منتديات الشروق أونلاين - كيف تصبح قاتلا...؟

بقلم: رمضان بوشارب
كيف تصبح قاتلا...؟

قد يتبادر للبعض من خلال العنوان، أنني أريد أن أصنع من نفسي أو من القارئ، مجرما يحمل السلاح لينتقم، أو ليعيش فيؤمن لقمة عيشه بالإجرام والتقتيل، قاتلا مخولا بالقتل قانونيا.
ليس هذا هو المبتغى ولا ببيت القصيد، بل هو طرقٌ لباب الحريات، التي صَنَعَتْ من البعض مجرمين وقتلة، لسوء فهمهم للمعنى الحقيقي للحريات.
و من المعروف أنه ما من دولة من دول العالم، إلا وتجرم القاتل وتمنع حمل السلاح باعتبار أن السلاح هو الأداة الأساسية للجريمة.
لكن كيف تصبح قاتلا مجرما قانونيا؟ باستطاعتك أن تقتل شعبا، أو بالأحرى أن تقضي على مجتمع ما دون سلاح يُحْمَلْ.
إن من الحريات المدنية، في بعض دول العالم الحديثة العهد بالتحرر، والتي كانت مضطهدة، تحيا تحت ألوية استعمارية.
هاته الحكومات أعطت مواطنيها حرية، تحمي بموجبها المواطن من حكومته، وقد يذهب البعض في فهمه لهذا السطر بأن الحكومة تمارس ديكتاتوريتها على الشعب.
إن هذه التسمية للحريات تضع حدا للحكومات، حتى لا تستغل نفوذها وسلطتها في استعمال قوتها وجبروتها للتدخل في شؤون رعاياها، وهاته الحريات التي نتكلم عنها استطاع البعض من أبالسة السياسة توظيف جوانبها السلبية قصد الإطاحة بالحكومات لأجل دوافع انتقامية.
(أغراض شخصية)
لقد استطاع هؤلاء الشياطين الذين أتقنوا اللعبة السياسية بتسييرهم ضحايا الأزمات الاجتماعية وتعبئتهم تحت مظلات، بما يسمى بالحريات المدنية.
ما هي هاته الحريات المدنية؟
هي كل نشاط يقوم به الفرد المنزوي تحت لواء جمعية ما بغية الحصول على حق مهضوم بصفة قانونية.
وتشمل هذه الحرية، حرية تكوين الجمعيات المصرح لها قانونا، حرية التجمع لإبداء الرأي حرية المعتقد، حرية التعبير، حرية حمل السلاح للاستعمال السلمي (صيد أو حماية)...الخ من الحريات والحقوق المدنية التي أقرتها القوانين الدولية.
حريات أنشأت لأجل السلامة الفردية والجماعية في آن واحد.
لكن كيف تصبح الحرية المدنية أداة إجرامية؟
حينما تجد البعض من ممارسي سياسة المعارضة يستحوذون على أختام الحريات المدنية (الجمعيات) من أجل تمرير أفكارهم المعادية لِلنُظُمْ، إلى الشوارع والميادين باستغلال الأزمات الاجتماعية لتتحول بعد ذلك إلى خلل سياسي، يصعب التحكم فيه، لأن من تمت تغذيتهم فكريا هم أناس أميون، وُضِعُوا على رأس حركات جمعوية ، تُسَيَّرْ آليا من أطراف ربما هي مغضوب عليها سياسيا أو دعاة الفتنة .
لما تصبح حرية التعبير جريمة اجتماعية – سياسية- دينية اقتصادية - يرتكبها أميون أوكلت لهم مهمة حمل الأختام و الأقلام فاقرأ على السلم السلام
إذا أردت أن تقضي على أمة بلا سلاح ، ولي أمييها أمورها، ليطغى فجورها

رمضان بوشارب