وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الأمير الجزائري أيها الفاضل.
دعني أحاورك ـــــ أحسب نفسي ــــــ وأني مطلع على ثقافة إيران ـــــــ ولا دخل لي بالأمور المذهبية ـــــــ ومؤسسات الحكم في ذلك البلد، وكذلك المجتمع الإيراني.
وذلك لارتباطي ببعض المؤسسات فيما يخص تبادل المعلومات، وكذلك نتيجة إقامتي هناك من حين لآخر.
يا فاضل
للأسف الشديد إن " محتكري " الإعلام العربي يريدون تغييب الحركة الديناميكية المتسارعة التي ينتجها الشعب الفارسي (الإيراني ).
وجل " أهل الثقافة " في الأمصار العربية يريدون يظهرون للشعوب العربية إلاّ " الوجه القبيح " الإيراني.
ودون الدخول في مسألة " الشيعة " وما " الشيعة "، فإيران قد أرست ما يعرف بالحكم المؤسساتي، كما أن هناك ما يُعرف بعدم تداخل مؤسسات الحكم في بعضها البعض.
لأجل ذلك فأي تظاهرات ومظاهرات؛ فالمجتمع الإيراني ينظر إليها على أنها ظواهر عادية وتدل على " صحة " دواليب دفة الحكم.
بل ما يجري في إيران فهي أمور عادية، بل ترك المجتمع يعبّر عن رأيه.
ولم يخرج علينا يومًا؛ لا المؤسسة الدينية " بفتاوي " " تحريم المظاهرات"، ولا المؤسسة التي تتبع رئاسة الجمهورية لتحتكر الحكم، أو تقوم بانتخابات تهريجية معلومة النتائج مسبقًا. مثلما يحدث عندنا نحن كسنة.
فإيران قد أرست الحكم الراشد الذي لا يتأثر لا بالحاكم، ولا تزيحه المظاهرات.
حتى ولو يغالط بعض المحسوبين على " المثقفين " العرب، حين يوهموننا "بهشاشة " الإقتصاد الإيراني، فهو في كل الحالات أحسن بكثير من كل اقتصاديات الدول العربية.
ثم أن إيران قد وصلت على الاقل إلى الكتفاء الذاتي وخصوصا في الأمور الزراعية والفلاحية.
وهذا ما أكثر حسّدها وأعداءها في الغرب.
لأنها لم تعد " سوقًا " لمنتوجاتهم، كما هو واقع في الامصار العربية.
وعليه فما يجري في إيران فهذا يدل" صحة " مؤسسات الحكم في إيران وعافيتها.
وربما في مداخلة أخرى أتكلم وإياك عن جوانب أخرى عن ذلك البلد.
تحياتي يا فاضل