؟، وأن القرآن الكريم: نصوص مجتزئة من الكتابين التوراة والإنجيل!!؟[5]. ولم يأتوا بجديد عما قاله مشركو العرب[6]، والذين رد الله عليهم في كتابه وفند شبههم، لذا عرف هذه الحقيقة العديد من المستشرقين، وأدركوا عواقبها؛ فانصرفوا إلى الفرق الإسلامية بالدراسة والتمحيص، والعكوف على شخصياتها السنوات!!؟. ملخص الرسالة الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: إن المستشرقين يؤكدون بوضوح على أهمية الفرق المنشقة عن الإسلام: لنفي وحدة الأمة في الماضي، تمهيداً إلى نفي هذه الوحدة حاضراً ومستقبلاً، واتهام الإسلامبالصورة المشوهة حين يعرض في قوالب تلكالفرق، مع إبراز أهل النزعات كأصحاب فكر تحرري متبعين المنهج الانتقائي!!؟. لقد وجدوا في غلاة الصوفية بمذاهبها وطرائقها وأورادها ودرجاتها وشيوخها: مداخل تفرق من خلالها العالم الإسلامي معتمدين على مساندة هذه الفرقة، وإبراز دورها، ورعاية رجالها، وسعوا إلى دعوى موافقة التصوف الغالي للرهبانية النصرانية، واعتباره امتداداً لها، ثم إبراز وتضخيم الصراع بين الفقهاء وغلاة المتصوفة، ودعوى أن الإسلام إنما انتشر بواسطة طرق غلاة الصوفية والتأثير الروحي، لا أنه دين سماوي!!؟. وتناول البحث التعريف بالاستشراق، وأبرز المستشرقين ومناهجهم البحثية، وتعريف التصوف ونشأته وتطوره عند المستشرقين، وموقفهم من المصطلح الصوفي، والعقائد الصوفية، والتجربة ودرجات السلوك، ثم أهم النظريات الصوفية. وقد وصلت الباحثة إلى بعض النتائج منها: أولاً:الاستشراق في العالم الإسلامي يختلف عن غيره في مكان آخر، إذ الغاية مزدوجة، وتتمثل في: السيطرة على الشعوب الإسلامية من جانب، وإقامة صورة مشوهة للإسلام في الغرب للحد من دخول النصارى في الإسلام من جانب آخر. ثانياً:التصوف من خلال حدوده وتعاريفه التي وضعها غلاة الصوفية أنفسهم: غامض وملغز حير العديد من المستشرقين!!؟، مما حمل كل واحد منهم إلى حمل التصوف وفق آرائه ومعتقداته الخاصة، كما قدم التصوف من جهة أخرى للمستشرق مساحة أوسع للبحث عن ذاته وأهدافه وغاياته. ثالثاًً:سعى المستشرقون من خلال دراسة التصوف لمهاجمةأهل السنة في مقابل غلاة الشيعة، ومهاجمة العرب في مقابل الفرس، ويفسر ذلك بالاهتمام البالغ بالتصوف الفارسي، والعمل على إبرازه كواجهة للفكر الفارسي المتحرر!!؟. رابعاً:التصوف في العالم الإسلامي موجود ولم يختف إلا أنه يضعف أحياناً، وذلك لمواجهة أهل السنة له وفضحه وكشف زيغه وغلوه، إلا أنه يقوى أحياناً أخرى وينشط، وهو في الوقت الحاضر: متحرك نشيط يغزو معاقل أهل السنة، وقوى الاحتلال تسانده لما يثير التصوف من الإنزواء والضعف وإنماء الفضائل السلبية، وطمس الفضائل الإيجابية، والإعراض عن إصلاح المجتمع ومكافحة العدو والاشتغال بإصلاح الروح ومجاهده النفس. ولذا: نشطت جهود المستشرقين على نشر مؤلفات غلاة الصوفية، وبعثذكر شخصياتها وأفكارها، وقد كان هذا النشاط في البيئات التي يغلب عليها انتشار البدع والخرافات، أما الآن فإن تلك المؤلفات بما فيها من بدع وشركيات تطبع من خلال دور نشر متخصصة في ذلك، وتنشر بين طبقة المثقفين، وقد استطاع المستشرقون تخريج عدد من أساتذة الجامعات ممن تسربل بالتصوف، وصار منبراً للدعوة ، والله المستعان. فهرس الموضوعات الموضوع [1]تفسير القرآن العظيم - ابن كثير - ٢/١٤.الصفحة ١ ١٥ ١٦ ٢٤ ٣٨ ٤٣ ٥٢ ٥٣ ٦٢ ٦٥ ٦٨ ٧٤ ٨٩ ٨٩ ٩١ ٩٤ ٩٦ ٩٨ ١٠٠ ١٠٠ ١٠٢ ١٠٦ ١٢٧ ١٣٨ ١٤١ ١٤٢ ١٥٠ ١٥١ ١٥٨ ١٦٠ ١٦٨ ١٦٩ ١٦٩ ١٧٤ ١٧٧ ١٨١ ١٨٣ ١٨٥ ١٨٩ ٢٠١ ٢٠١ ٢٠٢ ٢٠٣ ٢٠٩ ٢١٤ ٢١٨ ٢٢٢ ٢٢٢ ٢٢٥ ٢٣١ ٢٣٨ ٢٣٨ ٢٤١ ٢٤٣ ٢٤٥ ٢٤٥ ٢٥٠ ٢٦٧ ٢٦٨ ٢٦٨ ٢٧٢ ٢٧٨ ٢٨١ ٢٨١ ٢٨٤ ٢٨٦ ٢٨٩ ٢٩١ ٢٩٢ ٢٩٢ ٣٠١ ٣٠٥ ٣١٣ ٣١٣ ٣١٩ ٣٢٠ ٣٢٧ ٣٣٤ ٣٣٩ ٣٤٥ ٣٦٦ ٣٦٦ ٣٦٨ ٣٧٢ ٣٧٦ ٣٨١ ٣٨٤ ٣٨٨ ٣٩١ ٣٩٢ ٣٩٥ ٤٠٢ ٤٠٥ ٤٠٨ ٤١٤ ٤١٤ ٤١٨ ٤٢٢ ٤٢٩ ٤٤٤ ٤٥٣ ٤٦٣ ٤٧٠ ٤٧٤ ٤٧٧ ٤٩٣ ٤٩٨ ٥٠٩ ٥١٠ ٥١٠ ٥١٠ ٥٢٣ ٥٣٠ ٥٤٤ ٥٦٠ ٥٦٠ ٥٦٩ ٥٧٤ ٥٨٥ ٥٨٥ ٥٩٣ ٦٠٠ ٦٠٤ ٦٠٥ ٦٠٥ ٦١٥ ٦١٨ ٦٢٦ ٦٢٦ ٦٣٠ ٦٣٨ ٦٤١ ٦٤١ ٦٤٤ ٦٥٣ ٦٥٨ ٦٥٨ ٦٦١ ٦٩٣ ٦٩٣ ٦٩٨ ٧٠٣ ٧١١ ٧١١ ٧١٥ ٧٢١ ٧٣٩ ٧٤٨ ٧٤٨ ٧٤٩ ٧٥٣ ٧٥٣ ٧٥٥ ٧٥٨ ٧٦٢ ٧٧١ ٧٧١ ٧٧٦ ٧٨١ ٧٨٣ ٧٨٣ ٧٨٥ ٧٩١ ٧٩٤ ٧٨٩ ٨٠١ [2]تراث الإسلام - شاخت و بوزوث - ١/ ٣٠. [3]انظر تراث الإسلام - تصنيف شاخت و بوزوث - ١/ ٢٧ وما بعدها. [4]انظر منهجية الاستشراق في دراسة التاريخ الإسلامي - د. محمد بن عبود ضمن مناهج المستشرقين الجزء الأول ص ٣٦٤ [5]انظر المرجع السابق. [6]انظر رؤية إسلامية للاستشراق - أحمد عبد الحميد غراب - ص 11. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
لماذا القفز على الحقائق و تشويه التاريخ؟؟؟؟ حتى ابن تيمية انصف الصوفية و اعطاهم حقهم كل الناس جاهلها و متعلمها يعلم علم اليقين ان الغرب او المستشرقين اول ما تحالفوا ضد امتنا العربية ،تحالفوا مع الوهابيين و ذلك منذ عصر لورنز العرب ضابط المخابرات البريطاني،و كوكس،و غيرهما الى ىيومنا هذا حيث الغرب متحالف تحالفا و ثيقا مع عصابات داعش الاجرامية،والكل يعلم انها ذات انتماء وهابي خالص،حتى اسرائيل تدعمهم و تقدم لهم الاسعافات في مستشفياتها، فمن اين جاءت فكرة الجز بالصوفية و اتهامهم زورا و بهتانا بالعمالة و الخيانة؟؟؟ انا اقلك،هذه من بنات افكار الوهابية لكثرة حقدهم و كرههم لكل من هو غير وهابي اليوم ازيل الستار عن كل فضائح و خيانات و مكر وحيل الوهابية،كل العالم بات يعرف اساليبهم و طرقهم التي يتحايلون بها على عقول المغفلين،و لهذا كلامهم لم يعد ينطلي على عاقل. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة الصوفية التي أنصفها شيخ الإسلام:" ابن تيمية" رحمه الله، ليست:" صوفية الحلاج وابن عربي" التي سعى ويسعى أعداء الإسلام من مستشرقين وغيرهم لنشرها بين المسلمين: خدمة لأغراضهم الدنيئة، وليست:" الصوفية القبورية الخرافية" التي سعى الاستدمار الفرنسي جاهدا لنشرها، وحاربتها:" جمعية العلماء المسلمين الجزائريين": حفاظا على دين الجزائريين. لن نطيل التعليق، لأن:" خير الكلام: ما قل ودل". بقية التعليق عن الوهابية هو مجرد:" شنشنة نعرفها من أخزم!!؟"، وقد سبق لنا بحمد الله الرد عليها بالتفصيل على منتدياتنا، ولكل عاقل منصف نستل هذه الإشارة الخفيفة لبعض ما نشرناه حول مسألة:" الوهابية"، ومن أراد التفصيل، فليراجع ما نشرناه. ـ قال الإمام ابن باديس رحمه الله: «..أَفَتَعُدُّ الدّعوة إلى الكتاب والسّنّة وما كان عليه سلف الأمّة وطرح البدع والضّلالات واجتناب المُرْدِيَات والمهلكات: نَشْرًا للوهّابيّة، أم نشر العلم والتّهذيب وحرّيّة الضّمير وإجلال العقل واستعمال الفِكْر واستخدام الجوارح- نَشْرًا للوهّابيّة؟. إذًا ، فالعالَمُ المتمدِّنُ كلّه وهّابيّ، فأئمّةُ الإسلام كلُّهم وهّابيُّون، ما ضرَّنَا إذا دَعَوْنَا إلى ما دعا إليه جميعُ أئمّة الإسلام، وقام عليه نظامُ التّمدّن في الأُمَم أَن سمَّانا الجاهِلون المتحامِلون بما يشاءون -ونحنُ إن شاء الله - فوق ما يظنُّون، والله وراء ما يكيد الظّالمون". مَنْ يَطْعَنُ في الوهّابيّة فهُوَ يَطْعَنُ في مالك: ـ كتبَ الشّيخ أبو يعلى الزّواويّ في جريدة «الصّراط» مقالةً نُشرت في جزءين، تحت عنوان: «وهّابيّ ﴿ولا تَنَابَزُوا بِالاَلْقَابِ بِيسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ بَعْدَ الاِيمَانِ ومَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾». جاء في أوّل الجزء الثّاني منها [ العدد:7، ص:7]: «ولهذا قلتُ وما زلتُ ولن أزال أقولُ: إنَّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يشعر أو لا يشعر، أو لأنّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»، ويقول[في الجزء الأول: العدد(6)، (ص:4)] : «وليعلموا أنَّ الوهّابيّةَ حنابلةٌ مِن أهل السّنّة، وليسوا من المعتزلة الّذين أنكروا علينا محاكمتهم فيما سطّروا وسطّرنا، وبأنّ المذهب الحنبليّ السّنّيّ مِن المذاهب الأربعة المجمَع عليها، المرضيّة للاقتداء بها في الصّلاة وفي الأقوال والأفعال، وزيادةً على ذلك لما أنّنا مالكيُّون فهُم في غايةِ الاقتداءِ والاتِّفاقِ مع مالكٍ الإمام رحمه الله، وبأنّه عالمُ المدينة، وإنَّ غالبَ حُجَجِهم قالَ مالكٌ، كما في مسألة الاستواء، وتجصيص القبور والبناء عليها والتّوسّل بها وبناء القبب عليها والالتجاء إليها عند الشَّدائد والحَلِف بالمدفُونين فيها، وغير ذلك مِن الاستشفاع الّذي هو مِن الابتداع المتَّفق عليه بين المالكيّةِ المخلِصين والحنابلة العاملين بما نبَّههم إليه محمّد بن عبد الوهّاب، كما نبَّهنا نحن أبو إسحاق الشّاطبيّ صاحب كتاب «الاعتصام» وأمثاله، وقد علمنا وعلِمَ كثيرٌ مِن العلماء المفكّرين والمتأمّلين أنّ عمل الوهّابيِّين في شأنِ زيارةِ القُبُور هُوَ مَذْهَبُ مالكٍ بالحَرْفِ وطريقُهُ، ونُلْفِتُ الآن نظرَ المخالِفين....إلى ما في «الشِّفاء» عمومًا في باب حكم زيارة قبرهِ (صلّى الله عليه وسلّم) وقول عياض: «وكرِهَ مالكٌ أن يُقال زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، وقوله: قال مالكٌ في «المبسوط»: لا أَرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يسلّم ويمضي، إلى أن قال: -أعني إمامنا- مالك رحمه الله: لا يصلح آخر هذه الأمّة إلاّ ما أصلح أوّلها.....وقد تَحَيَّرَ كثيرًا صاحبُ «الشّفاء» مِن قول بكراهةِ مَن يقول: زُرنا قبرَ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم)، واحتالَ كثيرًا على إيجادِ تأويلٍ لذلك، كما يعلم الواقفُ عليه، ولم يجد إلاّ قوله، أعني: قولَ صاحب «الشّفاء»: «والّذي عندي أنّ منعه وكراهة مالك له للإضافة إلى القبر، وأنّه لو قالَ: زُرنَا النّبيّ، لم يُكره، لقولِهِ (صلّى الله عليه وسلّم): «اللّهمّ لا تَجعل قبري وثنًا يُعبد، اشتدّ غضبُ اللهِ على قومٍ اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد»، فحمى إضافةَ هذا اللّفظ إلى القبر، والتّشبّه بفعلِ أولئك»انتهى. قلتُ: لقد أصابَ، وهُو مَن يعرفُ مناقب مالك ومذهبَهُ المبنيَّ على سدّ الذّرائع، وعلم أيضًا أنّه لم يرد في «الصّحيحين» ما يعتمد عليه من الأحاديث في كيفيّة زيارة قبرِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) ممّا يعتقده العامّة، ويعملون به مِن إمساك شُبَّاكِ النّبيّ والاستغاثة به والطَّلَب منه أمورًا مِن مصالحهم لم تُشرع، ولم تُسَنّ، ولذا قالَ أيضًا، أعني صاحبَ «الشّفاء»: وقال مالكٌ في «المبسوط»: «لا أرى أن يقف عند قبرِ النّبيّ (صلّى الله عليه وسلّم) ويدعو، ولكن يُسلّم ويمضي»، قال شارحُ هذا الموضع شهاب الدّين الخفاجيّ: «ظاهره أنّ مذهب مالك عدم استحباب الوقوف »اهـ. قلتُ: فليتأمَّل هذا الغُلاةُ الطّوّافون بقبور الأموات الصّالحين ومناداتهم والتّوسّل بهم. وهذا عينُ ما يقولُ الوهّابيُّون وابنُ تيميّة وابنُ القيّم ومحمّد بن عبد الوهّاب (رحمهم الله)، فيصبُّون على الوهّابيِّين سَوْطَ الاِنْتِقَادِ والتَّكفير، وهو عَيْنُ مذهبِ مالكٍ وقولِهِ وعملِهِ، حتَّى إنَّ السُّبْكِيِّينَ[4] انتقموا مِن ابن تيميّة (رحمه الله)، لماذا هو حنبليٌّ ويُوافق مالك في غالب اقتدائه، ويُخالف باقي الأئمّة، والثّابت الصّحيح في زيارتِهِ (صلّى الله عليه وسلّم) بعد مماته، ما فعلَ ابنُ عمر (رضي الله عنهما)، فإنّه كما قال مولاه نافع، أنّه رآه أكثرَ مِن مائةِ مرّةٍ، يأتي إلى قبرِ النّبيِّ (صلّى الله عليه وسلّم)، فيقولُ: السّلام على النّبيّ، السّلام على أبي بكر، السّلام على أبي، ثمّ ينصرف اهـ....»اهـ. لعل فيما سبق:" لطيف إشارة تغني عن طويل العبارة"، وإلا فإن في الجعبة الكثير من تلك الأقوال عن علماء الجزائر الأفاضل. بخصوص محاولة ربطك بين:" الوهابية و: داعش الإرهابيةالإجرامية، فهي حقا وصدقا: مضحكة رغم أنها مقرفة مقززة!!؟". إن أكثر العقلاء قدعرفوا بأن:" داعش الإجرامية: صنيعة غربية إيرانية يهودية لتفتيت الدولالإسلامية!!؟". لقد صدقت حين كتبت بقلمك:{الغرب متحالف تحالفا وثيقا مع عصابات داعش الإجرامية}. لكنك أخطأت حين قلت:{والكل يعلم أنها ذات انتماء وهابي خالص}. فهل يعقل أن يتحالف الغرب تحالفا وثيقا مع عصابات داعش الإجرامية – حسب قولك-، ثم تبرم أمريكا أكبر صفقة أمنية مع السعودية معقل الوهابية لتحارب داعش!!؟. الجميل جدا في القضية: أن داعشالوهابية- حسب رأيك طبعا!!؟-: لم تضرب إلى الآن:" إيران ولا اليهود"، بينما نجدها تعيث إجراما في الدول المسلمةالسنية!!؟. حقا وصدقا:" العقل نعمة، وأصحابه في راحة". ختاما: لا شك: أن بعض ما نقلناه يكفي طالب الحق الذي يقنعه دليل واحد، أما صاحب الهوى، فلن يقنعه ألف دليل، وذلك الصنف: ليس لنا عليه سبيل!!؟. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
يعني تجاهلت نبذ و طعن الكثير من علمائنا في الوهابية
و التحذير منها و من اساليبها،وبينوا فساد عقيدتهم عبر القرون. و تمسكت بكلام الشيخ ابو يعلى الزواوي. اين هو الانصاف الذي تحثني ععليه؟؟؟ هل قرات للعلامة ابن حجر الهيتمي و ما قاله في ابن تيمية ام لا؟؟؟؟؟ هل قرات للشيخ سليمان بن عبد الوهاب و ما قاله في عقيدة اخيه ام لا؟؟؟؟ اقراء و سوف تعرف الفرق بين كلام الشيخ ابو يعلى و هذان العالمان الفذان. في ما يخص ايران و صنعها لداعش،لم ارى من يصدق هذه الخزعبلات الا الوهابية انفسهم،وحتى هم بدؤو يستفقون من غفلتهم و يؤمنون بان داعش من صنعهم باعانة من حلفائهم امريكا و بريطانيا و اسرائيل. و الاعترافات لكبار المسؤلين لهذه الدول و لرجال مخابراتها موجودة على اليوتيوب فلا داعي لقلب الحقائق. صحى فطورك. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
يا:" بني". سنختصر ردنا كثيرا هذه المرة، لأن وقتنا أثمن من إهداره في مواضيع:" طابت وشاطت احترقت نقاشا!!؟"، فنقول بتوفيق الله تعالى: لم نتجاهل تماما:" نبذ و طعن الكثير من علمائكم في الوهابية!!؟"، لأننا نعلم يقينا بأنهم من:( صنف) من قال الله عزوجل فيهم: [وَإِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَحْدَهُ اشْمَأَزَّتْ قُلُوبُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَإِذَا ذُكِرَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ]. فمعاداتهم لدعوة التوحيد ليست جديدة، ولا تقتصر على زمن أو بلد واحد!!؟. وبخصوص هذه المسألة بالذات، وأقصد:" علاقة علمائكم بدعوة التوحيد"، يقول الشيخ العلامة المصلح الجزائري:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله – وبالمناسبة: نشكرك لأنك كنت سببا في دفعنا لكتابة قوله حتى يعلم القراء المنصفون حقيقة طعونكم في الوهابية-، فإلى كلامه رحمه الله: " أما نحن، فلا يعسر علينا فهم هذه العقدة من أصحابنا بعد أن فهمنا جميع عقدهم، وإذ قد عرفنا مبلغ فهمهم للأشياء وعلمهم بالأشياء، فإننا لا نرد ما يصدر منهم إلى ما يعلمون منه، ولكننا نردّه إلى ما يقصدون به، وما يقصدون بهذه الكلمات إلا: تنفير الناس من دعاة الحق، ولا دافع لهم إلى الحشد في هذا إلا أنهم موتورون لهذه الوهابية التي هدمت أنصابهم ومحت بدعهم فيما وقع تحت سلطانها من أرض الله، وقد ضجّ مبتدعة الحجاز، فضجّ هؤلاء لضجيجهم، والبدعةرحمماسّة، فليس ما نسمعه هنا من ترديد كلمة وهابي تقذف في وجه كل داع إلى الحق إلا نواحًا مرددًا على البدع التي ذهبت صرعى هذه الوهابية، وتحرّقًا على هذه الوهابية التي جرفت البدع، فما أبغض الوهابية إلى نفوس أصحابنا!!؟، وما أثقل هذا الاسم على أسماعهم!!؟، ولكن ما أخفّه على ألسنتهم حين يتوسلون به إلى التنفير من المصلحين!!؟، وما أقسى هذه الوهابية التي فجعت المبتدعة في بدعهم، وهي: أعزّ عزيز لديهم، ولم ترحمالنفوس الولهانة بحبّها، ولم ترث للعبرات المراقة من أجلها!!؟". (آثار الإبراهيمي:1/123). يا:" بني". بالإنجليزي، نقولها لك:" ثانكيو فيري ماتش". لقد كان تعقيبك سببا مباشرا: ليعرف القراء المنصفون العقلاء سبب معاداتكم أنتم وأسلافكم لدعوة التوحيد، فقد جلاها ووضحها وبينها الشيخ العلامة المصلح:" محمد البشير الإبراهيمي" رحمه الله ب:" ألطف إشارة، وأوضح عبارة"، فجزاه الله عن دعوة التوحيد خير الجزاء، وليس بعد كلامه مزيد. وهذا الحَقُّ لَيس به خفاءٌ ÷ فَدَعني من بُنيَّات الطريقِ خُذْ ما تَراهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بهِ ÷ في طَلعَةِ البَدرِ ما يُغنيكَ عن زُحَلِ إنِ الحقُّ لا يخفى على ذي بصيرة÷ وإن هوَ لمْ يعدم خلافَ معاندِ ملاحظة: ألتمس منك في تعليقك القادم: أن لا تتجاوز كلام الشيخ العلامة المصلح:" الإبراهيمي" رحمه الله: كما تجاوزت في تعليقك السابق كلام الإمام المصلح المجدد:" ابن باديس" رحمه الله لأمر في نفسك!!؟. ختاما: نهمس بكلمة هامة في أذنك وأذن كل من يحمل عداء لدعوة ودعاة التوحيد، فإليكموها تامة غير منقوصة: اعتقدوا ما شئتم في دعوة التوحيد، ، واكتبوا فيها ما يحلو لكم، ننبهكم فقط لأمر هام جدا، وهو: أعدوا للسؤال جوابا، وللجواب صوابا: يوم تقفون خصوما لدعاة التوحيد بين يدي الجبار المجيد:يوم يحصل ما في الصدور!!؟: [يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ]. [قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ. وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ]. [وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا كَسَبُوا وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ]. رحم الله دعاة التوحيد، وأسكنهم فسيح جناته. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
اقتباس:
ما اعرفه عن العلامة ابن باديس ،انه يجيز الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عكس الوهابية التي تحرمه. والذي اعرفه ان العلامة ابن باديس يجوز التوسل بالنبي و الاولياء الصالحين و الوهابية تحرمه. فكيف يكون و هابيا من يخالف تعاليمهم؟؟؟؟؟؟ |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
كنت آمل أن تكون مشاركتي السابقة هي الأخيرة على هذا المتصفح، ولكن لأنك حاولت التلبيس والتدليس!!؟، سنرد باختصار آخر، ونأمل أن يكون آخر رد. قلنا لك في المشاركة السابقة: {ملاحظة: ألتمس منك في تعليقك القادم: أن لا تتجاوز كلام الشيخ العلامة المصلح:" الإبراهيمي" رحمه الله: كما تجاوزت في تعليقك السابق كلام الإمام المصلح المجدد:" ابن باديس" رحمه الله لأمر في نفسك!!؟}. أعلم بأنه:" قد سقط في يديك!!؟"، فلم تجرؤ على التعليق عليه، لأن كلامه كشف عورات:" سدنة القبور ومرتزقة الأضرحة!!؟". إننا نتفهم جيدا تهربك من التعليق على كلام الشيخ:" الإبراهيمي" وعلى كلام الإمام:" ابن باديس" في مدحهما الصريح للوهابية، وظننت بأنك قد وجدت:" مخرج النجدة، ومنفذ الطوارئ باتكائك على عكازة مسألتي: المولد النبوي وجواز التوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام!!؟". وكشفا لمحاولة تلبيسك وتدليسك نقول: الاحتفال بالمولد النبوي: اختلف أهل العلم في صفته، ولكل فريق أدلته، وغاية ما قاله المانعون أنه:" بدعة عملية". وأما مسألة:" التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام"، فقد اختلف فيها أهل السنة، فأثبتها بعضهم: اعتمادا على:" حديث الأعمى" الثابت عندهم، بينما نفاها آخرون لأنهم ضعفوا الحديث، وغاية ما قاله المخالفون: أن التوسل بجاه النبي عليه الصلاة والسلام: بدعة عملية، وليست من:" باب الشركيات"، لأنه ليس فيه استغاثة بالنبي عليه الصلاة والسلام، بل توسل إلى الله بجاه نبيه عليه الصلاة والسلام، وهذا بخلاف ما يفعله:" سدنة القبور ومرتزقة الأضرحة" من استدلالهم بذلك الحديث لتبرير شركياتهم باستغاثتهم ودعائهم الموتى!!؟، وقد فصل هذا التفصيل الإمام:" ابنباديس" رحمه الله- كما سيأتي بعد أسطر-. فإن كنت حقا وصدقا تستدل بقول الإمام:" ابن باديس" رحمه الله في هذه المسألة، ولم يكن استدلالك بكلامه: مجرد تمسح باسمهلتمرير ما تريده!!؟: اقتداء بمن قال الله فيهم: [وَيَقُولُونَ آَمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ. وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ. وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ. أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ]. وإليك الآن فقه الإمام:" ابن باديس" رحمه الله المستنبط من حيث الأعمى كما في:( الآثار:2/191)، - هذا إن كنت تبحث عن الحق: حقا وصدقا!!؟-: " الأحكام: لم يدع الأعمى النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ولم يسأله أن يشفيه هو، لأن الدعاء لقضاء الحوائج وكشف البلايا ونجو ذلك هو :العبادة، وفي حديث النعمان بن بشير المرفوع «الدُّعاءُ هوَ العِبَادةُ». رواه أحمد وأصحاب السنن، والعبادة لا تكون إلا لله لم يدعه لا وحده ولا مع الله، لأن الدعاء لا يكون إلا لله، وهذا بخلاف ما يفعله الجهال والضلال من طلبهم منالمخلوقين من الأحياء والأموات: أن يعطوهم مطالبهم، ويكشفوا عنهمبلاياهم، وإنما سأله أن يدعو له الله تعالى أن يعافيه، وهذا جائز أن يسأل المؤمن من أخيه في حال حياته أن يدعو الله تعالى له. ومن هذا: حديث البخاري في سؤال أم أنس ابن مالك من النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- أن يدعو لأنس خادمه، فدعا له. ومن هذا: ما رواه الترمذي وأبو داود عن عمر بن الخطاب قال: استأذنت النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في العمرة، فأذن لي، وقال:" أشركنا ياأخي في دعائك، ولا تنسنا"، زاد في رواية الترمذي، فقال:" كلمة مايسرني أن لي بها الدنيا"، يعني قوله:" أشركنا ... الخ". ثم انه توسل بذاته بحسب مقامه عند ربه، وهذا على الوجه الأول من الوجهين المتقدمين في فصل التراكيب أو توسل بدعائه، وهذا على الوجه الثاني منهما، فمن أخذ بالوجه الأول قال: يجوز التوسل بذاته، ومن أخذ بالوجه الثاني قال: إنما يتوسل بدعائه، ثم إن من أخذ بالوجه الأول، فهذا الدعاء حكمه باق بعد وفاته كما كان في حياته، ومن أخذ بالوجه الثاني لا يكون بعد وفاته. لأن دعاءه إنما كان في حياته لمن دعا له،. فالوجهان المتقدمان- كما ترى- هما مثار الخلاف في جواز التوسل بذاته وعدم جوازه، فمن أخذ بالوجه الأول جوَّز، ومن أخذ بالثاني منع ". ملاحظة: لنتأمل جيدا ما تحته سطر. وقال رحمه الله في:(2/195) مجيبا عن سؤال: " بعد ما عرفنا رجحان سؤاله تعالى بالأسماء والصفات والطاعات، فهل ثبت عن الصحابة سؤالهم وتوسلهم بذاته!!؟". جوابه: لم يثبت عن واحد منهم شيئا من ذلك فيما لدينا من كتب السنة المشهورة، بل ثبت عدولهم عن ذلك في وقت مقتض له لو كانوا يفعلونه، وذلك في حديث استسقاء عمر بالعباس رضي الله تعالى عنهما، فقد أخرج البخاري في صحيحه بسنده عن أنس:" أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا صلى الله عليه وسلم فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون". ومعنى الحديث: أنهم كانوا يتوسلون بالنبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يدعو لهم في الاستسقاء ويدعون، ثم صاروا يتوسلون بالعباس، فيدعو لهم ويدعون، فالتوسل هنا قطعا بدعائهما لا بذاتهما. ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مرجوحيةالتوسل بالذات: أن الصحابة لم يقولوا في موقفهم ذلك:" اللهم إنا نتوسل إليك بنبينا"، أي بذاته ومقامه، بل عدلوا عن ذلك إلى التوسل بالعباس يدعو لهم ويدعون كما كان النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يفعل في الاستسقاء. ولقد استدل بعضهم بعدول الصحابة عن التوسل بذات النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- في هذا المقام على منعه، ونحن لما بينا قبل من دليل جوازه إنما نستدل بعدولهم على مرجوحيته". ونزيدك من الشعر بيتا من كلام الإمام المصلح:" ابن باديس" رحمه الله، فقد قال في:(2/196): "سؤال آخر: قد عرفنا فيما تقدم مشروعية سؤال المؤمن من أخيه المؤمن في حياته أن يدعو له، فهل يشرع الذهاب إلى القبر وطلب الدعاء من الميت!!؟". جوابه: لو كان هذا جائزا لفعله الصحابة في الحديث المتقدم، ولذهبوا لقبر النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- يسألونه أن يدعو لهم كما كان يدعو لهم في حياته، ولم يرد في حديث عن واحد منهم: أنه كان يذهب إلى القبر النبوي ويطلب منه- صلى الله عليه وآله وسلم- أن يدعو له، بل جاء عن ابن عمر- وهو من عرف بشدة اتباعه وتحريه- أنه كان يقف فيسلم على النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- ثم على أبي بكر ثم على عمر رضي الله تعالى عنهما ثم ينصرف لا يزيد شيئا".( أخرجه مالك في الموطأ). والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
اقتباس:
وهب ان العلامة ابن باديس مدح الوهابية،فهل مدحه يعني انهم على حق؟ فكذلك العلامة ابن باديس مدح الامام ابن عربي،وكما هو معلوم ان الوهابية الحشوية المجسمة عبدة الشاب الامرد،كفروه و رموه بالزندقة و الالحاد،لكنه عند العلامة ابن باديس عكس ذلك تماما،فهو العالم الامام الذي حاز الامامة في الفقه و علوم الحديث و في سائر العلوم الاسلامية. فانك لن تستطيع اضفاء المصداقية على الفرقة الوهابية و تحسين صورتها المفضوحة بمجرد مدح ابن باديس لها،لان الكثير غيره من اعلام و ائمةالمذاهب الاربعة تصدوا لهذه الفرقة و ردوا عليها كاشفين خبثها،و اول المتصدين كانوا من الحنابلة و اول الحنابلة النجديين و اول النجديين كانوا من عائلة محمد بن عبد الوهاب حتى جده لامه انتقد عقيدته و رد عليه،ناهيك عن ابيه و اخيه،و حتى احد شيوخه. فهؤلاء اهلا لياخذ برايهم لانهم عايشوا ظهور هذه الفرقة،واقرب المقربين لصاحبها ولا يمكن لاحد ان يعرف خبايا تلك الفرقة احسن منهم، لان اهل مكة ادرى بشعابها. اما قولك عن المولد ان غاية ما قاله المانعون انه بدعة عملية،فهذه مغالطة منك يا استاذ،لان المانعون لم يقفواعند حد البدعة فلم يكتفوا بذلك ،بل جعلوها من المسلمات من يخالفهم الراي فيها فهو كافر و مشرك. وهذا هو داب هذه الفرقة لا تؤمن بالراي المخالف ابدا،اما معها او انت كافر و مشرك و ملحد و زنديق. بينما العلامة ابن باديس و الشيخ الابراهيمي، ايدا و انتصرا للاحتفال بالمولد النبوي الشريف،و كذلك فعل العلامة ابن باديس اقر و جوز الاستغاثة و التوسل بذات النبي،والدليل ما هو موجودامامك في اثاره. فشتانا بين مدحه بكليمات للوهابية و بين معتقده المخالف لها. اما نفيه كون الصحابة توسلوا بذات الرسول صلى الله عليه و سلم او بقبره او بذات عمه العباس رضي الله عنه،فهذا ليس دقيقا لان العديد من الشواهد تثبت عكس ما قاله. لانه كما قال هو كل حكم حسب فهمه للشواهد. فاهل السنة اقروا التوسل و الاستغاثة بذاته،في حياته و في مماته وكذلك بالصالحين من الاحياء و الاموات ليس عبادة لهم حاشا لله او اعتقادا منهم انهم هم الذين يلبون حوائجهم من دون الله،وانما جعلوهم و سيلة. اما الوهابية منذ نشاتها قامت على اساسين استعملتهما ذريعة زائفة لتبرير قتلها لمخالفيها تحت حجة واهية، و هي عبادة القبور و الاموات،ولولا هذه لما وجدت تلك الفرقة ما يبرر سفكها لدماء المسلمين،و هذا في حد ذاته بدعة اعتقادية و ليست عملية ناهيك عن السرقة و النهب و سبي نساء و اطفال المسلمين بعد تشريدهم و تدمير مدنهم وقراهم. المهم اقرا جيدا يا استاذ كلام ابن باديس و افهمه لانه مخالف لما نسخته انت و اقتطعته من كلامه لايهام القراء ان ذلك هو الصواب،فهذا هو التدليس بعينه. https://f.top4top.net/p_52522bgm1.png https://d.top4top.net/p_525svolv1.png https://d.top4top.net/p_525gbusp1.png فما رجحه ابن باديس في المسالة واضح و تلخيصه و تحصيله كذلك واضح دمت في رعاية الله |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:
لعلم الجميع: إن الشبهات التي ينثرها بعضهم ليستبالأمر المستغرب عندنا، فإن هؤلاء لم ولا ولن يأتوا أبدا وبتاتا بطعن جديد، بل هو:" مجرد تكرار واجترار لطعون أسلافهم من المستشرقين وغيرهم، و: عند جهينة الخبر اليقين!!؟". ولأجل ذلك: نلتمس من الجميع من الآن فصاعدا: أن لا يعتبروا ردودنا جوابا على هؤلاء، بل القصد: دحض شبهات أسلافهم من المستشرقين وغيرهم أصالة، ومن نقلها عنهم تبعا فقط!!؟. إننا نتفهم تماما حرص هؤلاء على مهاجمة ما يسميه :" طوف وأمثاله" بالوهابية وتهجمه على شيخ الإسلام: ابن تيمية رحمه الله، ومحاولات طعنه في صحيحي البخاري ومسلم، ودفاعه عن الصوفية القبورية والروافض الشيعة مع تلميع صورة المستشرقين الناشرين لضلال هؤلاء وأولئك!!؟. والأدهى والأمر: تصحيحه لدين اليهود والنصارى المحرفين!!؟، بينما نحن المسلمون نعتقد كفرهم دون أدنى ريب أو شك، وهذا الأمر وحده يكفينا للإعراض عنه. إن ما يعجبني فيمن يحاورني وهو يخالفني: أن يكون صريحا في إبداء عقيدته الحقيقية، أما أن يتظاهر بالإسلام، لينشر شبهاته حوله، وهو يخفي عقيدته الحقيقية التي فضحها:" تصحيحه لدين اليهود والنصارى المحرفين!!؟، فهذا ما أمقته، ويسقط فاعله من عيني، ويدعوني للإعراض عنه إلا فيما حالات نادرة نرى فيها حسن الرد عليه. وبما أن وجهه الحقيقي قد ظهر بعد أن أرخينا له عنان النقاش، فليعلم وليعلم كل القراء بأننا سنعرض عنه بعد انكشاف حقيقته إلا إذا رأينا فائدة في التعقيب عليه مما لا بدا منه، فغرضه من ردوده قد انكشف، ولن نشتغل به إلا بمقدار اضطرار المشرف على الهلاك للميتة، فهو وأمثاله يأخذون من وقتنا النفيس: ما نحن في أمس الحاجة إليه لإفادة القراء الأفاضل، فلا يتوهمن هو أو غيره: إذا رأى منا إعراضا عنه بأن سبب ذلك هو:" عجز أو تهرب!!؟"، لأن ما يجب أن يعلمه هو وأمثاله بأنهم يكررون ويجترون نفس الشبهات التي بثها أسلافهم: إمعانا في محاربة دعوة التوحيد والسنة:[ والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون]. فليعتقد هؤلاء ما شاؤوا، وليكتبوا ما يحلو لهم، وعند الله تلتقي الخصوم. [ وإن غدا لناظره قريب!!؟]. |
رد: موقف المستشرقين من دراسة الفرق الصوفية في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة
اقتباس:
اعيد و اكرر عيدك مبروك و كل عام و انت بالف خير |
الساعة الآن 03:05 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى