الجماهير بين الاعلام والاتصال....

العالم الذي نعيشه اليوم هو عالم الاتصال فبه اقتربت المسافات و تلاشت الحدود وبات مفهوم الاتصال كعلم قائم بحد ذاته
من العلوم المتنامية التي عملت على مسايرة تطور التكنولوجيا وتأثيرها المختلف على المجتمع الانساني لذلك جاز لنا أن نطرح العديد من التساءلات التي تتبادر الذهن ولعلى ابرزها لمذا نتصل؟ وماهو الاتصال؟ أو ما الغاية من ممارسة النشاط الاتصالي في حياتنا اليومية؟ وما الفرق بين الاعلام والاتصال؟
ان هذا السؤال يجرنا في الحقيقة الي طرح تساءل أخر وهو هل يمكن ان نتخيل وجود شخص ما أو تنظيم اجتماعي من دون فعل اتصالي ؟؟
الجواب المؤكد هو لا , ولكن لماذا؟ لأن معظم نشاطات البشر هي نشاطات اتصالية بالدرجة الاولى, فالانسان عندما يقوم بالصلاة يكون في عملية اتصال مع ربه , وعندما يمارس نشاطا تجاريا يكون في عملية اتصال تجاري, وعندما يلقي التحية على صديق له يكون في عملية اتصال اجتماعي , وعندما يمارس نشاطا سياسيا يكون في اطار عملية اتصال سياسي.
اذن الاتصال يعد سمة بارزة في حياة الانسان, سواء جاء هذا الاتصال في شكل كلمات أو صور أو موسيقى , وسواء كان هذا الاتصال مقصود أو عفوي واضح أو غامض.
ان الاتصال باعتباره نشاطا انسانيا قديما يلعب دورا كبيرا في حياة كل شخص مهما كانت الوظيفة التي يشغلها .
و الاتصال يؤثر على كل الافراد بشكل أو بأخر, فعندما نسأل اي انسان ان يصف لنا سيرة حياته اليومية ستكون اما انه كان في حالة القيام بالاتصال أو في حالة تلقي الاتصال.
اذن الاتصال هو القناة التي تربط الانسانية ببعضها البعض ,كما انه يمهد لكل ما نقوم به من أفعال على المستوى الميداني والعلمي حيث يوضح لنا تحليل التراث العلمي المتطور لوسائل الاعلام والاتصال الجماهيري عند وجود عدد من العلوم الاجتماعية " علم الاجتماع , علم النفس , و علم النفس الاجتماعي " التي تهتم بدراسة الظواهر الاتصالية, وتسعى لتحديد ماهيتها ودراسة اساليب وطرق جمع البيانات والمناهج والنظريات التي تقوم بتوجيهها سواء على المستوى النظري او الميداني " الامبريقي".
نجد بأن هناك العديد من المحاولات الاجتماعية التي تقوم بعملية تصنيف التراث النظري ووسائل الاتصال و الاعلام النظري ولاسيما مايعرف بنماذج الاتصال.
يعرف د ـ محمد سمير الإعلام بقوله" هو كافة أوجه التشابه الاتصالية التي تستهدف تزويد الجمهور بالحقائق والأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة"
ولا يكون هذا المصطلح قائما بذاته إلا إذا توفر فيه عناصر العملية الإعلامية , فأولها المرسل أي الجهة التي تسهر على نقل الرسالة أو المحتوى الإعلامي, وثانيها الرسالة وهي المحتوى أو المضمون المنقول للمتلقي, أما ثالثها المرسل إليه وهو الذي يستقبل الرسالة الإعلامية.
والاتصال هو عملية نقل المعلومات والرغبات والمشاعر والتجارب بنية الإقناع وتأثير على سلوك الأخريين.
والاتصال بدوره أيضا لا بد من شروط لكي يكون أو يصبح عملية اتصالية حقه, نفسه نفس الإعلام فنجد فيه المتصل و المحتوى و الوسيلة بالإضافة إلي المتلقي و رد الفعل, فوسائل الإعلام تتيح للإنسان التواصل مع الأخريين وتبادل ما يعبرون عنه من أفكار مهما كان شكل هذا التعبير عبر مجموعة من التقنيات كالصحافة المكتوبة والتلفزيون....
وبين الاتصال والإعلام فروق متعددة سواء من حيث المضمون أو الجمهور المخاطب أو من حيث الهدف....
إن الاتصال ووسائله أكثر شمولية من وسائل الإعلام , والإعلام وظيفة من وظائف الاتصال.
قد تقتصر مضامين وسائل الاتصال على شخصين أو جماعة مثل خطبة الإمام على حشد من المصليين, أما وسائل الإعلام فتوجه إلي كم هائل من الجماهير وهذا دليل على كبر حجم جمهور الإعلام مقارنة بالاتصال, وفي الأخير نجد أيضا أن الفرق بين المصطلحين في تعدد أهداف الاتصال في حين أن أهداف الإعلام محددة .
كما يقصد بالاتصال ايضا أنه اتصال سياسي و اتصال اجتماعي و ثقافي و عاطفي و روحي وما الي ذلك من دلالات ومعاني متعددة تظهر من خلال لغة الحديث أو الجمل أو العبارات وما يهدف بالفعل من كلمة الاتصال حسب الوقت أو الزمن أو الموقف أو طبيعة الاستجابة أو نوعية الاتصال و هدفه و وظيفته أيضا, وكل هذه الأمور هي التي تحدد مفهوم و طبيعة الاتصال.

حساني أسامة