السوق
في زمن الابتزاز المادي و الفكر الذاتي الذي يقدس الأنا و ينتمي لسوق البيع و الشراء
الذي يخضع لقانون غابي يحتكم لشروط القوة المادية بين السيد و المتسيد في حياة فاقده
للمعايير الانسانية و الحق في الحياة الكريمة التي ما بقيت منها الا الامنيات و جزء من الذكريات التي يختبئ خلفها كل انسان يتملكه الحنين لزمن الاشباع الروحي و الايثار
و أخلاقيات المجتمع المتكاتف الا أنه واقع الحال يتحدث بمرارة و بلسان الحقيقة المغتصبه
أن هاته الحياة تحولت الى سوق كبير الانسان فيه بائع و مشتري منتج للسلعه و سلعه
هو العرض و هو الطلب حتى أصبح عبدا لهاذا السوق الذي يأخذ منك و لا يعطيك
يأخذ منك المبادئ و القيم الانسانية و يجعل من الحب شيء خاضع للبيع و الشراء
بأبخس الاثمان و من الانسان مجرد غول فاقد للروح الانسانية تحركه النوازع و النزوات التي يأن تحت وطأتها و يغوص في متاهاتها متنازلا عن المعنى الحقيقي للحياة التي تجعل
من الانسان المعنى و المبنى الأصل و الفصل و أي شيء غير هذا يعتبر انسلاخ عن الثوابت الانسانية المسلم بها و التي أردناها أن تكون ماضينا دون حاضرنا و مستقبلنا
و كم هي الفروقات و الخروقات التي جعلت من الانسان و الماده سيد و متسيد
و لا عجب في عصر تحكمه الاهواء و تسير به لنهاية موحشة الخاسر فيها حتما سيكون
أنا و أنت في سوق كل شيء يباع فيه و يشترى .
لأننا جعلنا من الدينار و الدرهم دينا يتبع و ايمانا بمظاهر دنوية حجبت عنا حقيقة
كامنه مفادها أننا وجدنا لنفنا و ما الماده الا متاع الدنيا و الدنيا متع الغرور

قبورنا تبنا و نحن ما تبنى """و ليتنا تبنى من قبل ما تبنا