إن أعطوا منها رضوا
إن أعطوا منها رضوا
ركب محمد بن سليمان (والي البصرة في زمن الخليفة العباسي المهدي) وسوّار القاضي يسايره في جنازة ابن عم له، فاعترضه مجنونٌ يعرف ب (رأس النعجة)، فقال له: يا محمد؛ أمن العدل أن تكون عطاياك في كل يوم مائة ألف درهم، وأنا أطلب نصف درهم فلا أقدر عليه؟ ثم التفت الى سوّار فقال: إن كان هذا عدلاً فأنا أكفر به؟ فأسرع إليه غلمان محمد؛ فكفّهم عنه، وأمر له بمائة درهم! فلما انصرف محمد وسوار معه راجعين من الدفن، اعترضه (رأس النعجة) فقال: لقد كرّم الله منصبك، وشرّف أبوتك، وحسّن وجهك، وعظّم قدرك، وأرجو أن يكون ذلك لخيرٍ يريده الله بك! فدنا منه سوّار فقال: يا خبيث؛ ما كان هذا قولك في البداية! فقال له: سألتك بحق الله وبحق الأمير إلا ما أخبرتني في أي سورة هذه الآية: { فإن أعطوا منها رضوا، وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون}؟ قال: في (براءة) قال: صدقتَ؛ فبرئ اللهُ ورسوله منك! فضحك محمد بن سليمان حتى كاد يسقط عن دابته! ــــــــــــــــــــــــــ المسعودي: 2/263 |
الساعة الآن 02:44 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى