منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   المنتدى العام الإسلامي (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=240)
-   -   الآداب الإسلامية (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=375556)

عطر المحبه 07-02-2018 12:40 AM

الآداب الإسلامية
 
اخوة الاسلام

السلام عليكم و رحمه الله و بركاتة



الأسرة في الإسلام

لقد اعتنى الإسلام بالآداب منذ بدء تكوينها فوضع الأسس والقواعد التي يعتلي عليها البناء الشامخ القوي الذي لا يهتز أمام رياح المشاكل وعواصف الأزمات .


هناك آداب يلتزم بها المسلم مع الله
-سبحانه- ومنها:

عدم الإشراك بالله:

فالمسلم يعبد الله -سبحانه- ولا يشرك به أحدًا، فالله-سبحانه- هو الخالق المستحق للعبادة بلا شريك، يقول تعالى: {واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئًا} [النساء: 36].

إخلاص العبادة لله:

فالإخلاص شرط أساسي لقبول الأعمال، والله -سبحانه- لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصًا لوجهه، بعيدًا عن الرياء، يقول تعالى: {فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملاً صالحًا ولا يشرك بعبادة ربه أحدًا}
[الكهف: 110].


مراقبة الله:

فالله -سبحانه- مُطَّلع على جميع خلقه، يرانا ويسمعنا ويعلم ما في أنفسنا، ولذا يحرص المسلم على طاعة ربه في السر والعلانية، ويبتعد عمَّا نهى عنه، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإحسان، فقال: (أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك) _[متفق عليه].

الاستعانة بالله:

المسلم يستعين بالله وحده، ويوقن بأن الله هو القادر على العطاء والمنع، فيسأله سبحانه ويتوجه إليه بطلب العون والنصرة، يقول تعالى: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنـزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير } [آل عمران: 26]

ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله) [الترمذي].

محبة الله:

المسلم يحب ربه ولا يعصيه، يقول تعالى: {والذين آمنوا أشد حبًّا لله} [البقرة: 165].

تعظيم شعائره:

المسلم يعظم أوامر الله، فيسارع إلى تنفيذها، وكذلك يعظم حرمات الله، فيجتنبها، ولا يتكاسل أو يتهاون في أداء العبادات، وإنما يعظم شعائر الله؛ لأنه يعلم أن ذلك يزيد من التقوى، قال تعالى: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب} [الحج: 32].

الغضب إذا انتُُهكت حرمات الله: فالمسلم إذا رأى من يفعل ذنبًا أو يُصر على معصية، فإنه يغضب لله، ويُغيِّر ما رأى من منكر ومعصية، ومن أعظم الذنوب التي تهلك الإنسان، وتسبب غضب الله، هو سب دين الله، أو سب كتابه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم، والمسلم يغضب لذلك

وينهى من يفعل ذلك ويحذِّره من عذاب الله -عز وجل-.

التوكل على الله:

المسلم يتوكل على الله في كل أموره، يقول الله -تعالى-: {وتوكل على الحي الذي لا يموت} [الفرقان: 58] ويقول تعالى: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرًا} [الطلاق:3]

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو أنكم توكَّلون على الله حق توكَّله، لرُزِقْتُم كما يُرْزَق الطير تغدو خِمَاصًا (جائعة) وتعود بطانًا (شَبْعَي)) _[الترمذي].

الرضا بقضاء الله:

المسلم يرضى بما قضاه الله؛ لأن ذلك من علامات إيمانه بالله وهو يصبر على ما أصابه ولا يقول كما يقول بعض الناس: لماذا تفعل بي ذلك يا رب؟

فهو لا يعترض على قَدَر الله، بل يقول ما يرضي ربه، يقول تعالى: {وليبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر
الصابرين .


الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون} [البقرة: 155-157].

الحلف بالله:

المسلم لا يحلف بغير الله، ولا يحلف بالله إلا صادقًا، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم، من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت) [متفق عليه].

شكر الله:

الله -سبحانه- أنعم علينا بنعم كثيرة لا تعد ولا تحصى؛ فيجب على المؤمن أن يداوم على شكر الله بقلبه وجوارحه، يقول تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إني عذابي لشديد} [إبراهيم: 7].

التوبة إلى الله:

قال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحًا عسى ربكم أن يكفر عنكم سيئاتكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار }
[التحريم: 8].



ويقول تعالى: {وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون} [النور:13].

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يأيها الناس توبوا إلى الله، فإني أتوب في اليوم إليه مائة مرة) [مسلم].


وهكذا يكون أدب المسلم مع ربه؛ فيشكره على نعمه، ويستحي منه
سبحانه، ويصدق في التوبة إليه، ويحسن التوكل عليه، ويرجو رحمته، ويخاف عذابه، ويرضى بقضائه، ويصبر على بلائه، ولا يدعو سواه، ولا يقف لسانه عن ذكر الله، ولا يحلف إلا بالله، ولا يستعين إلا بالله، ودائمًا يراقب ربه، ويخلص له في السر والعلانية.



و ادعوكم لمعرفه المزيد من
الآداب الاسلامية


الآداب الاسلامية بوجه عام

عطر المحبه 07-02-2018 12:41 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال :

هناك حديث في سنن أبي داود يقول بأنه لا ينبغي للمرأة أن تمشي في وسط الطريق

وماذا لو أرادت أن تعبر إلى الجهة المقابلة من الطريق التي تمشي فيها

فكيف تفعل ذلك ، وما معنى الحديث ؟

الجواب :

الحمد لله

الشريعة الإسلامية شريعة الآداب السامية ، والأخلاق العالية ، تدعو لكل فضيلة ، وتنهى عن كل رذيلة ، وتعتني بكل ما يحفظ على الناس العفة والستر والحياء ، فهي قوام المجتمعات الطاهرة الزكية .

ومن ذلك ما جاء في السنة من دعوة النساء إلى المحافظة على الآداب اللائقة بالمرأة المكرمة ، والتمسك بكل سلوك رفيع يرقى بها عن الامتهان والتعرض للأذى ، فنهاها عن تعمد السير وسط الطريق واقتحام السبيل ، واعتراض المارة بجسدها كما يفعل العابثون .

يقول الحافظ ابن كثير رحمه الله :

" كانت المرأة في الجاهلية إذا كانت تمشي في الطريق وفي رجلها خلخال صامت - لا يسمع صوته - ضربت برجلها الأرض ، فيعلم الرجال طنينه ، فنهى الله المؤمنات عن مثل ذلك ، وكذلك إذا كان شيء من زينتها مستورًا ، فتحركت بحركة لتُظهر ما هو خفي ، دخل في هذا النهي ؛

لقوله تعالى : ( وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ): ومن ذلك أيضا أنها تنهى عن التعطر والتطيب عند خروجها من بيتها ليَشْتَمَّ الرجال طيبها ، ومن ذلك أيضا أنهن يُنهَين عن المشي في وسط الطريق ؛ لما فيه من التبرج " انتهى باختصار.

" تفسير القرآن العظيم " (6/49-50)

وهذا النهي عن سير المرأة وسط الطريق ورد عن أبي أسيد الأنصاري رضي الله عنه أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ - وَهُوَ خَارِجٌ مِنْ الْمَسْجِدِ فَاخْتَلَطَ الرِّجَالُ مَعَ النِّسَاءِ فِي الطَّرِيقِ - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلنِّسَاءِ :
( اسْتَأْخِرْنَ ، فَإِنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أَنْ تَحْقُقْنَ الطَّرِيقَ ، عَلَيْكُنَّ بِحَافَّاتِ الطَّرِيقِ )

فَكَانَتْ الْمَرْأَةُ تَلْتَصِقُ بِالْجِدَارِ حَتَّى إِنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّقُ بِالْجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ .

رواه أبو داود (رقم/5272)، وبوب عليه رحمه الله بقوله : " باب في مشي النساء مع الرجال في الطريق "

يقول العظيم أبادي رحمه الله :

" ( أن تحققن ) هو أن يركبن وسطها ، والمعنى أن ليس لهن أن يذهبن في وسط الطريق .

( بحافات ) جمع حافة ، وهي الناحية .

( ثوبها ) أي : المرأة . ( من لصوقها ) أي : المرأة " انتهى.

" عون المعبود " (11/305)

وورد أيضا في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لَيْسَ لِلنِّسَاءِ وَسطَ الطَّرِيْقِ )

رواه ابن حبان (12/416) وبوب عليه بقوله : " ذكر الزجر عن أن تمشي المرأة في حاجتها في وسط الطريق " ، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (رقم/856)

عطر المحبه 07-02-2018 12:42 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
قال ابن حبان رحمه الله :

" قوله : ( ليس للنساء وسط الطريق ) لفظة إخبار ، مرادها الزجر عن شيء مضمر فيه ، وهو مماسة النساء الرجال في المشي ، إذ وسط الطريق الغالب على الرجال سلوكه ، والواجب على النساء أن يتخللن الجوانب حذرا مما يتوقع من مماستهم إياهن " انتهى .

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" قال علي رضي الله عنه : ما يغار أحدكم أن يزاحم امرأَتَه العلوجُ بمنكبها - يعني في السوق - ، وكذلك لما قدم المهاجرون المدينة كان العزاب ينزلون دارا معروفة لهم متميزة عن دور المتأهلين ، فلا ينزل العزب بين المتأهلين ، وهذا كله لأن اختلاط أحد الصنفين بالآخر سبب الفتنة ، فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب " انتهى باختصار.

" الاستقامة " (1/361)

ويقول ابن الحاج المالكي رحمه الله :

" ينبغي له – يعني للعالم الولي في أهل بيته - أن يعلمهن السنة في الخروج إن اضطرت إليه ؛ لأن السنة قد وردت أن المرأة تخرج في حفش ثيابها - وهو أدناه وأغلظه - وتجر مرطها خلفها شبرا أو ذراعا ، ويعلمهن السنة في مشيهن في الطريق ، وذلك أن السنة قد حكمت أن يكون مشيهن مع الجدران ...

وانظر رحمنا الله وإياك إلى هذه السنن كيف اندرست في زماننا هذا حتى بقيت كأنها لم تعرف ، لما ارتكبن من ضد هذه الأحوال الشرعية ، فتقعد المرأة في بيتها على ما هو معلوم من عادتهن بحفش ثيابها وترك زينتها ، وبعض شعرها نازل على جبهتها ، إلى غير ذلك من أوساخها وعرقها ، حتى لو رآها رجل أجنبي لنفر بطبعه منها غالبا ، فكيف بالزوج الملاصق لها ، فإذا أرادت إحداهن الخروج تنظفت وتزينت ونظرت إلى أحسن ما عندها من الثياب والحلي فلبسته ، وتخرج إلى الطريق كأنها عروس تجلي ، وتمشي في وسط الطريق ، وتزاحم الرجال ، ولهن صنعة في مشيهن ، حتى إن الرجال ليرجعون مع الحيطان حتى يوسعوا لهن في الطريق ، أعني المتقين منهم ، وغيرهم يخالطوهن ويزاحموهن ويمازحوهن قصدا ، كل هذا سببه عدم النظر إلى السنة وقواعدها وما مضى عليه سلف الأمة رضي الله عنهم ، فإذا نبه العالم على هذا وأمثاله انسدت هذه المثالم ، ورجي للجميع بركة ذلك " انتهى باختصار.

" المدخل " (1/244-245) .

والحاصل :

أنه ينبغي للمرأة أن تتحفظ من مخالطة الرجال قدر الطاقة

وأن تكون دائما في أدنى حالة إلى سترها عن الأعين

وأعظمها صونها عن المماسة والملامسة .

لكن حيث تحصل لها الحاجة في وسط الطريق ، أو في عبور ناحيتيه ، أو نحوا من ذلك : فلا حرج عليه فيه ، ولا كراهة .

والله أعلم .

عطر المحبه 07-02-2018 12:43 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال :

أنا بنت عمري 18 سنة ، وللأسف الشديد أنني أصبحت ضحية الشبكة العنكبوتية

فقد جاءتني إضافة من شخص ، وقبلت الإضافة ، في البداية توقعته شخصاً أعرفه ، وخلال 3 أيام اتضح لي أنه شخص لا أعرفه

وأنه وقح جدّاً في كلامه ، وكان يتكلم في الحب والغرام والجنس ، ويرسل لي أجمل الكلام ، من أول محادثة لي معه عرفت أنه وحش ، وأنه مثل جميع الأشخاص الذين أسمع عنهم

ولكن دائما أشعر أنه شخص أعرفه ، أو أنه أخي ويريد أن يختبرني ويرى كيف أتحدث مع الناس ، ولكن بعدها وضع صورته وهو في أمريكا

ومعه كاسات الخمر ...

كان شخصا غريبا بما تحمله الكلمة ، بعدها طلب مني الزواج ، وهذا كله خلال 3 أيام ، على الرغم أنني لا أتحدث معه كثيراً ، ولا أعرف لماذا لم أحذفه ، ربما لأنني شعرت أنه أخي

بعدها قال لي : أريد أن أكلمك بالجوال ، طبعا رفضت ، وقلت : أنا بنت متربية أحسن تربية ، وسألته إذا كان يرضى أن أخته تكلم واحد أو لا ، طبعا ما جاوبني ؛

لأن الجواب الأكيـــــد أنه لا يرضى ، فعلا أيقنت أنه ليس أخي الذي كنت أعتقد أنه هو ، وقلت له : أنا أعتذر منك وسامحني وحللني وحذفته

طبعا بعد ما قال لي كلاما غير لائق ، وبعد أن حذفته صرت كل شهر أدخل إيميلي وألقاه مضافا عندي بدون ما أرجعه ، وصار يرسل لي ملفات ، وكان يقول لي لا تحذفيني

وإذا تذكرته أحذفه على طول ، ومن تقريبا أسبوعين صار جهازي يعلق ، وبعدها فجأة وأنا داخلة النت طلعت صورتي مرسوم فوق شفايفي شنب ببخاخ الرسام

هذه الأحداث صارت من شهر تقريبا ، ودخل صديقاتي إلى بريدهم ووجدوا إيميلي المسروق متصل ووضع الصورة الشخصية صورتي.. قالوا له : لماذا ، ومن أنت ؟

ثم تبين أن هذا الشخص هو الذي أضفته في السابق نفسه وصار حاقداً عليَّ من ذاك اليوم الذي حذفته فيه ، حتى صديقتي قالت له : لماذا ، ما الذي فعلته ؟

فلم يجبها ، لأنه لا يدري ما يقول ، من بعد الذي حصل معي وأنا طول الوقت أبكي ونفسيتي تعبانة. يا شيخ من يحفظ لي حقوقي ؟

لا أدري من أبلغ ؟

وأخشى أن يهددني بالصور ؛ لأني سمعت قصصا كثيرة مثل قصتي ، وكم من بنت هددها ولد بصورها عشان تطلع معه وفعل فيها الفاحشة ، كم من بنت صارت ضحية لهؤلاء البشر . لماذا لا توضع أنظمه وقوانين لهذه الشرذمة من البشر الذين يتجسسون على أعراض الناس ؟

الجواب :

الحمد لله

في كل يوم تطل علينا حكاية جديدة ، فيها من العظة والعبرة ما ينبغي أن نتأمل فيها ونستفيد منها ، وأول من يجب عليه أن يعي الدرس من تلك الحكايات هم أصحابها ، لكننا نجد كثيراً منهم يرفضون الاعتراف بالخطأ ، وينصبون أنفسهم ضحايا اعتداءات المعتدين ، ليخلوا جانبهم من المسؤولية .

الأخت الكريمة :

" الإنترنت " أكبر تجمع بشري عرفه التاريخ ، تختلط فيه جميع النزعات والتوجهات البشرية ، ويشارك فيه الناس من جميع البلاد والأديان والأعراق والأجناس ، فإذا لم نتعامل معه بالطريقة المناسبة أصابنا من شرره المستطير الشيء الكثير .

ومن قواعد التعامل السليم :

" الدخول بقدر الحاجة " فلا يتجاوز المرء ما يحتاج إليه من تصفح أو بريد أو محادثة ؛ لأن المفاجآت السيئة التي يصنعها " قراصنة الإنترنت " كثيرة ، فكم سرقت من أموال ، وزورت أوراق ، ودمرت جهود ، واستغلت نفوس بسبب الخطأ في التعامل مع هذه الشبكة ، فهي نصيحة نقدمها لك ولجميع المسلمين ، نجد مصداقها في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي ( 2318 ) وابن ماجه ( 3976 ) وحسنه النووي والألباني وشعيب الأرناؤط .
ومِن تَرْكِ ما لا يعينكِ : المبادرة في تجنب كلِّ غريب ، وتجاوزِ كل ما لا تعرفينه في هذا العالم ، وليس الاسترسال معه ليأخذ ما يريد ، ثم إلى حيث لا ينفع الندم .

ونحن نحمد الله تعالى أن خلَّصك من استدراج ذلك المعتدي الآثم ، ولكن يجب عليك أن تدركي الخطأ الذي وقعت فيه ، وهو السماح له بمحادثتك وإضافتك مدة لا بأس بها ، وقد كان الواجب عليك حذف الاسم الغريب أول وهلة ، وعدم التذرع باحتمال كونه من معارفك أو أقاربك .

نصدقك القول أختنا الكريمة :

لقد أخطأت خطأ فادحا حين سمحت لنفسك بمحادثة الغريب وسماع كلماته ، ولعل ما تواجهينه اليوم هو من شؤم المعصية التي وقعت فيها ، ونحن نسأل الله لنا ولك العفو والمغفرة والتوبة الصادقة .

يقول ابن الجوزي - رحمه الله - :

الدنيا فخ ، والجاهل بأول نظرة يقع ، فأما العاقل المتقي فهو يصابر المجاعة ، ويدور حول الحَبِّ .
والسلامة بعيدة ، فكم من صابر اجتهد سنين ثم في آخر الأمر وقع ، فالحذر ، الحذر .

" صيد الخاطر " ( ص 140 ) .

ولكننا نطمئنك بأن التخلص من هذا المعتدي الآثم أمر سهل ميسور بإذن الله ، فما عليك إلا إلغاء عنوانك القديم ، وتحذير صديقاتك من أي رسالة غريبة أو اسم مضاف جديد ، كي لا يكرر معهن ما حصل لك ، وبهذا تتخلصين من شره ، ولن يتمكن من الاتصال بك أو تكرار اعتدائه إن شاء الله .

وليس عليك في شأن " الصورة " حرج ولا بأس ؛ لأنه إن انقطع عن إمكان الإرسال إليك أو إلى صديقاتك فلن يتمكن من تهديدك بها ، وهي ليست وسيلة ضغط ولا تهديد أصلا ؛ لأنه لا يعرفك ولا يعرف مكانك ولا أهلك ، فكيف سيهددك بها ، وهو إن شوهها أو تلاعب بها فلن يضيرك شيئا بإذن الله .
وليكن فيما حصل لك في شأن الصورة عبرة لك ولغيرك من النساء اللاتي يتساهلن في أمر التصوير ، ويتناقلن صورهن عبر الإنترنت أو الجوال ، لتقع بين يدي من لا يخاف الله تعالى ، فيستغلها ويشوهها ويلحق الأذى بصاحبتها .

إذًا ، فالحل الوحيد لمشكلتك هو نسيانها ، وقطع كل وسيلة يمكن أن تذكرك بها ، واطلبي من صديقاتك عدم ذكر أي شيء عنه لك مهما كان ، بل يجب عليهن حذف هذا العنوان القديم ، وحذف كل رسالة تصل منه ، أو من شخص غريب ، ولو قمن بتغيير عناوين بريدهن لكان أولى وأفضل .

عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : ( مْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ) .

رواه الترمذي ( 2406 ) وحسَّنه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي "

والله أعلم

عطر المحبه 07-02-2018 12:44 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال:

مارأي سماحتكم في السهر إن كان لايؤدي إلى ضياع صلاة الفجر أو أحد الواجبات علما بأن السهر على الأشياء المباحة؟ والسلام أفتونا مأجورين .......

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

يكره السهر والسمَر بعد صلاة العشاء - وإن كان في الأمور المباحة - .

ويدل على ذلك ما رواه البخاري (568) ومسلم ( 647) عَنْ أَبِي بَرْزَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَكْرَهُ النَّوْمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَالْحَدِيثَ بَعْدَهَا .

قال النووي:

" وَاتَّفَقَ الْعُلَمَاء عَلَى كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا إِلَّا مَا كَانَ فِي خَيْر ". انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146) .

وقال الحافظ ابن رجب :

" ومتى كان السمر بلغو ، ورفث ، وهجاء ، فإنه مكروه بغير شك ".

انتهى " فتح الباري" (3/377) .

قال النووي :

" وَسَبَب كَرَاهَة الْحَدِيث بَعْدهَا أَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى السَّهَر , وَيُخَاف مِنْهُ غَلَبَة النَّوْم عَنْ قِيَام اللَّيْل , أَوْ الذِّكْر فِيهِ , أَوْ عَنْ صَلَاة الصُّبْح فِي وَقْتهَا الْجَائِز , أَوْ فِي وَقْتهَا الْمُخْتَار أَوْ الْأَفْضَل .

وَلِأَنَّ السَّهَر فِي اللَّيْل سَبَب لِلْكَسَلِ فِي النَّهَار عَمَّا يَتَوَجَّه مِنْ حُقُوق الدِّين ، وَالطَّاعَات ، وَمَصَالِح الدُّنْيَا ". انتهى" شرح صحيح مسلم " (5/146) .

وقال الحافظ ابن حجر :

" وَالسَّمَر بَعْدَهَا قَدْ يُؤَدِّي إِلَى النَّوْم عَنْ الصُّبْح ، أَوْ عَنْ وَقْتهَا الْمُخْتَار ، أَوْ عَنْ قِيَام اللَّيْل .

وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ يَضْرِب النَّاس عَلَى ذَلِكَ وَيَقُول : أَسَمَرًا أَوَّلَ اللَّيْل وَنَوْمًا آخِرَهُ ؟" . انتهى من " فتح الباري" (2 / 73) .

وهذا هو الموافق لسنة الله في جعل الليل محلاً للنوم والراحة ، والنهار للعمل والكسب ، كما قال تعالى : ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ، وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ، إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ) .

وقال : ( وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا * وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا ) ففي الليل سكينة وقرار ونوم وراحة ، وفي النهار نشاط وعمل .

عطر المحبه 07-02-2018 12:45 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
قال القرطبي :

" وقد قيل: إن الحكمة في كراهية الحديث بعدها أن الله تعالى جعل الليل سكناً ، أي يُسكن فيه ، فإذا تحدث الإنسان فيه فقد جعله كالنهار الذي هو متصرف المعاش ، فكأنه قصد إلى مخالفة حكمة الله تعالى التي أجرى عليها وجوده ". انتهى من " تفسير القرطبي" (12 / 138) بتصرف .

وهذا هو الهدي النبوي ، فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : ( مَا نَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْعِشَاءِ ، وَلَا سَمَرَ بَعْدَهَا ) ، رواه ابن ماجه (702) وصححه الألباني .

وقال الشيخ ابن عثيمين :

" وإذا أطال الإنسان السهر ، فإنه لا يعطي بدنه حظه من النوم ، ولا يقوم لصلاة الصبح ، إلا وهو كسلان تعبان ، ثم ينام في أول نهاره عن مصالحة الدينية والدنيوية .

والنوم الطويل في أول النهار يؤدي إلى فوات مصالح كثيرة ، وقد جرب الناس أن العمل في أول النهار أبرك من العمل في آخر النهار ، وأنه أسد وأصلح وأنجح ، فإن البكور مبارك فيه ، وهؤلاء الذين يسهرون الليالي ، لا شك أنهم لا يستطيعون البقاء بدون نوم ، فلا بد للجسم من النوم ، وطول السهر يحول دون ذلك ".

انتهى "اللقاء الشهري" (1 / 333)

ثانياً :

يستثنى من الكراهة ما إذا وجدت الحاجة للسهر أو كانت فيه مصلحة راجحة .

لقوله صلى الله عليه وسلم : (لَا سَمَرَ إِلَّا لِأَحَدِ رَجُلَيْنِ : لِمُصَلٍّ ، أَوْ مُسَافِرٍ ) رواه أحمد (3907) وصححه الألباني بمجموع طرقه .

وذلك لأن المسافر قد يحتاج إلى مواصلة السفر ليلاً ، فأبيح له ذلك ، والمصلي يسمر في طاعة الله . ويقاس على هذا : كل ما كان فيه مصلحة أو هناك حاجة داعية إليه .

قال النووي :

" قَالَ الْعُلَمَاء :

وَالْمَكْرُوه مِنْ الْحَدِيث بَعْد الْعِشَاء هُوَ مَا كَانَ فِي الْأُمُور الَّتِي لَا مَصْلَحَة فِيهَا .

أَمَّا مَا فِيهِ مَصْلَحَة وَخَيْر فَلَا كَرَاهَة فِيهِ , وَذَلِكَ كَمُدَارَسَةِ الْعِلْم , وَحِكَايَات الصَّالِحِينَ , وَمُحَادَثَة الضَّيْف ، وَالْعَرُوس لِلتَّأْنِيسِ , وَمُحَادَثَة الرَّجُل أَهْله وَأَوْلَاده لِلْمُلَاطَفَةِ وَالْحَاجَة , وَمُحَادَثَة الْمُسَافِرِينَ بِحِفْظِ مَتَاعهمْ أَوْ أَنْفُسهمْ , وَالْحَدِيث فِي الْإِصْلَاح بَيْن النَّاس ، وَالشَّفَاعَة إِلَيْهِمْ فِي خَيْر , وَالْأَمْر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَنْ الْمُنْكَر , وَالْإِرْشَاد إِلَى مَصْلَحَة وَنَحْو ذَلِكَ , فَكُلُّ هَذَا لَا كَرَاهَة فِيهِ , وَقَدْ جَاءَتْ أَحَادِيث صَحِيحَة بِبَعْضِهِ , وَالْبَاقِي فِي مَعْنَاهُ ".

انتهى " شرح صحيح مسلم " (5/146) .

والحاصل :

أن السهر بعد صلاة العشاء مكروه ، إلا لمصلحة ، أو حاجة تدعو إليه .

والله أعلم.

عطر المحبه 07-02-2018 12:46 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال :

لدينا مدرسة إسلامية هنا في المنطقة التي أعيش فيها

ولكن هذه المدرسة ترفض أن تجعل الطلاب يقعدون على الكراسي ويستخدمون الطاولات أثناء الدراسة.

ويقولون إن الجلوس على الأرض من السنة. فما رأي الشرع في هذا؟

الجواب :

الحمد لله

ليس في الجلوس على الأرض ، أو على الكرسي ، بمجرده سنة ولا بدعة ، بل يرجع هذا إلى عادة الناس في مجالسهم ، وإلى المكان الذي يجلسون فيه .

فإذا كان اجتماعهم في المسجد ـ مثلا ـ فالعمل المتوارث في عامة مساجد المسلمين : أن الجلوس يكون على الأرض ، وبهذا تواردت الأحاديث في حكاية حال النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ ومن ثم لا يشرع جلوس المجتمعين في المسجد على الكراسي ، إلا لمن احتاج إلى ذلك ، كحاجة المعلم والخطيب إلى أن يكون بارزا للناس ، فيجلس على كرسيه لتدريسهم ، كما هو معتاد ـ أيضا ـ في مساجد المسلمين .

أو حاجة غيره من الجالسين ، أو المصلين ، للجلوس على كرسي ، لمرض ونحوه .

وأما سائر المجالس ، فعلى حسب ما اعتاده الناس ، وما هو الأرفق بهم في تلك المجالس ؛ فإن كان الأنسب لحالهم أن يجلسوا على الكراسي : فليس في ذلك حرج ولا مخالفة للسنة .

ولا يزال الطلبة في كافة مراحلهم التعليمية يجلسون على تلك المقاعد المعدة لهم ، ولا نعلم أحدا من أهل العلم أنكر ذلك يوما ، أو أمر بالجلوس على الأرض ؛ لأنه أقرب للسنة .

وقد روى البخاري (3238) ومسلم (161) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – في قصة بدء الوحي - أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( ثُمَّ فَتَرَ عَنِّي الْوَحْيُ فَتْرَةً ، فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ ، فَرَفَعْتُ بَصَرِي قِبَلَ السَّمَاءِ فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ قَاعِدٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ... الحديث )

وروى مسلم (876) عن أبي رِفَاعَةَ رضي الله عنه قال : " انْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ قَالَ : فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عَنْ دِينِهِ لَا يَدْرِي مَا دِينُهُ ؟ قَالَ : فَأَقْبَلَ عَلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ خُطْبَتَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيَّ ، فَأُتِيَ بِكُرْسِيٍّ حَسِبْتُ قَوَائِمَهُ حَدِيدًا ، قَالَ : فَقَعَدَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يُعَلِّمُنِي مِمَّا عَلَّمَهُ اللَّهُ ، ثُمَّ أَتَى خُطْبَتَهُ فَأَتَمَّ آخِرَهَا " .

وروى أبو داود (113) عن عبد خير قال : رأيت عليا رضي الله عنه أتي بكرسي فقعد عليه ، ثم أتي بكوز من ماء فغسل يديه ثلاثا ثم تمضمض مع الاستنشاق بماء واحد ، وذكر الحديث.
وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" .

وقد سئلت اللجنة الدائمة :

هل صحيح أن الأكل على الطاولة - غرف السفرة - تشبه بالكفار ، وهل استعمال الملعقة أو الشوكة أثناء الأكل من الكبر ، أو من التشبه بالكفار ؟
فأجابت اللجنة : " لا حرج في الأكل على ما ذكر من الطاولة ونحوها ، ولا في الأكل بالشوكة والملعقة ونحوهما ، وليس في ذلك تشبه بالكفار ؛ لأنه ليس مما يختص بهم " انتهى .

"فتاوى اللجنة الدائمة" (26 / 309) .

والله أعلم .

عطر المحبه 07-02-2018 12:48 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال :

ما حكم بيع السيارات الفخمة الغالية الثمن والأثاث الغالي الثمن أيضاً؟

الجواب :

الحمد لله

"هذا أمره واسع ، إذا كان المشتري قادراً ، وليس قصده الإسراف ولا المفاخرة ، إنما يريد الطيب الذي من باب الجمال ومن باب الزينة وهو أهل لذلك لأن عنده المال ، وعنده قدرة فلا نعلم فيه شيئاً إذا اشترى سيارة فخمة أو فراشاً طيباً ، ما نعلم فيه شيئاً ، لكن التواضع طيب ، إذا تواضع لله واستعمل الشيء الوسط يكون أفضل وأقصد ، حتى يتمكن من صرف الزيادات في الصدقة ومساعدة الفقراء ومساهمة في المشاريع الخيرية .

فالحاصل :

أن الاقتصاد والتوسط في الأمور أفضل .

ولو اشترى شيئاً جميلاً نفيساً من السيارات أو من الفرش ؛ لأنه قادر ويريد بذلك الجمال لا المفاخرة ولا المباهاة فلا حرج في ذلك إن شاء الله" انتهى .

سماحة الشيخ

عبد العزيز بن باز رحمه الله

"فتاوى نور على الدرب" (3/1438) .

عطر المحبه 07-02-2018 12:49 AM

رد: الآداب الإسلامية
 

السؤال :

لدي سؤال يتعلق بحديث موجود بكتاب رياض الصالحين .

قال الشريد بن السويد :

مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالس هكذا وقد وضعت يدي اليسرى خلف ظهري واتكأت على ألية يدي فقال لي :

"أتقعد قِعْدة المغضوب عليهم " رواه أبو داود .

فهل هذا الحديث صحيح ؟

وهل حرام أيضاً الجلوس متكئاً على باطن اليد اليسرى أم أنه مكروه ؟

برجاء إسداء النصح بذكر رأي العلماء وجزاكم الله خيرا.

الجواب :

الحمد لله

أولاً :

هذا الحديث صحيح ، وقد رواه أحمد (18960) وأبو داود (4848) وابن حبان في "صحيحه" (5674) .

وصححه الحاكم ووافقه الذهبي ، كما صححه النووي في "رياض الصالحين" (1/437) وابن مفلح في "الآداب الشرعية" (3/288) والألباني في "صحيح أبي داود" .

قال الطيبي رحمه الله :

" والمراد بالمغضوب عليهم اليهود ، وفي التخصيص بالذكر فائدتان إحداهما :

أن هذه القعدة مما يبغضه الله تعالى ، والأخرى : أن المسلم ممن أنعم الله عليهم فينبغي أن يجتنب التشبه بمن غضب الله عليه ولعنه " انتهى .

وقد تعقبه القاري رحمه الله ، فقال :

" وفي كون اليهود هم المراد من المغضوب عليهم هنا محل بحث ، وتتوقف صحته على أن يكون هذا شعارهم ، والأظهر أن يراد بالمغضوب عليهم أعم من الكفار والفجار المتكبرين المتجبرين ممن تظهر آثار العجب والكبر عليهم من قعودهم ومشيهم ونحوهما ".

انتهى من "مرقاة المفاتيح" (13 / 500) .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه رأى رجلا يتكئ على يده اليسرى ، وهو قاعد في الصلاة فقال له :

" لا تجلس هكذا فإن هكذا يجلس الذين يعذبون " وفي رواية : " تلك صلاة المغضوب عليهم " وفي رواية " نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجلس الرجل في الصلاة وهو معتمد على يده " روى هذا كله أبو داود .

ففي هذا الحديث النهي عن هذه الجلسة معللا بأنها جلسة المعذبين ، وهذه مبالغة في مجانبة هديهم " انتهى .

"اقتضاء الصراط المستقيم" (ص 65) .

وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله :

ذكر بعض أهل العلم رحمهم الله أنه لا يجوز أن يتكئ الرجل على ألية يده اليسرى ، وقد ذكر شيخ الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم : « مر على رجل متكئ على يده اليسرى في الصلاة فقال له المصطفى عليه الصلاة والسلام : إنها جلسة المغضوب عليهم » فهل هذا الفعل أي الاتكاء على اليد اليسرى خاص بالصلاة أم على العموم ؟

فأجاب :

" نعم ، ورد حديث في إنكار النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك ، والذي يظهر أنه عام في الصلاة وغير الصلاة ، كونه يتكئ على يده اليسرى يتكئ على أليتها ، هكذا ، ظاهر الحديث المنع من ذلك " انتهى .

"مجموع فتاوى ابن باز" (25 / 161)

ومن أراد الاتكاء فليتكئ على ألية يده اليمنى دون اليسرى ، أو ليتكئ على اليدين كلتيهما جميعا .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

" هذه القعدة وصفها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم .

أما وضع اليدين كلتيهما من وراء ظهره واتكأ عليهما فلا بأس ، ولو وضع اليد اليمنى فلا بأس ، إنما التي وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها قعدة المغضوب عليهم أن يجعل اليد اليسرى من خلف ظهره ويجعل باطنها أي أليتها على الأرض ويتكئ عليها ، فهذه هي التي وصفها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها قعدة المغضوب عليهم " انتهى .

"شرح رياض الصالحين" (ص 930) .

وقال أيضاً :

" الحديث معناه واضح يعني أن الإنسان لا يتكيء على يده اليسرى وهي خلفه جاعلا راحته على الأرض .

فسئل الشيخ :

إذا قصد الإنسان أيضا بهذه الجلسة الاستراحة وعدم تقليد اليهود هل يأثم بذلك ؟

فأجاب :

إذا قصد هذا فليجعل اليمنى معها ويزول النهي " انتهى .

"فتاوى نور على الدرب" (111 / 19) .

ثانياً :

أطلق بعض أهل العلم الحكم بالكراهة على هذه الجلسة ، وبوّب أبو داود في سننه (12/480) على الحديث بقوله : " بَاب فِي الْجِلْسَةِ الْمَكْرُوهَةِ " .

وقال ابن مفلح رحمه الله :

" وَيُكْرَهُ أَنْ يَتَّكِئَ أَحَدٌ عَلَى يَدِهِ الْيُسْرَى مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ " انتهى .

"الآداب الشرعية" (3 / 288) .

ومثل ذلك أيضاً قاله السفاريني في "غذاء الألباب" (6 / 76 ) .

قال الشيخ عبد المحسن العباد :

" والمكروه قد يراد به المحرم ، وقد يراد به ما هو مكروه للتنزيه ، ولكن كونه جاء في الحديث وصف هذه الجلسة بجلسة المغضوب عليهم هذا يدل على التحريم " انتهى .

"شرح سنن أبي داود" (28 / 49) .

والخلاصة :

أنه يُنهى عن هذه الجِلسة في الصلاة وغيرها ، سواء قصد التشبه بالمغضوب عليهم من اليهود أم غيرهم من المتكبرين والمتجبرين أو لم يقصد ، ووصف هذه الجلسة بأنها جلسة المغضوب عليهم ، وجلسة الذين يعذبون يجعل القول بالتحريم أقوى من القول بالكراهة .

والله أعلم .

عطر المحبه 07-02-2018 12:50 AM

رد: الآداب الإسلامية
 
السؤال :

أرجو أن تسدوني النصح حول كيفية احتفال الأسرة بالعيد (ومع خالص احترامي فأرجو ألا تذكروا " لا تفعلوا أيّاً من المحرمات كالذهاب إلى الأماكن المختلطة والسينمات ...إلخ

" فهذه الأمور لن يتم فعلها ) هل بوسعكم تقديم أمثلة على النحو الذي يجب أن يكون عليه العيد عند المؤمنين ؟

وما هي الأنشطة التي يجب أن يشاركوا فيها ؟

وهل يجوز للزوج والزوجة الخروج معاً وتناول وجبة لذيذة في أحد الأماكن ؟

وكيف يحتفل علماء الدين بيوم العيد ؟ .

الجواب :

الحمد لله

أيام العيدين أيام فرح وسرور ، وقد اختصت هذه الأيام ببعض العبادات ، والآداب ، والعادات ، فمن ذلك :

1. الاغتسال :

وقد صح ذلك عن بعض الصحابة .

فسأل رجلٌ عليّاً رضي الله عنه عن الغسل قال : اغتسل كل يوم إن شئت ، فقال : "لا ، الغسل الذي هو الغسل" ، قال : "يوم الجمعة ، ويوم عرفة ، ويوم النحر ، ويوم الفطر" .

رواه الشافعي في " مسنده " (ص 385) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (1/176) .

2. لبس ثياب جديدة يتجمل بها .

فعَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : أَخَذَ عُمَرُ رضي الله عنه جُبَّةً مِنْ إِسْتَبْرَقٍ تُبَاعُ فِي السُّوقِ فَأَخَذَهَا فَأَتَى بِهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، ابْتَعْ هَذِهِ تَجَمَّلْ بِهَا لِلْعِيدِ وَالْوُفُودِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (إِنَّمَا هَذِهِ لِبَاسُ مَنْ لَا خَلَاقَ لَهُ) رواه البخاري (906) ومسلم (2068) .

الخلاق : الحظ والنصيب .

وبوب عليه البخاري بقوله : " باب في العيدين والتجمل فيهما " .

وقال ابن قدامة رحمه الله :

وهذا يدل على أن التجمل عندهم في هذه المواضع كان مشهوراً .

" المغني " ( 2 / 370 ) .

وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

وقد دل هذا الحديث على التجمل للعيد ، وأنه كان معتادا بينهم .

" فتح الباري " لابن رجب ( 6 / 67 ) .

وقال الشوكاني رحمه الله :

ووجه الاستدلال بهذا الحديث على مشروعية التجمل للعيد : تقريره صلى الله عليه وسلم لعمر على أصل التجمل للعيد ، وقصر الإنكار على من لبس مثل تلك الحلة لكونها كانت حريراً .

" نيل الأوطار " ( 3 / 284 ) .

وعلى هذا جرى عمل الناس ، من لدن الصحابة رضي الله عنهم إلى عصرنا هذا .

قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

وخرج البيهقي بإسناد صحيح عن نافع أن ابن عمر كان يلبس في العيدين أحسن ثيابه .

وقال أيضاً :

وهذا التزين في العيد يستوي فيه الخارج إلى الصلاة، والجالس في بيته ، حتى النساء ، والأطفال.

" فتح الباري " لابن رجب (6/68 ، 72) .

وقال بعض أهل العلم : إن من كان معتكفاً يخرج للعيد بثياب اعتكافه ، وهو قول مرجوح .

قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :

السنَّة في العيد أن يتجمل سواء كان معتكفاً أم غير معتكف .

" أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين " ( ص 10 ) .

3. التطيب بأحسن الطيب .

وقد صح عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه " كان يتطيب يوم الفطر " ، كما في " أحكام العيدين " للفريابي ( ص 83 ) .

وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله :

وقال مالك : سمعت أهل العلم يستحبون الزينة والطيب في كل عيد .

واستحبه الشافعي .

" فتح الباري " لابن رجب ( 6 / 68 ) .

وهذا التزين والتطيب إنما يكون من النساء في بيوتهن ، أمام أزوزاجهن ونساتئهن ومحارمهن .

جاء في " الموسوعة الفقهية " ( 31 / 116 ) :

ويستوي في استحباب تحسين الثياب والتنظيف والتطيب وإزالة الشعر والرائحة الكريهة :

الخارج إلى الصلاة ، والقاعد في بيته ؛ لأنه يوم الزينة فاستووا فيه ، وهذا في حق غير النساء .


الساعة الآن 09:33 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى