الغش الدعوي
الغش الدعوي رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ: قال نبينا عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:" من غشنا فليس منا"، أي: ليس على نهجنا وطريقتنا. و ( الغش) في الحديث ينبغي أن يفهم بجميع مشمولاته، ولا نقصر ذلك على نوع من الأنواع بغير دليل ، فهذا " تحكم " في دلالة الحديث، وهو لا يجوز. وعليه؛ فمن أنواع الغش التي يشملها الحديث، والتي طفحت على السطح وبشكل فاحش- وأقول هذا تحذيرا وشفقة، لا تعاليا وشماتة -:( الغش الدعوي)!. وهو من أقبح أنواع الغش لارتباطه بالعلم والعقيدة والفقه والسلوك والمنهج ( = ذهاب الأمانة في الدعوة أو الخلل فيها)، وأساسه:" الغش الفكري " بحيث لو ( فسد / أفسدنا ) الفكر: فسد ما يتبعه. وصدق العلامة محمود شاكر - رحمه الله - لما قال:" وآفة زماننا: تسيب الفكر بلا زمام يكبحه!!؟". واعلم - يا رعاك الله - أن المرء قد يقع في:( مستنقع الغش الدعوي) دون أن يشعر بسبب اعتياده المساس بما هو قبيح في هذا الباب، وكما قال العلامة محمود شاكر - رحمه الله -:" إلف القبيح متلفة للإحساس والعقل جميعا". فالحذر الحذر من ( الغش الدعوي)، فهو: جرم واحتيال، ودليل المخادعة والاعتلال!!؟. ومن صوره : - تغيير الحقائق الشرعية. - التنكر للطريقة الأثرية. - التعلق بالمذاهب الخلفية. - تحريف الحدود العلمية. - قلب الموازين المرعية. - استبدال العلم بالسخافات الصحافية. - نشر الشبهات والأنظار الردية. - الاشتغال بالمطاحنات السياسية. - حمل الناس على المصادمات في الميادين الدعوية. - إشغال الشباب بالقصاصات الإخبارية. - الاستغراق في تحليلات الوقائع بدل الاهتمام بالقرآن والأحاديث النبوية. - تأخير الدعوة إلى التوحيد، والتشويش على العقيدة السلفية. - إحياء الأقوال الضعيفة، والشاذ من المسائل الخلافية. - تزهيد الناس في أصحاب الفهم والحكمة وإبعادهم عمن تحققوا بالعالمية. - تنكب منهج الاعتدال و الوسطية. - شحن النفوس بالانفعالات والمصارعات الحماسية. وهكذا دواليك، فانظر حواليك!!؟. أصلحنا الله جميعا، والله المستعان، وعليه التكلان. |
الساعة الآن 02:22 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى