نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

تتابعت ردود الأفعال حول حادثة عين الفوارة بين مؤيد ومعارض، إلا أن تأصيل المسألة وتفصيلها وقع فيه كثير من الخلط واللبس!!؟.
ولأنني منتدياتنا تعرضت للمسألة بمشاركات متعددة: أحببت أن أدلي بدلوي بمشاركة أولية مجملة، تتبعها إن شاء الله تفصيلات لحيثيات القضية، وقبل ذلك، نقول بتوفيق الله:

حين حطمت:( أبنية حلب وحمص وحماة على ساكنيها ولا يزال التحطيم والتدمير متواصلين!!؟): لم نسمع لتنويريينا وحداثيينا الذين أخذتهم العزة بالإثم انتصارا لتمثال امرأة عارية: إنكارا لتدمير الحجر قبل البشر في سوريا، فما هو السر يا ترى!!؟.

وقبل المقترح يجدر بنا التذكير بأن:
" تمثال المرأة العارية قد وضعه المستدمر الفرنسي الحاقد لمنع وطرد مسلمي سطيف من الوضوء عند عين الفوارة، فالمستدمر يعلم بأن المسلم يغض بصره عما حرم عليه النظر إليه، فيجتنب موضع وجوده كموضع ذلك التمثال!!؟.
وأما المقترح، لو يتفضل كرام قومنا بإنجازه، فلهم منا كل التحية والتقدير، فهو كالآتي:
مراعاة لمشاعر كثير من الجزائريين من سكان سطيف أو زائريها أو المارين بتلك المنطقة، وتجنبا لتكرر مثل ذلك الحادث:
نقترح بأن ينقل تمثال تلك المرأة العارية الموروث عن العهد الاستدماري الفرنسي الحاقد -أحد أسوأ فترات تاريخ الجزائر على مر الأزمان- إلى متحف من متاحف سطيف، وليقصد ذلك المتحف، ليرى التمثال:
" من أوصلته إليه قدماه، واستهوى قلبه مرآه، وامتدت لرؤيته عيناه، فليتحمل بعدها جريرة ما تكسبه يداه!!؟".
وفي مثل:" ذلك الصنف العاشق للتماثيل العارية والمدافع عنها!!؟: يصدق قول أحد الحكماء الكرماء الشرفاء العقلاء النبهاء النبلاء:
" شبيه الشيء منجذب إليه!!؟".

وأما أصحاب النفوس الكريمة الأبية، فيصونونها عما يشينها، ف:[ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا].
قال أحد كرام الشعراء:

وقال كريم آخر:
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

السلام عليكم
-إن هذه الحادثة هي بمتابث عنوان لصراع بين عقليتين في مجتمعنا الأولى متأثرة بالفكر الغربي و الطريقة الديكارتية و الآخرى الملتزمة بتعاليم الدين والنقل .

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

تعليق ممتاز من صاحب الفيديو حول حادثة هدم التمثال العاري

https://www.youtube.com/watch?v=LOOb...ature=youtu.be

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

وعليكم السلام ورحمة الله

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

السلام عليكم
...أخي أبو أسامة لا تحملني مالم أتلفظ به بل الواقعة أظهرت لنا ذلك ، على كل حال كل ونظرته لها، ولا ندري ما العقليات قد تظهر لنا مستقبلا ،الله بحفظ البلاد من الفتن .

رد: نظرة أولية لحادثة عين الفوارة
 

الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

ابتداء: أشكر كل من مر على متصفحي مبديا رأيه بخصوص حادثة:" هدم تمثال عين الفوارة"، وهذه تعليقات مختصرة على شكل نقاط: كنت قد وعدت بنشرها سابقا، وقد تأخر ذلك لانشغالات أخرى، فعذرا على التأخر، ونقول بتوفيق الله:

1) إن وجود تمثال امرأة عارية في شارع عام ببلد مسلم: منكر ظاهر لا يخالف في كونه كذلك: كل من سلمت فطرته، ولم يفسد طبعه، ويستثنى من ذلك: من انتكست فطرته بفعل اجتلاء الشياطين لها، فقد ثبت في:( صحيح الجامع:2637) في حديث قدسي، قوله تعالى:
"إني خلقت عبادي حنفاء، وإنهم أتتهم الشياطين، فاجتالتهم عن دينهم".
ومعنى:"اجتالتهم"، أي:استخفتهم، فجالوا معهم في الضلال.

ومن أعظم الضلال، وأشنع الانتكاس عن الفطرة: التعري وإظهار السوءات والعورات والدفاع عن ذلك، وهو ما يحرص الشيطان على كشفه، ويؤز أتباعه إليه، فيجتهدون في تقليده على مر العصور، وكر الدهور، فأصل القصة قديم يتجاوز تمثال عين الفوارة بقرون بعيدة، فقد أنبأنا بذلك الخبير العليم في القرآن الكريم، فقال:
[يَا بَنِي آَدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآَتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ].
و لا نستغرب اليوم:" دفاع الحداثيين والتنويريين عن تمثال المرأة العارية"، فهم لا يعدون ذلك: منكرا وفاحشة!!؟، بل هو: قمة الذوق الفني والحس الجمالي!!؟، وهو من: تراث الأسلاف والآباء الذي ينبغي الحفاظ عليه!!؟، وصدق الله إذ يقول:
[وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا].
إن ستر العورات باللباس من أعظم النعم التي امتن الله بها على عباده، فقال:
[يَا بَنِي آَدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآَتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آَيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ].
ولاشك بأن الدعوة إلى التعري والدفاع عمن كان كذلك: جحود لنعمة الرحمن على عباده، وفي ذلك: اتباع واضح للشيطان الداعي إلى كشف العورات، وغايته وغاية أتباعه وراء تلك الدعوة وذلك الدفاع هو:" إشاعة الفاحشة بين المؤمنين: كما أخبر رب العالمين في القرآن المبين، فقال وهو أصدق القائلين:
[إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ].

2) لقد وضع أهل العلم:( قواعد محكمة في تغيير المنكر): استنادا إلى نصوص الشرع: كتابا وسنة، ومراعاة لمقاصد الشريعة، ومن تلك القواعد:" لا يجوز تغيير منكر: إذا ترتب عليه منكر يساويه أو يفوقه"، ومنها:" بعض المنكرات لا تغير باليد إلا من قبل الحاكم أو نوابه"، لأنه لو فتح هذا الباب على مصراعيه لعامة الناس، فستعم الفوضى، ويختل النظام العام، وحفظ النظام العام هو: أحد المرتكزات التي جاءت الشريعة لحفظها، ودرء ما يقوضها.

3) سرعة رد الحداثيين والتنويريين، واستغلالهم اليائس البائس للحادثة: أظهرت مكنونات صدورهم نحو المسلمين، ولا أقصد هنا بالمسلمين: السلفيين، بل المسلمين عامة الذين شهدوا حملة شرسة على دينهم من قبل هؤلاء الذين رموا كل من خالفهم ب:" التطرف والدعشنة": لا لشيء سوى أنهم خالفوهم في رؤيتهم للموضوع!!؟، وصدق الله إذ يقول:
[قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ].
لم ينتظر هؤلاء التحقيقات الأمنية، ليصدروا أحكامهم، بل أصدروها مباشرة بعد الحاثة، لأنهم ببساطة: لديهم أحكامهم مسبقة، فهم ينشرونها بسبب أو بدونه!!؟، وصدق الله إذ يقول:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ].
لقد تبين لكل عاقل: أن مرتكب ذلك الفعل:" مختل عقليا"، وقد أحاله قاضي التحقيق على إحدى المصحات العقلية، وصدق من قال:" رب ضارة: نافعة"، فقد كشفت تلك الحادثة حقيقة الحداثيين والتنويريين التي كانت غائبة عن البعض!!؟.

كانت تلك بعض التعليقات المختصرة، ولعل الله ييسر لنا المزيد منها بفضله وكرمه، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.