السلام على أهل هذا الصرح العامر بإعضائه وبإدارته.
حتى يكون السمر حلالاً، ولنا في السلفِ الصالح لَخير دليلٍ.
يا سُمّاري، وأهلي في " الشروق" الذي كأنه داري.
قرأتُ ما جاء في بعض الأثرِ، ومصادر الخبرِ.
أنه جَرى بين محمد ابن الحنفية وأخيهِ الحسنُ بن علي رَضيَّ الله عنهما جَفوَة، فانصرفا مُتغاضِبين، فلمّا وَصلَ محمدٌ إلى بيتِه، فما كان منه؛ أنّه أخذَ ورقةً وكَتَبَ فيها.‏
‏ بسم الله الرحمن الرحيم. من محمدٍ بن عليٍّ بن أبي طالب، إلى أخيه الحسن بن علي بن أبي طالب.
أما بعد.‏
‏ فإنَّ لك شرفاً لا أبلُغه، وفَضلاً لا أُدرِكُه، فإذا قرأتَ رُقعتي هذه (أي رِسالتي لمن استصعب عليه فهم الضاد).
فالبَس رداءَك ونَعليكَ، وسِر إليَّ فترضَّني (أي اُطلب رضاي وعفوي عمّا جرى بيننا من جفوةٍ)، وإيّاكَ أنْ أكونَ سابِقُكَ إلى الفضلِ الذي أنتَ أولى به مِنّي.
والسلام.‏
‏ فلمّا قرأَ الحسَنُ ــ رضي الله عنه ــ الرقعةَ، فما كان منه أنه لَبِسَ رِداءَهُ ونَعليهِ على عجلٍ، ثُمَّ جاء إلى أخيه محمد فترضَّاه.
وكذلك تربية الإسلام.
وما هي إلاّ قصة عادية، لتعيها أذنٌ واعية؛ يا آل " الشروق" أم على قلوبٍ أقفالها؟!