الدرس الثالث : الاستخارة وحي هذه الأمة !
الدرس الثالث : الاستخارة وحي هذه الأمة تمهيد : لما كانت حكمة المولى سبحانه قد قضت بإغلاق باب الوحي برسالة محمد صلى الله عليه ، إلا أنه فتح باب الإلهام رحمة و لطفا ًبعباده لدوام حاجتهم إليه كالتأكيد والتذكير وهو مدد يعين النفوس العامرة بالتقوى لمصحوبة بالعلم الموافق للكتاب والسنة وهدي السلف رضوان الله عليهم ، ومن هذا الذي يزعم أنه ليس بحاجة إلى أن يلهمه المولى سبحانه للتسديد والتوفيق !! أولا : أهداف الدرس الثالث 1) معرفة علاقة الاستخارة بالإلهام . 2) معرفة دقائق تتعلق بالإلهام . 3) التهيئة النفسية والروحية والذهنية والسلوكية للراغبين في إتقان الاستخارة . 4) التمهيد للدروس والمقالات القادمة - بإذن الله – وغيرهما . ثانيا : هل الأمم السابقة أحسن من هذه الأمة في إلْهَامِ الْوَحْي ؟؟ جاء في كتاب (( صلاة الاستخارة كيف تتقنها لتجدد إيمانك )) ((المبحث الأول :صلاة الاستخارة وحي هذه الأمة )) ، مايلي : 1) منذ سنوات طويلة عندما كنت أقف على النصوص الشرعية التي تتحدث عن أناس كان يُوحى(1 ) إليهم ، وكنت أسأل نفسي : هل من الممكن أن تكون الأمم السابقة خير من هذه الأمة في هذه الجزئية ؟ مع يقيـني بأن الله حكيم ومن حكمته أن لا يضيق على الأحوج ( 2) ، فهذه الأمة أحوج من غيرها من الأمم أن يستمر فيها هذا النوع من الوحي ؛ نظراً لأمور عدة أهمـــــــها : أ ) هذه الأمــة خــير أمة أخرجت للناس ، قال سبحانه : ((كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ )) (( آل عمران : 103)) . ب) تطاول الأمـــد بين عصر النبوة إلى قرب قيام الساعة ، مقارنة مع الأمم السابقة وتعاقب الأنبياء فيهم في فترات متقاربة ، بل كان ما هو أكثر من ذلك حيث كان يوجد في بعض الأحيان أكثر من نبي في عصر واحد كموسى وهارون وإبراهيم ولوط عليهم السلام . ج ) دوام الحاجة إليه كالتأكيد والتذكير، فإبراهيم عليه السلام مع عظيم منـزلـتـه وإيمانه ، فقد طلب من المولى سبحانه وتعالى أن يريه كيف يحيي الموتى ليطمئن قلبه "3 " ، والمسلم اليوم بحاجة إلى طمأنينة القلب في كل ما يحتاجه من تفاصيل الحياة وما استجد فيها من تعقيدات الحياة . 2) ثم استمر هذا الحال إلى أن وفقني المولى سبحانه إلى كتابة هذا الكتاب ، فأدركت أن هذه الأمة خير من الأمم السابقة حتى في هذه الجزئية أيضا والله ذو فضل على المؤمنين ؛ وذلك حين وفق الله بمنه وفضله ورحمته إلى معرفة حقيقة الاستخارة وأنها نوع من أنواع الوحي لكل مسلم ومتى شاء . ثالثا : الإلهام عام للمؤمنين . الإلهام عام للمؤمنين ، ولكن وضوحه وكثرته وقلته وصدقه يكون بحسب الإيمان . يقول الإمام ابن القيم (( مدارج السالكين /1/68)) . (( فَإِنَّ الْإِلْهَامَ عَامٌّ لِلْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ إِيمَانِهِمْ فَكُلُّ مُؤْمِنٍ فَقَدْ أَلْهَمَهُ اللَّهُ رُشْدَهُ الَّذِي حَصَلَ لَهُ بِهِ الْإِيمَانُ، وَمِنْ مَنَازِلِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] مَنْزِلَةُ الْإِلْهَامِ، وَالْإِفْهَامِ، وَالْوَحْيِ، وَالتَّحْدِيثِ وَالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ )) . رابعا : منزلة الإلهام الإلهام منزلة من منازل : (({إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] ، يقول الإمام ابن القيم : (( مدارج السالكين : (( 2/470)) (( وَمِنْ مَنَازِلِ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5] مَنْزِلَةُ الْإِلْهَامِ، وَالْإِفْهَامِ، وَالْوَحْيِ، وَالتَّحْدِيثِ وَالرُّؤْيَا الصَّادِقَةِ )) . خامسا : الإلهام ونتائج الاستخارة نتائج الاستخارة هي : تيسير الأمر أو صرفه ، والاستخارة مبنية على الإلهام في تمييز نتائجها ، وهذا التمييز له قرائن- وسوف تأتي معنا بإذن الله في دروس لاحقة - يرجح المستخير من خلالها التيسير من الصرف ، ويصبح بعدها معتقداً اعتقادا جازما عن بصيرة وليس بهوى الطبع ، بأن الله قد اختار له هذا الأمر أو ذاك ، ونظراً لدقة هذه المسألة وحساسيتها فلابد من التفصيل فيها حتى لا يحصل لبس غير مقصود أو تشويش ، فَتَزِلَّ قَدَمٌ بَعْدَ ثُبُوتِهَا ، ولذلك سيتم تناولها في مقالات لاحقة بإذن الله ، وتتكون من عدة مسائل وسوف يفرد لكل مسألة موضوع مستقل ، وهي كالتالي. ينظر سادسا . سادسا : محتويات الدرس الثالث المسألة الأولى : تعريف الإلهام وأدلته . المسألة الثانية : حقيقته وأنواعه وحكمه ومفتاحه . المسألة الثالثة : تعريف الوسواس لغة واصطلاحا المسألة الرابعة : هل استخار الرسول صلى الله عليه وسلم ؟! http://files.muslmah.net/May15/1431960574561.gif منقول بتصرف وشكر الله جهد وتعاون الجميع والحمد لله رب العالمين .. = = = الهوامش = = = 1 ) ) كأم موسى وأم عيسى عليهما السلام وحديث الأقرع والأعمى والأبرص وغير ذلك كثير وثابت في الكتاب والسنة . 2 ) ) لمزيد من الفائدة انظر (فرائد الفوائد / باب العقيدة / فائدة بعنوان : حكمة الحكيم مع الأحوج ). 3) ) قال سبحانه : ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي)) . |
الساعة الآن 06:49 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى