منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الطب والصحة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=76)
-   -   لمحة عامة عن الجهاز المناعي (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=390029)

ام سيف 16-08-2020 10:56 PM

لمحة عامة عن الجهاز المناعي
 
الجهاز المناعي هو جهاز متخصص في الدفاع عن الجسم ضد العَوامِل الأجنبية، أو العَوامِل الغازية الخطيرة invaders. وتشمل هذه العَوامِل كلاً من:

  • الكائنات الحية الدقيقة microorganisms (والتي تُعرف باسم الجراثيم germs، مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات)
  • الطفيليَّات parasites (مثل الديدان)
  • الخلايا السرطانية
  • الأعضاء والأنسجة المزروعة

ولكي يتمكن الجهاز المناعي من الدفاع عن الجسم ضد هذه العَوامِل، يجب أن يكون الجهاز المناعي قادرا على التمييز بين

  • ما ينتمي إلى الجسم (ذاتي)
  • ما لا ينتمي إلى الجسم (غير ذاتي أو أجنبي)

المستضدات هي أية مواد يَجرِي التعرف عليها على أنها غير ذاتية، لا سيما إذا اعتُبرَت خطيرة (كأن تسبب المرض) ويمكن أن تحفز الاستجابة المناعية في الجسم. قد تكون المستضدات موجودة داخل العَوامِل الممرضة أو خارجها (البكتيريا أو الفيروسات أو الكائنات الدقيقة الأخرى أو الطفيليات أو الخلايا السرطانية). كما قد تكون المستضدات قائمة بذاتها، مثل جزيئات الطعام أو غبار الطلع.

تتكون الاستجابة المناعية الطبيعية مما يلي:

  • التعرف على مستضد أجنبي ضار محتمل
  • تفعيل وتعبئة القوى المناعية للدفاع عن الجسم تجاهه
  • مهاجمة المستضد
  • السيطرة على الهجوم وإنهائه

إذا تعطل الجِهاز المَناعيّ وأخطأ في تحديد الجسم ما إذا كان ذاتيًا أو غير ذاتي، فقد يهاجم أنسجة الجسم نفسه، ممَّا يَتسبَّب في حدوث اضطراب مناعي ذاتي، مثل ، أو التهاب الغُدَّة الدرقية بحسب هاشيموتو، أو الذئبة الحمامية الجهازية lupus.

تحدث اضطرابات الجهاز المناعي عندما:

  • يُولّد الجسم استجابة مناعية ضد نفسه (اضطراب مناعة ذاتية).
  • لا يتمكن الجسم من توليد الاستجابة المناعية المناسبة ضد الكائنات الدقيقة الغازِيَة عوز المناعة).
  • يُولّد الجسم استجابة مناعية مفرطة تجاه مستضدات أجنبية غير ضارة ويُلحق الضرر بأنسجة الجسم الطبيعية (رد فعل تحسُّسي).

مُكَوِّنات الجهاز المناعي

يمتلك الجِهاز المَناعيّ العديد من العناصر:

الأجسام المُضادَّة (الغلوبولينات المناعية immunoglobulins) هي البروتينات التي تنتجها الخلايا البائية B cells وتربط بإحكام بالمستضد الموجود ضمن العامل الغازِي، فتساعد على تمييزه لمهاجمته أو القضاء عليه مباشرة.

المستضدات وهي يستطيع الجِهاز المَناعيّ التعرف عليها وتحفيز استجابة مناعية ضدها.

الخلايا البائية B cells (الخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) B) هي الكريَّات البيض التي تنتج الأجسام المُضادَّة الخاصة بالمستضد الذي حفز إنتاجها.

القَعَدات هي الكريَّات البيض التي تطلق الهيستامين (مادة تشارك في ردة الفعل التحسسية) وتفرز المواد التي تجذب الكريَّات البيض الأخرى (العَدِلات neutrophils والحَمضات eosinophils) إلى موقع الاضطراب.

الخلايا هي أصغر وحدة في تكوين الكائن الحي، وتتألف من نواة وسيتوبلازم (هيولى) محاط بغشاء.

الانجذاب الكيميائي هو العملية التي يُستخدم فيها مواد كيميائية لجذب الخلايا إلى موقع معين في الجسم.

يتكون النظام الكامل من مجموعة من البروتينات التي تشارك في سلسلة من ردات الفعل (تسمى شلال تفاعلات البروتينات المتممة complement cascade) المصممة للدفاع عن الجسم، وذلك عن طريق قتل البكتيريا والخلايا الأجنبية الأخرى، وجعل الخلايا الأجنبية أسهل للتحديد والهضم من قبل البالعات الكبيرة macrophages، وجذب البالعات الكبيرة والعَدِلات netrophils إلى موضع المشكلة.

السيتوكينات هي البروتينات التي تفرزها الخلايا المناعية والخلايا الأخرى والتي تعمل كرُسل للجهاز المناعي للمساعدة في تنظيم الاستجابة المناعية.

تُشتق الخلايا التغصنية dendritic cells من كريات الدَّم البيضاء. تتواجد هذه الخلايا ضمن الأنسجة، وتساعد الخلايا التائية على التعرف على المستضدات الأجنبية.

الحَمضات eosinophils هي الكريَّات البيض المسؤولة عن قتل البكتيريا والخلايا الأجنبية التي تكون كبيرة جدًّا بحيث يصعب ابتلاعها، كما تقوم بقتل الطفيليَّات وتساعد على تخريب الخلايا السرطانية. تشارك الحمضات أيضًا في ردات الفعل التحسسية.

الخلايا التائية المساعدة هي الكريَّات البيض التي تساعد الخلايا البائية على إنتاج الأجسام المُضادَّة للمستضدات الأجنبية، وتساعد الخلايا التائية القاتلة لكي تصبح نشطة، وتحفز البالعات الكبيرة macrophages، وتمكنها من هضم الخلايا المصابة أو غير الطبيعية بشكل أكثر كفاءة.

يتحدد التوافق النسيجي histocompatibility من قبل مستضدات الكريات البيضاء البشرية (جزيئات التعريف الذاتي self-identification molecules). يُستخدم التوافق النسيجي لتحديد ما إذا كان سيتم قبول النسيج أو العضو المزروع في جسد المتلقي.

مستضدات الكريات البيض البشرية (HLA) هي مجموعة من الجزيئات التي تتوضع على سطح كل الخلايا في مزيج فريد من نوعه لكل شخص، وبذلك يتمكن الجسم من تمييز النسيج الذاتي من النسيج الأجنبي. وتسمى هذه المجموعة من الجزيئات أيضًا بمعقد التوافق النسيجي الكبير major histocompatibility complex.

المُعقد المناعي immune complex هو جسم مضاد مرتبط ببمستضد.

ل الاستجابة المناعية هي تفاعل الجهاز المناعي مع مستضد.

الغلوبولين المناعي immunoglobulin هو اسم آخر للجسم المضاد.

الإنترلوكين interleukin هو نوع من المراسيل (سيتوكين) التي تفرزها بعض الكريَّات البيض من أجل التأثير في الكريَّات البيض الأخرى.

الخلايا التائية القاتلة (السامة) killer t cells هي الخلايا التائية التي ترتبط بالخلايا المصابة والخلايا السرطانية وتقوم بقتلها.

خلايا الدَّم البيضاء هو اسم آخر لخلايا الدَّم البيضاء، مثل الوحيدات، والعدلات، والحمضات، والقَعدات، واللمفاويات (الخلايا البائية أو التائية).

الخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) هي الكريَّات البيض المسؤولة عن المناعة المكتسبة (المتخصصة)، بما في ذلك إنتاج الأجسام المُضادَّة (الخلايا البائية)، وتمييز النسج الذاتية من النسج غير الذاتية (عن طريق الخلايا التائية)، وقتل الخلايا المصابة والخلايا السرطانية (عن طريق الخلايا التائية القاتلة).

البالعات الكبيرةهي خلايا كبيرة تتطور من الكريَّات البيض التي تسمى الوحيدات monocytes. تقوم البالعات الكبيرة بابتلاع البكتيريا والخلايا الأجنبية الأخرى وتساعد الخلايا التائية على التعرف على الكائنات الحية الدقيقة وغيرها من المواد الغريبة. تتواجد البالعات الكبيرة عادة في الرئتين والجلد والكبد والأنسجة الأخرى.

مُعقد التوافق النسيجي الرئيسي(MHC) هو مصطلح مرادف لمستضدات الكريات البيض البشرية.

الخلايا البدينة mast cells هي خلايا تتواجد في الأنسجة التي تحرر الهيستامين وغيره من المواد المشاركة في الالتهابات وردات الفعل التحسسية.

الجزيء هو مجموعة من الذرات المجتمعة كيميائيًا لتشكيل مادة فريدة من نوعها.

الخلايا القاتلة الطبيعية هي نوع من الكريَّات البيض التي يمكنها التعرف على الخلايا غير الطبيعية وقتلها، مثل بعض الخلايا المصابة والخلايا السرطانية، دون الحاجة إلى أن تعلم ما إذا كانت تلك الخلايا شاذة أو لا.

العَدِلات هي الكريَّات البيض التي تبتلع وتقتل البكتيريا والخلايا الأجنبية الأخرى.

البلاعم phagocytes هي نوع من الخلايا التي تقوم بابتلاع وقتل أو تخريب الكائنات الحية الدقيقة الغازية، وخلايا أخرى، والفضلات الخلويَّة. وتشمل البلاعم كلاً من العَدِلات والبالعات الكبيرة.

البلعمة phagocytosis هي العملية التي تقوم فيها الخلية بمهاجمة وابتلا الكائنات الحية الدقيقة الغازية، أو الخلايا الأخرى، أو الأجزاء والفضلات الخلوية.

ا المستقبل receptor هو جزيء يوجد على سطح الخلية أو داخلها، يمكنه تحديد جزيئات معينة ينطبق ضمنها بالضبط- تمامًا مثل القفل والمفتاح.

الخلايا التنظيمية التائية (الكابتة) Regulatory (suppressor) T cells هي الكريَّات البيض التي تساعد على إيقاف الاستجابة المناعية.

الخلايا التائية (الخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) T) هي الكريَّات البيض التي تساهم في حدوث المناعة المكتسبة. توجد منها ثلاثة أنواع: المساعدة، والقاتل (السامة للخلايا)، والتنظيمية.


خطوط الدفاع

توجد لدى الجسم سلسلة من الآليات الدفاعية. وتشمل تلك الدفاعات كلاً من الحواجز المادية، وخلايا الدَّم البيضاء، والجزيئات مثل الأجسام المُضادَّة، والبروتينات المكملة.

الحواجز المادية

تُعد الحواجز المادية خط الدفاع الأول ضد الغزاة، وهي:

  • الجلد
  • قرنية العينين
  • الأغشية المبطنة للجهاز التنفُّسي، والجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والمجاري التناسلية

طالما بقيت هذه الحواجز سليمة ودون اختراقات، فإن العديد من الكائنات الغازية لا تتمكن من دخول الجسم. أما إذا ما حدث خرق في احد الحواجز، بسبب جرح أو حروق شديدة في الجلد، فإن خطر العدوى يزداد.

وبالإضافة إلى ذلك، يجري الدفاع عن الحواجز المادية بواسطة إفرازات تحتوي على إنزيمات يمكنها تخريب البكتيريا. ومن الأمثلة على ذلك العرق في الجلد، والدموع في العيون، والمخاط في الجهاز التنفُّسي والجهاز الهضمي، والمُفرَزات في المهبل.


خلايا الدَّم البيضاء

يتكون الخط الدفاعي الثاني من خطوط الدفاع في الجسم من الكريَّات البيض leukocytes التي تنتقل عبر مجرى الدَّم وإلى الأنسجة، باحثةً عن الكائنات الدقيقة الغازية ومهاجمةً لها.

يتكون هذا الخط الدفاعي من جزأين:

  • المناعة الخلقية Innate immunity
  • المناعة المكتسبة Acquired immunity

لا تتطلب المناعة الخلقية (الطبيعية) أي مواجهة سابقة مع الكائنات الحية الدقيقة أو الأجسام الغازِية لكي تعمل بشكل فعال. حيث إنها تستجيب للغزاة بشكل فوري، دون الحاجة إلى تعلم كيفية التعرف عليها. هناك عدة أنواع من الكريَّات البيض المعنية بهذا النوع من المناعة:


في المناعة المكتسبة (التكيفية أو المتخصصة)، تقوم الكريات البيض المُسمّاة بالخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) البائية والتائية بمواجهة الأجسام الغازية، وتعلم كيفية مهاجمتها، وتذكر الغازي بعينه، بحيث يمكن مهاجمته بكفاءة أكبر في المرات القادمة التي تصادفه فيها. تستغرق المناعة المكتسبة وقتًا لكي تتطور بعد اللقاء الأول مع الغازي الجديد، وذلك لأنه ينبغي على الخلايا اللِّمفاوية (اللِّمفاويَّات) التكيف مع ذلك. ولكن، بعد ذلك، تكون الاستجابة سريعة. تعمل الخلايا البائية والخلايا التائية معًا على تدمير الغزاة. ولكي تكون قادرة على التعرف على الغزاة، فإن الخلايا التائية بحاجة لمساعدة من خلايا أخرى تسمى الخلايا المقدمة للمستضد (مثل الخلايا التغصنية dendritic cells انظر الشكل: كيف يمكن للخلايا التائية أن تتعرف على المستضدات). تقوم هذه الخلايا بابتلاع الغازي وتحطيمه إلى شظايا.


الجزيئات

تتفاعل المناعة الخلقية والمناعة المكتسبة، وتؤثر كل منها في الأخرى بشكل مباشر أو من خلال الجزيئات التي تجذب أو تُفعل الخلايا الأخرى من الجهاز المناعي - وذلك كجزء من خطة التعبئة في العملية الدفاعية. وتشمل هذه الجزيئات كلاً من:


لا تتضمن هذه المواد في الخلايا، وإنما تكون منحلة في سوائل السم، مثل البلازما (الجزء السَّائِل من الدم).

تُعزز بعض هذه الجزيئات، بما في ذلك بعض السيتوكينات، من العملية الالتهابية.

يحدث الالتهاب لأن هذه الجزيئات تجذب خلايا الجِهاز المَناعيّ نحو الأنسجة المتضررة. وللمساعدة في إيصال هذه الخلايا إلى النسج، يقوم الجسم بإرسال المزيد من الدَّم إلى الأنسجة. تتوسع الأوعية الدموية لكي تحمل المزيد من الدَّم نحو الأنسجة، وتصبح أكثر مسامية، مما يتيح للمزيد من السوائل والخلايا بترك الأوعية الدموية ودخول الأنسجة. ولهذا السبب، فإن الالتهاب يجعل النسج محمرة ودافئة ومتورمة. والغرض من الالتهاب هو احتواء العدوى كي لا تنتشر. كما إن المواد الأخرى التي ينتجها الجهاز المناعي تساعد على تعافي الالتهاب والتئام النسج المتضررة. على الرغم من أن الالتهاب قد يكون مزعجًا، إلا أنه يشير إلى أن الجهاز المناعي يقوم بوظيفته. ولكن استمرار الالتهاب لفترة طويلة (مزمنة) قد تكون له آثار ضارة.


الأعضاء

يتكون الجهاز المناعي من عدة أعضاء بالإضافة إلى الخلايا المنتشرة في جميع أنحاء الجسم. وتصنف هذه الأجهزة كأعضاء لمفاوية أوَّلية أو ثانوية.

الأعضاء اللمفاوية الأولية primary lymphoid organs هي المواقع التي يَجرِي فيها إنتاج الكريَّات البيض و/أو تكاثرها:

  • يقوم نِقي العَظم بإنتاج جميع الأنواع المختلفة من كريات الدَّم البيضاء، بما في ذلك العَدِلات، والحمضات، والقعدات، والوحيدات، والخلايا البائية، والخلايا التي تتطور إلى خلايا تائية (سلائف الخلايا التائية).
  • تتكاثر الخلايا التائية في الغُدَّة الصعترية thymus، ويَجرِي تدريبها على التعرف على المستضدات الأجنبية وتجاهل مستضدات الجسم نفسه. تمارس الخلايا التائية دورًا محوريًا في المناعة المكتسبة.

عند الحاجة للدفاع عن الجسم، تجري تعبئة خلايا الدَّم البيضاء، ويكنو معظمها من نقِي العِظام. وبعد ذلك تنتقل إلى مجرى الدَّم وتهاجر إلى أي مكان بحاجة إليها.

الجِهَاز اللِّمفِي: المساعدة في الدفاع عن العدوى

يُعد الجهاز اللِّمفَاوي جزءًا حيويًا من الجهاز المناعي، بالإضافة إلى الغُدَّة الصعترية، ونقِي العِظام، والطحال، واللوزتين، والزائدة الدودية، وجزر باير Peyer patches في الأمعاء الدقيقة.

والجهاز اللِّمفَاوي عبارة عن شبكة من العُقَد اللِّمفِية المتصلة فيما بينها بواسطة الأَوعِيَة اللِّمفية. يقوم هذا الجهاز بنقل اللمف lymph في جميع أنحاء الجسم.

يتشكل اللمف من السَّائِل الذي يتسرب من خلال الجدران الدقيقة للشعيرات الدموية نحو أنسجة الجسم. يحتوي هذا السَّائِل على أُكسِجين، وبروتينات، ومواد أخرى تغذي الأنسجة. يدخل بعض من هذا السَّائِل مجددًا نحو الشعيرات الدموية، ويدخل بعضه إلى الأَوعِيَة اللِّمفية (حيث يُصبح اسمه اللمف).

تتصل الأَوعِيَة اللِّمفية الصغيرة بتلك الأكبر منها، وتشكل في نهاية المطاف القناة الصدرية. تُعد القناة الصدرية أكبر الأوعية اللمفاوية. تلتقي القناة الصدرية مع الوريد تحت الترقوة، وبذلك يعود اللمف إلى مجرى الدم.

يقوم اللمف بنقل المواد الغريبة (مثل البكتريا)، والخلايا السرطانية، والخلايا المتضررة أو المتموتة التي قد تتواجد في النسج إلى الأوعية اللمفية والعقد اللمفية من أجل التخلص منها. يحتوي اللِّمفَ على العديد من كريات الدَّم البيضاء.

تمر جميع المواد المنقولة عن طريق اللمف عبر عُقدَة لِّمفيَّة واحدة على الأقل، حيث يمكن تصفيتها من المواد الغريبة وتخريبها، قبل أن يعود السَّائِل إلى مجرى الدم. في العُقَد اللِّمفِية، يمكن للكريَّات البيض أن تتجمع وتتفاعل مع بعضها البعض ومع المستضدات، وتولد الاستجابة المناعية تجاه المواد الأجنبية. تحتوي العُقَد اللِّمفِية على شبكة من الأنسجة الغنية بالخلايا البائية والخلايا التائية، والخلايا التغصنية، والبالعات الكبيرة. تجري تصفية الكائنات الحية الدقيقة الضارة، ومن ثم التعرف عليها والهجوم عليها من قبل الخلايا البائية والخلايا التائية.

غالبًا ما تتجمع العُقَد اللِّمفِية في مواضع تفرع الأَوعِيَة اللِّمفية، مثل الرقبة والإبطين، وأعلى الفخذ.

https://www.msdmanuals.com/-/media/m...if?la=ar&thn=0













تتضمن الأعضاء اللمفية الثانوية كلاً من

  • الطحال
  • العُقَد اللِّمفِية
  • اللوزتين
  • الزائدة الدودية
  • تقع جزر باير Peyer patches في الأمعاء الدقيقة

تقوم هذه الأعضاء بحجز الكائنات الحية الدقيقة وغيرها من المواد الأجنبية، وتوفير مكان لتجمع الخلايا الناضجة للجهاز المناعي والتفاعل مع بعضها البعض ومع المواد الأجنبية، وتوليد استجابة مناعية محددة.

تتوضع العُقَد اللِّمفِية في مواضع استراتيجية في الجسم، وترتبط بها شبكة معقدة من الأوعية اللمفية - الجِهَاز اللِّمفِي. يقوم الجِهَاز اللِّمفِي بنقل الميكروبات والمواد الغريبة الأخرى، وسرطان الخلايا، والخلايا الميتة أو التالفة من الأنسجة إلى العُقَد اللِّمفِية، حيث يَجرِي تصفية هذه المواد والخلايا وتدميرها. ثم يُعاد اللِّمف الذي جرت تصفيته إلى مجرى الدم.

تُعد العُقَد اللِّمفِية واحدة من الأماكن الأولى التي يمكن أن للخلايا السرطانية أن تنتشر فيها. ولذلك فإن الأطباء كثيرًا ما يقومون بفحص وتقييم العُقَد اللِّمفِية لتحديد ما إذا كان السرطان قد انتشر إليها أو لا. يمكن لوجود الخلايا السرطانية في العُقَد اللِّمفية أن يُسبب تضخمها. كما يمكن للعُقَد اللِّمفِية أن تتضخم بعد العدوى، وذلك لأن الاستجابة المناعية تجاه العدوى تكون معممة في العُقَد اللِّمفِية. قد تتورم العُقَد اللِّمفِية في بعض الأحيان لأن البكتيريا المحمولة إليها لم تمت، وسببت العدوى في العُقدَة اللِّمفيَّة (التهاب العقد اللمفية).

خطة العمل

تتطلب الاستجابة المناعية الناجحة تجاه الأجسام الغازية المراحل التالية:

  • التعرف على الكائن أو الجسم الغريب
  • التفعيل والتعبئة
  • التنظيم
  • إنهاء الاستجابة

التعرف على الكائن الغريب

ينبغي على الجهاز المناعي التعرف على الكائنات والأجسام الغريبة أولًا كي يستطيع مكافحتها. بمعنى آخر، يجب أن يكون الجهاز المناعي قادرًا على التمييز بين ما هو ذاتي وغير ذاتي. يمكن للجهاز المناعي أن يقوم بهذه المهمة، لأن جميع الخلايا تمتلك جزيئات تعريف على أسطحها الخارجية. يجري التعرف على الكائنات الحية الدقيقة من خلال جزيئات التعريف الموجودة على سطحها.

يُطلق على جزيئات التعريف الذاتي الأكثر أهمية اسم

  • مستضدات الكريات البيض البشرية human leukocyte antigens (HLA)، أو مجمع التوافق النسيجي الرئيسي major histocompatibility complex (MHC)

تُدعى جزيئات HLA بالمستضدات، لأنه إذا جرى زرعها، كما هيَ الحال في زرع الكلى أو الطعوم الجلدية، فيمكن أن تثير استجابة مناعية لدى الشخص المستقبل. يمتلك كل شخص تركيبة مميزة من مستضدات الكريات البيض البشرية HLAs. يتعرف الجِهَاز المَناعَي عند كل شخص على المستضدات الخاصة بالجسم، فلا يهاجمها. أما الخلايا التي تحتوي على أسطحها جزيئات مختلفة عن الجزيئات الموجودة على أسطح الخلايا التي تنتمي للجسم نفسه فيجري التعرف عليها على أنها أجسام غريبة. بناءً على ذلك، يقوم الجهاز المناعي بمهاجمة تلك الخلايا. قد تكون هذه الخلايا من نسيج مزروع أو من خلايا الجسم نفسه التي أصيبت بعدوى من كائن غريب أو تغيرت بسبب السرطان. (جزيئات HLSهي ما يحاول الأطباء مطابقته عند الحاجة لزرع الأعضاء عند مريض ما).
يمكن لبعض الكريَّات البيض - الخلايا البائية- أن تتعرف على الكائنات الغازية بشكل مباشر. في حين تحتاج أنواع أخرى من الكريات البيض -الخلايا التائية- لمساعدة من خلايا تُدعى بالخلايا المقدمة للمستضد antigen-presenting cells:

  • تقوم الخلايا المُقدمة للمستضد بابتلاع الكائن الغازي وتجزئته إلى أشلاء.
  • بعد ذلك، تقوم الخلية المُقدمة للمستضد بضم أشلاء المستضد الأجنبي مع جزيئات مستضد الكريات البيض البشرية HLA الخاصة بخلايا الجسم.
  • ثم يجري نقل مزيج أشلاء المستضد وجزيئات HLA إلى سطح الخلية.
  • ترتبط الخلية التائية التي تمتلك على سطحها مستقبلاً موافقاً بجزء من مستضد HLA الذي يُقدم أشلاء المستضد الأجنبي، كما هيَ الحال في القفل والمفتاح.
  • بعد ذلك يَجرِي تنشيط الخلايا التائية وتبدأ بمهاجمة الكائنات الغازية التي تحمل هذا المستضد.

كيف يمكن للخلايا التائية أن تتعرف على المستضدات

تُعد الخلايا التائية جزءًا من نظام المراقبة في الجهاز المناعي. تنتقل الخلايا التائية عبر المجرى الدَّموي والجهاز اللِّمفَي. وعندما تصل إلى العُقَد اللِّمفِية أو جهاز لِّمفَي ثانوي آخر، فتقوم بالبحث عن الأجسام الأجنبية (المستضدات) في الجسم. ولكن، قبل أن تتمكن من التعرف بشكل كامل على المستضد الأجنبي والتعامل معه، ينبغي معالجة المستضد وتقديمه إليها عن طريق نوع آخر من الكريَّات البيض، يسمى الخلايا المقدمة للمستضد. تتكون الخلايا المقدمة للمستضد من الخلايا التغصنية dendritic cells (التي هي الأكثر فعالية)، والبالعات الكبيرة، والخلايا البائية.

https://www.msdmanuals.com/-/media/m...if?la=ar&thn=0












التفعيل والتعبئة

يجري تفعيل الكريَّات البيض عندما تتعرف على الأجسام الغازية. على سبيل المثال، عندما تقوم الخلية المقدمة للمستضد بتقديم أشلاء المستضد المرتبطة ب مستضدات الكريات البيض البشرية إلى الخلايا التائية، تقوم الخلايا التائية بالارتباط بتلك الأشلاء ويتفعل نشاطها. أما الخلايا البائية فيمكن تفعيلها مباشرة من قبل الكائنات الغازية. بمجرد تفعيلها، تقوم كريات الدَّم البيضاء بابتلاع أو قتل الكائن الغازي أو كلا الأمرين معًا. عادة ما تتطلب الحاجة أكثر من نوع واحد من الكريَّات البيض للقضاء على الكائنات الغازية.

تقوم الخلايا المناعية، مثل البالعات الكبيرة والخلايا التائية المُفعّلة بتحرير المواد التي تجذب الخلايا المناعية الأخرى إلى موضع الاشتباك مع الكائنات الأجنبية، مما يؤدي إلى تعبئة القوى الدفاعية ضدها. وقد تقوم الكائنات الغازي نفسها بتحرير مواد تجذب الخلايا المناعية إلى مكان وجودها.


التنظيم

من الضروري تنظيم الاستجابة المناعية لمنع حدوث ضرر كبير للجسم، كما يحدث في اضطرابات المناعة الذاتية. تساعد الخلايا التائية (الكابتة) التنظيمية على التحكم في الاستجابة عن طريق إفراز السيتوكينات (المراسيل الكيميائية للجهاز المناعي) والتي تثبط الاستجابة المناعية. تمنع هذه الخلايا الاستجابة المناعية من الاستمرار إلى أجل غير مسمى.


إنهاء الاستجابة

ينطوي إنهاء الاستجابة على أسر الكائنات الغازية والتخلص منها خارج الجسم. وبعد التخلص من الكائنات الغازية، تتموت معظم الكريَّات البيض من تلقاء نفسها ويجري ابتلاعها. أما الكريات البيض التي تبقى فيُطلق عليها اسم خلايا الذاكرة. يحتفظ الجسم بخلايا الذاكرة، والتي تكون جزءًا من المناعة المكتسبة، بهدف تذكر الكائنات الغازية بشكل خاص، والاستجابة لها بشكل أكبر في حال حدوث مواجهة أخرى مستقبلًا.


الساعة الآن 12:03 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى