وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أريد أن اشير أخي أمين إلى أن كلمة "تخفيض سعر صرف الدينار" التي استعملتها تدل على أن هناك من قرر تخفيظه في حين ان الامر ليس على هذا النحو، فانخفاض قيمة العملة يحدث بشكل تلقائي في البورصات العالمية عندما تتوفر مجموعة من الأسباب أهمها قوة الطلب على العملة الوطنية في الخارج (فقيمة العملات أيضا تتحد وفق قانون السوق أي العرض والطلب عليها) وهذا يكون حسب طبيعة وقوة النسيج الاقتصادي للدولة الذي ينعكس عل حجم وكمية وتنوع السلع التي تصدرها الدولة للخارج وبالتالي وضعية الميزان التجاري (عجز أو فائض)، ضف إلى ذلك حجم الاحتياطي الذي تملكه الدولة من العملة الصعبة ومن الذهب وكذلك مستويات التضخم.
أكثر المشاكل حدة التي ستطرح الآن بعدما انخفضت قيمة العملة هو ارتفاع الأسعار في الداخل لأن أغلب السلع التي نستهلكها مستوردة من الخارج وبما أن قيمة العملة تراجعت أمام الدولار والأورو فإن المستوردين سيضطرون للشراء بأثمان أعلى وهذا ما سينعكس مباشرة على الأسعار التي سيبيعون بها في الداخل..وارتفاع الأسعار يعني زيادة التضخم أي انخفاض القدرة الشرائية للمواطن، بهذه الطريقة تنتقل عدوى الأزمات المالية من اقتصادياتهم إلى اقتصادياتنا.
أسوء ما في الأمر أن وزير المالية صرح بأن هذا الانخفاض راجع إلى ارتفاع مستوى التضخم في الجزائر مقارنة بدول العالم ويتوقع أن معدل التضخم سينخفض عندنا في الأشهر المقبلة لذلك ستعود قيمة العملة للارتفاع من جديد في الأشهر القليلة المقبلة، ولعله يستند في ذلك لبعض الأساليب التي تنتهجها الدولة في سياستها المالية لامتصاص الأزمة لكننا نقول أن هذا الامتصاص هو امتصاص للأزمة المالية التي تعاني منها اقتصاديات الدول الأوروبية على حساب اموال الشعب... بعيدا عن السياسة نقول أن هذه الحلول هي حلول ترقيعية لا تسمن ولا تغني من جوع والحل هو ان يكون لنا اقتصاد قوي منتج ومتنوع مبني على تحقيق قيم مضافة فعلية ناتجة عن الصناعات المختلفة والزراعة فالبقرة الحلوب "المحروقات" التي تغطي هذه العورات المدمرة للاقتصاد لن تدوم للأبد.