في عالم الحيوان يأكل القوي الضعيف ، فترى الأسد مثلا ينقض على فريسته يأكلها بشراهة ، فالحيوان خلقه الله وجعل فيه غريزة تسيره بدل العقل فعندما يجوع الأسد لن تمنعه أية قوة في العالم من الخروج للبحث عن فريسته .

كما جعل الله في الحيوان أيضا هرمونات تفرز عند شعوره بخطر قادم إليه ، فقد ينجو الحيوان الضعيف من قبضة عدوه أحيانا .


في هذا العالم قانون الغاب هو السائد إنه الصراع من أجل البقاء .



وبالمقابل انظر إلى عالم البشر حيث يسحق الإنسان من الإنسان في عالم تحكمه قوانين وضعها الإنسان نفسه .


لقد سحقت فرنسا الشعب الجزائري لمدة قرن وثلاثون سنة وسحقت أمريكا الشعب الفيتنامي لسنوات طوال ، ويسحق الصهيوني الفلسطيني لمدة نصف قرن ويزيد .


في هذا العالم تتلقى الضربات متوالية فأنت في رحى تشتغل باستمرار دون توقف ، فكلما حاولت رفع رأسك لتستقيم اعادتك الضربة الجديدة إلى الرحى لأن المؤامرات لا تتوقف وهي تحاك في الخفاء فإن كنت غبيا ولم تتفطن لما يحاك ضدك سوف تدخل الرحى ولن تخرج منها إلاّ وأنت غبارا تذروه الرياح .


وهنا سنحتار في تصنيف وجودك هل أنت موجود في عالم الحيوان أم في عالم الإنسان ؟



قبل أن يسحقك عدوك خطط لك بعقله وعند التنفيذ ألغى عقله ومشاعره الإنسانية وكل ما يمت للإنسان بصلة ، تماما كما يحدث في سوريا .


وقبل أن يظهر عدوك للإعلام لمخاطبة البشر يرتدي بدلة فاخرة ويستعمل عقله وعواطفه وهو يخاطبك .


وهنا لايهم إن كان يقول صدقا أم كذبا لأن لديه في الساحة جمهوره الذي يصفق له حتى ولو كان عدده فردا واحدا ، لأن له قدرة عجيبة في تحويل الأعداد فالواحد يمكن أن يصبح ألفا والألف يمكن لها أن تصبح مليونا وهكذا .


فهو الأقوى في الساحة بامتلاكه سلطة المال وسلطة الإعلام .



إذن لتصبح وحشا عليك أن تلغي عقلك وعواطفك حتى تسحق الضعفاء ببرودة دم ويمكنك إعادتهما لمكانيهما عندما تخرج لمخاطبة الناس .



بقلم : مي بلقيس


بتاريخ : 23_02_2016