منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى النقاش العلمي والفكري (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=150)
-   -   انتقام أمريكا دكتور/محمد إسحاق الكنتي (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=186818)

جميلة باب الواد 14-09-2011 08:24 PM

انتقام أمريكا دكتور/محمد إسحاق الكنتي
 
مثلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر عام واحد وألفين من التقويم المسيحي، علامة فارقة في العلاقة بين أمريكا والعرب المسلمين. فقد هزت تلك الأحداث أمريكا هزة عنيفة، حين ألقت بظلال كثيفة على نظرية الأمن القومي الأمريكي، القائمة على أن أمريكا، مثل إسرائيل، تخوض حروبها خارج حدودها. لكن تلك الأحداث أظهرت أن ثلة قليلة، جيدة التدريب، فائقة التصميم، تستطيع بإمكانيات متواضعة خوض حرب على الأرض الأمريكية، والتسبب في خسائر مادية ومعنوية كبيرة، تفقد القوة العظمى هيبتها وتشعر المواطن الأمريكي بعدم الأمان، بعد أن عاش مطمئنا طوال عقود روعت فيها أمريكا شعوب العالم في جميع القارات.
كان اللافت، بالنسبة لأمريكا، في تلك الأحداث، هو أن القاعدة، وهي منظمة إسلامية، معادية للقومية، والفكر القومي، لم تجند، في تلك العملية، سوى العرب؛ فكانت العقول المدبرة عربية، والتمويل عربي، والتنفيذ عربي، بينما غاب بقية المسلمين عن المشهد تماما، رغم أن تنظيم القاعدة يضم مجاهدين من جميع القارات، وجميع الأجناس تقريبا!
كان العرب المسلمون هم الذين تجرؤوا، في الحادي عشر من سبتمبر فضربوا أمريكا ضربة موجعة، في عقر دارها، مستخدمين طائراتها. والأدهى من ذلك أن المشتركين في العملية جاؤوا من بلدان صديقة لأمريكا!
بعد لحظة الذهول الأولى طرح الأمريكيون على أنفسهم سؤالا، كان ينبغي أن يطرحوه منذ زمن طويل: لماذا يكرهنا العرب؟
طفقت مراكز الأبحاث والمختصون بالشأن العربي، والإسلامي في البحث عن جواب لهذا السؤال. تلخصت الأجوبة في ثلاثة تترجم سبب عداء العرب لأمريكا.
1ـ منع المسلمين من العيش وفقا لعقيدتهم، وشريعتهم.
2ـ احتلال أرض المسلمين المقدسة.
3ـ تنصيب حكومات فاسدة على بلاد المسلمين ودعمها من قبل أمريكا.
قررت أمريكا تقديم أجوبة ترضي في ظاهرها طموحات العرب المسلمين، وتحافظ، في جوهرها، على مصالح أمريكا، والعالم الغربي عموما. وهكذا تقرر أن تكون الإجابة على السؤال الأول بعلمنة الإسلام.تمثلت محاولة علمنة الإسلام في فتح أمريكا حوارا، سريا غالبا، وعلنيا أحيانا، مع الحركات الإسلامية، التي أنعمت عليها أمريكا بصفة الاعتدال، وتوصل الطرفان إلى اتفاق تسمح أمريكا بموجبه لهذه الحركات، بل تساعدها في الوصول إلى السلطة، بعد أن تتنازل تلك الحركات عن برنامجها الإسلامي لتصبح حركات علمانية تحمل شعار الإسلام، مفرغا من أي مضمون. صيغ كل هذا في شعار صاغه " المحافظون الجدد"، "الشرق الأوسط الجديد"، وترجمته كوندوليزا رايس بالفوضى الخلاقة. لكن حكومة بوش، سيئة السمعة بين العرب والمسلمين، لم تكن أهلا لتطبيق خطة "الشرق الأوسط الجديد"، بالتعاون مع الإخوان المسلمين، فجرى البحث عن بديل ديمقراطي مناسب، لبوش. فوقع الاختيار على محام مغمور، يعود في جذوره إلى إفريقيا، وينحدر من أب مسلم، خطيب مفوه، وذو شخصية ضعيفة سيسهل على العجوز الجمهوري، صديق إسرائيل الحميم، جو بايدن التلاعب به. و كان المثال التركي حاضرا ليقاس عليه. فقد أطاح أحفاد أتاتورك بالإسلاميين، مرتين، لكنهم، حين أصبحوا علمانيين استطاعوا البقاء في السلطة، والإطاحة بالعسكر بدعم من أوربا وأمريكا، اللتين أرادتا من تركيا "الإسلامية" أن تكون قاطرة الحركات الإسلامية التي توجهها نحو العلمنة، مع الإبقاء على شعار الإسلام.
لقد عهد الغرب بدور مماثل إلى تركيا الكمالية من أجل جر المسلمين إلى العلمانية الصريحة، لكن بروز الاتحاد السوفييتي، ودعايته التحررية جذبت النخب المسلمة نحو الفكر الماركسي، ولم تجد الأتاتوركية آذانا صاغية إلا عند "المجاهد الأكبر"، الحبيب بورقيبة، الذي حاول تطبيقها على الشعب التونسي. واليوم يروج مناضل كبير آخر، من تونس الخضراء، هو راشد الغنوشي للمثال التركي، مدعيا أن حزب الحرية والعدالة يطبق أفكاره، عن طريق ترجمة كتبه إلى اللغة التركية، وبذلك يرد دين أتاتورك.
بهذه الطريقة تجيب أمريكا على السؤال الأول. وهي طريقة تضمن مصالحها، وتفرغ الإسلام من جوهره ليصبح مجرد شعار، يستحى من رفعه أصلا. فقد استبدلت الحركة الإسلامية الوسطية، كما تسمي نفسها، بشعار"الدولة الإسلامية" شعار "الدولة المدنية"، وتحاول بشتى الطرق أن تعطي لهذا الشعار معنيين؛ فحين تخاطب المسلمين تزعم أن دولة الإسلام ليست دولة دينية، وإنما هي دولة مدنية؛ فالدولة الإسلامية، والدولة المدنية، اسمان لمسمى واحد. وحين تخاطب الغرب تعطيه معناه الأصلي: العلمانية، لتطمئن الغرب أنها لم تعد تريد إقامة دولة إسلامية، لكن مصطلح العلمانية ارتبط، في أذهان المسلمين، بمعنى بغيض: فصل الدين عن الدولة، وتحكيم القوانين الوضعية، بدل الشريعة الإسلامية. وينسى "الوسطيون الجدد" أن أول مصطلح استخدم لترجمة LAICITE, LAIC هو مصطلح مدنية، مدني. نجد ذلك في كتابات كل من فرح أنطون، في روايته "المدن الثلاث"، وفي مناظرته مع محمد عبده، حول الإسلام والمدنية (= العلمانية)، وقد تبنى الشيخ الإمام نفس المصطلح. وللمسلمين سوابق في تغيير أسماء المحرمات لاستحلالها، وقد أخبر، صلى الله عليه وسلم بذلك، في الحديث المشهور... وهكذا، أصبح الناس ينفرون من اسم الخمر، فيطلقون بدله المشروبات الروحية، ومن اسم الربا، فجعلوه فائدة، ومن اسم الكافر، فسموه الآخر.
للتمكين لهذه الحركة، كان لابد من الإطاحة بالأنظمة، التي طالما اضطهدتها، من خلال "ثورات شعبية" تدار من خلال وسائل الاتصال والفضائيات المجندة. فليس من قبيل المصادفة أن تقع الثورات في بلدين عرفا بعدائهما الشديد للحركة الإسلامية؛ تونس ومصر. وليس من المصادفة بدأ "الفوضى الخلاقة" منهما، فقد كانت أمريكا مسيطرة على قيادات الجيشين التونسي، والمصري، فسهل ذلك القيام بانقلابين أبيضين، في شكل ثورتين شعبيتين، خلفتا العشرات من الضحايا. فلم يكن زين العابدين ليترك السلطة لولا تخلي قائد الجيش، رشيد عمار عنه، وهو اليوم أحد المرشحين المحتملين للرآسة في تونس! ولم يكن مبارك ليترك السلطة لولا تآمر عساكره عليه. فقد كان قائد أركانه في أمريكا، حين اندلعت الاحتجاجات.
أما في البلدين، اللذين لا تسيطر أمريكا على قياداتهما العسكرية، ليبيا وسوريا، وهما معروفان بعدائهما لحركة الإخوان المسلمين، مثل مصر، وتونس تماما، فقد بدت الثورة الشعبية عاجزة عن "إسقاط النظام"، فكان على أمريكا، وحلفائها التدخل العسكري المباشر في ليبيا، وتكثيف الضغط على سوريا.
إذا عدنا إلى أحداث الحادي عشر من سبتمبر نجد أن رعايا كل من مصر وسوريا، وتونس شاركوا، بشكل مباشر فيها. فقد كان الصحفيان اللذان قتلا أحمد شاه مسعود من تونس، وهي العملية التي أعطت الضوء الأخضر لعملية مانهاتن. وجاء أحد خاطفي الطائرات من سوريا، بينما كان زعيمهم من مصر. ولا تزال ليبيا أكبر مصدر لتجنيد أفراد القاعدة، وقادتها. وللقارئ أن يتساءل؛ وماذا عن السعودية واليمن، ومنهما جاء أغلب منفذي عملية مانهاتن؟ والجواب عن ذلك أن سقوط النظام في السعودية سيضر بمصالح الغرب لعدم وجود أي قاعدة للإخوان المسلمين في السعودية، ومن ثم، فإن البديل المحتمل لأسرة آل سعود قد يكون جماعات سلفية أشد عداء للغرب. أما في اليمن فإن سقوط النظام قد يفسح المجال أمام رجال القاعدة للاستيلاء على السلطة.
وحدها البلدان الأربعة تمثل نموذجا لتطبيق اتفاق الأمريكان مع حركة الإخوان المسلمين، التي ستتشارك السلطة، في تلك البلدان، مع العلمانيين، ويناط بها مواجهة الحركات السلفية الجهادية، بصفتها ممثل أهل السنة والجماعة، حامل لواء الوسطية. وقد ترجم الإخوان المسلمون، في تونس ومصر، استعدادهم للتحالف مع العلمانيين، من خلال إغفالهم أي إشارة إلى الإسلام في اسمي حزبيهما في تونس ومصر، وإنما مالا إلى استنساخ المسمى التركي لطمأنة الغرب إلى أن العصا من العصية، وأن أردوغان هو المجدد على رأس هذه المائة!
وبذلك تنتقم أمريكا من العرب باحتلال ليبيا، وتدمير سوريا، وإشاعة الفوضى في مصر وتونس. فما الذي جلبته الثورات العربية حتى الآن، سوى الموت، والدمار، والفوضى، وحزب للإخوان المسلمين، ضمن مئات الأحزاب العلمانية. بلغت الأحزاب في تونس سبعة، ومائة حزب، بينما لا تزيد الأحزاب في أمريكا على حزبين! والله أعلم بعدد الأحزاب في مصر. أما تحرير الأرض المقدسة فلم يعد مطلب أهلها أنفسهم، بمن فيهم الحركات الإسلامية، التي كانت جهادية، فأصبحت سياسية تطالب بنصيبها من سلطة طالما اتهمتها بالتفريط في القدس، وحق العودة، وفلسطين من البحر إلى النهر. سارت تلك الحركات الآن في طريق الآلام، طريق أوسلو، فأصبحت تحاور محمود عباس، الذي يحاور إسرائيل باسمها...

http://www.elbadil.info/spip.php?article3409

HANSALI 19-09-2011 06:57 PM

Re: انتقام أمريكا دكتور/محمد إسحاق الكنتي
 
اذا امتلكتم ذاكرة قوية فارجوا ان ترجعون سنوات الى الوراء وتقريبا شهرين بعد تولى امبارك بوعمامة سدة الحكم عندها توجه الى مشروع العرب وتحديدا الى القاهرة لخداع بوعربون المساكين الحمقى ..وفى مدة اجتماعاته مع القادة العرب رافقته سفينة محملة بالسلاحة يوم ان كانت اسرائيل تدك غزة الجريحة .. عندها اذكر والله بدون مجاملة اذكر يوم ان كان المثقفون اشباه الكتاب يمجدون ويشيتون لاوباما كتب هذا الكلام اليهم ..يا اغبياء انضروا الى السفينة قبل اوباما ..فقط ارجعوا لايام غزة فلو كانت للعرب فطنة وذكاء لما انخدعت من "امبارك بوعمامة"

تحياتنا وجزاكم الله خيرا.. لااحب نفاق السياسة

جميلة باب الواد 19-09-2011 07:47 PM

رد: Re: انتقام أمريكا دكتور/محمد إسحاق الكنتي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة HANSALI (المشاركة 1298949)
اذا امتلكتم ذاكرة قوية فارجوا ان ترجعون سنوات الى الوراء وتقريبا شهرين بعد تولى امبارك بوعمامة سدة الحكم عندها توجه الى مشروع العرب وتحديدا الى القاهرة لخداع بوعربون المساكين الحمقى ..وفى مدة اجتماعاته مع القادة العرب رافقته سفينة محملة بالسلاحة يوم ان كانت اسرائيل تدك غزة الجريحة .. عندها اذكر والله بدون مجاملة اذكر يوم ان كان المثقفون اشباه الكتاب يمجدون ويشيتون لاوباما كتب هذا الكلام اليهم ..يا اغبياء انضروا الى السفينة قبل اوباما ..فقط ارجعوا لايام غزة فلو كانت للعرب فطنة وذكاء لما انخدعت من "امبارك بوعمامة"

تحياتنا وجزاكم الله خيرا.. لااحب نفاق السياسة

لولا تأثير السياسة المباشر في حياتنا و مصيرنا لما اهتممنا بها يوما لكنها شر لا بد منه
أخي الكريم السياسة الامريكية العدائية تجاه امتنا لن تتغير بتغير بشرة الرئيس و لا ديانته و لا شيء من هذا القبيل مواقف امريكة بو عمامة هي نفسها امريكة بوش الفرق انةالثاني خرجها طاي طاي و الاول كان أكثر نفاقا و دهاء في جلب تأييد من يدعون انهم نخبة الامة بل الامي اوعى منهم

كنت قد كتبت موضوع حوله في حينه و هذا الرابط
http://montada.echoroukonline.com/sh...ad.php?t=85384
اليس هؤلاء الذين مجدوا أوباما نفسهم اليوم يؤيدون ضرب الاخوة في ليبيا بدافع الحرية التي تاريخيا كانت دائما الشماعة التي يستعملها الغرب من أجل تحقيق مآربهم
بارك فيك أخي حنصال انك اعطيت أهمية لهذا المقال القيم
تحياتي

بنالعياط 22-09-2011 07:24 PM

رد: انتقام أمريكا دكتور/محمد إسحاق الكنتي
 
لا يمكن أن نبقى محقن طول الزمان..
علينا أن نتحقن و نصب في وعائنا


الساعة الآن 07:00 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى