منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الأسرة والمجتمع (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=14)
-   -   الحياة الزوجية والأسرة المثالية (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=295044)

ب.جلولي 29-03-2015 05:35 PM

الحياة الزوجية والأسرة المثالية
 
من طيب الحياة وأمتعها أن تكون العشرة بين أفراد الأسرة حسنة، فالمطلوب من الزوج أن يكون جميل العشرة دائم البشر واسع النفقة يداعب أهل بيته ويتلطف بهم، طيب الكلام، حسن الهيئة والأفعال، يقدم لأفراد أسرته النصائح في غير سب ولا شتم ولا تقبيح(1)، وألا يفشي سر زوجته أو يذكر عيبها للناس.
والمطلوب من الزوجة ألا تكون ناشزا؛ لا تترفع على زوجها أو تتنكر له أولا تعيره أي اهتمام، وأن تطيعه في غير معصية الله تعالى، وأن تصون عرضه وتحافظ على شرفها، وان ترعى ماله وولده وسائر شؤون منزله، والنشوز غالبا ما ينتج عن التفاوت في الكفاءات وعدم مراعاة ذلك عند الإقبال على الزواج، أو نتيجة فرض أحد الزوجين على الآخر من طرف الأبوين لاعتبارات قد تكون عرفية أو مالية، وهنا أنصح المقبلين على الزواج أن يفكروا مليا قبل الإقدام على الزواج، وقد قيل: " زواج لبدا تخميمه عام ".
والأولاد هم ثمرة الزواج وجيل المستقبل المنشود، هم نعمة من الله سبحانه تعالى أنعم بها على عباده ولا يقدر هذه النعمة إلا من فقدها، هم زينة الحياة الدنيا قال تعالى: ﴿ الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ... ﴾(2)، ومسؤولية الأبوين تجاه أبنائهم مسؤولية عظيمة، فأول حق للإبن على أبيه أن يختار له أما صالحة، فهي موطن الحرث ومحضن التربية، وأن يحسن له الاسم وأن يبتعد عن الأسماء المستكرهة القبيحة، وأن يذبح له عقيقة في يومه السابع؛ وأن يختنه، ومن حقه عليه أن يرحمه ويرفق به وينفق عليه، ومن واجب الأم أن تحتضن أبنائها، ومن واجب الأب والأم معا تجاه أبنائهما أن يعتنيا بهم نفسيا وجسميا وعقليا وروحيا، وأن يقوما على تربيتهم وتعليمهم وتوجيهم التوجيه الحسن، فالأبناء أمانة عظيمة في عنق الآباء(3).
ويجب على الولد أن يحسن لأبويه، فالله سبحانه وتعالى أمره بذلك إذ قال الله تعالى: ﴿ وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً. وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً )(4)، لا يقل لهما إلا قولا لينا طيبا جميلا، وأن يتأدب معهما ويوقرهما ويعظمهما ويتواضع لهما، وأن لا يصدر منه تجاههما فعل قبيح، وألا يؤثر عليهما زوجته ولا ولده، وأن يترحم عليهما بعد وفاتهما ويكرم أصدقائهما(5) ، فالوالد كان يجوع ليأكل ولده، ويتعرى ليكتسي، ويشقى ليرتاح، وأن يحسن لأمه التي كانت تسهر الليالي لينام، تحزن لحزنه وتسعد لسعادته(6)، فهذه وصية من الله سبحانه وتعالى وصى بها الأبناء تجاه أبائهم؛ والوصية تنفذ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
(1)- ينظر تفسير ابن كثير، الجزء الثاني ص229.
(2)- سورة الكهف، الآية46.
(3)- ينظر منهاج المسلم، ص94.
(4)- سورة الإسراء، الآية23 و24.
(5)- ينظر تفسير ابن كثير، الجزء الرابع ص298.
(6)- ينظر تفسير ابن كثير، الجزء الخامس ص309.


الساعة الآن 10:50 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى