منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   المقالات والمواضيع القانونية (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=84)
-   -   حقوق الانسان بين الكونية والخصوصية (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=74355)

نويشي 23-03-2009 10:17 PM

حقوق الانسان بين الكونية والخصوصية
 
cupidarrowلا تزال إشكالية حقوق الانسان بين الكونية أو العالمية، والخصوصيات الوطنية والدينية والعرقية، مطروحة على بساط الدرس ولم يقع الاهتداء بعد إلى الجواب المقنع الشافي، رغم بساطة هذه الإشكالية ظاهرياً. ومختلف المقاربات المعتمدة تفسر هي نفسها الفشل الدائم لايجاد الحل النهائي الذي يرضي في الوقت نفسه المدافعين عن الكونية والمنتصرين للخصوصية.
فالموضوع يطرح عادة في صيغة تساؤل ينفي إمكانية التوفيق بين عنصري الإشكالية: هل تمتاز حقوق الانسان بالكونية أو هل هي بالعكس تمتاز بالخصوصية؟ ومن البديهي أن طرح الإشكالية بصيغة تفرض الاختيار تؤدي بدون شك إلى التناقض، زد على ذلك، أن مقاربة الموضوع كثيراً ما تطرح بشكل نضالي تغلب عليه الايديولوجيا والتحزب السياسي.
فهنالك، فريق يرفع شعار كونية حقوق الانسان، مدعياً أن هذه الأخيرة لا يمكن أن تخضع لأي استثناء وأنه لا يمكن إخضاعها للخصوصيات مهما كانت طبيعتها سواء، كانت سياسية أو اقتصادية أو ثقافية أو لغوية أو دينية.. فيرى هؤلاء أن حقوق الانسان واحدة في كل مكان وفي كل محيط وأنها مقدسة. فحسب رأيهم أن الانسان واحد مهما كان المكان الذي يعيش فيه، ومهما كانت الظروف التي يوجد فيها، ومهما كانت الفترة الزمنية التي ينتمي إليها. فالانسان من هذا المنظور غاية الكون، منه تنطلق جميع الأشياء وإليه تعود.
وفي مقابل ذلك هناك مَن يقول بنظرية معاكسة تماماً، ترى أن الكونية المدعاة لحقوق الانسان افتراء، وأنها وجه من وجوه الهيمنة الثقافية الغربية وأنها طريقة لفرض توجه معين، ألا وهو النظرية الغربية لحقوق الانسان التي أفرزتها الفلسفة السياسية خلال القرن الثامن عشر في أوروبا، والتي ترجمها الإعلان الفرنسي لحقوق الانسان والمواطن لسنة 1789م. وترى هذه النزعة أن نظرية حقوق الانسان هذه، يجب أن تفرض فرضاً على الأمم والشعوب المختلفة. وقد أكدت شخصيات كبيرة أن هذه الكونية المفترضة لحقوق الانسان لا تقوم على أساس علمي سليم. فمثلاً صرح الكاتب (إدلمان برنارد) سنة 1991م قائلاً: عندما نتحدث عن كونية حقوق الانسان، فاننا ندعي إضفاء صبغة كونية على كونيتنا. فمن هذا المنطلق يكون الحديث عن الكونية وجهاً من وجوه تخليد الخطاب الاستعماري المهيمن. وقد كتب محمد أركون في هذا الصدد: (في ذلك إعادة للخطاب الاستعماري الذي كان يضفي الشرعية على إخضاع الشعوب والثقافات الأخرى بتصدير الحضارة الأوروبية). ولمواجهة هذه الكونية المدعاة يؤكد هذا الحزب على الخصوصيات الوطنية والجبهوية، ويدافع عنها بتنوع المحيط الثقافي والديني، ويرى أن لكل حضارة حقوق انسان خاصة بها تتناسب وثقافتها.
وتوجد نزعة ثالثة تحاول التوفيق بين النزعتين المذكورتين، فتؤكد أن الكونية لا تنفي الخصوصيات وأنه يمكن الجمع بينهما. وقد وجدت هذه النزعة تكريساً رسمياً لرؤياها في الإعلان النهائي الصادر عن مؤتمر فيينا حول حقوق الانسان، الذي نص على ما يلي: (جميع حقوق الانسان عالمية وغير قابلة للتجزئة ومترابطة ومتشابكة، ويجب على المجتمع الدولي أن يعامل حقوق الانسان على نحو شامل وبطريقة منصفة ومتكافئة، وعلى قدم المساواة، وبنفس القدر من التركيز. وفي حين أنه يجب أن توضع في الاعتبار أهمية الخاصيات الوطنية والاقليمية ومختلف الخلفيات التاريخية والثقافية والدينية، فإن من واجب الدول بصرف النظر عن نظمها السياسية والاقتصادية والثقافية، تعزيز وحماية حقوق الانسان والحريات الأساسية.
cupidarrow

محمد 07 04-06-2009 10:22 PM

رد: حقوق الانسان بين الكونية والخصوصية
 


"لا تزال إشكالية حقوق الانسان بين الكونية أو العالمية، والخصوصيات الوطنية والدينية والعرقية، مطروحة على بساط الدرس ولم يقع الاهتداء بعد إلى الجواب المقنع الشافي، رغم بساطة هذه الإشكالية ظاهري"
اًاختي العزيزة :نويشي.
موضوع مهم لإيقاظ الهمم وفهم حقيقة ما ينسج هنا وهناك من تناقضات واساليب استقطاب البشر
، وهو يحتاج الى قراءات لتحديد نقاط الارتكاز.
تقبلي مروري ولي عودة بإذن الله.


الساعة الآن 12:26 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى