عودة الفتنة في المساجد بسبب زكاة الفطر
 

حكيمة حاج علي

صحافية بقسم المجتمع بجريدة الشروق اليومي

يشترط بعض الأئمة السلفيين على المصلين تقديم زكاة الفطر "قوتا" عملا بسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وتطبيقا لتعليمة الشيخ فركوس. وهو الأمر الذي أثار حفيظة بعض رجال الدين، الذين رأوا أن منح الزكاة على هذه الشاكلة لم يعد ينفع المعوزين في وقتنا الحالي، الذين يحتاجون المال لاقتناء كسوة العيد لأطفالهم وأمور أخرى لإسعادهم يوم عيد الفطر المبارك، ومشاركة فرحة العيد. وهذا ما أعاد الجدل والفتنة داخل المساجد.
ويرى الأئمة المحسوبون على التيار السلفي أن زكاة الفطر عبادة توقيفية نص الشارع على إخراجها عينا وليس قيمة، مستشهدين بأن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام والصحابة الكرام لم يخرجوها نقدا، بل كانوا يخرجونها صاعا من القمح أو الشعير أو التمر، حيث أصدر الشيخ فركوس رسالة جديدة تلزم الأئمة والمواطنين بإخراج الزكاة قوتا مستدلا بجملة من الأحاديث النبوية.

وفي هذا الإطار، أكد الشيخ علي عية، في بيان له أن جمهور الأئمة أجمعوا على إخراج الزكاة قوتا، وهو ما ذهب إليه الإمام مالك الذي تنتهج الجزائر مذهبه، غير أنه عرج أيضا على بعض الأقوال التي تدعو وتجيز إخراج الزكاة مالا.

ومن جهته، قال يحي صاري، عضو جمعية العلماء المسلمين، إن إخراج الزكاة نقدا أو عينا هو مسألة اجتهادية اجتهد أهل العلم فيها، حيث رأى بعض العلماء أنه يجب إخراجها عينا، أي من الحبوب من شعير وقمح وتمر، ورأى البعض الآخر أن إخراجها نقدا هو الأصلح لأن فيه مصلحة للناس، وهو المتعامل به في الجزائر، لما في ذلك من تيسير لحاجة الفقير، مشيرا إلى أن الكثير من الناس الذين تقدم لهم الزكاة حبوبا يقومون ببيعها، لذا الأفضل أن تقدم لهم نقدا لتغنيهم عن البحث عمن يشتري منهم الحبوب التي قدمت لهم.

وأوضح محمد إدير مشنان، مدير التوجيه الديني وتعليم القرآن بوزارة الشؤون الدينية، أن بيان الوزارة فيما يخص زكاة الفطر واضح، حيث أقر بجواز إخراجها نقدا وكذلك عينا، فكل شخص حر في طريقة إخراج زكاة الفطر، مشيرا إلى أن الوزارة قدرت الزكاة بمقدار 2 كيلوغرام سميدا أو 100 دينار جزائري عن كل فرد، وللأفراد حرية الاختيار حسب ما يناسبهم، موضحا أن الأئمة يجب عليهم العمل وفق ما جاء في بيان الوزارة لا غير.