منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   قسم التفسير (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=236)
-   -   الخضر و مجمع البحرين (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=324725)

سميرة براهيمي 06-12-2015 10:18 PM

الخضر و مجمع البحرين
 
بسم الله الرحمان الرحيم
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لَا تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلَا تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلَامًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلَا تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَاتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرً
عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
(( بَيْنَمَا مُوسَى فِي مَلَإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : هَلْ تَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنْكَ ؟ قَالَ مُوسَى : لَا ، فَأَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى : بَلَى عَبْدُنَا خَضِرٌ ، فَسَأَلَ مُوسَى السَّبِيلَ إِلَيْهِ ، فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُ الْحُوتَ آيَةً ، وَقِيلَ لَهُ : إِذَا فَقَدْتَ الْحُوتَ فَارْجِعْ فَإِنَّكَ سَتَلْقَاهُ ، وَكَانَ يَتَّبِعُ أَثَرَ الْحُوتِ فِي الْبَحْرِ ، فَقَالَ لِمُوسَى فَتَاهُ :
﴿ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهِ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ ﴾
﴿ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِي فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ﴾فَوَجَدَا خَضِرًا فَكَانَ مِنْ شَأْنِهِمَا الَّذِي قَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ ))
[متفق عليه]
ما هي حقيقة الخضر ؟هل هو نبي أم هو مجرد رجل عادي ،لكن عالم بأمور الدنيا ،و يقدر فيها كل من خالف نواهيها ؟من الذي جعل موسى يسعى الى قطع كل تلك المسافات لرؤيته و الاحتكاك بعلمه؟ قد نقول عنه واعظ إذا رأينا منه لغة المفاوض، لكننا لم نرى فيه إلا لغة المعارض أو القاضي، هي صفات فقدها موسى مع بني اسرائيل، الراغبين في تحكيم مستواهم بما يتنافى مع الحق، فكلما حكم عليهم الله استجرى موسى العطف و قال اللهم العرف، و العرف معروف، و هو الشفاعة للموقوف أي لمن عمل سيئة و بالغ في التفرقة، و حين أقر عليهم الله عذابه، لم ينجيهم إلا ما صنع ثيبيهم من الانبياء و الضعفاء ،و علم موسى بأن هناك مدرسة ،إذا بلغها بلغ المقدرة ، سيطر على شعب لا يفقه إلا في إثارة غضب الرب، و اصطحب في رحلته ، فتاه أو تلميذه المطيع ،لان من عادة الفقهاء إلقاء الخطب و التلميذ كان حريص على كتابة ما انسكب من أقوال قيمة ،و حين رأى الفتى أن الطريق طال و لم يبقى لهم من الزاد غير أرطال لا قيمة لها ، قال فلنعد و هناك سنجتهد ،لكن موسى اعترض ،و قال ما خرجت إلا لأقترض ،و لن أعود إلا بالعلم الذي سينفعني به سيد الذكاء و الحزم ،"و لن أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا "أي لن أتخلى عن مسيرتي حتى أبلغ مجمع النهرين، أو أكمل المسافة الى المالانهاية، و كلمة بحر تنطبق على كلا البحرين، المالح الأجاج و العذب الفجاج ،" فلما بلغ مجمعبينهما" أي المكان المرتقب ،أو برزخ الفصلين،" نسيا حوتهما ،فاتخذ سبيله في البحر سربا" أي أن الحوت أو السمك فضل الحراك على الاشراك، لأنه مسموم، و قد أعاده الله من حيث خرج حتى لا يهين عبديه بما يشين العاقبة و يجعل الامعاء جد مضطربة و تسرب الحوت الى البحر بقدرة الجزر ، حين وضعه الفتى قرب صخرة الردة ، او صخرة العبادة ،التي كانت تقذف من خلالها القرابين ، لربة الثعابين ،الالهة تيامات او تعامة ،و الرب التنين الضخم و المتجبر . النهر كان يعتبر ربا قاسي ،و كثيرا ما شبه بالتنين و الافعى الملتوية، لذا كان من الضروري مده بحيوانات تشبهه ذاتا و سمات ، لترفع من معنوياته و تزيده اكتفاء و قدرة ، مجمع البحرين المذكور في كتاب الله الحكيم، هو رقعة التقاء الدجلة و الفرات مسرح الامور و بقعة المحظور من الأسماك أنذاك ، و أحدهما كان مسرح للمصيبة ،التي حلت على بني إسرائيل وجعلتهم حملة لطاعون العدالة الربانية .انهم اهل القرية التي عاشت قرابة البحر أيام الأسر البابلي ،فاليهود اختاروا الصيد في يوم السبت ،و قد كان يوم عبادة عند هؤلاء فيه تنحر القرابين أي الثعابين، و تقدم الى النهر للتكريم ،و قد كانت الأسماك تأتي بالآلاف راغبة في الإقتطاف من القربان و ما فعله هؤلاء كان أشد من البلاء بحد ذاته ، حيث استفزوا الله بتحويل اتجاه الشرعة، الى ما حثت عليه البدعة ،من تناقض و حصروا أنفسهم بين هؤلاء، لكنهم ضلوا يبحثون عن الرخاء و الاكتفاء ،و ذاك ما قادهم ناحية الهلاك، لقد فضلوا صيد السمك المسموم على الانتظار لليوم المعلوم، الذي نص عليه الله بموجب انتهاء فترة الاحتساء، و هو الوقت الذي يفرغ فيه بطن النهر من القرابين ، و يفرغ فيه بطن السمكة من فتات الثعبان الهالك ،إن كانت لم تبلع بعد ما يضاعف نقمة الوجع و يضيف من عسر التلوع ،و اصطادوا اصطياد الورع ،كالذي يرمي بالودع و يقول: ارمي بياضك و انتظر جوابك ،و كانوا يفرشون الشباك خفية عن فقهائهم و أنبيائهم ، و ينزعونها عند غيابهم حتى لا يعاتبوا و يستجوبوا استجواب الرهاب ،و فضلوا ثروة السبت، رغم انها كانت تخيف السكان الاصليين لبلاد الرافدين فكانوا لا يأكلون من سمك السبت حتى و لو لم يجدوا ما يأكلوه من زاد ، و من ضمن ما فعله اهل القرية من تمويه ،هو التخلص من السمك المشبوه ،حتى لا تصيبهم طعنة حادة اثناء العشاء او الغداء ،أي كانوا يتخلصون من السمك الحامل للأشواك ،حتى لا تصيبهم لعنة الارتباك، حين يهم الصغير بالبكاء و العجوز بالالتواء، و فضلوا ذوات الحساء أي السمك الخالي من الاشواك ، لأنه يتناسب مع الفكرة التي تذرهم بعيدا عن الشبهة، و ما يفعلونه الآن هو كفارة ما ارتكبوه من خطايا ، لكنهم عكسوا الأمر بما يخدم العذر اليهودي، بحيث لا يأكلون يوم يسبتون من السمكة ،غير ذات الشوكة المتحبكة، لأنها لا تزال قضية اعتدال بينهم و بين الأجيال القادمة ، و حين فصل الله في أمرهم مسخهم الى قردة و خنازير ،لكن و صفا و ليس خلقا ،بحيث تضخمت أجسادهم و ارتفعت بطونهم ،و تورمت وجوههم ،و انهارت قواهم ، و أجهضت نساءهم ، و مالت خيامهم ،ميل إلتوائهم من المغص، و هناك سقط الوصف سقوط القصف على الاجسام ،و بات هناك من يشبه القرد في الحراك ،و الصراخ، و الخنزير في الانتفاخ
الخضر كان يحارب هاته البدعة ،من قبل أن تطأ قدم اليهود بلاد الرافدين، و عند مجمع البحر كان يقيم الحد على كل من يخالف قوانين الطبيعة ،او ما خلقه الله من شريعة، لقد كان نبي من ذرية لوط و كان أشد من الاخطبوط ،على هؤلاء الكفرة .موسى عليه السلام ، كان على علم بليغ لكنه كان لا يحترف لغة التبليغ العضلي، على عكس الخضر الذي كان يملكها بالجهر و يعلمها بالجبر، لكن ما من قاضي يحكم بدون برهان ،و لا يحكم بغيب البرهان في البيان الا الله، لأنه يعلم السر و ما أخفى ،إذا الخضر كان من ذوي الايحاء ، و ذالك هو سبب قوله و ما فعلته عن أمري، أي هناك من يسند ظهري و يوجهني حيث يشاء ، و هو لي قدوة و ليس بعده عدوة قصوى
فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آَتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصً
حين بلغ موسى و فتاه مبلغ السعي ، طالب تلميذه بالغداء، و قد كان سمكا مما أفاضه عليهما النهر لكن السمك كان مفقود ،و هذا ما صرّح به التلميذ ،بعد ان فقد عصمة التفويض، التي منحها إياه معلمه ،فقال لا عتاب ،الشيطان هو من أفقدني الصواب، ونسيت الحوت، و لم أتذكره إلا حين اتخذ سبيله الى البحر عجبا، أي تسرب الى البحر بمعونة الجزر، فأخذته المياه و نثرته في كل اتجاه ،و كان عجب ان ينال منه البحر، و هو على الصخر، أو الصخرة، و كأنه تعجب من النهر الذي يعبده دعاة الكفر ،و يقولون عنه الاقاويل ليرفعوا من مستوى التهويل ، لقد كانت ارادة الله ان يبعد السمك المعدوم آكل الثعابين عن الرجلين المؤمنين، و هذا ما كان يعيه موسى و يجهله الفتى ، لذا قال النبي موسى ذالك ما كنا نبغي، و لم يقل تعال نصيد ما نشتهي فالبحر امامنا ينتظر قيدنا ، فخالفا السير أو ارتدا ارتداد الخير حيث عادا الى الوراء لإكمال مسيرة الاستقصاء، أي تقصي الحقائق التي أشار اليها جموع الرحالة عن الخضر
قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آَثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آَتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلَا أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلَا تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا
غاية موسى كانت أن يتعلم الصبر على الأسى ،و أن تكون له نظرة العادل اتجاه ما يحصل من أذى في حق قومه من الثيبين، و طلبه للإذن كان من باب الادب ،فلا يُتبع إلا من رغب في الصحبة ،و قد رغب موسى في اتباعه عن محبة و تقدير لطباعه و شدة اتساعه الفكري، لكنه سرعان ما أوجس منه خيفة إثر تصرفاته المخيفة ، و بدأ في الاستفسار ،و قد حذره الخضر من الاختصار في الصبر و مطالبته بالجهر بالعذر ان كان هناك عذر، و في رحلة العبرة شاهد موسى الخضر يعلق على النصر من الاتجاه الغير سليم فاعترض على الأمر، كيف لا و هو يرى الرسالة رحمة ،و سلم و ليس ضربا و لطم ،لكن الخضر أتم العمل، و صنع ما لا يعقل في نظر موسى، و ما يعقل في نظر الله جل جلاله
قال َ هَذَا فِرَاقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلَامُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرً
هي ثلاث أمور عالجها النبي الكريم بما يرضي الله، أولها العصيان حين يعلو على الايمان، ثانيها العقوق الأبوي حين يصبح عمل يومي، ثالثا لا مقايضة مع الآخر من أجل النصب ، أو لا عمل بالمثل حين يتعلق الامر بالجهل. الشرك بالله قد يقود الى كل اتجاه ممنوع ،و ما فعله الملك كان نتيجة شركه بالله و اعتقاده أنه لا إله سواه ، و هذا ما يدخل ضمن المحذورات التي أراد لها الخضر ،ان تكون منهزمة ،او منقسمة كانقسام السفينة التي تحمل متاع الضعفاء .الغلام كان جزء من المهانة اليومية التي يشهدها الوالدين ،مع تفاقم الكفر و توسع الظلم و الاستهتار في تلك المنطقة ، الايمان كان موجود في تلك البقعة بقلة قليلة ،و قد كان يرعاه الخضر بيد من حديد رغم التهديد المستمر، الذي كان يتلقاه من الكافر و الملك القذر، و بقتل الصبي منح الوالدين حق العيش السليم ،او حق التكريم لأنه كان سيلقي بهما الى الهوان ،ما ان يرى نور المنضرة ، و يختلط بالمشركين الكفرة ،و أبدلهما الله ما هو أزكى طاعة و أكثف شفاعة و رحمة حين اقتلع منهما بذرة الظلمة ، و في رفع الجدار نزع الخضر الحصار عن الأمل ،و أبقى للغلامين حقهما في الفرار من أضرار البؤس و العوز مستقبلا ،و لم يعامل أهل القرية بصيغة المفتري حين رفضوا ضيافته و موسى، بل خرج متكامل الثقة و أفاض من فضله على ضعيف قومه، أبناء الرجل الصالح ،الذي افنى حياته في توفير المال لأبنائه ،بغية حفظهم من الفقر وو العسر .كل ما فعله العبد المؤمن كان بإيحاء من الله ،و برؤيته للاتجاه الحق ،في زمن تضاعف فيه الرق و الفسق و المنكر، و لنعلم هوية الخضر وجب علينا التدبر في سور القرآن و آياته الحكيمة ،و لا حكمة إلا لمن يستهل النعمة أو اللقمة، و لقمان هو مثل نعمان ،و للخضر في الإسمين كيان ظاهر، فلنقارن بين ما فعله الخضر و ما ورد في وصية لقمان لنعلم ان كلاهما شخصا واحد أمده الله بالحكمة و علم في غاية القمة

بسم الله الرحمان الرحيم

و إذ قال لقمان لابنه و هو يعظه يا بني لا تشرك باله وإن الشرك لظلم عظيم سورة لقمان
بسم الله الرحمان الرحيم
أما السفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر فأردت ان اعيبها و كان وراءهم ملك يأخذ كل سفينة غصبا سورة الكهف
بسم الله الرحمان الرحيم
و وصينا الانسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن و فصاله في عامين أن اشكر لي و لوالديك إلي المصير و إن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما و صاحبهما في الدنيا معروفا سورة لقمان
بسم الله الرحمان الرحيم
و أما الغلام فكان أبواه مؤمنين فخشينا أن يرهقهما طغيانا و كفرا فأردنا ان يبدلهما ربهما خيرا منه زكاة و أقرب رحما سورة الكهف
بسم الله الرحمان الرحيم
يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير سورة لقمان
بسم الله الرحمان الرحيم
و أما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة و كان تحته كنز لهما و كان أبوهما صالحا فأراد ربك ان يبلغا أشدهما و يستخرجا كنزهما رحمة من ربك و ما فعلته عن أمري ذالك ما لم تستطع عليه صبرا سورة الكهف صدق الله العظيم

يعلم الله الغيب و كل ما يوجد من قدرة و يعلم ما تحت الصخرة من بذرة و هذا ما جعل للكنز علامة فرز عند الله و علامة ركز عند سواه
لنرى بعض الشرح لما يقوله الكتاب المقدس في حق ما يقولون عنه النصارى بلعام و المسلمين لقمان


- القس أنطونيوس فكري

العدد 22 - تفسير سفر العدد
بلعام
الشيطان لهُ طرق متعددة ليُسقط بها البشر فيمنعهم من دخول أورشليم السماوية. وقد جرّب الآن تحريض أدوم ثم بحرب عوج وسيحون. وها هو هنا يُجرِّب سلاح اللعنة. فملك موآب حين رأى إسرائيل وقد هزم جيرانه خاف واستدعى ملكهم بالاق نبيًا اسمه بلعام ليلعن لهُ الشعب.
ولكن لنتأمل عناية الله المُحب بشعبه؛ فهو: 1- لم يقبل أن يلعن أحد شعبه؛ 2- أجبر بلعام أن ينطق بالبركة بدلًا من اللعنة؛ 3- يفتح الله فم الأتان ليتكلم على غير طبيعته؛ 4- فتح فم بلعام لينطق بالبركة رغم إرادته ؛5- الله يعاقب شعبه إذا أخطأ ولكنه أمام الشعوب الغريبة يدافع عنهم ولنسمع قول بلعام "لم يبصر إثمًا في يعقوب" (21:23).
وكان الله قد منع موسى من أن يُحارب موآب فالله أعطاها ميراثًا لبنى لوط كما فعل مع بنى عمون (تث9:2) لكن بالاق ملك موآب ارتعب فهو لا يعلم هذا. فرفض أولًا إعطاء إذن بالمرور للشعب (قض17:11) ثم خافوا منهم لأخبار انتصاراتهم. والخاطئ دائمًا في حالة خوف من لا شيء وثقة بالاق في لعنات بلعام كمن يثق هذه الأيام في قوة الأعمال والحسد والسحر والأحجبة... إلخ.

شخصية بلعام بن بعور
1- هو ليس من شعب الله بل من فتور التي في أرام النهرين (تث4:23) وهو في (عد7:23) قال من أرام أتى بي بالاق وفي (5:22) يقال فتور التي على النهر. فهو من أرام بين النهرين وأرام نسبة لأرام بن سام الذي سكنها أولًا (تك 23،22:10) ثم امتدت حتى سوريا ولبنان. وأرام بين النهرين أي بين نهرى دجلة والفرات. فحين يقال النهرين يقصد دجلة والفرات وحين يقال النهر فقط فالمقصود به الفرات. فتكون فتور هذه على نهر الفرات في العراق وبذلك تكون رحلة الرسل تستغرق شهرًا. وتكون أرام بدأت أولًا في أرض العراق وسميت أرام بين النهرين ثم امتدت لسوريا ولبنان، وتسمى حينئذ أرام فقط. وهناك أرام دمشق وأرام صوبا وأرام بيت رحوب وأرام معكة، لكن قوله أرام فقط فالمقصود سوريا.
2- يبدو أنه كان مشهورًا بأعماله الخارقة للطبيعة. ووصلت أخباره لموآب فاستدعوه.
3- يرى البعض أن بلعام كان نبيًا حقيقيًا وقد دخل في معاملات مع الله وكان يستشيره قبل أي تصرف ودليلهم هذه الآيات " فأتى الله إلى بلعام " ع9 + فقال الله لبلعام 12 بالإضافة أن نبوات بلعام كانت في غاية الروعة. وهؤلاء يضيفون أنه ليس غريبًا أن يتعامل الله مع الأمم, فقد حدث هذا مع نبوخذ نصر وأرسل يونان لنينوى. وفي العصر الرسولي وجدنا كرنيليوس الذي كان يعبد الله بتقوى. فالله لا يقصر نفسه على شعب معين أو شخص معين. ويعللون صحة نبوته أنه لو كان ساحرًا فلماذا اهتم الله بإصرار ألا يلعن شعبه فإن ما يخرج من فم الشيطان وأتباعه ضد أولاد الله لا قيمة لهُ. أما كون بلعام قد أخطأ وتكرر خطأه وانتهت حياته بجريمة كبرى ارتكبها في حق الله وأولاده، فإنهم يرون أن كلمة نبي لا تعني وظيفة دائمة متى أُعطيت لإنسان رافقته كل حياته، وإنما يمكن أن يوهب روح النبوة لفترة معينة لتحقيق خطة معينة ثم ينزع منهم هذا الروح, هذا والأنبياء أنفسهم لهم أخطاؤهم في حياتهم الشخصية وفي الخدمة (2صم1:7-16) ويُضاف لهذا أن الله يستخدم أحسن الموجود في كل مكان لكي تصل رسالته وقد وجد في بلعام لفترة معينة أفضل شخص يمكنه أن يتعامل معهُ. كما كان شاول الملك أفضل شخص لفترة معينة وملأه الله من الروح القدس ولكن حينما أخطأ نزع منه الروح وهذا ما حدث مع بلعام فالله تعامل معهُ فترة طويلة لكن حبه للمال أسقطه. وإن أخطر ما يصيب رجال الدين عمومًا حب المال (2بط 14-16 + يه11). وهذا ما حدث مع يهوذا تلميذ المسيح. وقطعًا فهذا الرأى هو الصواب فالله لا يترك شعبا دون أن يتعامل معه بطريقة أو بأخرى فهو خالق الجميع ومسئول عن كل العالم.
4- رأى بعض الآباء أنه كان ساحرًا وعرافًا ولكن الله استخدمه لتحقيق مقاصد إلهية علوية وهنا فالله أخرج من الجافي حلاوة. وأنه كان يحمل قوة شيطانية وأوضح الله عجز قوى الشيطان عن أن يلحق الأذى بأولاده بل حول اللعنة إلى بركة. وسمح الله بهذا قبل أن يدخل الشعب لأرض الموعد ليعلن أن الإنسان المُتحصن بالله المتبرر بدم المسيح ويسكن فيه الروح القدس ويرتفع نحو أورشليم السماوية لا تقدر الشياطين أن تلعنه أو تفترى عليه، بل يشرق النور الإلهي فيه ويشهد الكل لهُ. وأصحاب هذا الرأي يثبتون أنه ساحر بأنه قبل حلوان العرافة أي أجرة السحر. وطلبه بناء سبعة مذابح على مرتفعات بعل هو تصرف سحرة. وقوله ليس عيافة على يعقوب (23:23) يعنى أن إمكانياته في العرافة قد توقفت تمامًا. وإذا كان الله قد بارك إبراهيم ونسله فكيف تؤثر لعنة أحد فيهم. ولكن كان الله يأمر بقتل السحرة (خر22: 16) فهل يعطى الله نبوات جميلة عن المسيح لساحر يتعامل مع الشياطين. إذاً الرأى بأنه ساحر بعيد عن الصحة.

سيرين جهاد 10-12-2015 07:20 PM

رد: الخضر و مجمع البحرين
 
السلام عليكم
أختي الفاضلة من فضلك أجيبيني عاجلا غير آجل،
ما هو مصدرك في التفسير؟ اسم التفسير وصاحبه
هل تقرئين التفسير الذي تنقلينه وتفهمينه ثم تكتبيه أم أنك تنقلينه مباشرة
بارك الله فيك

سميرة براهيمي 10-12-2015 10:23 PM

رد: الخضر و مجمع البحرين
 
[quote=سيرين جهاد;2096647]السلام عليكم
أختي الفاضلة من فضلك أجيبيني عاجلا غير آجل،
ما هو مصدرك في التفسير؟ اسم التفسير وصاحبه
هل تقرئين التفسير الذي تنقلينه وتفهمينه ثم تكتبيه أم أنك تنقلينه مباشرة
بارك الله فيك

و بما أنكي دخلتي علي دخول المستشرقين سأقول لك أين المجهول في ما أسرد من تبيين و أين وجه الحق في ما تفعلين الآن من رقابة استهجان و لا تقحميني في معركة العلمانيين و السلفيين فأنا لم آتي لأظاهر أحد من هؤلاء يا أختي بأي منطق تريدينني أن أجيبك و طريقتك في العتاب أظهرت ما تخفيه وراء النقاب من تذمر غير عادي وراءه ألف معنى و معنى تناضرينني بالمصدر و كأني ارتكبت كفرا لا يقدر ارتاحي يا سيدتي كل شيء أخرجته من مائدتي و الله قدر أن يكون مصدري أكبر مما تتصورين و يتصور الغاضبين الذين تجاهلوني عن قصد على كل حال إن كان عظم عليكم شأني و ثقل عليكم وجودي سأنسحب كما دخلت و سأضل برحمة الله بذرة لا توازيها أخرى و ستظهر لكم الايام أنني كنت على الفطرة أتمتع بالبداهة التي اعتبرتموها جنونا و سفاهة و كما قال قدوتي في الدنيا و شفيعي في الاخرة نبيي و وليي محمد صلوات الله عليه "اللهم إني أشكو اليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت أرحم الراحمين و رب المستضعفين و أنت ربي إلى من تكلني إلى قريب يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حولى و لا قوة إلا بك"


سيرين جهاد 11-12-2015 02:08 PM

رد: الخضر و مجمع البحرين
 
[quote=سميرة براهيمي;2096747]
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سيرين جهاد (المشاركة 2096647)
السلام عليكم
أختي الفاضلة من فضلك أجيبيني عاجلا غير آجل،
ما هو مصدرك في التفسير؟ اسم التفسير وصاحبه
هل تقرئين التفسير الذي تنقلينه وتفهمينه ثم تكتبيه أم أنك تنقلينه مباشرة
بارك الله فيك

و بما أنكي دخلتي علي دخول المستشرقين سأقول لك أين المجهول في ما أسرد من تبيين و أين وجه الحق في ما تفعلين الآن من رقابة استهجان و لا تقحميني في معركة العلمانيين و السلفيين فأنا لم آتي لأظاهر أحد من هؤلاء يا أختي بأي منطق تريدينني أن أجيبك و طريقتك في العتاب أظهرت ما تخفيه وراء النقاب من تذمر غير عادي وراءه ألف معنى و معنى تناضرينني بالمصدر و كأني ارتكبت كفرا لا يقدر ارتاحي يا سيدتي كل شيء أخرجته من مائدتي و الله قدر أن يكون مصدري أكبر مما تتصورين و يتصور الغاضبين الذين تجاهلوني عن قصد على كل حال إن كان عظم عليكم شأني و ثقل عليكم وجودي سأنسحب كما دخلت و سأضل برحمة الله بذرة لا توازيها أخرى و ستظهر لكم الايام أنني كنت على الفطرة أتمتع بالبداهة التي اعتبرتموها جنونا و سفاهة و كما قال قدوتي في الدنيا و شفيعي في الاخرة نبيي و وليي محمد صلوات الله عليه "اللهم إني أشكو اليك ضعف قوتي و قلة حيلتي و هواني على الناس أنت أرحم الراحمين و رب المستضعفين و أنت ربي إلى من تكلني إلى قريب يتجهمني أو إلى عدو ملكته أمري إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات و صلح عليه أمر الدنيا و الآخرة أن ينزل بي غضبك أو يحل بي سخطك لك العتبى حتى ترضى و لا حولى و لا قوة إلا بك"




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
من قال أنني دخلت عليك دخول المستشرقين؟ مجرد أسئلة أردت الإجابة عليها لأنني استغربت التفسير الذي تضعينه.
ومن قال انني أريد إدخالك في حرب علمانيين أو سلفيين؟؟؟؟؟؟
ليس عيبا أن أطلب المصدر ورحم الله علماءنا إذ قالوا:( إن كنت ناقلا فالصحة، وإن كنت مدّعيا فالدّليل)، وجميعنا نعلم أن قيمة كلّ كتاب تظهر من مصادره، فأردت معرفة مصدر كلامك ، لانك تتناولين تفسيرا لكتاب الله تعالى وليس مجرّد كلام عادي.
لم أتحدث عن كفر ولا زندقة ولا سلفية ولا استشراق ولا علمانية، بل أردت ردا واضحا على سؤالي.
لا أستثقلك ولا أستثقل غيرك في المنتدى لأنني لا أعرفك أصلا، قرأت مواضيعا ووضعت ردودا عليها بغض النظر عن صاحبها.
أنا لا أتهم أحدا بالجنون أو السفاهة أو غيرهما
وحدك أنزلت علي وابلا من الاتهامات وأنا لم أقل لك أنك على خطأ أو أنني على صواب
صدقيني إن بقيتِ في المنتدى أو رحلتِ منه لا يعني لي ذلك شيئا، لأنه امر يخصك وحدك، ولن أستفيد منه شيئا، كما أنني لن أخسر مثقال ذرة. فانا هنا لأفيد وأستفيد ولست لمحاسبة غيري أو الدخول معهم في شجارات وجدالات أنا في غنى عنها لأنني لي حياتي ولي أشغالي واهتماماتي.
كلمة أخيرة وهي نصيحة أخوية :( إن أردت خوض غمار التفسير فله شروطه، لانه كتاب الله تعالى، فاقرئي أولا قبل ذلك، وهو ليس هينا وليس في متناول أمثالنا أيتها الفاضلة، كما يجب عليك أن توسّعي صدرك وتتقبلي النقد البناء، وقبل كلّ شيء، أحسني القصد وأخلصي النية لله تعالى)
وأخيرا أختم كلامي بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم اشهد أني بلّغت).


الساعة الآن 06:04 AM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى