الضـــــــــــــــــــــــريع
هل تعرف ما هو الضريع ؟
قال تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) سورة الغاشية ٦ - لم يرد هذا الإسم إلا مرة واحدة في القرآن و الله أعلى و أعلم . - قال الإمام ابن جرير : و قوله تعالى ( ليس لهم طعام إلا من ضريع ) يقول : ليس لهؤلاء الذين هم أصحاب الخاشعة العاملة الناصبة يوم القيامة ، طعام إلا ما يطعمونه من ضريع ، و الضريع عند العرب : نبت يقال له الشِّبْرِق ، و تسميه أهل الحجاز الضريع إذا يبس و يسميه غيرهم الشِّبْرق ، و هو سم . و قال بهذا ابن عباس و عكرمة و مجاهد و قتادة و شريك بن عبدالله - قال عكرمة : هي شجرة ذات شوك لاطئة ( أي : لاصق ) بالأرض فإذا كان الربيع سمتها قريش الشِّبْرق فإذا هاج العود سمتها الضرع . ( تنبيه : جعل ابن رجب هذا القول لابن عباس كتاب روائع التفسير ٢/٥٠٢ ) و قال قتادة : من شر الطعام و أبشعه و أخبثه . قال آخرون : هي الحجارة و قال بذلك سعيد بن جبير قال آخرون : الضريع شجر النار قال بذلك ابن عباس و ابن زيد . قال ابن زيد : الضريع : الشوك من النار . و أما في الدنيا فإن الضريع : الشوك اليابس الذي ليس له ورق ، تدعوه العرب الضريع و هو في الأخرة شوك من نار . اهـ - قال خالد بن زياد سمعت المتوكل بن حمدان يسأل عن هذه الآية فقال : بلغني أن الضريع شجرة من نار جهنم حملها القيح و الدم أشد مرارة من الصبر فذلك طعامهم . قال آخرون هو الزقوم - و ذهب الحسن و جماعة من المفسرين هو الزقوم لأن الله تعالى أخبرنا بقوله ( إن شجرة الزقوم طعام الأثيم ) سورة الدخان قال آخرون هو الشِّبْرق - و قال أبو حنيفة : الضريع الشِّبْرق و هو مرعى سوء لا تعقد السائمة عليه شحما و لا لحما قال آخرون هو العشرق - و العِشْرِق ( العشرق من الحشيش ورقه شبيه بورق الغار إلا أنه أعظم منه و أكبر ، إذا حركته الريح تسمع له زجلا و له حمل كحمل الغار إلا أنه أعظم منه . لسان العرب ) قال آخرون هو يبس العَرْفَج . - قال بعض اللغويين : الضريع يبس العَرْفَج إذا تحطم ( العَرْفَج : نبت سهلي سريع الإتقاد و قيل هو من شجر الصيف و هو لين أغبر له ثمرة خشناء كالحسك . لسان العرب ) قال آخرون هو رطب العَرْفَج - قال آخرون هو رطب العَرْفَج قال آخرون هو كالعوسج - قال الزجاج : هو نبتٌ كالعوسج ( العَوْسَج : شجر من شجر الشوك له ثمر أحمر مدورٌ كأنه خرز العقيق . لسان العرب ) قال آخرون هو من نبت من البحر - منهم الخليل بن أحمد هو : نبت في البحر أخضر منتن مجوف مستطيل له نَوْر فيه كبير قال آخرون هو الجلد - قيل الضريع : الجلدة التي على العظم تحت اللحم . قال آخرون هو من الضارع إي الذليل - قال به ابن كيسان و ابن التين و النحاس - و قال ابن التين : كأن الضريع مشتق من الضارع و هو الذليل و قال ابن كيسان : هو طعام يضرعون عنده و يذلون و يتضرعون منه إلى الله طلبا للخلاص منه فسمي بذلك لأن آكله يضرع في أن يعفى منه لكراهته و خشونته . قال آخرون هو السُلَّا - قالوا هو : السُلَّا و هو شوك النخل . قال آخرون هو مما استأثر بعلمه الله - قاله الحسن . أقوال غير صحيحة مردودة و قال آخرون هو من جوهر لا تأكله النار قال القتبي : و يجوز أن يكون الضريع و شجرة الزقوم نبتين من النار أو من جوهر لا تأكله النار ، و كذلك سلاسل النار و أغلالها و عقاربها و حياتها و لو كانت على ما نعلم ما بقيت على النار ، و إنما دلنا الله على الغائب عنده بالحاضر عندنا فالأسماء متفقة الدلالة و المعاني مختلفة و كذلك ما في الجنة من شجرها و فرشها . الرد عليه - قال القشيري : و أمثل من قول القتبي أن نقول : إن الذي يبقي الكافرين في النار ليدوم عليهم العذاب ، يبقي النبات و شجرة الزقوم في النار ، ليعذب بها الكافرين . و قال آخرون هو من باب ضرب المثل و زعم بعضهم أن الضريع بعينه لا ينبت في النار و لا أنهم يأكلونه فالضريع من أقوات الأنعام لا من أقوات الناس و إذا وقعت الإبل فيه لم تشبع و هلكت هزلا فأراد أن هؤلاء يقتاتون بما لا يشبعهم و ضرب الضريع له مثلا . الرد عليه - قال الحكيم الترمذي : و هذا نظر سقيم من أهله و تأويل دنيء ، كأنه يدل على أنهم تحيروا في قدرة الله تعالى و أن الذي أنبت في هذا التراب هذا الضريع قادر على أن ينبته في حريق النار ، جعل لنا في الدنيا من الشجر الأخضر نارا ، فلا النار تحرق الشجر و لا رطوبة الماء في الشجر تطفئ النار ، فلا يتحير في مثل هذا إلا ضعيف القلب . - و قال القصاب : و هذا جهل و إنكار قدرة الرب الذي جعل النار على خليله إبراهيم صل الله عليه بردا و سلاما ، فمن ينكر قدرة الباري في مثل هذه الأشياء التي تنبو عنها العقل فليس بمؤمن و لا له في الإسلام حظ و نعوذ بالله من مثل هذه المقالة و نسأله التمسك بتوحيده و الإيمان بكل هذه الأشياء من قدرته جل و تعالى . |
رد: الضـــــــــــــــــــــــريع
بارك الله فيك أماني و الله أفدتنا بما قدمت ربي يحفظك |
الساعة الآن 05:02 AM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى