الشأن الدعوي وأصل التزكية
الشأن الدعوي وأصل التزكية الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ: من الأصول التي يجب أن يقوم عليها الشأن الدعوي:" أصل التزكية "، فبضعفه غاية: تطفح على سطح ميدان الدعوة: رعونات النفوس، ويظهر على جبينها: الفجور السلوكي، ويتبدى على ظهرها: الفساد الأخلاقي، وتجليات ذلك في: - تنافر القلوب. - والافتراق والشقاق. - والظلم والعدوان. - والإجحاف وعدم الإنصاف. - وضياع الصدق وفقدان الأمانة. - وسوء الخلق وقلة الأدب. وهكذا دواليك. وهذه المعضلات حاصلة بسبب حدوث الفساد في : - قوة الفكر =(العلم والحكمة). - والقوة الدافعة =(الصبر والتؤدة). - والقوة الطلبية =(المجاهدة والعفة). وبفساد هذه القوى يصاب( الصرح الدعوي ) بالخلل والوهن والاضطراب، فنهرول في غير المسعى بمبعدة عن إرشادات وإشراقات السنة والكتاب. ويضاف إلى هذا الذي ذكرت في خصوص أهمية( التزكية ) في الشأن الدعوي خاصة: أن يعلم أن عدم مجاهدة النفس، وترك الارتقاء بها في مدارج الإيمان مدعاة ل " قسوة القلوب "، وهذه لها الأثر البليغ في ( تحريف معاني الشريعة ) - وكل بحسبه - مما يجعل الأنظار الدعوية على خلاف " الفهوم السلفية " فتفسد الطرائق، ونتنكب الحقائق. فتأمل - يا رعاك الله - عند هذا الحرف من الكلام قوله تعالى: (وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه). قال الحافظ ابن كثير - رحمه الله - في تفسير الآية: "( وجعلنا قلوبهم قاسية )، أي: فلا يتعظون بموعظة لغلظها وقساوتها. ( يحرفون الكلم عن مواضعه ) أي: - فسدت فهومهم. - وساء تصرفهم في آيات الله. - وتأولوا كتابه على غير ما أنزله. - وحملوه على غير مراده. - وقالوا عليه ما لم يقل. عياذا بالله من ذلك ". انتهى. وجُمَّاع المقصود من هذا المرقوم: أن القلوب التي لم تلقح ب( العلوم والمجاهدات ) تصير حاضنة للشكوك والشبهات، ومرتعا للأهواء والشهوات تطفح على واجهة الدعوة زمن الفتن والبليات. أصلحنا الله جميعا. كتبه: أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني - عفا الله عنه - |
الساعة الآن 07:49 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى