منتديات الشروق أونلاين - بحث في فائدة من: لا يسألون الناس إلحافا

العفة بكل صورها مطلب قرآني واجب المسلم أن يحرص عليه ويلتزم به لكي ينال رضا خالقه ويحظى بأجره وثوابه، فالمسلم الحق حريص على حفظ دينه وعرضه وكرامته وشرفه
فكما تحدث القرآن حديثاً مستفيضاً عن صور عفة النفس عن الحرمات حرصا على الأعراض وحماية للمجتمع الإنساني من سفاهات وحماقات أصحاب الشهوات تحدث أيضاً عن عفة النفس عما في أيادي الناس من متع الحياة المادية، فالمسلم الذي جبل على حب المال متعفف عن سؤال الغير حتى عند حاجته وفقره، لأن الإسلام غرس في قلبه أصول القناعة والرضا والحرص على الكرامة وعفة النفس لقوله الحق سبحانه وتعالى: "للفقراء الّذين أحصروا في سبيل اللّه لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التّعفّف تعرفهم بسيماهم لا يسألون النّاس إلحافا وما تنفقوا من خير فإنّ اللّه به عليم" .
لكن وبحكم معايشتي لحركة المجتمع نحو تجسيد مبادرة الدولة في مساعدة الفقراء وضحايا الجائحة من ضعفاء الدخل وعمال اليومية وبالاطلاع على الفائزين بالإستمارات المخصصة للإستفادة...لم أجد من أسماء الفئة المستحقة الا القِلّة وأغلبهم ممن سُلّمت لهم دون سعي منهم نتيجة فراسة بعض الخييرين من أهل الحق بينما وفي المقابل ودون عناء بحث أو تحري ..وأنَّا كنت وحيثما توجّهت الا ويستفزني واحد من غير مستحقيها من أصحاب المزارع ومستفيدي كل اصناف الدعم والمهن الحرة ومالكي السيارات والعقارات والمستحوذين على تقاعد ذويهم بالعملة الصعبة..إما بالسؤآل عن الجهة المانحة للإستمارة أو بحملها وهو يمتطي سيارة أو دراجة يسابق الريح لاستكمال الملف...وكأنه يلاحق طريدة قبل ان تصيبها سهام غيره...ضاربا بكل تعاليم دينه وكل معالم انسانيته وكل سيمات رجولته عرض الحائط ..بل وغير مكترث لحجم خطر الجائحة الذي يترصده في أي مكان ومن أي كان وهو يستكمل مراحل غياب الوازع ودناءة النفس ودفن الضمير......ولله المستعان.

https://scontent.fczl1-1.fna.fbcdn.n...87&oe=5EC7387F