منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الأخبار العالمية (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=39)
-   -   احتلال ليبيا يكشف أطماع الغرب وتبعية حكّام العرب..؟ (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=187075)

جميلة باب الواد 23-09-2011 01:25 PM

احتلال ليبيا يكشف أطماع الغرب وتبعية حكّام العرب..؟
 
شبكة البصرة

لطفي الشامي - المغرب
ليس من وظائف الإعلام إثارة المزيد من الإحباطات لدى شارعنا العربي، وهي أيضاً ليست من مهام الكتاب والمثقفين، بل على العكس تماماً، فمن أولى مسؤولياتهم بث المزيد من روح التفاؤل والسعي لإخراج الجماهير من خنادق اليأس والإحباط. ولكن في الوقت نفسه من غير الموضوعي رسم صورة كاذبة عن الواقع الذي تعيشه الأمة العربية ونحن نتحدث عن الشفافية في عالم أصبح مكشوفاً أمام سطوة وقوة ونفاذ وسائل الإعلام الحديثة. فلم يعد خافياً على أحد أن حالة الفوضى وفقدان الأمن وعدم الاستقرار التي غرقت بها ليبيا، ليست حالة وقعت بالمصادفة بعد أن خرجت الأمور عن سيطرة من قام بالتحضير للعدوان على الشعب الليبي، ومن ثم تنفيذه، بل إن هذه الحالة مخطط لها، سعت إليها قوى الغرب التقليدية من أجل استعادة دورها الاستعماري

ونهب ثروات الشعوب الأخرى عبر إغراق شعوبها في الاقتتال والفوضى، والاكتفاء بالبحث عن حاجاتهم الأساسية. وحالة الفوضى والاضطراب هذه مقصودة لذاتها، لأنه من خلالها يمكن للدول اللاهثة وراء النفط أن تفرض ما تريد، وأن تحصل على العقود بالثمن الذي تريد أو حتى بلا ثمن، بذريعة الإنفاق العسكري والجهود التيقدمتها لإعادة رسم الخارطة السياسية الليبية إذا لم نقل الجغرافية والبشرية. ففي ذمة التاريخ الواسعة تقبع حتى الآن، حصة العرب، من الهدر والفساد والمغامرات (التي تسارع المؤتمرون الغربيون، وشركائهم العرب عليها، وبشكل عجيب، في مؤتمر عقد في اليوم التالي لانهيار العاصمة الليبية)، بمقدرات أمتهم وشعوبهم، على مدى القرن العشرين، وعلى نحو لم يشهد له التاريخ مثيلاً؟. وقد سمعنا وشاهدنا قادة هذه الدول وهم يتسابقون في تقطيع الكعكة النفطية الليبية، وكأن هذا النفط موجود في أراضيهم وهم أوصياء عليه، بينما يقف الشعب الليبي ومن يدّعون تمثيله الآن مكتوفي الأيدي، حيال ما يواجه الشعب الليبي ومصالحه وثرواته. الآن وبعد أن دمروا ليبيا يتسابقون على إعمارها من أموال الليبيين، ويتسابقون في التحذير من مخاطر الوضع الذي أوجدوه من أجل الاستفادة منه أكبر استفادة، ولابتزاز ليبيا، فها هو أغوستينو ميوزو كبير ممثلي الاتحاد الأوروبي في طرابلس يحذر من استمرار وجود السلاح بين أفراد الشعب الليبي، معتبراً ذلك خطراً على الدول الأخرى، بما فيها الدول الأوروبية نفسها، محذراً من احتمال استغلال متشددين للأوضاع فيليبيا، فيما اعتبر محللون غربيون أن المعركة بعيدة جداً عن نهايتها، وأن الحرب ستكون شاملة وستحمل تبعات على أوروبا والساحل الشمالي للبحر المتوسط. أما أندرس فوغ راسموسن الأمين العام لحلف الأطلسي، فقد أقر بالصعوبات التي تواجه عمليات الحلف في ليبيا سواء من النواحي اللوجستية أو تأمين المعدات الحربية. فالمطلوب حالياً حرب أهلية طويلة الأمد بحسب كثير من المراقبين، ومعطيات الواقع تشير إلى ذلك، في حين أن الدول التي استحضرت الفوضى يهمها قبل كل شيء اقتسام الكعكة النفطية، ولا تعنيها بأي حال من الأحوال معاناة الشعب الليبي وأمنه واستقراره، ومن مصلحتها إطالة أمد الأزمة إلى أجل غير مسمى بقصد الحصول على المزيد من المكاسب والصفقات الرابحة. واشنطن سارعت للإعلان بأنها نفذت أكثر من ربع الطلعات الجوية منذ بداية العمليات العسكرية في هذا البلد، وبلغت تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية بحسب البنتاغون 896 مليون دولار حتى منتصف يوليوز الماضي، إضافة إلى تسليم قطع غيار وذخائر ومحروقات لبعض الحلفاء الذين شاركوا في العملية بقيمة إجمالية وصلت إلى 222 مليون دولار. وبريطانيا دخلت على الخط لتقول إن ميزانيتها أرهقت نتيجة العمليات في ليبيا، وهي لذلك بحاجة للمزيد من الحصص لشركاتها النفطية، والأمر ذاته بالنسبة إلى فرنسا التي كانت أكثر المتحمسين لشن الهجمات على ليبيا، إذ كشفت أكثر من صحيفة ومصادر أخرى أنها بصدد الحصول على 35 بالمائة من قيمة العقود الموقعة لاستجرار النفط الليبي في السنوات القادمة. وعلى الرغم من أن إجمالي ما تنتجه ليبيا من نفط وغاز لا يتجاوز ألـ 2 في المائة من إجمالي إنتاج العالم، إلا أن حقيقة فرض السيطرة على ليبيا بزعامة فرنسية، سيمنح لفرنسا السيطرة على مصادر الطاقة في منطقة شمال إفريقيا ابتداءً من ليبيا ووصولاً إلى الجزائر وحتى تونس، وذلك بعيداً عن إطار سيطرة أمريكا المهيمنة على النفط العراقي، ومن خلال (مد خط أنابيب للغاز من الجزائر عبر المغرب وإسبانيا وصولاً إلى إيطاليا ثم فرنسا) يمكن لفرنسا التي تستورد 60 في المائة من طاقة الغاز من روسيا أن توفر 80 في المائة من حاجتها للغاز من ليبيا والجزائر، وبهذا تكون فرنسا صاحبة النفوذ العسكري الأقوى في أوروبا بعد أن تتربع على المركز الثاني من حيث السيطرة على مصادر الطاقة في العالم العربي، و فوق ذلك ففرنسا ستكرس لواقع جغرافي وسياسي جديد للمنطقة. و حسب مصادر فرنسية مطلعة فإن ساركوزي يشعر بشهية المستعمر ويسيل لعابه للنفط والغاز في الجزائر المجاورة لليبيا، وبحسب هذه المصادر فإن اللقاء الذي جمع ساركوزي ورئيس المجلس الانتقالي، تناول الموقف الجزائري الذي أغضب ساركوزي، وقد فاجأ ساركوزي ضيفه الليبي بالقول '' سوف يأتي دور الجزائر بعد عام من الآن ''. وتعتبر المصادر أن '' الجزائر صيد ثمين للغرب خصوصاً لفرنسا التي تحلم منذ عقود بالعودة إلى هذا البلد العربي الغني بالنفط والغاز والذي كانت فرنسا تعتبره أثناء الحقبة الاستعمارية جزءاً من أراضيها إلى حد إطلاق عليه إسم '' الجزائر الفرنسية ''. وقبل أن أنتقل إلى أطماع إيطاليا الاستعمارية ومكاسبها، فلابد أن أؤكد للبهلوان ساركوزي وحاشيته، أن الجزائر عصية على أمثاله وحلفائه، فشعبها لا يرضى بالذل أو الهوان أو الاستعمار، فالجزائر هي الصخرة الشماء التي تنكسر عليها كل الأحلام الساركوزية أو الأطلسية. ورحم الله رئيس علماء المسلمين في الجزائر والقائد الجهادي في ثورة المليون شهيد، الشيخ عبد الحميد بن باديس والذي ينقل عنه أنه قال: '' والله لو طلبت مني فرنسا أن أقول لا إله إلا الله لرفضت...''. أما ايطاليا فقد أطلقت تصريحاً أكثر وضوحاً بقول مسؤوليها بأن النفط الليبي سيتدفق بعد الآن إلى ايطاليا دونما مقابل!. إن كل ذلك يدل على أن العواصم الغربية تتسابق على احتساب غنائمها من أزمة اختلقتها لحل أزماتها الداخلية، وبخاصة المالية منها، لذلك فإن ذريعة البحث عن رموز النظام السابق، وإيهام الليبيين أنهم تحت أتون أزمة، ما هي إلا أوراق تراهن عليها العواصم الغربية التي اشتركت في الحرب لجني مكاسب كبيرة على حساب المواطن الليبي الذي يكافح لاسترجاع أمنه المفقود، والحصول على خدماته الأساسية في ضوء المعلومات عن وجود نقص حاد في المواد الغذائية، إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي فترات طويلة، وانقطاع المياه والهاتف عن أماكن كثيرة. مفارقة كبيرة يعيشها الليبيون الآن، وهي أن الدول التي دمرته تسارع لعقد الصفقات على حسابه تحت عنوان ما أسمته جهود الإعمار من خلال عقد المؤتمرات، وذلك ما يوجب دفع تكلفة إضافية عليها أيضاً، وتتسابق الدول أيضاً للحصول على أكبر غنائم لها وجني الاستثمارات لشركاتها المختلفة، في حين تستمر أزمة الشعب الليبي إلى أجل غير مسمى ليكون هو الدافع الأكبر لضريبة التآمر عليه ومخططات نهبه وإفقاره وإخراجه من الخارطة السياسية العربية والعالم الأفريقي. يقول '' عوديد عيران'' رئيس معهد أبحاث الأمن القومي '' الإسرائيلي'' في بحثه الاستشراقي المشبوه والمعنون '' الغرب والربيع العربي '': '' لابد للغرب ومن أجل امتصاص نسخ الثورة واحتوائها من توفير رافعة اقتصادية على غرار ما جرى في دول شرق أوروبا وبالتالي اصطياد هذه الثورات حتى يتحقق نموذج التغيير كما حصل في تلك البلاد بما يطمئننا وحتى لا تأخذ اليقظة العربية مداها وبذلك نحوّل العرب إلى عربة في قطار الغرب من الناحية القيمية والسياسية...''. فليبيا اليوم استعمرها قراصنة متعددوا الأسماء والأشكال والعناوين، بعضهم قادم من وراء البحار البعيدة وبعضهم من أبناء جلدتنا، للأسف الشديد يقودهم ناظم واحد هو الحكومة العالمية الخفية للمال ولرجال الأعمال، من سراق الهيكل وناهبي ثروات الشعوب والأمم، قد يبدأون من مجموعات '' بيلدين بيرغ '' الصهيونية العالمية، ولا ينتهون عند قيادات مختلفة. أقول هذا وأنبه منه إخواني وأخواتي ممن يمسكون بالقلم اليوم ويهيمون في الدفاع عن ''ضرورات'' الاستعانة بالأطلسي وغير الأطلسي بحجة أن الحاكم قد أصبح هو المشكلة وليس جزءاً من الحل عندما يتباطأ بالإصلاح أو يخادع به من أجل كسب الوقت، لأسألكم بالله عليكم ما الفرق بين هذه الاستعانة واستعانة '' العراقيين '' بالغزو المتعدد الجنسيات لبلادهم؟ ألا نسمع اليوم صرخات حكام عرب متورطين في بيع العراق، وكتاب روجوا لصوابية غزوه، وزعماء عراقيون ركبوا دباباته وأعطوا معلومات لقصف منشآت بلادهم وهم اليوم يترحمون على أيام الشهيد صدام حسين. إنني أدين وأشفق على بطانة احتلال أولى بالعراق، وبطانة احتلال جديدة بليبيا، وكلاهما من دعاة ومروجي الاستقواء بالخارج والديمقراطيات النازلة بالبرشوت أو '' الانتداب الديمقراطي ''. إن كل هذا وذلك يجري في غياب كامل للإرادة العربية، لا بل إن بعض العرب متورطون في الأزمة لمصالح ضيقة، في حين تذهب الثروات العربية إلى البنوك والمصارف الغربية للخروج من أزمات دولها، في وقت يغرق قسم كبير من العرب تحت خط الفقر والمجاعة وفقدان أدنى الحاجات الأساسية! فهذا هو حال الدول العربية وغير العربية التابعة '' العميلة '' للولايات المتحدة الأمريكية وحال حكامها الذين يجمّلون عمالتهم بإطلاق صفات تزيينية كاذبة عليها، مثل التحالف والصداقة والتعاون وغيرها، ويوقعون معاهدات معها تحمل هذه التسميات التي لا يصدقها أحد حتى شعوب هذه الدول التي تعرف تماماً أن حكامها ليسوا قادرين على مناقشة أي أمر يصدر عن السيد الأمريكي ومحاولة معرفة أسبابه ونتائجه وأهدافه فكيف رفض تنفيذه؟. لقد أثبت التابعون من الحكام العرب وغير العرب في كل المراحل الماضية، أنهم أكثر التزاماً بتنفيذ الأوامر من سادتهم، ويزيدون عليها ببعض التصرفات التي تؤكد مدى تبعيتهم وبذلك يتخيلون أنهم ضمنوا الرضا عنهم وهو ما فعله كثيرون قبلهم، لكن رياح التغيير التي اقتلعتهم عن كراسيهم وعروشهم، كشفت أن لا أحد من عملاء أمريكا في مأمن مهما فعل والكل في مهب الرياح عندما تكون الكلمة للمصالح الصهيونية الأهم عند الولايات المتحدة. وتبعية الدول والحكام للسيد الأمريكي تعني بالضرورة تبعية إعلامها الحكومي لهذا السيد، والدليل لا يحتاج إلى الكثير من التفكير والبحث، فممارسات قنوات الجزيرة والعربية والفرنسية والبي بي سي ومن لف لفها من القنوات الساقطة المأجورة، التي لا علاقة لها بميثاق شرف إعلامي أو غيره، ومن انكشفت عورته لا يهمه شيء بعد ذلك، وبخاصة بعد أحداث البحرين التي كشفت أن ادعاء الاستقلالية والحرية والرأي الآخر، مجرد هراء وكذب، لم يعد ينطلي على أحد وبخاصة الشعوب التي يحكمها هؤلاء التابعون، فهي وحدها الحرة والمستقلة، وقد تصبر وتتحمل العمالة والخيانة بعض الوقت نتيجة ظروف معينة، لكنها لن تفعل ذلك كل الوقت، واستذكار بسيط لأحداث التاريخ يؤكد ذلك. وتبعية أوروبا للولايات المتحدة وللصهيونية العالمية لا تحتاج إلى مناقشة وتحليل لأنها قائمة منذ عقود بأسلوب مختلف ومنهج يعتمد على الابتزاز المادي والأخلاقي إلا في حالات نادرة تمرد فيها رجال عظماء مثل شارل ديغول على تلك التبعية، أما المنظمات والهيآت الدولية والأحزاب والتيارات السياسية الذيلية، فليس لها قيمة ولا تأثير، لأنها مجرد أدوات في الأيدي القذرة.
شبكة البصرة
الخميس 24 شوال 1432 / 22 أيلول 2011

http://www.albasrah.net/pages/mod.ph...ami_220911.htm


كلام رجل متصالح مع عقله


الساعة الآن 09:23 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى