منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   اللغة العربية (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=174)
-   -   هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=310496)

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:45 PM

هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



إن:" جس نبض الشارع الجزائري بقضية: استبدال اللغة العربية الفصحى باللهجات المحلية!!؟: ليست بدعة زمننا، بل تاريخها قديم!!؟".
وهذه:" نبذة تاريخية" عن تلك المحاولات المشبوهة، وهي بقلم الأستاذ
الدكتور:"عبد الله أحمد جاد الكريم"، وقد ارتأيت أن أجعلها كمقدمة لسلسلة المقالات التي جمعتها حول هذه القضية الحساسة الهامة.
وأكثر هذه المقالات هي لأقلام صحفية شروقية من أعمدة كتاب صحيفة:" الشروق اليومي"، وقد جمعتها تيسيرا على القارئ، وتوضيحا لخبايا المسألة من عدة زوايا، فلكل كاتب أسلوبه، وطريقة إقناعه، فإليكموها.

مقدمة:
نبذة تاريخية ع :" استبدال اللغة العربية الفصحى" باللهجات المحلية!!؟".

لقد تعرَّضت اللغة العربية لكثير من الأخطار، ونجت من هجمات كثيرة من الأعداء، وقد فُرِضت عليها كثيرٌ من المعارك، وقد انتصرت في بعضها؛ منها:محاولة استبدال العامية بالفصحى:
وهذا الأمر مشهور بين أوساط المثقفين وعلماء اللغة، وأبطال هذه الدراما اللغوية معروفون، سواء من الغرب، أو أتباع الناعقين من العرب، أمثال:
• المستشرق الألماني:" ولهلم سبيتا": في كتابه الذي أصدره في عام 1880م (قواعد اللغة العربية العامية في مصر).
•" لويس ماسينيون": كان من أشد الدعاة إلى إحياء اللهجات المحلية، وإحلالها محل الفصحى!!؟.
•" دلمور": القاضي الإنجليزي: عاش في مصر، وألَّف عام 1902م كتابًا أسماه:(لغة القاهرة!!؟).
• المستشرق الألماني:" كارل فولرس": في كتابه:(اللهجة العربية الحديثة!!؟).
• المستشرق الإنجليزي:" سلمون ولمور": الذي أصدر كتابه عام 1901م (العربية المحلية في مصر).
• المستشرق الإنجليزي:" وليم ولكوكس": نشر مقالًا بعنوان:(لِمَ لَمْ توجد قوة الاختراع لدى المصريين إلى الآن؟!)، وأكد أن السبب في ذلك هو: تشبُّثهم بالعربية الفصحى!!؟.

ولقد تابَعَ هؤلاء الأعاجمَ بعضُ الكُتَّاب الناعقين العرب- وبعضهم نصارى!!؟-، ومنهم:

-" إسكندر معلوف": الذي كتب في مجلة الهلال بتاريخ 15 مارس سنة 1902م مقالًا بعنوان:(اللغة الفصحى واللغة العامية)، حيث يرى فيه أن:
{ سبب تخلف العرب عن الغرب هو التمسك بالفصحى!!؟}.
-:" أحمد لطفي السيد": الذي دعا في عام 1912م إلى:{ تمصير اللغة الفصحى!!؟}.
-:" سلامة موسى"، وهو: أشرسهم جميعًا، فقد تنكَّر لكل منجزات الإسلام والعروبة.
-:" لويس عوض": الذي يقول: " فما من بلد حي إلا وشبَّت فيه ثورة أدبية، هدفها تحطيم لغة السادة المقدسة، وإقرار لغة الشعب العامية، أو الدارجة، أو المنحطة!!؟".
-ومن لبنان::" أنيس فريحة"، و:" سعيد عقل".
وفي:( حزيران من عام 1973م عُقِد في برمانا) بلبنان:" مؤتمر": كان يهدف إلى: هدم اللغة العربية الفصحى، ولله الحمد فقد باءت محاولاتهم بالفشل في حينها من القرن الماضي بفضل الله، ثم بفضل جهود جبارة، وعقول واعية مُتَّقِدة، وهمم مثابرة تتفانى في سبيل صون العربية، لغة القرآن الكريم، دستور الله الكريم، ومن هؤلاء:( حافظ إبراهيم، ومصطفى صادق الرافعي، وخليل اليازجي، والمجامع اللغوية العربية... إلخ).

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:47 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
جاهزون لتخريبها
قادة بن عمار

بدو أن كثرة التركيز على تصريحات وخرجات وزيرة التربية نورية بن غبريط أنستنا قليلا أو جعلتنا لا نهتم بمحيطها وحاشيتها التي ظهرت في الندوة الوطنية المخصصة لتقييم وإصلاح المدرسة بمثابة "الأطرش في الزفة"، أو في صورة المتآمِر على المدرسة وليس الداعي إلى إصلاحها!
لندوة التي حاولت تقييم 12 سنة من التعليم في يومين، انطلقت أصلا بـ"تضليل رسمي متعمد"، حين تم توجيه الدعوات إلى عددٍ كبير من المشاركين فيها بغرض تقييم وإصلاح التعليم الثانوي، قبل أن يتحوّل العنوان إلى "إصلاح المدرسة" برمتها، تضليل جعل معظم الأساتذة يشاركون غير جاهزين تماما مثل التلميذ الذي يراجع مادة التاريخ ليلا ليمتحن في الرياضيات صبيحة اليوم الموالي.
وإذا تجاوزنا الشكل والتضليل وكذا تحريف الندوة عن سياقها ومضمونها، وقفزنا على تصريحات الوزير الأول التي يهدد فيها الأساتذة مباشرة بالحبس إذا أضربوا مجددا، فإنه لا أحد يمكنه التصديق بأن ندوة تقام في يومين يمكنها أن تصلح وضعا معقدا باتت المدرسة الجزائرية تتخبط فيه منذ سنوات..
الأدهى والأمّر، أن الندوة الصحفية التي أعقبت الحدث، وشارك فيها المفتش العام للوزارة بمعية المكلف بالبيداغوجيا، جاءت مليئة بالألغاز والتساؤلات وبالفضائح في التصريحات أيضا.
كيف يمكن الوثوق في وزارة يقول مفتشها العام على الملأ مبررا الفضيحة التي وقعت في سؤال البكالوريا والخلط بين نزار قباني ومحمود درويش: "ليتنا قدمنا سؤالا عن الشعر الملحون الجزائري، فحينها لم يكن ليسمع بفضيحتنا أحد، ولا أن يضحك علينا في وسائل إعلام أجنبية"!
بمعنى أن السيد المسؤول ليس مهتما بمحاسبة المخطئ، ولا برصد أثر الفضيحة، لكن ما أقلقه في القصة برمتها، خروجها للعلن، وتحوّلها إلى "فضيحة عربية" تتناقلها وكالات أنباء من المحيط إلى الخليج، في صورة جديدة جعلت مستوى البكالوريا الجزائرية في الحضيض!
السيد المسؤول يتحدث، متهكما، وكأن المشكل يكمن في نزار قباني ومحمود درويش وليس في واضع السؤال الذي أخلط بين شاعرين كبيرين، والذي لا نعرف حتى الآن، هل عوقب أم لا!
ثم من يضمن لنا أن الخطأ لن يتكرر حتى وإن تعلق الأمر بشاعرين جزائريين؟ فربما أخلط أحدُهم غدا بين الشاعر عبد الرحمن المجذوب، وبين محمد العيد آل خليفة، فالأمر لا يتعلق بالأسماء لكن بالمستوى والأداء!
المسؤولون في وزارة بن غبريط يقولون إنهم ليسوا في حاجة إلى خبراء أجانب، لكن في الوقت ذاته يعترفون أن اللجنة القائمة على صياغة المناهج المدرسية الجديدة لن تخرج عن توصيات اليونيسكو ولا المنظمات العالمية، مع احتفاظها بالتعريف المشترك لمختلف القيم والمفاهيم السائدة "دوليا"!
بمعنى: لسنا بحاجة إلى خبراء من وراء البحار، فسنقوم بالمهمة المطلوبة منا محليا وبجدارة، وحين تسأل هؤلاء القائمين على الوزارة عن هوية أعضاء اللجنة، ومستواهم، وعن الأفكار التي يريدون إضافتها للمناهج، يقولون بصوت غاضب: رجاء، احترموا النخبة الجزائرية ولا تشكّكوا فينا!

كيف لا نشكك وهنالك مخطط للانقضاض على اللغة العربية، حين يعترف المفتش العام ومعه المكلف بالبيداغوجيا في ندوتهما الصحفية الأخيرة أنهما لا يريدان أن يصدما الطفل باللغة العربية بمجرد دخوله المدرسة خلال السنة الأولى!
هل تحوّلت لغة الضاد إلى صدمة ومصدر خوف وترهيب إلى هذا الحدّ؟
ثم ماذا تقترح وزارة التربية لتعويض اللغة العربية؟ يقول المفتش العام ومسؤول البيداغوجيا دوما: سنعوضها بتعليم اللغة الأم، والمتمثلة في"اللغة الجزائرية" بمختلف أنواعها؟!
أليس هذا دليلا كافيا على وجود نية مبيتة لإعداد جيل كامل "مشوّه لغويا"؟

ثمّ كيف يمكن ائتمان المدرسة وتعليم اللغة العربية فيها مع وزيرة لا تعرف نطقها ولا التحدث بها أصلا في مشهدٍ وصفه الوزير الأسبق علي بن محمد يوما بأنه فضيحة لم تحدث في قطاع التربية منذ الاستقلال؟!


أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:49 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

وزارة التربية تغرق في المتاهات اللغوية
أبو بكر خالد سعد الله
طالعتنا بعض وسائل الإعلام مؤخرا أن تقييم إصلاح المنظومة التربوية الذي جرى يومي 25 و 26 جويلية أفضى إلى قرارات بعضها سيبدأ تطبيقه خلال الدخول القادم. ومن بين تلك القرارات ذلك الداعي إلى التدرج في تعليم اللغة العربية وضرورة استعمال الدارج من اللهجات حتى لا نصدم التلميذ!
والغريب أننا نذكر في عهد الوزير أبوبكر بن بوزيد أنه اضطر ذات يوم إلى مطالبة المعلمين والأساتذة باستعمال الفصحى في التدريس لما رأى تفشي ظاهرة استعمال اللهجات الدارجة في المدرسة. أما اليوم فنسمع رأيا مخالفا تماما.
نود أن نسأل في السياق البيداغوجي التربوي لتعليم اللغات :

- هل في بلد كفرنسا مثلا، التي تكثر فيها اللهجات، قد طلب فيها المربون من المعلمين استعمال الدارج في المدرسة إلى حين يتعود التلميذ على غيرها؟ يصدق ذلك على كل البلدان لأنه لا يوجد بلد خال من اللهجات.
- ألاَ يطلب المربون اللغويون ممن يريد تعلم لغة ألا يستعمل في القسم غيرها حتى يضطر إلى الإلمام بقواعدها في أقرب الآجال.
- ألم يكن يمنع رجل التربية الفرنسي خلال الحقبة الاستعمارية استعمال لغة غير الفرنسية في المدرسة؟
- ما هذا الاجتهاد الخارج عن المنطق؟ هل اللغة العربية أصبحت أصعب من ذي قبل حتى نبدأ بالدارج لبلوغها بدءًا من 2015؟

ليس سرًا أن السيدة وزيرة التربية تجهل اللغة العربية جهلا مضحكا، نطقًا وقواعدَ، جعل البعض يتمنى الاكتفاء برؤية الفعل التربوي في الميدان بدون سماع صوت. ولا ندري في الواقع مدى عشقها لهذه اللغة... لكننا لا نعتقد أنه يفوق عشقها لغيرهاَ. فمتى ستتخطّى، هي بالذات، هذه العتبة؟ عتبة الانتقال من الدارج إلى الفصيح؟ من المبهم إلى الواضح؟ وهي التي عليها أن تعطي المثل الأسمى في هذا الباب، سيما وأنها على رأس وزارة تشرف على الناشئة. ناشئة من حقها، بل من واجبها، أن تتخذ أداء القائم على شؤونها قدوة. قدوة في التربية، والأخلاق، والتخاطب باللغة الرسمية للبلاد، وحب الثقافة الأصيلة للوطن، والدفاع عن ثوابته.
تابعنا كثيرا عبر وسائل الإعلام مداخلات بعض القائمين على وزارة التربية ولاحظنا أن عدد الذين يتقنون صياغة جملة باللغة العربية في خطابهم للشعب عدد يتضاءل يوما بعد يوم. ومن هؤلاء مسؤولون كبار في التربية والتعليم لا يعرف كيف تسمى "مسابقة" باللغة العربية!
ولذا نتساءل كيف يطلع هؤلاء على تقارير وكتابات باللغة العربية تهم تسيير شؤون الوزارة ... بل سمعنا عن بعضهم من يطلب فرنسة تلك الكتابات ليتسنى له الإلمام بفحواها قبل اتخاذ القرار. يحدث ذلك واللغة العربية يعتبرها الدستور، إلى أشعار آخر، اللغة الرسمية للبلاد.
ألا يستحي هؤلاء الساسة في جميع القطاعات من مواطنيهم ومن نظرائهم الأجانب في تعاملهم مع اللغة الرسمية، أثناء أداء مهامهم الرسمية. ألا يعتبروا من تعامل مسؤولي البلدان المتقدمة مع لغاتهم الرسمية؟... تلك البلدان التي نطمح جميعا أن نكون في مستواها في شتى المجالات...
نستعرض هذه التفاصيل لنستنتج أنه إذا طُلب فعلا التدريس بالدارج بدل الفصيح فالأمر فيه سلامة منطق، منطق تعبّر المقولة "الناس أعداء لما جهلوا" عن شطره الأول.
أما شطره الثاني فهو أدهى وأمر، إذ يعني القضاء تدريجيا على تواجد اللغة الرسمية في البلاد. بعد القضاء عما تحقق منها في بعض الإدارات، وفي التعليم العالي، أتى دور التربية والتعليم للقضاء عليها في المهد أولا (بدءًا من الابتدائي)، ثم في تدريس المواد العلمية حيث يعمل القوم الآن على العودة إلى تدريسها باللغة الفرنسية في الثانوي (بحجة رفع المستوى العلمي للتلميذ!).
وبعد أن يتحقق ذلك الهدف خلال سنوات قادمة سيقولون إن مستوى التلاميذ باللغة العربية –لغة الشعر- أصبح صفرًا، وقد تحسن (بفضل جهود الإصلاح) مستوى التلميذ باللغة الفرنسية. ولذا دعونا نواكب التقدم العلمي الذي نجده في باريس دون غيرها (حسب بعض المسؤولين) ونفرنس المرحلة المتوسطة خدمة للبلاد والعباد... وهكذا دواليك.
وإذا ما صح هذا "التحليل" فنحن أمام خطة بعيدة المدى لا علاقة لها بالتربية والتعليم وتحسين المستوى والخروج من التخلف... فالخروج من التخلف والانفتاح عن الجديد في العالم في كل الميادين والاختصاصات، ومواكبة التقدم يقضي بأن تعمل وزارة التربية أولا، والساسة -موالاة ومعارضة- ثانيا على :

1) عدم تسييس المنظومة التربوية ومكوناتها، ووضع نصب الأعين مصلحة التلميذ ومستقبله أثناء الدراسة وبعد التخرج.
2) التحكم الجيد في اللغة الرسمية أو اللغات الرسمية (إن كانت أكثر من واحدة). وهذا لن يتأتّى إلا بإعادة النظر في طرق تدريسها -وليس بزيادة أو تقليص عدد ساعاتها في المدارس- وبخلق بيئة لغوية مناسبة تشارك فيها بوجه خاص وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة والمرئية والإدارات والشارع.
3) تمكين التلميذ في باب السياسة اللغوية من اللغة الأنكليزية (بالدرجة الأولى) كي يلم بلغة العلم والابتكارات والتواصل والتخاطب العالمي في هذا العصر، وهذه ضرورة قصوى لمواطن الغد.
4) تمكين التلميذ من اللغة الفرنسية (بالدرجة الثانية) كي لا نفرّط في غنيمة من غنائم الحرب التي ابتلينا بها، ذلك أنها تسمح له، فيما تسمح، بالاطلاع على محتويات أرشيف الاستعمار، ومن خلاله، على مدى بشاعة أن نكون قومًا تبّعًا.
5) تعليم اللغات الأجنبية تلك لا ينبغي أن يقتصر على القواعد النحوية بل نراه يمتد إلى التخاطب بها (يمنع الكلام بغيرها خلال حصتها في المدارس) وإلى المصطلحات العلمية البسيطة كي نُعِدّ من سيَدرس العلوم بلغة أخرى في الجامعة (هنا أو في الخارج).
6) الانفتاح الكامل على كافة اللغات (الأوروبية والآسيوية والإفريقية) في الجامعات.

ما من شك أن من يسعى إلى تسييس القضية اللغوية لا تهمه مصلحة المدرسة والتلميذ بالدرجة الأولى بل يهمه تنفيذ مخطط سياسي. والمؤسف أن هذه القضية لم تخرج قط من هذه الدائرة منذ الاستقلال. ولذا فوزارة التربية مدعوّة أكثر من أي وقت مضى إلى إخراجنا من هذا الصراع القاتل للأجيال الذي نعوّل عليه للنهوض بالبلاد.




أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:51 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

التدرج بلسان "ادي ادي واه"
حبيب راشدين
جنون، حمق، هبل، خرف، بطالة، استهتار، استفزاز، نكتة، مزحة، نكد، تنكيل... وقد لا تسعفنا موارد "لسان العرب" لوصف القرار المرتجل المبتذل، بإدخال اللهجات الدارجة في مقرر المدرسة الجزائرية.
أقلّ من أسبوع مر على التعديل الوزاري الذي عاقب بعض الحماقات الوزارية، فإذا بالناجية بن غبريط تصعقنا بقرار أحمق مجاني ليس له مردود، ليس لنا به حاجة، ولم يطالب به أحد، يضمر مكرا باللسان العربي الموحّد للوطن، وفيه إهانة للإطار التربوي، وعبث بالتلاميذ، واستهتار بأوليائهم، هو بلا شك سابقة في المشرق والمغرب، لم تقترفه حتى الدول الإفريقية متعددة العرقيات، وهو في البداية والنهاية غير قابل للتطبيق.
في مثل الظروف التي يمر بها بلدنا، يعتبر القرار خطيئة سياسية من أكثر من وجه، فهو استفزازٌ مجاني لطبقة سياسية تتربص بالحكومة أخطاء أقل جرما وحماقة منه، وقد حق للمعارضة أن تتوجه بالمساءلة إلى الحكومة التي يُفترض أنها قد بحثت القرار قبل الترخيص له، وإن كانت قد فعلت فتلك مصيبة، أو تكون قد علمت مثلنا بقرار استبدت به الوزيرة، فالمصيبة أعظم، لأن ذلك يؤشر على إدارة منفلتة للشأن العام، كل قطاع وزاري يعمل كضيعةٍ خاصة، وفق أهواء حامل الحقيبة، ووحي من حاشية مستهترة لا يعنيها تداعيات القرار على سمعة الحكومة.
ثم إن القرار يعري عورة وزارة التربية التي يفترض أن قراراتها تخضع لفحص خاص، واستشارات مسبّقة تستنير بالعقول الخبيرة، تستشرف لها التداعيات السلبية والآثار الجانبية، إلا إذا كانت السيدة الوزيرة قد أفرغت الوزارة من الإطارات العالمة بأحوال المدرسة الجزائرية، وأحاطت نفسها بحاشية من مستشارين لا يفقهون في التعليم قطميرا، أو أنهم علموا فتقصدوا ما في القرار من صواعق منتِجة للفتنة اللغوية، مخرّبة للوحدة الوطنية، تريد أن تدخل على العربية ضرّة تكون مع الفرنسية عليها ظهيرا.
ثم لنضع جانبا هذه التحفظات، ونتوقف عند المستوى البيداغوجي الصرف للقرار، كيف سينفذ؟ وعلى من؟ وبمن؟ ولأي غرض تربوي؟ وبأي مرجعية منهجية وسند من المراجع؟ وعن أي لهجة دارجة تتحدث السيدة الوزيرة؟ عن لهجة التلمسانيين؟ أم لهجات جيرانهم من مسيردة، وسواحلية، وندرومة، وجبالة، وبني سنوس؟ أم لهجة الوهرانيين التي لن يقبل بها جيرانهم العبابسة، والمعسكريون والمستغانميون؟ حتى لا نستغرق في تعداد لهجات الشرق، والوسط، والجنوب، وما فيها من اختلاف وتباين ومن مفردات متداولة بمعنى مقبول هنا، هي عند الآخر شتيمة، أو هي خادشة للحياء، أو محض رطانة لسان يكاد يبين.
ثمة ما هو أفضل لأبنائنا من تعلّم الدارجة، كأن يُضاف إلى مقرر الشُّعب الأدبية ابتداء من الطور المتوسط، الاطلاع على الأدب الشعبي من قصص، وشعر ملحون، وملاحم شعبية مروية، ضمن حصص تثقيفية صرفة، وليس إضافة مزيد من التشويش على اللسان الوطني، الذي تحاصره الفرنسية في الإدارات والمؤسسات، وفي المحيط، فضلا عن وسائل التواصل الاجتماعية التي يرطن فيها أبناؤنا اليوم بنصف الدارجة، وربع الفرنسية، وسدس العربية، وبمشتقات من لهجات مشفرة قد يعافها غلمان العلوج في العهد العباسي، وتسخر منها بربرة أهل مالطة.

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:52 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

العربية بين "الغبْرَطة" والـ"واي واي"
حسين لقرع
فجأة، تقرّر وزيرة التربية نورية بن غبريط تدريس اللهجات العامية ابتداء من سبتمبر المقبل إذا وافقت الحكومة في اجتماعها القادم على توصيات الندوة الوطنية لـ"إصلاح" التعليم، أي إن هذا القرار الخطير سيُطبّق بعد شهر واحد فقط من الآن، ما يعني أن الأمر يتعلق بمؤامرة محبَكة دُبِّرت بليل، وتعمّد فيها أصحابُها عنصر المفاجأة لفرض الأمر الواقع على الجزائريين، عوض طرح المسألة على مختلف فعاليات المجتمع لمناقشتها ما دامت تتعلق بمصير الملايين من أطفاله.
الأمر يتعلق إذن برغبة التيار الفرنكفوني التغريبي المتغلغل في دواليب الدولة، في فرض تصوراته الإيديولوجية بطريقة ديكتاتورية على كل الجزائريين، وقد سبقتها حملة إعلامية شرسة يقودها أنصار هذا التيار لتسويق هذا القرار وتبريره، من خلال التهجّم على اللغة العربية وكيل أبشع التهم لها؛ إذ زعم مستشارٌ سابق بالوزارة أن "العربية لغة أجنبية بالنسبة إلى التلميذ وبعيدة كل البعد عنه" وأن الشروع في تدريسها مباشرة يسبّب له "صدمة عنيفة" والحل يكمن في تلقينها له تدريجيا عن طريق الاستعانة باللهجات العامية.. ولنا أن نتساءل: كيف يمكن للتعليم أن يتطور بلغة الـشارع والـ"واي واي"؟ وكيف يمكن أن تكون عشرات اللهجات الأمازيغية والعربية المستعمَلة في شتى أنحاء الوطن مدخلاً صحيحاً لتعليم العربية الفصحى!؟
هذا الإطار ادّعى أن التلميذ لا يتعامل بالفصحى إلا في المدرسة، وهي مغالطة فادحة يكذّبها الواقع؛ فأغلب الأطفال الجزائريين يتابعون منذ سن الثانية أو الثالثة من أعمارهم الفضائيات العربية الخاصة بالرسوم المتحركة، وهم يرددون جملاً من البرامج الكرتونية وكذا أغانيها الفصيحة في البيوت والشوارع، ما يعني أن اللغة العربية ليست "غريبة" عن أطفالنا أو "بعيدة عنهم كل البعد" كما زعم هذا المستشار، وهم يتعاملون معها، ولو سماعياً، طيلة ثلاث إلى أربع سنوات من أعمارهم قبل دخولهم المدرسة، وبعض الأولياء يحتاطون أكثر للأمر ويرسلون أطفالهم إلى المساجد لحفظ سورٍ من القرآن الكريم وتعلُّم القراءة والكتابة استعدادا للأولى ابتدائي وكبديل ناجع للتعليم التحضيري غير المتاح لجميع التلاميذ، فعن أي "صدمة عنيفة" يتحدث هذا المستشار؟ هل يدرسون قصائد الشنفرى وامرئ القيس ولغة "أرخى سدوله وناء بكلكل" في الأولى ابتدائي؟!
المسألة واضحة، وتتعلق برغبة التيار الفرنكفوني المتغلغل في دواليب الدولة في تسويق أي ذريعة لضرب العربية في الجزائر، وإضعافها و"غبْرطة" لغة الجزائريين التي تشكّل عقدة مستحكمة لديهم، وهم يعادونها منذ عقود، ولذلك حينما يتشدق أحد إطارات الوزارة بأن المسألة "بيداغوجية بحتة" ولا علاقة لها بالإيديولوجيا، فهو يراوغ ويحاول تضليل الجزائريين لخدمة أجندة لغوية مشبوهة تضرب العربية في الصميم وتؤسّس لصراع لغوي عنيف سيضعف حتما الانسجام الاجتماعي ويهزّ استقرار البلد ووحدته.
لقد كانت العربية وعامّياتُها، وكذا الأمازيغية، تعيش في تآلف وانسجام بالجزائر منذ قرون عديدة، ولكن التيار التغريبي الفرنكفوني أبى إلا إحداث فتنة لغوية، وافتعال صراع بين ما يسميه "اللغة الأم" واللغة العربية "الغريبة" عن التلاميذ.
قد بدت البغضاء من أفواه هؤلاء وهم يصفون العربية باللغة "الغريبة" و"الأجنبية"، وما تخفي صدورهم أعظم.. إنها محاولة من الأقلية التغريبية لفرض تصورها على 40 مليون جزائري رغما عنهم وتحقيق ما عجزت عنه فرنسا طيلة 132 سنة من الاحتلال، ما يفتح البابَ لفتن وصراعات الجزائرُ في غنى عنها، فضلاً عن زرع قنبلة ستفكك البلد مستقبلاً على أسس لغوية إذا نُفذ هذا المشروع الخطير. والكرة الآن في مرمى مختلف فعاليات المجتمع للتصدي له قبل فوات الأوان.


أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:53 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

التدريس بالعامية.. كارثة أخرى في المدرسة الجزائرية
س. أبو عائشة

نظمت وزارة التربية الوطنية يومي 25 و26 جويلية 2015 ندوة وطنية لتقييم تطبيق إصلاحات التعليم في المدرسة الجزائرية التي شرع في تطبيقها منذ عام 2003 (تحديد الاختلالات وتصحيحها). لم تتعمق الندوة في المحتويات المعرفية والأساليب المنهجية، وإنما قدمت اقتراحات غير قابلة للتطبيق على المدى القريب على الأقل.
من هذه الاقتراحات أو التوصيات نذكر مثلا التعليم التحضيري لأن أغلب المدارس الابتدائية تعمل بنظام الدوامين ولذلك يصعب فتح أقسام أخرى للتعليم التحضيري. أما المقترحات الأخرى فإن تطبيقها يستغرق وقتا أطول مثل: استحداث شهادة بكالوريا للتعليم المهني، ونفس الشيء لتقليص امتحان شهادة البكالوريا من 5 أيام إلى 3 أيام، وإجراء الامتحان الشفوي في اللغات من جهة، ومن جهة أخرى فإنه إذا كان امتحان البكالوريا في المواد الأخرى الثانوية وغير الأساسية يُمتحن فيها التلاميذ عند نهاية السنة الثانية ثانوي، فما هو مصير التلاميذ الأحرار الذين لا يدرسون في الثانويات وكيف يُمتحنون؟
كل هذه التساؤلات تحتاج إلى إجابات كافية وشافية ليستعدّ لها كل المعنيين من الآن. أما فيما يخصّ التعليم الإلزامي أي من السنة الأولى ابتدائي إلى السنة 4 متوسط، فإن الاقتراح الوحيد هو تعميم التربية التحضيرية عام 2017 ورفع نسبة التمدرس التحضيري إلى 65 في المائة خلال هذا الموسم 2015/2016، وهذا يستحيل تحقيقه لأن أغلب المدارس الابتدائية تعمل بالدوامين، ولذلك يصعب تحقيقه على الأقل هذه السنة.
أما القضية التي شغلت الرأي العام من الأولياء ورجال التربية بصفة خاصة، فهي تصريحات المفتش العام بوزارة التربية التي مفادها أن التعليم سيتمّ باللهجات العامية الجزائرية في التعليم الابتدائي بدلا من التعلم باللغة العربية الفصحى، وهذا كلامٌ خطير لأنه يمس اللغة العربية في الصميم، وهل يُقبل تصريح كهذا من مسؤول في التربية كان من المفروض أنه هو الذي يحث المدرسين على تجنب التعليم باللهجات العامية والدارجة والعمل على التحكم في اللغة العربية؟
ويبدو من خلال تصريحات هذا المسؤول الكبير في قطاع التربية، أنه يجهل تماما مناهج التعليم الابتدائي، لاسيما منهاج السنة الأولى، الذي يبدأ بدروس تحضيرية تدوم شهرا كاملا حتى يتأقلم التلاميذ الجدد من حيث المفردات اللغوية البسيطة، وهي لغة عربية بسيطة مأخوذة من الوسط المعيشي لأغلب الجزائريين. وبحسب كلام هذا المفتش حتى الكتب المدرسية تعاد كتابتها باللهجات العامية الدارجة وهذا أمرٌ غريب فعلا. هل بهذه الكيفية وبالتصريحات الغريبة والشاذة وغير المسؤولة يتحكم التلميذ في اللغة العربية الفصحى؟ أبدا والله، بل بالعكس بهذه الطريقة نشتّت ذهن التلميذ فيضيع بين الدارجة والفصحى، وهذه هي الكارثة الكبرى. هل رأيتم مسؤولا في بلد ما يقول عن لغة بلاده الرسمية إنها "تصدم" التلميذ؟ اللهم الطف بنا يا رب.
هوامش:
* يبدو من خلال تصريحات هذا المسؤول الكبير في قطاع التربية، أنه يجهل تماما مناهج التعليم الابتدائي، لاسيما منهاج السنة الأولى، الذي يبدأ بدروس تحضيرية تدوم شهرا كاملا حتى يتأقلم التلاميذ الجدد من حيث المفردات اللغوية البسيطة، وهي لغة عربية بسيطة مأخوذة من الوسط المعيشي لأغلب الجزائريين. وبحسب كلام هذا المفتش حتى الكتب المدرسية تعاد كتابتها باللهجات العامية الدارجة وهذا أمرٌ غريب فعلا.


أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:54 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
خطأ أم خطيئة؟
جمال لعلامي



الضجة التي أثارها "قرار" إدراج العامية أو الدارجة أو اللهجات الشعبية في التدريس، حسب ما أوردته الصحافة الوطنية على لسان المفتش العام لوزارة التربية، ويؤكد بشأنه أولياء التلاميذ أنهم يملكون تسجيلا يُثبت تصريحات نجادي مسقم، هذه الضجة تستحق بالفعل وقفة وتوقفا ووقوفا!
كان بإمكان وزيرة القطاع أن "تنفض يديها" مثلا من تصريح مفتشها العام، وتعتبر الأمر "خطأ" لا يتطلب تحويله إلى "خطيئة" تثير غضب الرأي العام وتستفزّ أهل القطاع وأبناء عمومته من أنصار العربية والتعريب والعروبة والحفاظ على مدرسة الزمن الجميل!
لكن، إلى أن يثبت العكس، فإن السيدة نورية بن غبريط، لم تنف الحكاية، وأكدتها بطريقة غير مباشرة، وهو ما يؤكد أن مسقم لم يستخدم لسانه الشخصي في التصريح بما صرح به على هامش "ندوة الإصلاحات"، وإنـّما تكلم بلسان الوزارة أو على الأقل بما يدور في محيط الوزيرة وحاشيتها!
لم يكد القطاع يستيقظ من "الغيبوبة" التي تسبّب فيها نشر أسئلة البكالوريا على شبكة الفايسبوك، وهو ما اعتبره نحو 800 ألف مترشح، وأولياؤهم، تسريبا للمواضيع، الأمر الذي أربك التلاميذ والأساتذة والوزارة معا، وجاء تأخير إعلان النتائج ليُثير بدوره المخاوف والقلق، إلى أن أعادت نسبة النجاح بصيص الأمل، رغم كلّ النقائص!
لكن، حكاية "الدارجة" التي طفت إلى السطح مع ندوة الإصلاحات، فتحت أبواب الجحيم، ليس على الوزارة فقط، ولكن على الأساتذة والنقابات والتلاميذ والأولياء، بما نغـّص عليهم عطلتهم الصيفية التي انطلقت وتكاد تنتهي بالأخبار العاجلة والسيئة!
منذ البداية كانت ندوة الإصلاحات محلّ نقد وانتقاد، خاصة من طرف "الجماعة" التي أقصتها الوزارة ولم توجّه إليها دعوة لحضورها، كأطراف مشاركة، أو على الأقل ضيوفا، وذلك أضعف الإيمان، لكن "غربلة" أمثال بن بوزيد وونيسي وحراث وبن محمد وبابا أحمد، أثار الشكوك، ولفّ الندوة بعلامات الاستفهام والتعجب والريبة!
إسقاط اللاحقين للسابقين هو ظاهرة مرضية، تضرّ ولا تنفع، مثلما لا يُمكن للتصرفات والتصريحات المترجلة أن تخدم أيّ قطاع، يُراد له أن يتحرّك بالصدفة والعشوائية والتنظيم الفوضوي، وعقلية "تعلم الحفافة في روس اليتامى"، وهو ما أحدث الزلزال الذي يعرفه قطاع التربية بسبب الدارجة، ليس كجزء من الهوية والتاريخ والعادات، ولكن نظير خلط الأمور ومزج الزيت بالماء!

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:56 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
لا تستغربوا.. إنها حمى التعديلات
فوزي أوصديق



بدأت عصا التعديل تضرب بقوة كيان المجتمع الجزائري وتنهال بالسياط على الهوية الوطنية لتروض مقوماتها من أخلاق وعقيدة وعادات وتقاليد ولغة لا طالما عكف الشيخ عبد الحميد ابن باديس ومالك بن نبي على ترسيخ جذورها في مجتمعنا المحافظ.
اللغة العربية التي رسمت معالم الشخصية الإسلامية الجزائرية وناضلت لإنهاء الاحتلال الفرنسي وقطع أذناب المعادين لها من خلال خلق دور لتعليم القرأن الكريم وزوايا لتكون منبرا لنشر تعاليم الدين الحنيف.
هاهي الآن تراق بقلب بارد في قعر المنظومة التربوية عبر تنصيص قوانين مبهمة وإصدار لقرارات عشوائية. تعديل سيصبح التلميذ والمعلم على حد سواء وسيلة لقتل المقامات الدستورية ومقومات الأمة التي تبنى عليها الشعوب.
تعديل يجيز تعليم "العامية" في السنة الأولى من الدراسة وقد يتاح لهذا المخلوق الصغير تعلم لغة "الواي واي" التي اعتمدت كفن راقي يولد من رحمه المبدعون في صناعة الرذيلة والفساد مع منح شهادات معترف بها.
فبعدما عجزت كل المحاولات في تكبيل اللغة العربية من خلال فرنسة الإدارة وإجهاض مخطط التعريب وجدت "الوصاية" مكانا خصبا وعقولا صغيرة لتعبث بها وتحشوها بكل أنواع الأفكار المكهربة لتدخل العربية المصحة العقلية او تجد لها سريرا بإحدى مستشفيات الحكومية لتبتاع لها دواء منتهي الصلاحية أو حقنة تدخلها غيبوبة الى أن تنتهي من مخططها لمحو الهوية الوطنية.
إنها حمى التعديلات التي لم تراعي خصوصية المجتمع.. الكل يعدل والكل يقرر والشعب يتأمل في قطعة خبز يحاصرها بعينه خوف من أن يمسها التعديل.
تعديلات عصفت برؤوس البعض ورفعت من وهج البعض الأخر. أبكت البعض من شدة الفرح وأدخلت الآخرين في نوبة جنون وغضب هستيري قد تتحول الى معارضة من نوع أخر بطعم الإقصاء، في ظل بقاء الدستور حبيس الأدراج ينتظر انخفاض حرارة التغييرات المفاجأة وهدوء الوضع المشحون.
وما نريد إلا الصلاح وما توفيقنا إلا بالله..

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:57 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
كرنفالٌ كلامي لتمرير التدريس بالعامية
حسن خليفة

خرجت علينا بعض الدوائر الرسمية مؤخراً بخرجات لا نجد توصيفا لها، خاصة وهي تتعلق بمستقبل الوطن ومستقبل أبنائه وبناته، في مجال حيوي استراتيجي وأعني هنا: التربية والتعليم.
ي ندوة عُقدت للنظر في معطيات التربية والتعليم، وإصلاح شؤون المدرسة وخاصة إصلاح أعطابها الكثيرة المزمنة، والاجتهاد للعمل على تجاوز الواقع المتردّي في هذا الشأن الوطني المهمّ والكبير، فإذا بـ"ثمرات" الإصلاح الجديد ومدارسة مشكلات المؤسسة التربوية تنتهي إلى:

أـ إبعاد التاريخ من الامتحان المصيري البكالوريا.
بـ ـ إبعاد واقصاء الجغرافيا.. تأمل الجغرافيا ـ والتاريخ ـ معا... ونحن نعلم جميعا أن عدم الامتحان فيها في شهادة كالبكالوريا مدعاة إلى إهمالها تماما. وربما ذلك هو مقصود الخبراء الذين خطّطوا للأمر.
ج ـ إعادة النظر في لغة التعليم نفسه والذهاب إلى التدريس بـ"العامية". ما شاء الله على هذا الإبداع والاختراع؛ فضلا عن أمور أخرى ستُعلم بعد حين بلا شك.

والحق نقول:
كنّا ننتظر، ربما لسذاجتنا وثقتنا في المسؤولين، أن تتصدى هذه الندوة التي قيل إنها جمعت خبرات وكفاءات وطنية ومن خارج الوطن.. ننتظر أن تتصدّى وتدرس مشكلات عديدة كالاكتظاظ الذي يدمر المواهب ويؤثر في المردود العلمي والتربوي، ومشكلة ضعف استيعاب التلاميذ للدروس، وتفاقم الدروس الخصوصية، وكثرة الإضرابات في قطاع التعليم، ونقص الأداء التربوي لآلاف الأساتذة الملتحقين بالتعليم حديثاً، ومشكلة الخدمات الاجتماعية التي عمّرت طويلا، ومثلت "منطقة فساد" كبيرة في جسم النظام التربوي الجزائري، ومشكلة طرائق التدريس وأساليبه التي بلغت فيها أمم أخرى أعلى المراتب، وبقينا نحن نراوح مكاننا ونعمل بمنطق "البريكولاج" لا غير، ومشكلات الغش وما يتعلق بها، وتفاقم آفات المخدرات والانحراف والاختلالات العاطفية وغيرها من المكونات التي تهدد بخطر كبير نظامنا التربوي ونظامنا الاجتماعي.
... وغير هذا كثير من المعضلات التي تحتاج كلها إلى المناقشة والمدارسة، بحسب ما يقتضيه الوقت: أسبوع، شهر.. المهم هو الوصول إلى حلول ولو أولية لبعض منها.. بجدّية واقتدار، والعمل على طيّ هذا الملفّ للانتقال إلى غيره من الملفات الكثيرة المفتوحة منذ زمن، التي تنتظر بدورها الاهتمام والمدارسة الجادة، وإيجاد الحلول الجذرية والحقيقية، ومنها خاصة قطاع التعليم العالي الذي يعاني بدوره من إشكالات متعددة مركّبة، تستحق الاهتمام والاشتغال عليها، بغرض وضع حد لتردّ يتسع عاما بعد عام، وبالأخص فيما يتعلق بالتكوين والتحصيل الجاد، ورفع المستوى المعرفي والعلمي والمنهجي لعشرات الآلاف من الطلبة والطالبات... فماذا حدث؟
ماذا حدث حتى تتحول الندوة إلى "كرنفال كلامي" نظري عامّ، لم يلامس أدنى المشكلات، وإنما مرّ مرورا عابرا عليها، ثم انتهى إلى توصيات خرج منها بعض ما اتصل بالتدريس بالعامية أو "اللغة الأم" كما قال أحد "خبراء" التربية عندنا؟
كان هناك الكثير من الكلام، ولكن لم يكن الكثير من النفع، بل كثير من الارتجال والتسرّع والاندفاع، حتى ليُخيّل إلى المتأمل أن المسألة كلها كانت ترتيبا للإعلان عن تلك التوصيات ودفع النظام التعليمي إلى "قعر" لن يخرج منه المجتمع الجزائري، بعد سنين إلا رميما ورمادا، لا لغة عربية ولا فرنسية ولا تكوين ولا تربية ولا علم ولا ثقافة ولا مستوى ولا ما يستحق الذكر.
هل يمكن بعد هذا الثقة فيمن وُضعت فيهم الثقة؟
إننا نقولها من باب النصح: ما هكذا تورد الإبل يا سعد.. ما هكذا يكون علاج المشكلات الحقيقية البارزة التي تنخر جسم نظامنا العلمي والتربوي والتعليمي والفكري.. ما هكذا يكون علاج القضايا الوطنية الكبرى.
ما هكذا يكون الاقتراح للخروج من عشرات المشكلات التي نخرت قطاع التربية ولا تزال.
ما هكذا يفعل من يريدون الخير لأجيالنا ومسقبلهم...
ليس قَدرا ما نحن عليه في مجموع أوضاعنا المترديّة وأدائنا التعيس، وإنما هو نتيجة من نتائج التدبير المنقوص والرؤية غير الواضحة والارتجال والتسيير بالرداءة، ومجموع ما عرف في شأننا العام من تعصّب للرأي وفرض للحلول وهروب إلى الأمام. لذلك بإمكاننا أن نحقق الأفضل والأحسن.. في وقت قصير.
هوامش:
* كان هناك كثيرٌ من الارتجال والتسرّع والاندفاع، حتى ليُخيّل إلى المتأمل أن المسألة كلها كانت ترتيبا للإعلان عن تلك التوصيات ودفع النظام التعليمي إلى "قعر" لن يخرج منه المجتمع الجزائري، بعد سنين إلا رميما ورمادا، لا لغة عربية ولا فرنسية ولا تكوين ولا تربية ولا علم ولا ثقافة ولا مستوى.

أمازيغي مسلم 02-08-2015 05:58 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
سنتعلم العربية في.. بريطانيا؟؟؟
عبد الناصر


في الوقت الذي "جسّت" بعض الأطراف من وزارة التربية ومن قطاعات أخرى من داخل ومن خارج الوطن، نبض الشارع الجزائري باختيار فصل الركود، لأجل اقتراح إمكانية الاعتماد على "الدارجة" التي غالبية كلماتها فرنسية، في تعليم التلاميذ في الأطوار الأولى، قدّمت بريطانيا تقريرا عن اللغات الأكثر طلبا، التي ستسيطر على المشهد اللغوي البريطاني في المستقبل القريب، في قلب عاصمة اللغة الأولى في العالم، فجاءت اللغة العربية في المركز الثاني، وتفوقت على لغات عملاقة مثل الألمانية والإسبانية. وأكد التقرير أن متعلمي اللغة العربية في العالم وفي بريطانيا على وجه الخصوص، ليسوا بالضرورة من الجاليات العربية، وإنما من روس وإنجليز وإيرانيين وإندونيسيين وأتراك.
نعود الآن إلى ندوة الإصلاحات التي أشرفت عليها وزارة التربية الوطنية، وبغض النظر عن التبريرات المقدمة أوالنفي الذي صدر من الجهات الفاعلة، حول جعل اللهجات المحلية لغة للتدريس، فلا أحد فهم لماذا تتواصل مداواة الألم بالتي كانت هي الداء. فالوزارة قامت في الموسم الدراسي الماضي بنسف العتبة من امتحان البكالوريا التي أساءت إلى التعليم، وهاهي الآن تعيد العتبة بشكل أبشع من خلال حذف مواد في المقرر مثل التاريخ والتربية الإسلامية، بدلا من تطوير التحصيل في هذه المواد، والوزارة تعلم مثلا بأن مترشحين للبكالوريا حصلوا على علامة عشرين من عشرين في التربية البدنية، ومنهم طلبة ربما لم يمارسوا الرياضة في حياتهم، ولا أحد حرّك ساكنا أمام هذا التزوير الفاضح والمسيء إلى الرياضة وإلى التعليم وإلى الصحة.
نعلم جميعا بأن المصريين والسوريين والخليجيين يستعلمون لهجاتهم في التدريس من الابتدائي إلى الجامعي، ونعلم بأن اللغة العربية تعاني، وأكثر من أضرّها هم أساتذة العربية قبل غيرهم، ولكن ما يحزّ في النفس هو محاولة إلصاق هذا التخلف المريع الذي تعرفه المدرسة الجزائرية في لغة، صارت تشكل مشجبا تعلّق عليه كل الإخفاقات، بالرغم من أن الهندسة المعمارية والطب والبيطرة في الجزائر تخلفت وبلغت الحضيض، وجميعها تُدرّس باللغة الفرنسية ومقرراتها تأتينا جاهزة من باريس.
صحيح أن الإنسان عدوّ ما يجهله، وغالبية الذين يدافعون عن اللغة العربية ـ إن كانوا يتقنونها أصلا ـ إنما لجهلهم لبقية اللغات، وصحيح أن المرض الذي أصاب المنظومة التربوية المتخبطة بين الدروس الخصوصية وانهيار المستوى، في حاجة إلى اجتهاد واقتراحات، وصحيح أن بعض الثائرين على استعمال "الدارجة" هم أنفسهم لا يعرفون سوى "الدارجة"، لكن الصحيح أيضا أن غالبية المشاركين في ندوة الإصلاحات يمارسون عقدا وأحقادا، وأن اليابان وإندونيسيا والهند وتركيا إنما تطورت بلغاتها المحلية ووضعت نفسها بين الأمم المتقدمة.
لقد جربت الجزائر بعد الاستقلال اللغة الفرنسية في مدارسها وجامعاتها ففشلت ولم تلحق بالركب، ثم جربت اللغة العربية ضمن مشروع التعريب فما لحقت بالركب، وهاهي أصوات تطالب بالعودة إلى الدارجة وإلى اللهجات المحلية وهي تعلم بأنها لن تلحق بأي ركب كان، متجاهلة أن اللغة لم تبن أبدا حضارة ولم تُفشل تقدما.

أمازيغي مسلم 02-08-2015 06:01 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية:
"اعتماد العامية معناه تدمير لغة الجزائريين والوحدة الوطنية"
عن مكتب الجمعية: رئيسها عثمان سعدي



إثر اتخاذ وزارة التربية قراراً بتدريس اللهجات العامية، ابتداءً من الموسم الدراسي القادم، إذا وافقت الحكومة على هذا الإجراء في اجتماعها القادم، أصدرت الجمعية الجزائرية للدفاع عن اللغة العربية التي يرأسها الدكتور عثمان سعدي، بياناً ضد القرار، هذا نصه:
فوجئ الجزائريون بأنباء توجه اعتماد العامية في التعليم، وبخاصة بعد انعقاد الندوة الأخيرة لوزارة التربية الوطنية. إن اللوبي الفرنكفوني يطبق سياسة الاستعمار الفرنسي الجديد. ففرنسا موحّدة لغويا لا تؤمن إلا بوجود لغة واحدة بفرنسا هي الفرنسية، وترفض الاعتراف باللغات الجهوية، معتبرة أن الاعتراف بها معناه "بلْقنة" فرنسا أي تدمير الوحدة الوطنية، كما صرح بذلك سنة 1999 السيد شوفينمان وزير الداخلية الأسبق. لكنها تقول بتعدد اللغات ببلدان المغرب العربي، ففي رأيها توجد أربع لغات بهذه البلدان: العربية الفصحى، والعامية، والبربرية، والفرنسية. ويبدو أن وزارة بن غبريط تطبق السياسة الفرنسية على المدرسة الجزائرية. الجزائر المستقلة بلد العجائب. لم يحدث بالعالم أن عُيّن في بلد وزيرٌ للتربية والتعليم لا يحسن لغته...
هل الإصلاحات المزعومة في المدرسة الجزائرية تهدف إلى القضاء على اللغة العربية الفصحى، واستبدالها بالعامية؟ لكن أي عاميّة؟ مئات العاميّات بالقطر الجزائري. هل المطلوب أن يكون المعلم بالابتدائي من نفس القرية حتى يتمكن من تلقين أطفالها عامّية قريتهم؟ تساؤلات من حق كل جزائري أن يطرحها على نفسه قبل طرحها على المسؤولين الجدد على التعليم. الإصلاح الذي أنزل تعليم الفرنسية إلى السنة الثانية ومس صيرورة إتقان الطفل الجزائري للغته الوطنية قبل تعلُّم لغة أجنبية، كما تفعل سائر البلدان التي تجعل السنوات الست الأولى من التعليم مقتصرة على تعلم الطفل لغتَه الوطنية حتى يلمَّ بها.
الإصلاح أنزل تعليم الفرنسية للطفل الجزائري إلى السنة الثانية ابتدائي، ونحن نتساءل: بأي لهجة فرنسية ستدرس هذه اللغة؟ في فرنسا لهجات متعددة لكن لغة تعليم الفرنسية واحدة بعيدة عن اللهجات، وهذا يتمّ بسائر بلدان العالم: في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وغيرها من البلدان اللغة الوطنية لديها واحدة بعيدة عن اللهجات.
طبعا اللغة الوطنية تدرس للطفل بأسلوب بسيط بعيدا عن التعقيد، وعن اللهجات المشوهة للغة الوطنية، هذه هي البيداغوجيا الحقة، البعيدة عن التغريب والاستلاب والمسخ.
إن الجمعية الجزائرية تهيبُ بسائر الوطنيين المحبين لوطنهم، أن يتحركوا من أجل حماية اللغة العربية ضد التيارات المعادية لها.
إن اعتماد العامية في التعليم الابتدائي معناه تدمير لمنظومة التربية وبالتالي الوحدة الوطنية.

وللموضوع بقية...

mohamed yakon 02-08-2015 07:20 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمازيغي مسلم (المشاركة 2053348)
هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات



الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



إن:" جس نبض الشارع الجزائري بقضية: استبدال اللغة العربية الفصحى باللهجات المحلية!!؟: ليست بدعة زمننا، بل تاريخها قديم!!؟".
وهذه:" نبذة تاريخية" عن تلك المحاولات المشبوهة، وهي بقلم الأستاذ
الدكتور:"عبد الله أحمد جاد الكريم"، وقد ارتأيت أن أجعلها كمقدمة لسلسلة المقالات التي جمعتها حول هذه القضية الحساسة الهامة.
وأكثر هذه المقالات هي لأقلام صحفية شروقية من أعمدة كتاب صحيفة:" الشروق اليومي"، وقد جمعتها تيسيرا على القارئ، وتوضيحا لخبايا المسألة من عدة زوايا، فلكل كاتب أسلوبه، وطريقة إقناعه، فإليكموها.

مقدمة:
نبذة تاريخية ع :" استبدال اللغة العربية الفصحى" باللهجات المحلية!!؟".

لقد تعرَّضت اللغة العربية لكثير من الأخطار، ونجت من هجمات كثيرة من الأعداء، وقد فُرِضت عليها كثيرٌ من المعارك، وقد انتصرت في بعضها؛ منها:محاولة استبدال العامية بالفصحى:
وهذا الأمر مشهور بين أوساط المثقفين وعلماء اللغة، وأبطال هذه الدراما اللغوية معروفون، سواء من الغرب، أو أتباع الناعقين من العرب، أمثال:
• المستشرق الألماني:" ولهلم سبيتا": في كتابه الذي أصدره في عام 1880م (قواعد اللغة العربية العامية في مصر).
•" لويس ماسينيون": كان من أشد الدعاة إلى إحياء اللهجات المحلية، وإحلالها محل الفصحى!!؟.
•" دلمور": القاضي الإنجليزي: عاش في مصر، وألَّف عام 1902م كتابًا أسماه:(لغة القاهرة!!؟).
• المستشرق الألماني:" كارل فولرس": في كتابه:(اللهجة العربية الحديثة!!؟).
• المستشرق الإنجليزي:" سلمون ولمور": الذي أصدر كتابه عام 1901م (العربية المحلية في مصر).
• المستشرق الإنجليزي:" وليم ولكوكس": نشر مقالًا بعنوان:(لِمَ لَمْ توجد قوة الاختراع لدى المصريين إلى الآن؟!)، وأكد أن السبب في ذلك هو: تشبُّثهم بالعربية الفصحى!!؟.

ولقد تابَعَ هؤلاء الأعاجمَ بعضُ الكُتَّاب الناعقين العرب- وبعضهم نصارى!!؟-، ومنهم:

-" إسكندر معلوف": الذي كتب في مجلة الهلال بتاريخ 15 مارس سنة 1902م مقالًا بعنوان:(اللغة الفصحى واللغة العامية)، حيث يرى فيه أن:
{ سبب تخلف العرب عن الغرب هو التمسك بالفصحى!!؟}.
-:" أحمد لطفي السيد": الذي دعا في عام 1912م إلى:{ تمصير اللغة الفصحى!!؟}.
-:" سلامة موسى"، وهو: أشرسهم جميعًا، فقد تنكَّر لكل منجزات الإسلام والعروبة.
-:" لويس عوض": الذي يقول: " فما من بلد حي إلا وشبَّت فيه ثورة أدبية، هدفها تحطيم لغة السادة المقدسة، وإقرار لغة الشعب العامية، أو الدارجة، أو المنحطة!!؟".
-ومن لبنان::" أنيس فريحة"، و:" سعيد عقل".
وفي:( حزيران من عام 1973م عُقِد في برمانا) بلبنان:" مؤتمر": كان يهدف إلى: هدم اللغة العربية الفصحى، ولله الحمد فقد باءت محاولاتهم بالفشل في حينها من القرن الماضي بفضل الله، ثم بفضل جهود جبارة، وعقول واعية مُتَّقِدة، وهمم مثابرة تتفانى في سبيل صون العربية، لغة القرآن الكريم، دستور الله الكريم، ومن هؤلاء:( حافظ إبراهيم، ومصطفى صادق الرافعي، وخليل اليازجي، والمجامع اللغوية العربية... إلخ).




الاخ الامازيغي , ذكرت لنا في مقالك المحاولات المشبوهة و المؤامرات حسب تعبيرك , التي حيكت ضد العربية الفصحي و قد لعب دورها مفكرون و كتاب و مستشرقون , و لكنك لم تذكر لنا جوانب المغالطة و الخطأ في افكارهم و هل لقوة العربية دور في مقاومة هذه المؤامرات , ام ان اهلها لم يسيروا في طريق التجديد مثلما اراد لها اصحابها . اما بخصوص النصوص و المقالات التي اوردتها عن صحفيين و نخبة فهي حجج سياسية لا ترقى الى معالجة المشكل المطروح و ليست اجابة او بيان لمغالطات اعداء العربية الذين ذكرتهم في بداية موضوعك . انا عندي تساؤل ربما كان منطقيا و ارجو ان تتقبل تدخلى بصدر رحب . كلنا تعلمنا في المدرسة الجزائرية , هل تستطيع ان تفسر سبب عجز الجزائريين اقول سكان الوطن العربي كله عن الحديث باللغة الفصحى على الاقل بالنسبة للذين درسوها لمدة طويلة نسبيا . كيف يمكن فهم ان يدرس الواحد منا اللغة العربية الفصحى لعشرين سنة ثم لا تجد احدا يتكلمها بطلاقة حتى لو كان معلما للعربية او مديرا او مسؤولا او وزيرا . الواقع يؤكد ذلك و الحقيقة ان الكثير يجد صعوبة في الحديث أو كتابة مقال او نص دون ركاكة او تعبير سقيم و انا هنا اتحدث عن الغالبية العظمى و ليس عن قلة شاذة , بتعبير آخر كم نسبة الذين يتكلمون الفصحى, على الرغم من ان العربية تدرس من السنوات الاولى لعمر الطفل و الحقيقة اننا نجد اساتذة و معلمين و ايضا اطباء و مهندسين في كل الميادين و لكن مستوى اللغة عندهم متواضع جدا بالرغم من استعمالها في الاعلام و الإدارة و المدرسة و المسجد .

بلحاج بن الشريف 02-08-2015 11:09 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
لا يخفى على أي متابع للشأن التربوي في الجزائر ، التحرش باللغة العربية ، بل و بكل المدرسة الجزائرية ، لكونها تعتمد العربية كلغة تعليم رسمية . و بشيء بسيط من التأمل لا نجد هذه الفئة المناوئة للغة العربية ، و لكل ما هو جزائري مرتبط بالاسلام و العروبة ، إلا من الفرنكوفيليين ، الذين يشدهم الحنين إلى فرنسا (الاستعمارية) ، و هي الفئة المعروفة في الأوساط الجزائرية ب(حزب فرنسا) . و السيدة الوزيرة ، بمجرد اعتلائها عرش الوزارة ، أحاطت نفسها بكل هؤلاء المتفرنسين الذين لا يعرفون من لغات العالم إلا الفرنسية ، و هم يعادون كل اللغات الحية الأخرى ، و يحاربونها بالوكالة عن المنظمة الفرنكوفونية ، فقد حاربوا و لا يزالون يحاربون الانجليزية (لغة التكنولوجيا) ، و لا ننسى أبدا الحرب الشعواء التي أشعلوها في التسعينيات على إصلاحات السيد علي بن محمد ، الذي قرر تعليم الانجليزية منذ المرحلة الابتدائية ، تاركا حرية الاختيار للتلميذ بينها و بين الفرنسية ، و ما انتهت إليه حربهم بالكيد للوزير و طاقمه الملتزم بالمدرسة الجزائرية الأصيلة ... و استخلافه بوزير عابر من الخارج ، لهدم ما بناه رجال التربية خلال سنة كاملة من إصلاحات .. فأجهضوها في مهدها ، و رُدِمت كما تُردم النفايات بقرارات ، لم يشارك فيها رجال الميدان ، لا من قريب و لا من بعيد ، و كُلِّفوا بتطبيقها الفوري .. و ليست هذه حرب هؤلاء الموالين للفرنكوفونية الأولى ، بل حربهم ممتدة في الزمن امتداد تاريخ الاستقلال الوطني على الهوية الوطنية ، و قد حاربوا المدرسة الأساسية من قبل ، و اتهموها بكل النقائص ( و لا ننكر وجود جوانب نقص فيها قابلة للاصلاح ) ، و لكنهم قاوموها لسببين : أولهما أنها اتخذت اللغة العربية كلغة تعليم موحدة في كل الأطوار ، من الابتدائي إلى الثانوي ، و أصبحت الفرنسية فيها مجرد لغة أجنبية ككل اللغات الحية المدرسة في الجزائر ، لا تمييز بينها و بين غيرها . و ثانيا لأن مضامين البرامج رسمت على أساس حضاري تاريخي جزائري متصل بالتاريخ العربي الاسلامي ، و ليس له أي ارتباط بالغرب و أوربا من جانب الهوية الوطنية .
- إن الخرجة الأخيرة لوزارة التربية في عهد الوزيرة الحالية و مستشاريها الفرنكوفليين ، باعتماد العامية كلغة ، تعلم في المرحلة الابتدائية ، هي طريقة تعليم الاستعمار الفرنسي للغة العربية في فترة الاحتلال ، بحيث كانت المدرسة الاستعمارية تعلم الجزائريين اللهجات المحلية(الدارجة) كلغة منسوبة للجزائريين ، و في نفس الوقت منعت تعليم العربية الفصحى و أغلقت المدارس الحرة و قتلت شيوخ العربية ، و لم تسمح لأحد بتعلم العربية ، كحرب على الهوية الجزائرية .. و كانت فرنسا تنطلق في هذا بحكمها على اللغة العربية كلغة أجنبية .
- و ختاما ، نقول ،كما قال الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله ، إن اللغة العربية في الجزائر في دارها و بين أهلها .

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:18 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:

الأخ الفاضل:" بلحاج بن الشريف".
بارك الله فيك على كريم مرورك، وتميز مشاركاتك.
وضعت أصبعك على أحد المعاول المسلطة التي اللغة العربية لمحاربتها في عقر دارها، وبين أهلها!!؟.
نلتمس منك المزيد، وسنعود إن شاء الله لبيان أسباب ضعف اللغة العربية لدى بعض المستويات.

ونواصل بتوفيق الله سلسلة المقالات حول:"مسألة استبدال اللغة الفصحى بالعامية".

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:19 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الفرنكوفون الرجعيون ودعوة تدريس الدارجة
سهيل الخالدي


للمرة الألف ويزيد يثبت الفرانكفونيون الجزائريون بمختلف أطيافهم وتلاوينهم ومشاربهم أنهم الأكثر رجعية والأوسع جهلا والأعمق تخلفا في هذا الوطن المبتلى بسيطرتهم على دواليب الدولة.. فقد رموا في الآونة الأخيرة قنبلة دخانية وبالون اختبار حين قالوا إنهم ينوون اعتماد العامية في التعليم بالمدرسة الابتدائية الجزائرية، وهو تصريح وشى مباشرة بأنهم لا يعرفون الدارجة الجزائرية ولا اللغة العربية ولا يفهمون المجتمع الجزائري أصلا، كما لا يعرفون فلسفة وتاريخ التربية والتعليم في العالم ولا علم اللغات، ولا مفهوم الدولة الحديثة ولا حال الدولة الجزائرية.. وكل هذه الأمور مترابطة ترابطا شديدا بحيث لا يكاد ينفصل أي منها عن الآخر.
أولاً: من المعروف أن الدولة الجزائرية المستقلة قامت بعد ثورة عارمة توّحد فيها الشعب الجزائري، متحديا كل إجراءات التفريق والفتنة التي غذاها وزرعها الاحتلال الطويل، وبالتالي كانت الدولة مطالبة بترسيخ هذه الوحدة، وليس صناعتها، وأهم وسيلة لتوحيد أي شعب هي المدرسة، فالمدرسة الموحدة تخلق المجتمع الواحد، لذلك رأينا الفرانكوفين في تسعينيات القرن العشرين يتهمون المدرسة الجزائرية بصناعة الإرهاب الأصولي؛ علما بأن المدرسة الجزائرية مدرسة علمانية وليست دينية، فكيف استقامت لديهم تلك التهمة؟

ثانيا: من المعروف في علم اللغات المعاصر أن الجغرافيا تؤثر في اللغة، وهناك علم خاص اسمه علم الجغرافية اللغوية، وبناء على هذه الجغرافيا ليس هناك في العالم لغة ليس فيها لهجات، وهي الوسيلة الأسهل والأقرب لإثارة التباعد والصراعات بين المناطق الجغرافية في الدولة الواحدة، وفي الوطن الواحد، وقد سعت فرنسا لاستثمار هذه المسألة وعقدت عام 1904 في جامعة الجزائر مؤتمرا لذلك، كان من نتائجه الفورية تشجيع اللهجات المحلية، وتأسيس الإذاعات الناطقة بها، وتعميق التباعد الجغرافي بين الجزائريين حتى أن الذي يعيش في وهران مثلا يعتقد أن قسنطينة تعيش في كوكب آخر، ويتحدث أهلها بلغة أخرى، فكان لزاما على الدولة المستقلة أن ترسّخ الوحدة الوطنية نفسيا وثقافيا عبر اللغة المشتركة بينهم والثقافة المشتركة بينهم، وعبر تسهيل تنقلهم داخل وطنهم ودمجهم في العمل.

لذلك ليس صحيحا ما يشيعه الفرانكوفون بين الناس أن قرار اعتماد اللغة العربية في الجزائر كان بتأثير القوميين العرب من ناصريين وبعثيين أو من الإسلاميين من سلفيين وصوفيين، بل هو قرارٌ من صلب الاستراتيجية الجزائرية وحركة الشعب الجزائرية الوطنية، وكلنا يتذكر أن خبثاء الفرانكوفون هم الذين أشاروا على الرئيس بن بلة بإلغاء الدخول المدرسي 1962/1963 بحجة عدم وجود الإمكانات، وكان المقصود ضرب تأسيس المدرسة الجزائرية منذ اللحظة الأولى، ولما رفض وفتحت المدرسة الجزائرية سلطوا عليه الهيئة التأسيسية والمجلس الشعبي وبدأوا بمحاربة اللغة العربية لأنها أداة ووسيلة الوحدة الوطنية، وها نحن نراهم الآن يصرّحون بنيتهم في أن تكون الدارجة هي لغة التعليم أي ضرب الوحدة الوطنية التي ترسخها اللغة والمدرسة.

ثالثا: من المعروف أن الجزائريين يقولون بأن لهجتهم الدارجة هي أقرب اللهجات العربية إلى العربية الفصحى، وهو ما يقوله أيضا المصريون والفلسطينيون واليمنيون وكل العرب.. وهو قول صحيح تماما، لماذا؟ لأن اللغة العربية المبينة، لغة القرآن، هي خلاصة كل اللغات العروبية السابقة التي هي اليوم لهجات، فقد توّحدت تلك اللغات - اللهجات - في العربية المبينة، وهو ما لا ينطبق على اللغات الأوربية الغربية فهي لهجات انشقت عن اللاتينية، ومعروف أن الطبقة الأولى للغة العربية المبينة هي اللغة الأمازيغية الحميرية التي اندمجت في القاموس العربي المكون من 14 مليون كلمة تقريبا، أي أن الحديث عن التعليم بالدارجة هو ضربة قاضية للأمازيغية اللغة والناس وللوحدة الوطنية الجزائرية، أي أن أصحاب هذا التصريح يضربون الدولة الجزائرية التي يسيطرون على دواليبها، ويأتي هذا في الوقت الذي تنادي فيه الطبقة السياسية الشعب الجزائري للوحدة الوطنية في مواجهة الإرهاب!

رابعاً: المتأمل في الدارجة الجزائرية، يدرك أنها لا تختلف عن أية لهجة عربية مشرقية، ففيها كل ما في اللهجات - اللغات- العروبية من كأكأة وسأسأة، وشنشنة، وجأجأة... إلخ، لكنها بحاجة إلى التخلص من المفردات الفرنسية التي علقت بها، وهو ما فعلته اللغة العربية في المدارس المصرية والسورية وغيرها، حيث خلصتها من المفردات التركية التي علقت بها وأي دارس للهجات المشرق العربي يرى ذلك واضحا، كما أن اللهجة الجزائرية بما فيها اللهجة العاصمية هي اليوم أنظف منها في السبعينيات والستينيات وما قبلها، فهل يريدون إرجاع اللهجة الجزائرية؟ لماذا لا يصبرون بعض العقود حتى يتم تنظيف اللهجة؟ لماذا هم مستعجلون ويطرحون القضية في هذا التوقيت بالذات؟

خامساً: من المعروف أن الدعوات إلى اللهجات العربية بدأتها أوروبا في القرن السابع عشر، وخصصت لذلك مدارس وجامعات ومستشرقين ودعاة وأموالا طائلة، وجندت متعلمين عربا وغير عرب كتبوا مئات الكتب واقترحوا كتابة اللهجات وتغيير الأبجدية وتغيير النحو، وأصدرت في ذلك صحفا وأنتجت أشرطة سينمائية ومسرحيات وأغاني وصولا إلى الشعر بلا تفعيلة، وقد فشلت هذه الدعوات فشلا ذريعا ومهينا لأوروبا، فهاهي الدارجات العربية -وهي في الأصل اللغات العروبية التي تكوّنت منها العربية المبينة- رافد جديد للعربية الفصحى التي تزداد انتشارا، سواء في البلدان العربية عبر أجهزة القنوات الأوروبية، أو في أوروبا وفي أمريكا حيث بدأت بريطانيا والولايات المتحدة بالتخطيط لتعليمها في مدارسها، فالعربية الفصحى اليوم تحتلّ المرتبة الرابعة بين لغات العالم الحية، وهي تتقدم بالدارجة التي تُنظف بالفصحى أيضا، فإلى ماذا تهدف الدعوة إلى الدارجة: هل إلى تنظيفها؟ أم إلى تطويرها؟ أم إلى تحطيمها؟

تُرى ما هو المقصود من هذه القنبلة الدخانية وبالون الاختبار التي يلقي بها الفرانكوفون الرجعيون والمتخلفون؟.
أهو تقسيم الدولة الجزائرية إلى عدة دول كما تخطط فرنسا وبعض الدول الاستعمارية الأخرى منذ سنين؟ وهل يفعلون ذلك لجهالتهم أم لارتباطاتهم؟؟!.

هوامش:
*في عام 1904 عقدت فرنسا مؤتمراً في جامعة الجزائر، كان من نتائجه الفورية تشجيع اللهجات المحلية، وتأسيس الإذاعات الناطقة بها، وتعميق التباعد الجغرافي بين الجزائريين، حتى إن الذي يعيش في وهران مثلا يعتقد أن قسنطينة تعيش في كوكب آخر، ويتحدث أهلها بلغة أخرى.

*اللغة العربية تتقدم في أوروبا وفي أمريكا، حيث بدأت بريطانيا والولايات المتحدة بالتخطيط لتعليمها في مدارسها، والعربية الفصحى اليوم تحتلّ المرتبة الرابعة بين لغات العالم الحية وهي تتقدم بالدارجة التي تُنظف بالفصحى أيضا، فإلى ماذا تهدف الدعوة إلى الدارجة: هل إلى تطويرها؟ أم إلى تحطيمها؟

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:20 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
هل سيقودنا تدريس العامية إلى العصرنة؟
عمر أزراج



خلال هذا الأسبوع تداولت وسائل الإعلامية الوطنية تصريحا ملفتا للنظر ومثيرا للقلق صدر عن مسؤول كبير بوزارة التربية الوطنية بدرجة مفتش عام، أكد فيه أن اللهجة العربية الدارجة سوف تدرّس ويدرّس بها في التعليم التحضيري والابتدائي ابتداء من الموسم الدراسي القادم، ولكن وزيرة التربية السيدة نورية بن غبريط كذّبت أول أمس هذا الخبر واعتبرته مجرد "إشاعة"، غير أنها لم تعلن صراحة أن هذا المشروع لن ينفذ ولن يكون له مكان في المنظومة التعليمية ببلادنا.
في هذا السياق تابعت ردودا كثيرة منشورة في الصحافة الوطنية وفي شبكات التواصل الاجتماعي ترفض جميعا العمل بالعربية الدارجة في مدارسنا، وفي طليعتها رد جمعية المسلمين الجزائريين التي تعتبر نفسها حارسة اللسان العربي عندنا.
ويلاحظ أن التبرير المقدم من طرف هذا المسؤول التربوي بوزارة التربية لتسويغ إحلال العربية الدارجة محل اللغة العربية الفصحى في التعليم التحضيري والابتدائي يتمثل في هذه العبارات المقتضبة جدا التي نطق بها هكذا "الكثير من التلاميذ لا يحسنون إلا لهجتهم التي تعلموها في المنزل"، وجراء ذلك فإن "تعليم اللغة العربية الفصحى سيتم تدريجيا"، وأنه "لابد من تكامل بين لغة الأم وبين اللغة الفصحى"، و"يجب أن يتعلم التلميذ في مرحلة أولى اللغات الجزائرية".
ولكي تخفف وزارة التربية الصدمة، أو تقسيم الشارع الوطني حول هذه المسألة، فإنها قد صرحت أيضا وعلى لسان مفتش عام آخر أن "اللغة الأمازيغية ستعمّم انطلاقا من السنة الدراسية القادمة على 20 ولاية عبر القطر الجزائري" دون أن يسمي هذه الولايات، بطبيعة الحال لم يذكر مسؤولو هذه الوزارة ماذا سيفعلون باللغات الأجنبية مثل اللغة الفرنسية واللغة الانجليزية؟ وهل ستدرسان أيضا في الطور الابتدائي كلغات دارجة جنبا إلى جنب ما يسمى بـ"اللغات الجزائرية الدارجة"؟ أم أنها ستدرّسان كلغتين فصيحتين وتنفردان بالامتياز؟
من الملاحظ أيضا أن هذا التصريح المثير للجدل قد تمخّض عن أعمال الندوة التي انعقدت الأسبوع الماضي تحت إشراف ورعاية وزيرة التربية الوطنية، مما لاشك فيه أن مصير اللغة العربية، واللغة الأمازيغية باعتبارهما لغتين وطنيتين، وفقا للدستور، يجب أن لا يقرره نفرٌ من المفتشين والمربين والمسؤولين لا يتجاوز عددهم 100 شخص مهما كانت نياتهم حسنة أو كانت نظرياتهم ذات طابع بيداغوجي علمي تبرر بهذا الشكل أو ذاك تطبيق مثل هذا المشروع، وقبل عرضه على الرأي العام المدني والأحزاب والمؤسسات التشريعية لإشباعه درسا وتمحيصا وتحليلا، ومن ثم اتخاذ الإجراءات القانونية الملائمة بشأنه دون تجاوز الارادة الشعبية مهما كان الأمر.
ومن غرائب الأمور أن الجهات المعنية والمسؤولة مباشرة - عن الشرعية القانونية والسياسية واللغوية لأي إجراء يتخذ رسميا- مثل رئاسة الجمهورية، والمجلس الأعلى للغة العربية، والبرلمان، ومجلس الأمة، والمجلس الإسلامي الأعلى بقيت صامتة حتى الآن، ولم تتدخل فورا لتحسم هذه القضية ولإعادة الأمور إلى نصابها، إلى جانب ذلك، فإن التعليقات والمداخلات التي نشرت هنا وهناك قد اكتفت جميعا بمعارضة إحلال العربية الدارجة محل العربية الفصحى بدعوى أن مثل هذا الإجراء هو تهديد لركن من أركان الهوية الوطنية، ولكن أصحابها لم يتجاوزوا ذلك إلى فتح نقاش فكري علمي واسع حول المشكلة اللغوية في الجزائر، وحول عدم قدرة لهجات العربية الدارجة على أن تكون لغة العلوم التجريدية، ولغة الإدارة ذات التقنيات الدقيقة، والفلسفة ومصطلحاتها ومفاهيمها الأكثر تجريدا، والآداب والفنون الرفيعة وشتى أشكال ومضامين الثقافة العالمة المتطورة.
في هذا السياق، لابد من التذكير بأن اللهجات الدارجة في الجزائر كثيرة، وهذا يعني أن تعليم العربية الدارجة نفسه لن يكون موحدا وأن الأجيال الجزائرية القادمة ستصبح جزرا لغوية دارجة متفرقة ومتنافرة لا يجمعها جامع، ويعني هذا أيضا أن الهويات اللغوية لتلاميذنا ستصبح هويات "دارجة"، كما أن التخاطب فيما بينهم سوف يحتاج إلى مترجمين متنقلين بالملايين يوميا، وبذلك تكون بلادنا "سباقة" و"رائدة" في خلق شعوب جديدة تتكلم لهجات لا صلة ببعضها البعض.
ثم ما هو المقصود باللغة الأم؟ وهل اللهجات الدارجة بالعربية التي تتكلمها الأمهات الجزائريات (نسبة كبيرة منهن أميات) في مختلف القرى والمدن في شرق وشمال وغرب وجنوب ووسط الوطن ستمهد فعلا باتجاه ترقية منظومتنا التربوية وتأسيس وتعميم لغات العلم، والإدارة، والفكر والآداب والفنون الراقية؟ إن الجواب على هذا السؤال هو: لا، لأن هذه اللهجات العربية المستعمَلة ليست سوى إرث ثقيل لسلاسل مراحل الاستعمار الأجنبي بما في ذلك مرحلة الاستعمار الفرنسي الذي حرم الجزائريين والجزائريات من تعلم اللغة العربية، واللغة الأمازيغية على مدى قرن واثنين ثلاثين سنة، وبذلك فرضت على مجتمعنا الاعاقة اللغوية التي تعد مظهرا جوهريا للتخلف.
من المعروف أيضا أن اللهجات الأمازيغية في الجزائر متعددة ومختلفة مفردات ونطقا، وأنه لحد الآن لم تفعل الدولة الجزائرية بما في ذلك دعاة الأمازيغية شيئا يذكر لتوحيدها، وترقيتها، وترسيم الحروف الموحدة التي تكتب بها لتصبح لغة راقية تستوعب وتنتج الفكر والعلم والثقافة العالمة، إن هدر مثل هذه الفرصة الثمينة ستضاف، مع الأسف، إلى ركام الفرص الكثيرة الأخرى الضائعة منّا.
أليس جديرا بنا أن نستثمر مثل هذه الفرصة لنشرع في مناقشة وتحليل قضايا المنظومة التعليمية الكبرى، بدلا من اجترار مسائل لا طائل من ورائها في الوقت الذي نجد فيه التعليم الابتدائي في الدول الراقية يعامل كمرحلة مبكرة تتأسس فيها تقاليد صنع ثقافة التنمية المتطورة، والديمقراطية، والفاعلية الفكرية والعقل العصري؟ لماذا تأخرنا عن تخصيب الحوار المنتج حول المحاور الكبرى مثل كيف تبني اللغة الهوية، والديمقراطية والوعي النقدي، وبناء العقل العلمي النظري والعملي الفاعل، وكيف تصنع الشخصية الوطنية القاعدية وغيرها من أمهات القضايا؟

هوامش:
* اللهجات الدارجة في الجزائر كثيرة، وهذا يعني أن تعليم العربية الدارجة نفسه لن يكون موحدا، وأن الأجيال الجزائرية القادمة ستصبح جزرا لغوية دارجة متفرقة ومتنافرة لا يجمعها جامع، ويعني هذا أيضا أن الهويات اللغوية لتلاميذنا ستصبح هويات "دارجة"، كما أن التخاطب فيما بينهم سوف يحتاج إلى مترجمين متنقلين بالملايين يوميا، وبذلك تكون بلادنا "سباقة" و"رائدة" في خلق شعوب جديدة تتكلم لهجات لا صلة ببعضها البعض.

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:21 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

اتحاد الطلبة: مسعى تدريس العامية مساس بالدستور.

انتقد رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائرين، أودن منذر، في اتصال بـ "الشروق" الأحد، ما تم تداوله عبر وسائل الإعلام من خلال نتائج التوصيات التي خرجت بها الندوة الوطنية للتربية، حول تعميم تعليم الدارجة في المدارس.
حيث انتقد التنظيم على لسان رئيسه ما تم تداوله، معتبرا ذلك مساسا بالدستور أين طالب المتحدث بتطوير اللغة العربية وحتى اللغة الأمازيغية على أسس صلبة ومتينة..
وجاءت تصريحات رئيس الاتحاد، في خضم تواصل فعاليات الطبعة السابعة عشرة للجامعة الصيفية للاتحاد العام للطلبة الجامعيين بوهران في يومها الثاني تحت شعار "الجامعة والتنمية الاقتصادية"، التي عرفت مشاركة ما يقارب 900 مشارك وحضور الكثير من الوجوه والإطارات السياسية والعلمية ومديرين مركزيين من وزارة التعليم العالي، قصد إثراء برنامج الجامعة الصيفية، ليضيف رئيس الاتحاد أن اختيار موضوع وشعار الجامعة، لم يكن اعتباطيا، مشيرا إلى الترابط الوثيق بين البحث العلمي ونوعية التكوين في الجامعة والتنمية الاقتصادية، معتبرا أن عنصر التنمية مربوط بعنصر الاستقرار.

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:23 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

الببَّغائيَّة عند دعاة العامّية
عبد الرحمن عزوق



الدعوات المتكررة، منذ أن دخل المستعمِر بلاد العرب، تحمل بذور موتها بنفسها لأن هذه اللهجات الدارجة، كما يقول علماء اللغة، لا تصلح للأمور الجدية التي تحتاج إلى تسلسل منطقي وإلى ملاحقة منطقية أيضا، وأن هذه العاميات متعذرة عن الكتابة، نظرا للأشكال المختلفة التي يكسبها الجزء الصوتي الأصغر في الكلمة، وهو ما يُعرف في اللغات الأجنبية باسم (فونيم).
وهذه العاميات، أيضا، تقتصر على جماعة بشرية محدودة، فلا يُعقل أن نلقي درسًا بلهجة سكان غرب البلاد، ونطمح أن يفهمه أطفالٌ من شرق البلاد، بينما التدريس باللغة النموذجية المشتركة، قادر على فهمه من قبل الجميع.

مبرّرات أصحاب دعوات العامية:
يقول أصحاب هذه الدعوات المتكررة: واقعنا اللغوي المتنوع، كما هو معلوم، ناتج عن أحداث تاريخية، تعاقبت على بلادنا منذ قرون، ونظرًا لذلك فإن للطفلِ الجزائري خصوصياتٍ، وربما في بلاد عربية أخرى، حيث يجد منذ دخوله المدرسة، حالةً لغوية صعبة، تكون فيها اللغة العربية الفصحى لسانا جديدًا بالنسبة إلى لهجته الطبيعية التي اكتسبها بالأمومة، وتزداد هذه المشكلة صعوبة، حين يكتشف في واقعه لغات أخرى، من لهجات عامية إلى لغة عربية فصحى ولغة فرنسية، يتمّ بهما التدريس في مختلف مراحل التعليم.
ويقولون أيضا، للدارجة أهمية كبيرة عند الطفل أي المواطن، وهي التي تقوم بوظائف أساسية تتمثل في التخاطب اليومي، والتعبير عن الانتساب إلى مجموعة ثقافية حضارية واحدة.
أما بالنسبة إلى العربية الفصحى، فهي تقوم بوظيفة دينية (ناسين كل ما أنتجته من العلوم والآداب عبر عهود) أما لغة الصناعة، كما يقولون، أيضا، فتقوم بها اللغة الفرنسية، فالطفل أو المواطن الجزائري، ينشأ في محيط لغوي يختلف عن لغة التعليم، إذا تعلق الأمر بالدارجة يكون اختلافا محدودا، وتكبر النسبة إذا تعلق الأمر بخليطٍ من اللغات، زيادة على الاختلاف في المحيط المدرسي والبيئة الاجتماعية، ويزيد الأمر صعوبة.
ومن هنا يأتي الشعور بالغربة الناتجة عن هذا التعدد اللغوي، لأن الطفل يحس أنه غريب بين لغة التدريس واللغة المكتَسبة بالفطرة.
ومن هذه الأمثلة التي يسوقها هؤلاء أن الطبيب، مثلا، يتواصل مع المريض بالعامية، والمهندس يتواصل مع العامل في المصنع بالعامية، وقس على ذلك مختلف التخصصات.
ويقولون أيضا، إن لغة التواصل الطبيعي هي العاميات، وليس الفصحى، ومن ثمَّ، فإن الانفتاح على هذا الجانب أصبح تطويره واجبا تربويا!
هذا من جهة، ومن جهة أخرى، كما يقولون، فإن التواصل والحياة اليومية يتم بالدارجة، لذلك فإن تبنّي المقاربة الاتصالية بين المواطنين في تعاملهم اليومي يبرر هذه الدعوات، والتي تعكس في الإحالة، ضمن هذا التواصل إلى الدارجة التي تعوّد عليها الطفل المواطن.
وقد أصبحت هذه العاميات، عندهم، هي لغة الحياة اليومية في كل البلدان العربية، وليس فقط في الجزائر، تتعامل بها العامة والخاصة في شؤون الحياة، فالأئمة وأساتذة الجامعة والأدباء، كلهم يتكلمون بالدارجة.

الرد على هذه الدعوات المتكررة:
لا أحد ينكر أن اللغة العربية الفصحى تستمدّ قوتها من خصوصياتها الذاتية والموضوعية، التي تجعل منها لغة مرنة قادرة على التفاعل مع الإنسان والعالم، مسايِرة لما يُستجدّ في هذا العصر، ثقافيا وعلميا ومهنيا.
إنها الوعاء الفكري المتطور باستمرار للحضارة العربية الإسلامية، كما أنها الوسيلة الصالحة، من خلال تراكيبها وأنساقها النحوية والصرفية والصوتية والبلاغية والمعجمية، للتعبير عن القضايا المختلفة الفكرية والسياسية والاجتماعية، رغم بعض الصعوبات التي تعرقل إمكانية توظيفها في كل ما ذكرته.
وسبب هذه الصعوبات، في نظري، يرجع إلى عوامل داخلية تتعلق بأهل هذه اللغة، وخارجية ترتبط بالتأثير السلبي الذي تمارسه عليها اللغات الأجنبية المنافِسة لها من حيث الاحتكار التداولي الشفهي والكتابي.
إن تهميش الفصحى في تدبير الشأن التربوي، ومن ثم الشأن الاجتماعي والسياسي والثقافي وغيرها، وتعويضها بالعاميات، مهما كانت المبررات، لا يمكنه أن ينتج لنا نمطا من الوعي متسما بالتكامل والانسجام بين مختلف عناصره ومكوناته، بل ينتج خليطا من الوعي لا ينمُّ عن شخصية متكاملة بالمفهوم الاجتماعي والنفسي للشخصية.
أما على المستوى الحضاري، فلا ينتج هوية واضحة منسجمة الأبعاد والمكونات.
ومن وظائف الفصحى، أيضا، حماية الهوية الثقافية العربية الإسلامية، وتقوية الوحدة الوطنية، والتوافق الثقافي والاجتماعي.
ورغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في قطاع التربية والتعليم، منذ الاستقلال، فإن النتائج المحصل عليها، ظلت دون الأهداف المرسومة، وفي مقدمتها التعريب الفعلي، وهكذا أصبح القطاع الأكثر أهمية، يواجه صعوبات تتزايد، فتكرست المشكلة وأثرت انعكاساتها السلبية في باقي القطاعات، الأمر الذي أصبح الإصلاح الحقيقي معه حتميا وعاجلا.
وإذا كانت هذه هي حقيقة قطاع التربية والتعليم، عندنا، في علاقته مع ذاته ومحيطه، ومما لا شك فيه، أنه يعيش مفارقة كبيرة تتجلى في ضخامة الإنفاق وهزالة النتائج.

ماذا ينتظر من النخبة اللغوية عندنا؟.
الإجراءات التي يمكن أن تُتخذ، ينبغي أن تكون إجراءات علمية تنفذ إلى العمق، وتتطلب تكوين خطاب يُعهد تحضيرُه إلى المختصين في اللسانيات وعلم النفس والاجتماع والمجالات العلمية الأخرى.
ويبدأ هذا العمل من ضرورة تحديد وظائف هذه اللغة، ابتداء من الواقع، لأن الثقافة تتميز بتنوّعها، واللغة العربية لها وظائف متكاملة، كما قلت، وإسهامات إيجابية كثيرة جدا عن هذه الثقافة. وكل لغة تنمو وتتطوّر تحت تأثير عوامل داخلية وخارجية، كما رأينا.
ومن مهام النخبة اللغوية أن تجعلنا نتجاوز مرحلة المحافظة اللغوية إلى مرحلة التطوير اللغوي، مثلما فعل أسلافنا الميامين، وتجاوزها مرحلة النخبة المتعلمة إلى الجمهور المتعلم. وهذا هو الوقت الذي يجب على هذه النخبة أن تضع علوم اللغة بين يدي هذا الجمهور المتعطش لها، بشرط واحد هو أن تقدم له ميسرة حتى تروي ظمأه.
وبهذه الوسيلة، في نظري، نرد على دعاة العاميات القائلين بأن اللغة العربية الفصحى هي مجرد تاريخ وماضٍ انتهى.
على العموم، فإن التربية في جوهرها، هي إعداد المواطن لمواجهة الحاضر والمستقبل، ولما كان الحاضر دائم التغير، ولما كان المستقبل مجهولا، فهذا يفرض علينا الحاجة إلى التقويم الدائم لبرامج التكوين الأساسي- وليس بتغيير لغة التدريس- وإلى تدارك النقائص ومسايرة المستجدات في إطار التعليم باللغة الرسمية للدولة الذي يجب أن يؤخذ مأخذ الجد كمشروع لتطوير المنظومة التربوية والتعليمية من أجل إصلاح شامل وحقيقي.
وأعود إلى النخبة اللغوية فأقول: صحيح أنه من مشكلات اللغة العربية افتقارها إلى المصطلحات المختلفة التي تزداد يوميا، ولكن من الذي يضع هذه المصطلحات؟ أليست هذه النخبة هي المؤهلة لتوليد ما تحتاجه هذه اللغة من مصطلحات؟
إننا ننتظر من خبرائها القيام بهذه المهمة النبيلة.

اهتمام الأجانب باللغة العربية:
في الوقت الذي نلاحظ فيه الاهتمام باللغة العربية وحضارتها، حيث ازداد اهتمامهم كثيرا في السنوات الأخيرة، وتشهد أوروبا، حاليا، موجة متصاعدة من الانفتاح الثقافي على العرب ولغتهم، ومن إقبال الطلبة والباحثين الأوربيين على تعلّم اللغة العربية، نلاحظ تدنيا لُغويا مخيفا في جميع البلدان العربية، والجزائر بشكل خاص، وفي مختلف المستويات، حتى أصبحنا نسمع من يدعو إلى التعليم بالعامية!
وأخيرا، إن أفكارا أخرى لم أتطرق إليها في هذه السطور، بإمكانها أن تقدم لنا منطلقاتُها، رؤى، قد تكون متكاملة مع هذه الكلمة، أو مختلفة معها، الأمر الذي يثري هذا التصور لهذه المشكلة في شتى مكوّناتها ودلالاتها وأبعادها، ولكن الحيز المخصص لمثل هذه المساهمات يفرض عليَّ التوقف عند هذا الحد، شكرا.

* مفتش التربية الوطنية
محال على المعاش

أمازيغي مسلم 03-08-2015 05:24 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

وليم ولكوكس ودعوته إلى العامية!!؟
للأستاذ الدكتور:"جابر قميحة"



في فترات مُتقطعة كانت تثار مشكلة الفصحى والعامية، ولكن كان ارتباطها الوثيق بالوجود الاستعماري في وطننا العربي، على أنها - في أصلها - ظاهرة طبيعية في حياتنا اللغوية، ولكن الاستعمار استغلَّ هذه الظاهرة ليُحارب الفصحى بعد أن انحدر مستواها في العصر التركي الذي فُرضَت فيه اللغة التركية لغةً رسمية للدواوين والتعليم، وقد سارت خطة العداء للفُصحى في اتجاهين:
بدأت حَملات مسعورة تَكشف من ناحية عما زعموه من جمود اللغة العربية وصعوبتها وبداوتها وتخلفها عن حاجة العصر!!؟.
ومن ناحية أخرى: بدأت الدعوة للعامية وبيان ما فيها - على زعمهم - من فصاحة وسهولة ومرونة، وقدرة على التعبير عن مطالب الحياة العصرية، والقُدرة على تثقيف الشعب، وتعليم الأميين[1].
ارتفعت الأصوات المنكَرة الضاربة تدعوا إلى إحلال العامية محل الفصحى، وكان أعلى هذه الأصوات وأشدها جرأة ووقاحة صوت:" وليم ولكوكس"[2]: الذي كان يدعو دائمًا إلى محاربة الفصحى وإقصائها عن ميدان الكتابة والأدب، وإحلال العامية محلها، وقد ضمَّن دعوته هذه عملين مشهورين له:

الأول: محاضرة له بعنوان: "لمَ لَمْ توجد قوة الاختراع لدى المصريين الآن؟".

والثاني: رسالة نشرها بالإنجليزية بعنوان:
Syria, Egypt, North Africa, and Malta Speak punic not Arabic.
أي: "سوريا ومصر وشمال إفريقيا ومالطة تتكلم البونية لا العربية".
وقد ألقى:" ولكوكس" هذه المحاضرة سنة 1893م في نادي الأزبكية[3]، ودارت هذه المحاضرة حول فكرة أساسية مؤداها: أن سبب عدم وجود الاختراع لدى المصريين هو: استخدام اللغة العربية الفصحى في الكتابة والقراءة!!؟، وينصحهم بنبذ هذه اللغة الصعبة الجامدة، واتخاذ العامية أداة للتعبير الأدبي!!؟[4].
وواضح أن الهدف الحقيقي لولكوكس هو:" القضاء على العربية الفصحى، وحرمان أبنائها من تراثها في الدين والعلوم والآداب ليُسهِّل على الاحتلال مهمته"[5].
••••
وفي رسالته السابقة التي نشرها سنة 1936 - أي بعد محاضرته السابقة بقرابة ثلاثة وثلاثين عامًا - زعم أن اللغة التي يتكلمها الناس من حلب إلى مراكش بما في ذلك مالطة هي:" اللغة الكنعانية أو الفينيقية أو البونية"، وخص مصر بالبونية؛ لأن كلمة Punic تشبه كلمة Fenic التي كان يطلقها قدماء المصريين على الفينيقيين، كما زعم أن اللغة البونية التي هي أساس لغة الحديث عندنا: لا صلة لها بالعربية الفصحى؛ فقد دخلت مصر قبل أن تدخلها العربية الفصحى بألفي سنة، وأنها انحدرت إلينا من الهكسوس الذين أقاموا في مصر نحو خمسمائة سنة، والذين انتشرت لغتهم في أقطار عديدة حول مصر، حتى بلغت مالطة[6].
ويعود فيُهاجم العربية الفصحى بضراوة: فهي في رأيه:" لغة مصطنعة يتعلمها المصري كلغة أجنبية ثقيلة في كل شيء، وإن وصلَت إلى الرأس، فهي لا تصل أبدًا إلى القلب، تقف عقبة في سبيل تقدُّم المصريين، دراستها نوع من السُّخرة العقلية، حالت بين المصريِّين وبين الابتِكار، قضت على الطلبة النابهين من المصريين الذين كان يُرجى منهم كثير، وأدَّت صعوبة فهمها إلى حدوث بعض الكوارث التي شاهدَها أثناء إقامته في مصر، دراستها مضيعة للوقت، وموتها محقَّق كما ماتت اللاتينية!!؟".[7].
ويلحُّ على دعوته بأن:" تحل العامية محل الفصحى، وأن يعمَّم التعليم بها في كل المدارس، وحدَّد مدة هذا التعليم بعشر سنوات، رأى أنها كفيلة بتخليص المصريِّين من السُّخرة الثقيلة التي يُعانونها مكن جراء الكتابة بالعربية الفصحى!!؟"[8].
ولكي يؤكِّد دعوته بالتمكين للعامية على حساب العربية: ترجم مِن الإنجليزية إلى العامية المصرية نصوصًا من بعض روايات شكسبير[9]، كما ترجم الإنجيل إلى العامية، أو كما يُسمِّيها اللغة المصرية العامة[10].
وألَّف كذلك بالعامية المصرية سنة 1929 كتابًا بعنوان:" الأكل والإيمان" حاول فيه أن يُدخل العامية في نماذج عِلمية[11].
الهوامش:
[1] د. حاتم صالح الضامن: نحو لغة عربية سليمة (ص: 32).
[2] وهو مهندس ري إنجليزي، وفد إلى مصر سنة 1883 في أول عهد الاحتلال البريطاني لمصر.
[3] نُشرت المحاضرة بعد ذلك بالعربية الركيكة القريبة من العامية، في مجلة الأزهر التي كان يُشرِف عليها ولكوكس نفسه وأحمد الأزهري.
[4] نفوسة: مرجع سابق (ص: 35).
[5] نفوسة: مرجع سابق (ص: 35).
[6] نفوسة: السابق (ص: 37) وانظر أدلته الواهية (ص: 38).
[7] السابق (ص: 39).
[8] السابق (ص: 41).
[9] انظر السابق (ص: 55).
[10] انظر السابق (ص: 61).
[11] انظر السابق (ص: 67).



أمازيغي مسلم 04-08-2015 05:52 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
فرض العامية على الجزائريين.. إنجاز ما عجزت عنه فرنسا
عبد الحميد سرحان



وزارة التربية التي تترأسها نورية بن غبريط خرجت علينا في جريدة "الخبر" بتاريخ 28 جويلية 2015 في الصفحة 4 المخصصة لأخبار الوطن بخرجة "عارية" على لسان مفتش التربية السيد نجادي مسقّم الذي يصرح فيها بأن الدراسة في الابتدائي ستكون العام المقبل بالدارجة بحجّة "التدرج في تعليم اللغة العربية في الطور الابتدائي واستعمال مختلف اللهجات المحلية وذلك لتفادي صدم التلميذ الجديد الذي يلتحق بالمدرسة".
وهذا لعمري العذر الذي هو أقبح من الذنب كما يقول المثل.
هذا التصريح الخطير باسم وزارة مسؤولة وتشرف على تشكيل مستقبل أجيال المجتمع الجزائري، يعدّ تصريحا خطيرا في غياب استشارة كفاءات المجتمع لإعطاء آرائهم، ويطرح عدة تساؤلات، ويوحي بعدة دلالات لا تبشّر بخير، ولا تدل على شيء يوحي بمستقبل واضح للجزائر المستقلة.
كل ما يمكن أن نستشفه من هذا أن وزارة التربية والجماعة القائمة بتسييرها، تريد أن تعود بنا إلى المربّع الأول لتعليم اللغة العربية في الجزائر في عهد الاستعمار البغيض.
لست أدري لماذا يعاني هؤلاء من حساسية مفرطة تجاه اللغة العربية؟ وما هي المشاكل الموضوعية التي تعترضهم في تدريسها؟
وهل هناك أمة تدرس أبناءها بالدارجة؟ وما الفائدة من تعليم الدارجة؟ وأية دارجة نعلّم؟ هل هي دارجة وهران، أم قسنطينة وعنابة، أم تيزي وزو؟
لنسأل الفرنسيين أنفسهم الذين هم قدوة مسئولينا: هل يدرسون باللهجات الدارجة في مدارس فرنسا على تعدد اللهجات والقوميات فيها؟
إن الفرنسيين يعتزون بعلمانيتهم ولا يؤمنون بقوانين العالم الآخر، ومع ذلك فهم أشد الناس حفاظا على لغتهم المعقدة، وعلى فصاحتها ونقاوتها، وارستقراطيتها، لأنهم يقدسونها تقديسا ويعملون على نشرها في بقاع العالم بنطقها وبصعوبتها، لأنهم يرون حياتهم وشخصيتهم فيها.
ونحن المسلمين نفرّط بسهولة في لغتنا، لغة القرآن الكريم ونحاول الهروب إلى الدارجة بحجة "الصعوبة"، وخوفا من أن "يُصدم" بها الأطفال. أي منطق هذا؟ وما هذا الهراء الذي نسمعه؟ متى كانت لغة القرآن الكريم صادمة للأطفال وهو هدى وشفاء؟ إن الأطفال يتعلمون القرآن الكريم ويحفظون سوره قبل أن يذهبوا إلى المدرسة، فكيف تصدمهم لغته؟ وحتى الأمازيغ الأطفال ليست لهم مشكلة مع لغة القرآن وليست بغريبة عليهم كما يتوهم الخبراء المزعومون.
إن وراء هذا الإجراء الذي تعتزم الوزارة القيام به أهدافا غامضة إن لم نقل مغرضة لا تقل بشاعة وفظاعة عن الأهداف الاستعمارية.
إن هذه الأهداف المغرضة الغامضة، يستنكرها كل شريف من الشرفاء الجزائريين الذين وقفوا سدا منيعا في وجه المخططات التدميرية للشخصية الوطنية، فحرروا الأرض من قبضته اللعينة وعقدوا العزم على استرجاع شخصيته العربية الإسلامية التي أوّل مظهر لها هو اللغة العربية إذ لا شخصية من غير لغة. هذه الحقيقة يعرفها الاستعمار جيدا.
لنتذكر أن الاستعمار أول شيء قام به هو سن القوانين لتعطيل العمل باللغة العربية معتبرا إياها "أجنبية" في الجزائر، لأنها كانت تقلقه، ولأنه كان يعي جيدا أن أحسن وسيلة لنشر الوعي هي اللغة، وقد كانت اللغة العربية مؤهلة لذلك، ومن ثم منعها بقوة القانون، محاولا تعويضها بالدارجة، وهذا معروف لدى الجزائريين، ولكنه لم يفلح في ذلك طيلة 132 سنة.
ها نحن نفاجَئ من جديد بأن هناك من يريد أن يجعل الدارجة لغة للدراسة وللتعليم في الوقت الذي كان يجب أن نرى من الهيئة المشرفة على التعليم أن تسعى جاهدة من أجل تنمية اللغة وتطويرها عن طريق البحث والدراسة وإدخال الأساليب الجديدة التي تفيد الطالب والأستاذ معا، نرى منها الخوف على الأطفال من الاصطدام بهذه اللغة كأنها البعبع. ويا له من عذر لتبرير استعمال الدارجة.
ماذا يحدث في الخفاء؟ ألا يمكن أن يفسر هذا على أنه عرقلة مفضوحة للتعليم بالعربية؟ ألا يمكن أن يفسر هذا على أنه إعاقة مدبرة لكبح تطور ونمو وانتشار اللغة العربية ليخلو الجو لصالح الضرّة، لغة المستعمر التي لا تزال بمكانة ويحفظها حراس المعبد؟
ألا يمكن أن يوحي هذا بأن اللغة العربية التي تعدّ الخامسة في الأمم المتحدة، ويرددها مليار وخمسمائة مليون مسلم يومياً في صلواتهم، تعرقل في الجزائر في أرض المليون ونصف المليون شهيد؟
ماذا يدبر في الخفاء لهذا المجتمع الأصيل والكريم الذي استحق الحرية عن جدارة والذي لا يريد بديلا عن ثقافته وأصالته ولغته؟
إنه العار بعينه أن نرى بعد سبع سنوات من الكفاح الدامي وما يزيد عن الخمسين سنة من الاستقلال، من ينفخون في رماد الماضي ويريدون تثبيت اللغة الفرنسية في الجزائر بالقوة وعن طريق الوسائل الرسمية.
لا ندري ما هو المقابل لذلك، وماذا يستفيد المجتمع الجزائري من هذا الحماس لبقاء هذه اللغة التي أحدثت شرخا كبيرا في ذاتنا وأهانتنا في عقر دارنا؟
نحن لسنا ضد اللغة الفرنسية كلغة أجنبية في الجزائر، ولكننا ضد إيديولوجيتها التي ألحقت تخريبا وما زالت تلحقه بالبناء وبالشخصية الوطنية.
نقول لبن غبريط وجماعتها: لا لهذا التوجه الخاطئ.. لا لهذا الانحراف الخطير الذي ستنعكس آثارُه السيئة على مستقبل الأجيال في الجزائر، فوزارة التربية ليست مزرعة تصول فيها الوزيرة وتجول تزرع فيها ما تشاء ومتى تشاء في غفلة من رقابة المجتمع. وستكون كلمة الشرفاء كل الشرفاء بصوت واحد: لا.

أمازيغي مسلم 04-08-2015 05:55 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
لو كانت اللغة العربية رجلا لأشهرت سيفها..
عبد الناصر



الطريف التراجيكوميدي في الكتابة عن الصراع اللغوي من باريس بوجه عام وعن تفنيد مبررات دعاة الدراجة العامية بوجه خاص يجعل مني مصدر شبهة تعمق التشكيك في حقيقة هويتي الفكرية أكثر من أي وقت مضى استنادا لمعيار التطرف الإيديولوجي عند طرفي الصراع اللغوي القديم الجديد.
كتبت قبل سنة تقريبا فور صدور كتاب إيف بورجيه الذي دافع فيه عن اللغة الفرنسية وبكى فيه على سيطرة اللغة الإنجليزية، بينت كيف أن كل أنظمة العالم تجعل من اللغة عنوان هوياتها بالشكل الذي لا يتناقض مع انفتاحها على لغات وثقافات العالم في زمن تفرض فيه لغة الأقوى علميا وتقنيا واقتصاديا وبالتالي سياسيا الأمر الذي يجعل من المتطرفين اللغويين باسم وطنية وجدانية مفصولة عن واقع ميزان القوة على أرض المعيش الملموس مجرد أبواق يعزف أصحابها خارج منطق الغالب المهيمن بتقدم شامل سابق للغة. أسوق هذا الكلام معبرا عن حزني الكبير على بورج الذي بكى على اللغة الفرنسية لكنه لم يوقف زحف اللغة الإنجليزية التي يلجأ إليها كبار الباحثين الفرنسيين والأوروبيين لأنها لغة الأقوى علميا، وأنا بدوري أبكي على مصير اللغة العربية في بلدي الذي قال فيه بن بلة عقب الإستقلال " نحن عرب" وهو نفس البلد الذي قاد فيه بومدين التعريب من دون منهجية بيداغوجية وتأهيل علمي ومهني يتناغم مع واقع اقتصادي وإداري وسياسي وتم كل ذلك على مرأى ومسمع فرونكوفونيون كانوا يسخرون من تعريب ديماغوجي ودوغمائي أصبح اليوم مبررا ذهبيا في أيدي المتربصين لأخطاء وطنيين تعايشوا مع من لا يتحدثون اللغتين العربية والعامية مع زوجاتهم وعشيقاتهم وأبنائهم.
من منطلق الأمثلة والحقائق المذكورة، نستطيع القول وحتى الجزم أن مسلسل العبث بوجه عام وباللغة العربية بوجه خاص لم يبدأ مع الوزيرة بن غبريط التي أشعلت النار، عبث قبلها وزراء كما يحلو لهم ومن بينهم وزيرة سابقة معروفة تاريخيا بتوجهها الفرنكوفيلي وأصبحت تذبح اللغة العربية تجسيدا لتكتيك يصب في صلب الديماغوجية. هي المنظومة التي جعلت بن غبريط تطلق شرارة العامية كما أطلق من قبلها بن يونس شرارة الخمور وهي نفسها المنظومة التي قمعت الأمازيغ قبل الاعتراف بوجودهم اللغوي وهي نفسها المنظومة التي افتقدت لاستراتيجية تعليم علمي يأخذ بعين الاعتبار شروط التكوين الحديث بكل اللغات ولا يتلاعب بها خدمة لصراعات هدفها الهيمنة وفي ذلك يستوي الذين دافعوا عن اللغة العربية ديماغوجيا ودوغمائيا والذين كرسوا الفرنسية فعليا ودون تهريج وبروز أبواق العامية اليوم ليس وليد الصدفة وهو نتيجة طبيعية لمنظومة فاقدة لتصور تنموي استراتيجي شامل. لو كانت اللغة العربية رجلا لأشهرت السيف في وجوه كل الذين تاجروا بها سياسيا واشتركوا في التأمر ضدها رغم عداوتهم الإيديولوجية التي لم تمنعهم من التعايش تحقيقا لتوازن المصالح الجهوية والريعية لكنها منعتهم من استشارة الشعب المعني الأول والأخير في اللغة وغيرها من القضايا التي تجعل منه سيدا كما هو الحال عند الشعوب الحية كما تقول أمي الأمية.

أمازيغي مسلم 05-08-2015 04:46 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
العزة بالإثم!!؟
جمال لعلامي



طريقة ردّ ودفاع وتبرير وتوضيح ونفي أو تأكيد، وزارة "التغبية"، كان أتعس من قصة مسقم نجادي. فالأخير ومعه برمضان والوزيرة بن غبريط وكلّ الوزارة، جاؤوا "يكحلولها عماوها"!
حكاية تدريس العامية أو الدراجة مثلما ورد على لسان مسقم، تبقى خيالية، ونظريا غير قابلة للتطبيق، اللهمّ إلاّ إذا تمّ دسترتها وفرضها فرضا على التلاميذ في المدارس، لكن الملاحظ أن الوزارة فقدت البوصلة، ولذلك أخطأت التصرّف في كيفية "إسكات" الغاضبين وامتصاص غضبهم!
توضيحات بن غبريط وحاشيتها في وزارة التربية، صبت كلها أو في مجملها في "طبسي" الغموض. ولأن الأمر يتعلق بالدارجة، تجدني مضطرا إلى أن أكتب بهذه الدارجة حتى يفهم الكلمات التي ليست كالكلمات مسقم وجماعته من الذين يُريدون "تسقيم" المدرسة المريضة!
لقد أثبت المعنيون بالتوضيح، في وزارة التربية، وما أدراك ما التربية، أنهم لا يُجيدون فنون وضع النقاط على الحروف، ولذلك تحوّلت "الحبّة" إلى "قبّة" واستثمر فيها أنصار العربية. وهذا حقهم المشروع، طالما أن مسؤولي الوزارة يصرّون على العزة بالإثم!
بن غبريط دافعت دفاعا مستميتا عن اللغة العربية وقالت إنها اللغة الرسمية وإنه لا تراجع عن تدريسها، لكنها لم تنف بالفم المليان كلام مسقم وبرمضان، وفتحت بذلك عن قصد أو غير قصد الأبواب على مصراعيها للتأويل والتحليل والاجتهاد والاستنتاج!!؟.
الدارجة موجودة قولا وفعلا وسط الجزائريين، وهي مستعملة منذ زمن المدرسة الجميلة في "إفهام" التلاميذ عند التحاقهم الأول بالدراسة والتدريس، فما الذي جدّ وتجدّد يا ترى!!؟.
الجديد هذه المرّة، أن مسقم وهو المفتش العام للبيداغوجيا، حوّل أو كاد أن يحول العامية إلى "لغة"، ولو وضّح كلامه، بدل أن ينفيه أو يزيده غموضا، فاعترف وقال إن الدراجة "مسموح بها" لإفهام التلاميذ الجُدد بدل تدريسهم، لكان للتصريحات التي أثارت ضجة وضجيجا وحملة غضب واستنكار، معنى قد يُفهم في سياق آخر!!؟.
لكن، تصحيح الخطإ بخطيئة، والإلحاح على السير في طريق مسدود وبلا رجعة، أبقى على الغموض والإبهام، وزاد من الريبة والشك، وحتى إن كان بعض الظن إثما، إلاّ أن صاحب التصريح، و"المدافعين عنه" والمتورطين والمتواطئين معه، يتحملون حصة الأسد في "الفتنة" التي أيقظوها وأثاروا بها زلزالا وسط المجتمع!!؟.


أمازيغي مسلم 05-08-2015 04:47 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 

بن غبريط.. رمتنا بدائها وانسلّت!!؟
حسين لقرع



إزاء الرفض الواسع الذي أبدته مختلف فعاليات المجتمع لـ"اقتراح" وزارة التربية:( تدريس اللهجات العامية في الابتدائي!!؟)، صعّدت الوزيرة بن غبريط لهجتها واتهمت الرافضين لسياستها التربوية التغريبية الخطيرة بـ"تغليط الجزائريين" وقالت إن العربية ستبقى لغة التدريس الأولى، أما تدريس العامية فيبقى مجرد "اقتراح" لم تفصل فيه الحكومة بعد.
وبهذا التصريح ينطبق على الوزيرة المثلُ العربي الشهير "رمتني بدائِها وانسلّت"، فهي التي تقوم بتغليط الجزائريين ثم تتهم بذلك المناوئين لها.
لم نسمع أن أحداً ممن استنكر تعليم العامية، قال إن الأمر يتعلق بقرار رسمي أصدرته وزارة التربية بعد موافقة الحكومة عليه؛ فالجميع قال إن الوزارة تنوي تطبيق هذا الإجراء، إذا وافقت عليه الحكومة في اجتماعها القادم. وإذا تمّ ذلك، فسيتم تطبيقه ابتداءً من سبتمبر 2015، وهذا ما قالته الوزيرة بنفسها لصحيفةٍ فرنكوفونية.
وحينما تقول بن غبريط إن العربية ستبقى لغة التدريس، ثم تقول إن العامية ستُدرّس في السنة الأولى والثانية ابتدائي، فهي لا تقوم بتغليط الجزائريين فحسب، بل تحاول أيضاً تمرير هذا المقترح الخطير بعبارات معسولة لتخفيف وطأة الصدمة عليهم، فكيف تكون العربية لغة تدريس وفي الوقت نفسه يُدرَّس الأطفال بالعامية طيلة عامين!!؟.
لقد تحدّثت الوزيرة مراراً عن ضرورة تدريس اللهجات العامية للتلاميذ وزعمت أنها قادرة على "نقل المعرفة للتلاميذ" واتهمت ضمنيا الفصحى بالعجز عن ذلك، وادّعت أن التلاميذ لا يفهمونها ونتائجهم سيئة فيها، ولذلك ستتخذ العامية وسيلة لـ"تقريب الفصحى من التلاميذ".. أبعدَ كل هذا تتهم الوزيرة الرافضين لهذا "الاقتراح" الخطير على اللغة العربية، بتغليط الجزائريين!!؟.
وعندما تؤكد الوزيرة أن :"الضجيج المثار حول الموضوع لن يثني سعيها إلى إصلاح المنظومة التربوية"، فإنها تثبت في الواقع أن الأقلية الفرنكفونية العلمانية في الجزائر عازمة فعلاً على فرض إيديولوجيتها التغريبية المنحرفة على الجزائريين، وقد أعلنت الحرب على عناصر هويتهم، ولن تبالي بالرفض الشعبي الواسع للمساس بها، ما دامت تستند إلى جهاتٍ نافذة في السلطة تقف وراءها وتشدّ أزرها وتفرض توجّهاتها العوجاء على الجزائريين.
هذه الأقلية أصبحت تطبّق المقولة الشعبية المعروفة: "نلعبْ وإلا نخسّرْ"؛ فما دام الجزائريون يرفضون تعلّم الفرنسية ويفضلون عليها الإنجليزية كما تدلّ نتائجُهم في اللغتين، فإن هذه الأقلية التي تزعم أن الفرنسية "هي الأقرب إلى الجزائريين" وتعتبر العربية "أجنبية" و"غريبة" عنهم، هي بصدد الانتقام منهم عبر ضرب العربية التي يتشبّثون بها، من خلال تسليط العاميات الهجينة عليها لإفراغها من محتواها، وحينما يسمع التلميذُ في المدرسة لغة الشارع البسيطة التي اعتاد سماعها، فستنهار قيمة العربية وهيبتُها عنده ويحتقرها ولن يكترث بإتقانها... كما أن تحويل التربية الإسلامية والتاريخ إلى مادتين ثانويتين لا يُمتحن فيهما مستقبلاً سيجعله يزهد فيهما، علماً أنه مقترَح خطيرٌ آخر ينتظر أيضاً موافقة الحكومة.
لقد بات واضحا جليا اليوم أن الأمر يتعلق بمخطط تغريبي ديكتاتوري حاقد يُعَدّ الحلقة الثانية من سياسة بن زاغو، وهو يسعى إلى ضرب عناصر هوية الجزائريين في العمق من خلال "غبْرطة" الملايين من أطفالهم، والسكوتُ عن المخطط خيانة كبرى لها.

أمازيغي مسلم 05-08-2015 04:48 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
لغة في فرنسا.. واحدة فقط صنعت منها أمة
سليم قلالة





في فرنسا توجد أكثر من 40 لغة محلية، نذكر من بينها (chtimi، Picard، wallon، flamand، cauchois، normand، jersiais، breton، champenois، lorrain francique، alsacien gallo orléanais tourangeau، franc-comtois، corse، provençal، languedocien، catalan، basque...) إلى آخر القائمة التي يضيق بها المقال، نكتبها بالحرف اللاتيني لكي يبحث الجميع عنها ويعرف أن من بينها التي تتفرع إلى أكثر من 6 لهجات مثل الـfranc-comtois ومن بينها ما يتكلمه أكثر من مليون مواطن فرنسي مثل الـPicard التي لديها كتبٌ وقواميس واعتبرتها اليونسكو لغة في حالة خطر.
ومن بين هذه اللغات ما لم يعد يتكلمه سوى مجموعات قليلة.. ومع ذلك فإننا لم نعلم أن فرنسا قامت بتشتيت أبناء الوطن الواحد إلى 40 فرقة، بل عملت على توحيدهم ضمن لغة وطنية واحدة جعلت منهم أمة بين الأمم، وجعلت من لغتهم إحدى اللغات العالمية التي يسعى إلى تعلمها الناس عبر المعمورة، وإحدى لغات مجلس الأمن الدولي.
أما بعض سياسيينا ووزرائنا وبيداغوجيينا ومسؤولي وزارة التربية عندنا، فإنهم مافتئوا يتّبعون فرنسا في كل شيء، ويتعلمون ويعلمون أبناءهم لغتها بكل حرص، إلا أن يتبعوها في وطنيتها فلا.
عكس ذلك، لقد خالفوا كل الأعراف والقوانين والمواثيق الوطنية، وقبل ذلك كل الدساتير الجزائرية، وفوق ذلك دماء ملايين الشهداء الذين ضحّوا من أجل هذا الوطن، ليقترحوا لنا مدخلا لا يمكن إلا أن نطلق عليه مدخل التشتيت والتفتيت والبحث عن خراب البيت.
ألم يفصل الشعبُ الجزائري في أن هناك لغتين وطنيتين في الجزائر: الأمازيغية والعربية!!؟.
ما الداعي اليوم إلى الحديث عن لغات أمازيغية متعدّدة ولغات عربية متعددة بتعدد المدن والمناطق والجهات!!؟.
أي بيداغوجيا هذه وأي سياسة تربوية هذه التي يتكلمون عنها!!؟.
أليس في هذا دليلا آخر على ضعف مسؤولي هذا القطاع على أعلى مستوى؟ ألا يدل هذا على أنهم لا يدرون أن العالم يتوحد ولا يتشتت، وأنه كفانا أن نكون أمة تتكلم إحدى أعرق اللغات في العالم وهي الأمازيغية، وتمتلك أسمى لغة في الكون وهي لغة القرآن الكريم التي من واجبها المحافظة على الأولى وحمايتها باعتبارها آية من آيات الخالق؟
ما الذي دفع بهؤلاء إلى هذا المستوى من التفكير؟ أليس البحث عن التفتيت والتشتيت، في الوقت الذي تزايدت علينا التهديدات من كل جانب؟ ألم يحن الوقت لنقول لهم: إن التغيير الجوهري في منظومتنا التعليمية إنما يمرّ عبر إصلاح جذري وحقيقي يتم بأيدي أبنائها وليس بأيدي من لا يحسنون حتى تقليد فرنسا!!؟.

أمازيغي مسلم 06-08-2015 05:07 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
رسالة مفتوحة إلى بن غبريط وبرمضان
بشير عبد الرشيد



السيدة الوزيرة نورية بن غبريط، تحية طيبة بالعربية وبعد:
إن التخصص العلمي الذي تبحثين فيه وهو:" الأنثروبولوجيا الثقافية والاجتماعية": يؤهّلك لفهم الجماعات الاجتماعية المتنوعة، كيف تتحرك وتعبّر وتتواصل وتؤدي وظائفها المختلفة، ويؤهلك لتعرفي مميزاتها وخصوصياتها في أعراقها وأعرافها وعاداتها وتقاليدها وطقوسها وأداءاتها الرمزية، وممارساتها الاجتماعية والثقافية من الناحية الانثروبولوجية، ويؤهّلك أيضا لتعرفي أن العنصر الموحِّد للجزائريين جميعا هو العنصر اللغوي المتمثل في اللغة العربية الفصحى بما تحمل من دين وثقافة وتاريخ وجغرافيا وقيم اجتماعية وأخلاقية، ومقاومة المستعمِر الفرنسي.

وإلا: ما هو الهدف من الاقتراحات التي تم تقديمها في الندوة العلمية المزعومة؟ هل يعقل أن نعلّم الدارجة؟ إن فرنسا هي مثلك الأعلى، لِمَ لم تعلّم الفرنسية باللهجات الفرنسية المتعددة وتصرّ على التعليم بفرنسية أكاديمية علمية؟ ثم إنكِ أنت ومن معكِ لم تقترحوا أن تعلّم الفرنسية في الجزائر لتلاميذ الابتدائي بالدارجة إلى أن يتم فهمها وإدراكها تدريجيا، وإنما تلزمون المعلمين لها بألا يتحدثوا أية كلمة بلغة أخرى غير الفرنسية. بل وأكثر من ذلك أنت واحدة من الذين كانوا يدعون إلى جعل اللغة الفرنسية في السنة الأولى ابتدائي ومعك أمينك العام الدكتور فريد برمضان، ولمّا لم يكن ذلك ممكنا تشبثتم بها في السنة الثانية ابتدائي، ولما كذبكم الواقع جعلتموها في السنة الثالثة ابتدائي، وقد اكتشفتِ هذه السنة في امتحانات البكالوريا أن جزءا كبيرا من أبناء الجنوب والجزائر العميقة ليس لهم معلمون بالفرنسية، فقررتم اجتيازهم البكالوريا دون حساب الفرنسية.. فماذا تسمين هذا؟ وفي الوقت نفسه تغلقون الأبواب أمام اللغات الأخرى وبخاصة الإنجليزية مع أنها لغة العلم والتكنولوجيا في العالم، من أجل إبقاء الفرنسية في الجزائر.. إنه والله لأمر عجيب.
ثم هل يعقل أن يتم الاستغناء عن اللغة العربية والتاريخ والجغرافيا والتربية الإسلامية والفلسفة في امتحانات البكالوريا لغير الأدبيين؟ ماذا بقي للتلميذ كي يُمتحن فيه؟ من قال لكم إن هذه المواد "ثانوية" ولا تفيد الطالب؟ هل يمكن أن نكوّن إطارا علميا بلا ثقافة وبلا فلسفة ومنطق تفكير، وبلا لغة بلده؟ أي تفكير هذا؟ لأي مجتمع تكوّنون إطارات المستقبل؟
ويجتهد الدكتور برمضان في توضيح هذه المسائل ويحاول أن يقنع بها الشعب؛ فيدعو إلى عدم "تسييس" المدرسة، والتخلص من "الإيديولوجيا الضيقة" في المنظومة التربوية، ويشتكي من "جهل" الذين لم يفهموه؛ لأنهم "لا يملكون قاعدة أساسية في اللسانيات وعلم التعليم واللغات" كما زعم، وكنا سنكون سعداء بما تفضل به، لو لم يقع هو نفسه في المحظور الذي دعا إليه.

السيد المحترم برمضان: هل هذه الاقتراحات بعيدة عن الإيديولوجيا؟ لا أعتقد ذلك؛ لأن هذه الاقتراحات التي قدمتموها كأنها تخص مجتمعا لا يوجد إلا في أذهانكم، وأنت واحدٌ من المعروفين بالدفاع المستميت عن الفرنسية في الجزائر، كنتَ عنصرا فعالا في ذلك في اللجنة الوطنية لإصلاح المنظومة التربوية التي ترأّسها بن زاغو، وكنت ومن معك من المصادرين للآراء التي تخالفكم.

هل يوجد ألمانيٌ أو إنجليزي أو أمريكي أو فيتنامي أو فرنسي... عالما كان أم طبيبا أم مهندسا أم متخصصا في الذرة.. لا يعرف لغة بلده، ولا يجيد الحديث والكتابة بها ولا يؤمن بجدواها؟
تظهر كثيرا من الممارسات والاقتراحات كأن اللغة العربية الفصحى ليست هي اللغة الرسمية والوطنية في وجدان هؤلاء..
نكتة بل مسخرة أخرى؛ أو إن شئت فقل: جريمة أخرى هي: إجراء امتحان شفوي في اللغات في البكالوريا، ونحن نتساءل: لماذا هذا الامتحان؟ ما الهدف منه؟ وكيف سيجرى؟ ومن يسهر على إجرائه، ويحقق الموضوعية العلمية في تقويمه؟
ربما سيكون الهدف إقصاء كل من لا يعرف اللغة الفرنسية من النجاح في البكالوريا، ويتمّ انتقاء قلة قليلة بدعوى معرفتها للغات أو للغة الفرنسية على وجه التحديد..
لابد من التذكير هنا ـ بخطورة الهجانة اللغويةـ برأي الدكتور مصطفى محسن، المتمثلة في تشتت عناصر المشهد اللغوي في مجتمعنا، والمتمثلة أيضا فيما تمارسه اللغة الفرنسية من هيمنة على تدبير مختلف دواليب الشأن العام، ومن إقصاء وتهميش للغة الوطنية العربية، وفي هذا السياق لا بد من التذكير أيضا بالاستتباعات الخطيرة لهذا الوضع على مستوى "المواطنة" ونشر المعرفة والتنمية، وقد أورد العقيد عمار بن عودة في حوار لجريدة "الشروق" بتاريخ 01 نوفمبر 2014 العدد 4543 أجرته معه الصحفية حسينة بوشيخ، في إجابته عن سؤال: ماذا استفادت الجزائر من اللغة الفرنسية في الجانب الاقتصادي؟ فرد قائلاً: "إن الرئيس المرحوم الشاذلي بن جديد عندما كان متوجها إلى نيويورك في إحدى زياراته الخارجية، عبّر ميتيران في تصريح له عن استغرابه من تلك الزيارة وقال: ماذا يفعل الشاذلي في نيويورك ونحن لدينا 100 ألف جندي في الجزائر؟ لقد اعتبر الجماعة التي تعمل لصالح فرنسا جنوده"، وهو محق في ذلك، وهذه الاقتراحات التي خصت المنظومة التربوية تبيّن أنها نابعة من هؤلاء "الجنود" الذين تقلدوا المناصب - المفاتيح واستولوا على المسؤوليات بحجة أنهم يمثلون العلم والمعرفة والعصرنة والحداثة، واستمتعوا بخيرات البلاد، وأكلوا الغلة وهم غير أوفياء للملة. إن بينهم وبين واقع الجزائريين قطيعة عميقة بدليل أنهم لا يعرفون هذا الواقع، وإن أطروحاتهم غريبة ومتجاوزة، وأن المثقفين والعلماء الفرنسيين المنصفين لا يقبلون هذه الأطروحات الغريبة.
وبعد هذا، السيدة الوزيرة المحترمة، نرجو منك أن تعرفي واقع الجزائريين حقيقة؛ لأنه ـ كما يبدو ـ لم تستفيدي من تخصّصك العلمي المهم في المحافظة على النسيج الاجتماعي وتناسقه وانسجامه.

هوامش:
* هل يعقل أن نعلّم الدارجة؟ إن فرنسا هي مثلك الأعلى، لِمَ لم تعلّم الفرنسية باللهجات الفرنسية المتعددة وتصرّ على التعليم بفرنسية أكاديمية علمية؟ ثم إنكِ أنت ومن معكِ لم تقترحوا أن تعلّم الفرنسية في الجزائر لتلاميذ الابتدائي بالدارجة إلى أن يتم فهمها وإدراكها تدريجيا، وإنما تلزمون المعلمين لها بألا يتحدثوا أية كلمة بلغة أخرى غير الفرنسية.

*هل يوجد ألمانيٌ أو إنجليزي أو أمريكي أو فيتنامي أو فرنسي.... عالما كان أم طبيبا أم مهندسا أم متخصصا في الذرة.. لا يعرف لغة بلده، ولا يجيد الحديث والكتابة بها ولا يؤمن بجدواها!!؟ .


أمازيغي مسلم 06-08-2015 05:08 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الجدل حول العاميّة وما يخفيه!!؟
عثمان سعدي



هكذا يحاوَل من جديد مناهضة العاميات للعربية الفصحى وذلك من أجل زرع الشك في وضع اللغة الفصحى في المنظومة التربوية الجزائرية.
لقد نُشر تكذيب من طرف وزيرة التربية. لكنه غير مقنع تماما، والتحرك الحيّ الذي حدث من الرأي العام هو الذي أدى إلى هذا التراجع. لكنه تراجعٌ مظهري فقط.. لأن تك القرارات للندوة الوطنية لم تصدر بالصدفة؛ إنها تؤكد أنه يوجد مشروع يهدف إلى زعزعة وضع اللغة العربية الفصحى في التعليم. ويتستّر هذا المشروع وراء حجج تقنية وبيداغوجية تحت عنوان "جزأرة التعليم"، كما ورد في قرارات الندوة المذكورة، التي جرت لتمريرها مع اختيار زمن العُطل، وتعمّد عدم مشاركة ممثلي غالبية الأسرة التعليمية، مع إعطاء حصة الأسد للإطارات ذات الحساسية الفرنكفونية.
إن الشعار الداعي إلى مناهضة مزعومة للعامية للغة الفصحى تعود إلى العهد الاستعماري الذي حاول بدافع من خوفه من القوة الحضارية والثقافية للعربية الفصحى، فهو يرى أن الفصحى هي القادرة وحدها على مواجهة اللغة الفرنسية في الميادين الاجتماعية والإدارية والاقتصادية. واللوبي الفرنكفوني الجزائري عمل منذ الاستقلال على رفع شعارات وحجج المستعمرين الفرنسيين. إن حجة استعمال العامية وتقديمها على أنها "اللغة الأمّ" لتسهيل تعلّم العربية ما هي إلا مغالطة خبيثة؛ فالعربية الدارجة والعربية الفصحى يعودان للعربية، وليستا لغتين لا علاقة لبعضهما البعض كما يحاول بثه اللوبي الفرنكفوني وذلك من أجل هدف واحد وهو تثبيت اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في الجزائر. إن التحدث بالعربية الدارجة في المنزل ما هو إلا إعدادٌ طبيعي لعربية المدرسة، لكنه ليس إعداداً لتعلّم الطفل الجزائري للغة الفرنسية. ومن الغريب أن هؤلاء يصيرون فجأة مناصرين لتعليم اللغة الفرنسية الفصيحة دون المرور على دارجتها.
في بلدان العالم بما فيها فرنسا فإن الحجج البيداغوجية تقول بأن لغة المدرسة هي الأفضل مستوى، فهم يرون أن تعليم اللغة الأدبية هو الأفضل وذلك بتعميمها ودمقرطتها في المجتمع من أجل رفع المستوى الثقافي كما يتم في سائر البلدان المتقدمة.
إن بلدنا يعرف في ميدان التربية وضعا غير مسبوق سواء على المستوى الوطني أو العالمي: والمتمثل في وزيرة التربية التي لا تعرف لغة المدرسة، وهذا هو الذي يفسّر تصرفاتها. وفي هذا المستوى، لا يمكن لنا أن نتكلم عن كفاءة تقنية تكون معزولة عن الكفاءة الثقافية. إنه ببساطة عبارة عن عنصر أساسي يتمثل في اللاّكفاءة المتجسّمة في عدم قدرة هذه الوزيرة على النهوض بالمنظومة التربوية الوطنية، وفي محاورة سائر عناصرها. إن تخليها عن الوزارة يأتي كضرورة منطقية.
وعلى كل حال، فإن هذه المرحلة من مسيرة الحصار الدائم التي تعاني منه لغتنا الوطنية، يتطلب الضرورة العاجلة لوضع حدٍّ للتدهور المستمر الذي يمثل عدواناً على الدستور. لقد لفتنا في عدة مناسبات انتباه السلطات إلى هذا العدوان المتمثل في إبعاد اللغة العربية عن الحياة الاقتصادية، والتهميش الجماعي والدفع للبطالة لحاملي الشهادات باللغة العربية، وإلى بث لغة مشوّهة عربيةـــ فرنسية في وسائل الإعلام، وعدم احترام الوزراء أنفسهم للوضع الدستوري للغة العربية كلغة رسمية، إلى آخره...
من أجل كل، هذا فإننا نطلق نداءً إلى سائر الأحزاب والمؤسسات والشخصيات الوطنية، الغيورين على الثوابت الوطنية سواء أكانت بالسلطة أو بالمعارضة، أن يهبّوا لعقد "ندوة وطنية للدفاع عن اللغة العربية والرقيّ بها".

هوامش:
* تلك القرارات للندوة الوطنية لم تصدر بالصدفة؛ إنها تؤكد أنه يوجد مشروع يهدف إلى زعزعة وضع اللغة العربية الفصحى في التعليم. ويتستّر هذا المشروع وراء حجج تقنية وبيداغوجية تحت عنوان "جزأرة التعليم"، كما ورد في قرارات الندوة المذكورة، التي جرت لتمريرها مع اختيار زمن العُطل، وتعمّد عدم مشاركة ممثلي غالبية الأسرة التعليمية، مع إعطاء حصة الأسد للإطارات ذات الحساسية الفرنكفونية.

* إن حجة استعمال العامية وتقديمها على أنها "اللغة الأمّ" لتسهيل تعلّم العربية ما هي إلا مغالطة خبيثة؛ فالعربية الدارجة والعربية الفصحى يعودان للعربية، وليستا لغتين لا علاقة لهما ببعضهما البعض كما يحاول بثه اللوبي الفرنكفوني وذلك من أجل هدف واحد وهو تثبيت اللغة الفرنسية كلغة ثالثة في الجزائر.

أمازيغي مسلم 06-08-2015 05:10 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
القرآن بالعامية!!؟
عبد الناصر



روى المرحوم:" نايت بلقاسم": قصة بليغة، فيها الكثير من الألم ومن الرسائل أيضا، وقعت في مدينة الدار البيضاء المغربية في منتصف القرن الماضي لدكتور ألماني، قرّر أن يتميز عن أبناء جلدته، فسار إلى بلاد المغرب من أجل تعلم اللغة العربية، ليكون دون الألمان متقنا للغة لا أحد يجيدها في بلده، فتعرّف على دكتور أدب مغربي، وباشر تعليمه المركّز، فقضى قرابة الخمس سنوات يلتهم أحرفها وشِعرها وأمهات كتبها، إلى أن حفظ القرآن الكريم وكل المعلقات الجاهلية وروائع حافظ إبراهيم وشوقي، فخرج يشمّ هواءها في شوارع الدار البيضاء، وهو يشعر بأنه قد بلغ النجوم، فراح يتمتع بما تعلّم من خلال استعماله لأول مرة اللغة العربية في شوارع الدار البيضاء، متحدثا لعامة الناس بعربيته الفصيحة دون دكتور الأدب العربي، الذي رافقه على مدار سنوات تعلّمه العربية، فصادف طفلا صغيرا فخاطبه: هل تدلني يا صبي على عربة تجرّها دابة، لأتجول في أرجاء مدينتكم؟، ولكن الصبي المغربي البريء، لم يفهم شيئا من كلام الدكتور الألماني، فاستعمل معه مرادفات أخرى، لا تجدها سوى في المنجد العتيق للغة العربية، ولكن الصبي المغربي بقي ذاهلا غير فاهم لكلام الدكتور الألماني، فتنقل إلى صبي آخر وثالث، وبقي يبحث عن مغربي يفهم كلامه، ثم عاد إلى مكان إقامته يطلب رفيقه دكتور الأدب، ليخبره بما حدث له، فردّ عليه أيضا ببراءة: كان عليك يا صديقي أن لا تحدثه بالفصحى، كان عليك أن تقول له بدلا عن كلمة أرجو أن تدلني: "نبغي"، وإذا سافرت إلى الجزائر تقول له "حاب"، وفي مصر "عايز"، وفي لبنان "بدّي"، وهنا أمسك الدكتور الألماني برأسه، وصاح بلغة عربية بليغة:
" يا ويلتي على عمر أفنيته في تعلم لغة: لم تُركبني حتى حمارا!!؟".
كان هذا جزاء استعمال اللهجة الدارجة في الشارع، فما بالك باستعمالها في المدرسة، كما يُحضر لذلك:" فريق السيدة نورية بن غبريط": الذي صام عن الإصلاحات الحقيقية لإنقاذ المدرسة الجزائرية، وعندما حاول العلاج، راح يبحث في تسوّس ضرس بدن يئن بأورام خبيثة تنخره في كل مكان، وإذا كان الحديث عن العامية في الطور الابتدائي في حد ذاته كارثة، فإن الطامة الكبرى تكمن في التبريرات التي تقدمها السيدة الوزيرة، فهي تارة تتحدث عن سوء فهم الناس لهاته القرارات، وأخرى تتحدث عن كون الصغار سيُصدمون بلغة لا يفهمونها، وكأنها لا تعلم بأن أطفال السنة الأولى والثانية وما قبل التحضيري، مجبرون على حفظ سور من القرآن الكريم من دون اللجوء إلى استعمال العامية، التي وصفها رئيس الجمهورية نفسه في أحد خطاباته بكونها معجونة باللغة الفرنسية، وتحدث ساخرا عن كون بعض الجزائريين يتحدثونها لعدة دقائق دون أن يذكروا منها كلمة عربية واحدة.
لو طالب هؤلاء:( العباقرة أو الخبراء!!؟): الذين قدّموا النصيحة للسيدة بن غبريط، بالعودة إلى الفرنسية في التدريس: لهان الأمر، ولو اختاروا كدول خليجية مثل: الإمارات العربية وقطر اللغة الإنجليزية، وطلقوا العربية في التدريس بالثلاث: لهان الأمر.. لكن أن يعودوا إلى العامية، فذاك ما لا أحد فهمه، ولا نظن أن السيدة نورية بن غبريط رمعون فهمته!!؟.

أمازيغي مسلم 08-08-2015 04:29 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
دلالة فشل أكيد لبن غبريط
سليم قلالة



لمحاولة الفاشلة التي تسعى وزيرة التربية القيام بها بشأن اللغة العربية ينبغي التنبيه إلى خطورتها ودلالتها ورمزيتها، وينبغي إيصال هذا الأمر إلى أعلى سلطات البلاد ليتحمّل كل مسؤوليته بشأن مسألة في تقديرنا هي مخالفة للدستور أولا، وقد يكون لها تأثيرٌ سلبي على أمننا الوطني وتماسك وحدتنا الداخلية ثانيا.
هذه المحاولة الفاشلة، بدون شك، لا تستند إلى أي أساس دستوري أو بيداغوجي أو سياسي، ولا يمكن أن نعتبرها خطوة من خطوات الإصلاح، لا بالنسبة للسياسة التربوية ولا لتحسين مستوى اللغات في بلادنا. والمبررات المقدمة لمثل هذا الخيار "المريض" لا تستقيم، ذلك أن العالم لم يعرف بلدا واحدا بَنى عليها سياسته التربوية. فكيف بنا نحن؟ ولماذا في هذا الوقت بالذات؟
إن العامية التي تبشر باستخدامها عبثا الوزيرة الحالية لن تعالج أبدا مسألة ضعف مستوى اللغات في بلادنا، عكس ذلك ستُحطّم ما بقي لنا من لغة سليمة، وستجعل من أبنائنا فئران اختبار وتحضّرهم ليفقدوا الحد الأدنى الذي مازال يمكن أن ننقذه لديهم على مستوى اللغات.
المعروف أنه لم يكن للجزائريين في يوم من الأيام مشكلة مع لغتهم المحلية، بل غنوا بها الشعر الملحون من أجمل ما غنوا، وأنشدوا بها الأناشيد الثورية التي ألهبت المشاعر. وفي أحلك حقب الاستعمار وهم يتعلمون الفرنسية على قواعدها الصحيحة، كانوا يحفظون عن ظهر قلب قواعد اللغة العربية السليمة ويقرؤون بها القرآن.. وكم من إطار سام ومثقف اليوم يتقن اللغتين معاً اليوم، وأولهم رئيس الجمهورية؟ هل مَر على دارجة بن غبريط؟
وحتى غداة الاستقلال كنا عندما ندخل الكُتَّاب، كُنّا نتعلم اللغة العربية على أصولها، وعندما نلتحق بالمدرسة التي لم تُعرَّب بعد، نتعلم الفرنسية على قواعدها السليمة.
فكيف بنزوة شخص أو مجموعة أشخاص اليوم، تسعى لإحداث كل هذا الإرباك غير المبرر؟ لماذا نخلق لأنفسنا مشكلاتٍ نحن في غنى عنها؟
هل استخدام الدارجة هو الذي سيحل مشكلة المنظومة التربوية ويضعها ضمن الرؤية الصحيحة؟ أليست هذه مغالطة في الطرح؟ أليس في هذا خلل في منهج الرؤية؟
إننا لا نريد لمنظومتنا التربوية أن تسير باتجاه المشكلات الثانوية، ولا لسياسة التربية أن تنزل إلى هذا المستوى المتدني من النقاش الذي عفا عنه الزمن. إننا لا نريد خيبة أمل مرة أخرى في هذا القطاع، بل علينا أن نبحث عن طرح يكون في مستوى تطلعات شبابنا نحو المستقبل؛ نحو الانفتاح على اللغات العالمية وعلى التكنولوجيات المختلفة بلغاتها، نريد الأمل لا اليأس.

أمازيغي مسلم 08-08-2015 04:30 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
عمال التربية يرفضون التدريس باللهجات العامية



وجّه الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين نداء إلى رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، ناشده فيه التدخل العاجل لوضع حد لما اصطُلح عليه بترسيم اللهجة العامية في المدرسة الجزائرية، كما أنه وجه نداء آخر للطبقة السياسية، وفعاليات المجتمع المدني، والشركاء
الاجتماعيين، والمُربين، وكل الغيورين على ثوابت الأمة من أجل توحيد الجهود والدفاع عن المدرسة الجزائرية، ووقف مهزلة المهازل التي تريد بن غبريت من ورائها تعطيل التدريس باللغة العربية حتى يلتحق بها تدريس اللغة الفرنسية جنبا إلى جنب ابتداء من السنة الثالثة ابتدائي.
ناشد الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة التدخل العاجل لوقف مهزلة المهازل التي طرحتها وزيرة التربية نورية بن غبريت رمعون، المتمثلة في تدريس التعليم التحضيري والسنتين الأولى والثانية ابتدائي باللهجات العامية، كما ناشد أيضا الطبقة السياسية، وكافة مكونات المجتمع المدني، والمربين، وأبدى معارضته الشديدة ورفضه المطلق لهذا المسعى التدميري والتخريبي للمدرسة الجزائرية والمجتمع الجزائري. وقال في البيان الذي أصدره بهذا الخصوص، تسلمت »صوت الأحرار« نسخة عنه: »لا يمكن أبدا بعد أزيد من نصف قرن عن استقلال الجزائر تحقيق ما عجزت عنه فرنسا الاستعمارية في ضرب اللغة العربية طيلة احتلالها للجزائر«، مضيفا أن »هذا الذي تريد تطبيقه بن غبريت ومن معها في الجزائر اليوم لصالح فرنسا، فرنسا نفسها لا تؤمن بتطبيقه عندها، لأنها لا تؤمن باللهجات العامية، وتصر على إبقاء فرنسا موحدة لغويا بلغتها الوطنية الرسمية الوحيدة على غرار مختلف الدول المتقدمة«.
وقال البيان: »التصريحات المتتالية الصادرة عن وزارة التربية الوطنية باستعمال اللهجة العامية في التدريس بالنسبة للأقسام التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي دون الرجوع للشركاء الاجتماعيين والطبقة السياسية وفعاليات المجتمع المدني خاصة المختصين في الشأن التربوي بفتح نقاش معمق في الموضوع يُعدّ سابقة خطيرة لا تُحمد عقباها«. وقال: »لقد كنا ننتظر من الندوة الوطنية المنعقدة يومي 25 و 26 جويلية 2015 أن تفاجئ الجميع بقرار شجاع وجريء يتضمن مبدأين أساسين مراعاة للمصلحة العليا للوطن ولأجيال المستقبل: أوّلهما العمل على تطوير اللغة الأمازيغية باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الشخصية الجزائرية، وحصنا منيعا للوحدة الوطنية. وثانيهما اعتماد اللغة الانجليزية لغة أجنبية أولى في مدارسنا، نظرا لتفوق أبنائنا التلاميذ فيها، ولأنها اللغة العالمية والعلمية سعيا من الوزارة في توجه جديد لمواكبة التقدم العلمي والتكنولوجي« .
وتساءل الاتحاد باستغراب قائلا: » أيُعقل أن نكون فرنسيين أكثر من فرنسا نفسها، وهي من أدرجت تدريس اللغة الإنجليزية ابتداء من السنة الثانية ابتدائي في مدارسها، ونشرت إصدارات معهد باستور باللغة الإنجليزية« . وذكّر في نفس الوقت الرأي العام الوطني من أن هذا السلوك الشاذ، هو سلوك غير مقبول، ومرفوض بالمطلق، لأنه هو نفس السلوك الذي لجأ إليه المستدمر الفرنسي الغاشم وكان حليفه الفشل، وقال: » إن الرغبة في ترسيم استعمال اللهجة العامية للأقسام التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي هو عودة للوراء، وقد سبق أن سعت من أجله فرنسا منذ بدايات سنة 1900 في محاولة يائسة لطمس اللغة العربية، وضرب هُوية الشعب الجزائري في العمق فلم تفلح ، وفي نفس الوقت سيُسهم ترسيم استعمال اللهجات العامية في تدني المستوى أكثر خاصة، مع الضعف التام الذي يعاني منه تلامذتنا في مادة اللغة الفرنسية في جميع المستويات من الابتدائي إلى الجامعي«.
وعاد الاتحاد إلى التساؤل، وقال: » هل الهدف هو صرف النظر عن إخفاقات المنظومة التربوية، وتعليقها على مشجب اللغة العربية، لغة التدريس؟ أم أنها العقدة التي تلاحق الكبار الذين عايشوا فترة الاحتلال، أو تلقوا تعليمهم باللغة الفرنسية ؟
ويواصل الاتحاد قائلا : »وحتى ولو سلمنا بما تريده الوزيرة بن غبريت ومن معها، فإنه حريّ بنا أن نطرح مجموعة من الأسئلة الأخرى: أي لهجة تعتمدها وزارة التربية؟ أم أنه يستوجب تقسيم الجزائر إلى أقاليم جغرافية، بحيث يمنع أي أستاذ من التنقل والتحول إلى الإقليم الآخر خلال هذه الفترة لتدريس هذا المستوى؟ وبأي لهجة يدرس بها أبناؤنا في الجنوب الكبير تمنراست وتندوف وأدرار وإليزي، إضافة إلى أبنائنا في حاسي مسعود، لأن الأساتذة والتلاميذ فيه من مختلف جهات الوطن، ناهيك عن أبنائنا في المدن الكبرى التي تحوي كل لهجات الوطن، وكل شرائح المجتمع؟ وما مصير التلاميذ الذين ينتقل آباؤهم من ولاية لأخرى لظروف المهنة، ونخص بالذكر منهم أبناء أسلاك الأمن الوطني والجيش، حيث سيُفاجأون في كل مرة باستعمال لهجة جديدة ؟«.
وتعمّق اتحاد عمال التربية والتكوين أكثر في التساؤل وقال: لماذا أثارت السيدة الوزيرة أمر اللهجات العامية، ومحاولة تقنينها في هذا الظرف بالذات مادام الهدف المرجو محقق؟ ثم أية لغة نمليها على التلميذ، أيكتب اللهجة العامية الشفهية التي أريد التعامل بها، أم باللغة الفصحى المدونة في الكتاب المدرسي المعتمد رسميا، والذي يعتمده الأستاذ؟ ! ويواصل البيان: » السيدة الوزيرة ترغب في تدريس مواد العربية باللهجة العامية، أما تدريس الفرنسية فيُصرّ مفتشو اللغة الفرنسية في تعليمات صارمة لأساتذة المادة بعدم استعمال أي لغة وأي لهجة مهما كانت غير اللغة الفرنسية للشرح والتوضيح للتلاميذ ؟ ونحن بدورنا نشاطرهم هذا الطرح لتعلم اللغة«،، إنه كيل بمكيالين، ومنطق غريب عجيب لدى الوزيرة بن غبريت.

أمازيغي مسلم 08-08-2015 04:31 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
التربية.. قرارات الأفراد وقرارات الدولة
محمد سليم قلالة



النقاش الجاري حاليا حول بعض الإصلاحات المتعلقة بالمنظومة التربوية لا يثير فقط مسألة الاستخفاف بالانعكاسات بعيدة المدى لمثل هذه "الإصلاحات" التي تبدو جزئية، بل يثير مسألة أهمّ من كل هذا وهي غياب المؤسسات المعنية بمستقبل القطاع عن هذا النقاش مثل البرلمان والمجالس العليا المختلفة (اللغة العربية، الأمازيغية، التربية...) وكل ما له علاقة بالتربية والتعليم من قريب ومن بعيد، مما يثير إشكالية أكبر من تلك التي تبدو على السطح: إننا فعلا أمام حالة شغور حقيقي في المؤسسات مما جعل قرارات الأفراد تُهيمن على قرارات الدولة...
الطبيعي أن تناقش قضايا مستقبل المنظومة التربوية في آن واحد، على مستوى المؤسسات الرسمية العليا، والوزارة، والأسرة التربوية (أساتذة، نقابات، أولياء التلاميذ...) وكذا المجتمع المدني بجميع مكوناته، جامعات، أحزاب، جمعيات، وسائل إعلام، مثقفين، مواطنين... الخ، أي أن تتم دراسة الموضوع من قبل هؤلاء كافة، في شفافية تامة، مستحضرين الماضي والحاضر والمستقبل ليتمّ البت في حزمة إصلاحات كلية تمس جوانب القطاع كافة، ذلك أن الجميع يعرف أنه مريض ويحتاج إلى علاج.
الغريب أنه بدل أن يتمّ طرح مرض قطاع التربية على طاولة نقاش حقيقي وعميق ومتعدد المستويات، وعابرة للتخصصات، وأن يتم النظر في مسألة تكوين "الإنسان" بالدرجة الأولى، وفي مسألة المكوّن "الأستاذ" بجميع أبعادها، ومسألة الإطار البيداغوجي والمادي الذي يتم فيه التكوين، والمحيط العام المؤثر في الجميع، بدل أن يتم طرح كل هذا بشكل مفصل وبعيدا عن كل المزايدات، يتم الحفر على مستوى ضيّق (48 ساعة) في مسائل فرعية تثير من الحساسيات والنقاشات العقيمة أكثر مما تطرح من بدائل للمستقبل...
وهكذا، بدل أن يطرح الجزائريون للنقاش بدائل تحسين مستوى أبنائهم في اللغات الحية مثل الإنجليزية، وكيفية تأهيلهم ليكونوا أكثر كفاءة في مجال اللغة العربية، وبدل البحث في السبب الرئيس وراء انخفاض مستوى التلميذ الجزائري ثم الطالب الجزائري، وضعف الإنتاج العلمي في الجامعة، وعلاقة كل ذلك بالوضعية الاجتماعية للأستاذ... بدل كل هذا تم توجيههم إلى إعادة نقاش عفا عنه الزمن وتآكل على مر التاريخ، يتعلق بجدوى تدريس العامية. وكأن هناك نيّة مبيّتة تقول إنه ممنوع على الجزائريين فتح نقاش حول المستقبل، وعليهم باستمرار اجترار مشكلات الماضي ولو مر عليها قرن من الزمن.
وهنا تبدو لنا جليا خلفية هذا النقاش غير البريء وخلفية هذه القرارات الصادرة عن مجموعة محدودة من الناس، ذات التأثير السالب ليس فقط على التكوين في البلاد إنما على أمنها واستقرارها. وأدرج في هذا المستوى أربعة مؤشرات على ذلك:

1ـ مثل هذه القرارات (تهميش اللغة العربية والتربية الإسلامية) المتخذة خارج نطاق المؤسسات الرسمية، يعيد إلى الأذهان مسألة محاربة عناصر الهوية الحضارية للجزائريين ويضع المسؤول السياسي في البلاد الذي هو في هذه الحالة الوزير الأول ووزيرة التربية في خانة الفرانكوفيل المحاربين لها، وهذه الحالة من الشعور والتصور منشِئة بلا شك لمُناخ يساعد التطرف واستخدام العنف اللفظي الذي هو المقدمة الأولى للعنف الحقيقي الذي باتت بعض معالم عودته تلوح في الأفق.

2ـ مثل هذه القرارات يربك السير الطبيعي للدخول الاجتماعي المقبل، ويدخلنا في صراعاتٍ نحن في غنى عنها، في ظل تدهور حقيقي لقدرات الدولة المالية، وهشاشة الوضع الاقتصادي للمواطنين، مما يسهّل دخولنا في متاهات نحن في غنى عنها، اللهم إلا إذا كان بعض المسؤولين يعتقدون أنهم من خلال إثارة مثل هذه المشكلات الأزلية، سيُبعدون الناس عن كل نقاش حقيقي وعميق حول وضع القطاع بالدرجة الأولى ووضع البلاد بالدرجة الثانية.

3ـ مثل هذه القرارات يجعل أبناءنا مرة أخرى حقل تجارب أحيانا لسياسة لوبيات خفية تتلاعب بمصيرهم، وطورا لنزوات أشخاص أوصلتهم الصدف إلى تولي مناصب مسؤولية عليا ليسوا بجميع المقاييس أهلا لها، وهو ما يمنع حدوث تراكم الخبرة التربوية في بلادنا أساس كل تطور، ويقضي على كل النوايا الحسنة والإرادات المخلصة من أساتذة وإداريين وأعوان في كل مرة يجدون أنفسهم أمام شبه سياسة يُطلب منهم تطبيقها دون أن يستشاروا بشأن محتواها. كم من أستاذ وإطار إداري تم نقله من قناعات تربوية إلى قناعات أخرى من غير أن يُستشار أو يُقنَع بالعمل الجديد المطلوب منه؟ وكم من تلميذ ذهب ضحية هذا الوضع؟

4ـ مثل هذه القرارات يولّد لدينا حقيقة إحساس بشغور في المؤسسات على أعلى مستوى، ويؤكد لنا أن هذا الشغور منعها من أن تقوم بدورها على أحسن مستوى، آخذة بعين الاعتبار في المقام الأول البُعد المستقبلي الذي يمكّن المجتمع والدولة من مواجهة التحديات، بدلا من التكيف مع بعض معطيات الحاضر المرتبطة بوجهات نظر غالبا ما تكون محدودة ومعبّرة عن قناعات متحجّرة ومتقوقعة على ذاتها لا تُفسَّر بسوى ولاءات مشبوهة وأحيانا معروفة.

لعل هذه المؤشرات الأربعة كافية لأن تبين لنا أهمية عدم التهاون بمثل هذه القرارات والتصريحات التي تبدو غير ذات أهمية، ذلك أن الظرف الذي تمر به بلادنا، والمشكلات المتعلقة بتدني احتياطي الصرف، والعجز الواضح في الميزانية وفي ميزان المدفوعات، وصعوبة إيجاد موارد بديلة، كلها متغيراتٌ من شأنها أن تتقاطع فيما بينها لتشكل لدينا حالة قابلة للاضطراب نحن في غنى عنها.
إن بلادنا اليوم في حاجة إلى الانتقال من حالة التفكير على مستوى الأفراد أو المجموعات الضيقة إلى حالة التفكير عبر المؤسسات، وهذه مشكلة سياسية بالدرجة الأولى ينبغي أن تُحل في أقرب الأوقات إذا أردنا بالفعل التكيّف مع المعطيات الضاغطة الحالية والمستقبلية وتمكين بلدنا من عدم الانزلاق إلى ما عرفته بلدان أخرى في المنطقة.
إن الانتقال إلى التفكير عبر المؤسسات الشرعية وذات الكفاءة هو وحده الذي يمنع أيا كان من أن ينسب إليه إصلاحات أو سياسات، وأول ما نستفيده من ذلك هو أن تتوقف مثل هذه العودة إلى الوراء بالنقاش، ويتم بالفعل فتح نقاش بشأن المستقبل.

هوامش:
*بدل مناقشة المشكلات الحقيقية للتربية، يتم إعادة نقاش عفا عنه الزمن وتآكل على مر التاريخ، يتعلق بجدوى تدريس العامية. وكأن هناك نيّة مبيّتة تقول إنه ممنوع على الجزائريين فتح نقاش حول المستقبل، وعليهم باستمرار اجترار مشكلات الماضي ولو مر عليها قرن من الزمن.

*مثل هذه القرارات تُربك السير الطبيعي للدخول الاجتماعي المقبل، وتدخلنا في صراعاتٍ نحن في غنى عنها، في ظل تدهور حقيقي لقدرات الدولة المالية، وهشاشة الوضع الاقتصادي للمواطنين، ما يسهّل دخولنا في متاهات نحن في غنى عنها.

أمازيغي مسلم 10-08-2015 04:58 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
العربية العامية تؤسس للإعاقة الحضارية (2)
عمر أزراج


عندما وصلتُ إلى بريطانيا في عام 1986م، توجهت فورا إلى معهد تدريس اللغة الانجليزية بالعاصمة لندن، لأبدأ تعلم هذه اللغة، وكان هدفي الأساسي هو الاطلاع مباشرة وبدون الاعتماد على الترجمات، على ما أنتجه العقل الانجلوساكسوني من آداب وفلسفة وفنون وعلوم، وأذكر أنني في إحدى الحصص الدراسية لفظت كلمة انجليزية لفظا مصابا بالاعوجاج، فالتفتت إليّ المدرّسة وقالت لي حرفيا بلطف مغلف بالعتاب: "يا سيدي أنت تُزعج شكسبير في قبره".
أذكر أيضا أن إدارة المعهد قد وضعت شروطا لنا ومن بينها ألا نتحدث في المعهد بأي لغة غير اللغة الانجليزية لأنه بدون ذلك ستكون عملية تعلّم هذه اللغة متعثرة وفاشلة، في المجتمع البريطاني توجد اللغات التاريخية وهي الويلزية في ويلز، والغيلية في اسكوتلندا، والايرلندية في إيرلندا الشمالية والكورنيش في كورنويل، إلى جانب 33 قومية يتحدث أصحابها فيما بينهم بلغاتهم القومية الأصلية، ولهجاتها الثانوية التي لا تقل عن 80 لهجة، ولكن لغة العلم والإدارة والفكر في المؤسسات التابعة للدولة هي اللغة الانجليزية الفصيحة، ومعها لغات المقاطعات المشكِّلة للاتحاد البريطاني المذكورة آنفا، أما في مؤسسات التعليم التابعة للقطاع الخاص فهناك تدريسٌ باللغات الفصحى المختلفة مثل العربية، والأردو، والسواحلية، والفرنسية وغيرها، ولكنني لم أسمع بكلية أو جامعة تعلّم اللهجة الدارجة قصد جعلها بديلا للغات الفصيحة، أو بطالبٍ تخرج بالماجستير أو بالدكتوراه في علم الفلك، أو في الرياضيات، أو في الفلسفة، أو نظرية الثقافة، بالعامية أو بسبب إتقانه لهذه اللهجة العامية أو تلك، ما عدا أولئك الذين كرّسوا أطروحاتهم لدراسة تاريخ ومضامين وفنولوجيا لهجة معينة. وفضلا عن ذلك فإن جميع المؤلفات الفلسفية، والرياضية، والعلمية، والأدبية التي تباع في المكتبات وتستقطب محبي المعرفة وطلابها فهي مكتوبة باللغات الفصحى الراقية، وليس باللهجات العامية التي تعتبر أشكالا ثانوية للغات، وهي تستخدم فقط في التخاطب اليومي وفي إطار فضاء هذه الإثنية أو تلك الإثنية الأخرى، في هذا السياق بالذات أتذكر بعض الجلسات المثقفة والدافئة التي كانت تجمعني من حين لآخر بالمثقف الجزائري الراحل مولود قاسم، وكم كان يحثني على أن أقرأ كتاب "خطابات إلى الأمة الألمانية" للفيلسوف الألماني فيخته الذي كرس فيه جهده لإبراز عبقرية لغته وارتباطها بالهوية الحضارية لأمته. وبهذا الخصوص أتذكر أيضا ما قاله الفيلسوف هيغل بأن الموسيقار بتهوفن قد جعل الموسيقى تتكلم اللغة الألمانية، أما الشاعر غوته فقد جعلها تصدح بالشعر والأدب الراقي، أما هو فقد كان مسعاه محددا في جعل الفلسفة تتكلم اللغة الألمانية.
في السياق الغربي دائما، فإن الدواعي التي كانت في العمق وراء إبداع تخصّص حقل فلسفة اللغة هو الرقيّ باللغة، وجعل العبارة مطابقة تماماً للحال، كما يقول ابن خلدون، وقابضة على الفكرة من جهة، ومن جهة أخرى فإن منشأ التداولية باعتبارها ركنا من أركان فقه اللغة الحديث يعود في الجزء الأكبر إلى دراسة المعنى في علاقته بالسياق الذي يكتب أو يتحدث ضمنه الشخص، إن هذا يشمل السياقات الاجتماعية، والوضعيات، والنصية، والخلفية المعرفية، أي ما يعرفه الناس عن بعضهم البعض وعن العالم.
إن التداولية تفترض مسبقا أنه عندما "يتواصل الناس مع بعضهم البعض فإنهم يتبعون عادة نوعاً من مبدأ التعاون، أي أنهم يملكون فهما مشتركا للكيفية التي ينبغي عليهم أن يتعاونوا في تواصلهم"، كما يؤكد الدارس داريان بالتريدج. ولاشك أن مبدأ التعاون هذا لا توفره العامية لشعب كامل في وطن واحد جراء تعدد عامياته وتعدد طرائق لفظ الكلمات، وتباين معانيها من قرية أو مدينة إلى قرى ومدن أخرى، وفي الحقيقة فإن الشعب الذي لا يبدع، في مساره التاريخي الطويل، لغة مشتركة بكل مفاهيمها وقصديتها سيبقى مصابا بإعاقة حضارية، وغير موحّد في طرائق التعبير عن مشاعر أفراده، وبالتالي فإن فهم هؤلاء للعالم سيكون دائما مختلفا وربما متناقضا ومثيرا للالتباس والتضاد وسوء التقدير والتفاهم.
وفي التاريخ اللغوي- الثقافي العربي مساجلاتٌ كثيرة حول العربية الدارجة "العامية" ومدى قدرتها أو عدم قدرتها على أن تكون لغة عالمة؛ أي لغة العلم والفكر والآداب الرفيعة التي تتضمّن مبدأ التعاون الذي يتحدث عنه مفكرو وفلاسفة التداولية، كما نجد تباينات في هذا التراث تخص مدلول اللهجة، أو العامية، وبشأن تحديد اصطلاح مدلول"الدارجة" أو"العامية" فإننا نجد قاموس "المنبع الموسّع" يفصّل في معاني كلمة "الدارج"، مُبرزا أنها تعني أن الصبي الدارج هو الذي يدبّ وينمو، أما الغبار الدارج فهو الذي تنثره الرياح وتدرج به، كما يعني الدارج الشيء المألوف الروتيني، في حين تعني القبيلة الدارجة التي تصنف ضمن الدوارج بأنها تلك التي أصبحت منقرضة، فهل نريد نحن أن تنثرنا الرياح، وأن ننقرض أو نصبح مثل قائمة الدابة التي تدرج؟
وفي الجزء القادم من هذه المساهمة سأناقش مشكلة تباين وجهات النظر حول العامية في تراثنا اللغوي والفكري، ومن ثم سأخصص فضاءً لتحليل العقبات التي تعترض العامية، وتحول دونها ودون التمكّن في بناء العقل العلمي وفي إنتاج الفكر المجرد العالم أو التعبير عن أشكاله المختلفة.

هوامش:
* في المجتمع البريطاني توجد اللغات التاريخية وهي الويلزية في ويلز، والغيلية في اسكوتلندا، والايرلندية في إيرلندا الشمالية والكورنيش في كورنويل، إلى جانب 33 قومية يتحدث أصحابها فيما بينهم بلغاتهم القومية الأصلية، ولهجاتها الثانوية التي لا تقل عن 80 لهجة، ولكن لغة العلم والإدارة والفكر في المؤسسات التابعة للدولة هي اللغة الانجليزية الفصيحة، ومعها لغات المقاطعات المشكِّلة للاتحاد البريطاني المذكورة آنفا.


أمازيغي مسلم 10-08-2015 04:59 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
دعا بوتفليقة وسلال إلى التدخل..
العقيد عمار بن عودة:
إمّا أنك بعيدة عن الإسلام والوطنية.. وإما مغرر بك يا بن غبريط


انتقد العقيد:" عمّار بن عودة" عضو مجموعة الـ 22 التاريخية، قرار وزيرة التربية نورية بن غبريط إقرار اللهجات العامية لغة للتدريس في السنتين الأولى والثانية ابتدائي: معتبرا الأمر - إن حدث - مساسا بالثوابت الوطنية ومبادئ بيان أول نوفمبر .
وقال المجاهد القدير:" عمار بن عودة": إن القرار الذي أفصحت عنه بن غبريط مؤخرا، ذكّره بسياسية فرنسا الاستعمارية، عندما أخذت في منتصف ثلاثينيات القرن الماضي، بنصائح المستشار اليهودي "كريميو": الذي قال:{ إنه ينبغي القضاء على القرآن، ومن قبله تعليم اللغة العربية: إن أرادت فرنسا الحفاظ على بقائها في الجزائر!!؟}.
وشدد:" بن عودة" على أنه كان واحدا من تلاميذ تلك المدارس "الفرانكو - أراب" في ولاية عنابة عام 1937 حينما لم يكن للأهالي الجزائريين حل أو ربط، فدرس أولادهم اللغة الفرنسية مع العربية الدارجة، ولكنهم قاوموا تلك المدارس من خلال تعليم أبنائهم اللغة العربية والقرآن الكريم في الزوايا والكتاتيب: متسائلا: إن كانت بن غبريط تفضل الاعتماد على أفكار استعمارية بالية، مخاطبا إياها بالقول: "إنه يفترض أن لا ينقصك الذكاء، مع علمي أن ممثلة الأمم المتحدة في الجزائر أشادت بك، لكن مع الأسف أنا كجزائري أقول لك العكس، فأنت إما بعيدة عن الإسلام والوطنية، وإما مغرر بك".
وأضاف:" بن عودة" في تصريح لـ "الشروق" مبديا رأيه في السجال الدائر بين الوزيرة وأنصارها ومعارضيها حول إمكانية اعتماد الدارجة لغة للتدريس في مراحل معينة من التعليم الابتدائي، أن سياسة الوزيرة فيها إضرار باللغة العربية، وهو:" ابتعاد عن الوطنية".
وتوجه العقيد بن عودة بكلمة إلى رئيس الجمهورية بالقول:
"إن الأخ المناضل والمجاهد عبد العزيز بوتفليقة: لا يرضيه بتاتا أن يتلاعب أحد باللغة العربية والقرآن الكريم الذي كان هو واحدا من الذين ضحوا ومازالوا لأجله": مضيفا:" بأن هذه الظروف تحتم على الرئيس والوزير الأول إعادة النظر في تولية نورية بن غبريط وزارة التربية!!؟".
وانتقد:" بن عودة" بشدة تصريح بن غبريط الأخير الذي قالت فيه:" إن مستوى التلاميذ الذين درسوا في المدارس القرآنية ضعيف!!؟"، قائلا:" إن ذلك "لا يعقل أبدا، وأن النتائج في الواقع تخالف ما ذهبت إليه الوزيرة، وأنه يفترض أن ندرج تفسير القرآن في المرحلة الثانوية، وليس التخطيط لحذفه من الاختبارات الرسمية!!؟".

أمازيغي مسلم 10-08-2015 05:01 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
هل هو تعميم للمسخ الذاتي!!؟
حمزة يدوغي





أذكر أنه عندما أنشىء المجلس الأعلى للغة العربية، وكنت عضوا فيه ممثلا عن وزارة الاتصال والثقافة، وخلال حفل التنصيب الذي أشرف عليه الرئيس اليامين زروال بنفسه، سأله أحد الأعضاء: من يضمن يا سيادة الرئيس أن يحظى هذا المجلس عند من سيأتي بعدكم بهذا القدر نفسه من العناية والاهتمام؟! فأجاب مبتسما: إن الذي سيأتي بعدي سيكون جزائريا على كل حال، ومن الطبيعي أن يكون من أولويات اهتمامه استكمال السيادة الوطنية بتطبيق هذا القانون القاضي بتعميم استعمال اللغة العربية!
وأذكر كذلك أن الكثير منا لم يستصغ هذا السؤال الذي لم نر له داعيا لكن الأيام كشفت أن ذلك السائل كان أبعد منا نظرا..
لقد كتبت في هذا الركن منذ أسابيع عن "غربة اللغة العربية بين أهليها" وقلت إن ابن باديس الذي كتب يوما عن الإسلام الذاتي والإسلام الوراثي لو بُعث اليوم ورأى مسؤولين في الدولة يخاطبون شعبهم باللغة الفرنسية بعد أكثر من نصف قرن من الاستقلال لكتب بدمع العين لا بحبر الدواة عن "المسخ الذاتي".
ويبدو أن الأقلية التغريبية النافذة التي يحلو لها أن تمارس على نفسها هذا المسخ الذاتي ماضية في عنادها المحموم ومصممة على "تعميمه" ليشمل الجيل الناشىء بأكمله وذلك بتجريده من عناصر هويته ومقومات شخصيته؟
لقد صدمت - ككل الجزائريين - بتلك "التوصيات" التي صدرت عن الندوة الوطنية للتربية التي تقترح إلغاء المواد الدراسية المتعلقة بعناصر الهوية الوطنية في امتحان البكالوريا وتوجت ذلك باقتراح استعمال العامية في المرحلة الابتدائية، بدعوى "أن اللغة الفصحى تصدم الأطفال"، وكل ذلك باسم الإصلاح وجزأرة التعليم وعصرنته!
إن أول ما تبادر إلى ذهني عند سماعي هذه "الخرجة" العجيبة، تساؤل يرد على خاطر كل عاقل: هل سمعنا يوما عن ألماني أو ياباني أو انجليزي أو فرنسي أو ما شئنا من الأجناس البشرية قال: إن لغة المدرسة تصدم الأطفال وهل هناك دولة واحدة في العالم تعلم أبناءها بإحدى لهجاتها المتعددة؟! كلنا يعلم أن جميع الدول تعلم أبناءها بلغة واحدة هي عنوان شخصيتها ورمز سيادتها وضمان وحدتها مهما يتعدد - بعد ذلك - نسيجها اللغوي والاجتماعي والثقافي، لأن وحدة اللغة هي التي تجعل من ذلك كله عنصر ثراء وغنى لا عامل تصدع وتشتت..
ثم قلت في نفسي، هل يحتاج الرد على أ صحاب هذا "الاقتراح" تقديم بعض الحقائق والمسلّمات بخصوص علاقة اللغة بالعقيدة والتراث والتاريخ وأثرها في الفكر والإبداع، وتعزيز هذه الحقائق والمسلمات بأمثلة مشهورة من أقوال الفلاسفة والمفكرين ومواقف رجال السياسة في مختلف بلاد العالم؟! وما الفائدة المرجوة من ذلك؟ هناك مثل غربي يقول "ليس هناك من هو أكثر صمما من الذي لا يريد أن يسمع".
إننا أمام فصل آخر من فصول المؤامرة التي لم تتوقف منذ الاستقلال وأمام مشهد آخر من الصراع بين هذه الأقلية الفرانكوفيلية التغريبية النافذة وبين سائر الجزائريين المتمسكين بعناصر هويتهم وشخصيتهم والحق أن أجزاء كبيرة من هذه المؤامرة قد تحققت وهل يحتاج من يعيش اليوم واقع الجزائر طولا وعرضا وعمقا إلى أمثلة يستدل بها على التردي المخيف الذي بلغه الوضع اللغوي فيه؟ لقد أصبحت "الدارجة الهجينة" تنافس الفصحى وتمتد في مجالات عديدة، بدءا بالإشهار الذي لم يعد للعربية الفصحى فيه مكان.
أعود إلى توصيات الندوة وإلى هذا النوع من "التفكير" ولا أقول "الاقتراح" لأن المسألة هنا تتعلق بذهنية ووجدان! فالذي يقترح استعمال العامية في تنشئة الجيل يكشف عن تشكيل ذهنية مضطربة ووجدان سقيم، لأن معنى ذلك أن عناصر هويته ومقومات شخصيته لا يؤمن بها عقله ولا ينبض بها قلبه، فهو كائن مستأصل غريب لا يتجاوز انتماؤه إلى وطنه بعده الجغرافي.
ومن المؤكد أن هذه العوامل كلها هي التي تفضح هشاشة حججهم وتناقضاتهم ومغالطاتهم عندما يحاولون في جرأة عجيبة تسويغ هذه الاقتراحات والدفاع عنها.
فإذا سارعت شخصيات علمية وفكرية إلى التنديد بها والتبصير بمخاطرها قالوا إنها مجرد توصيات لم تقرر بعد، فلم كل هذا التهويل؟
وإذا نطق بعض ممثلي الأحزاب السياسية واستنكروا هذا المسعى قالوا إن المسألة بيداغوجية بحتة فاتركوها للأخصائيين، ولا تسيسوا المدرسة ولا تجعلوا من الثوابت سجلا تجاريا.
وكأن تشويه جيل كامل أو أجيال بتسميم عقولها وألسنتها ووجدانها ليس سياسة، وليس تخطيطا لتحقيق ما عجزت عنه فرنسا وإن لم تيأس يوما من إمكان ذلك وإذا صرخ في وجوههم كل عاقل واع سويّ: هل في الدنيا كلها وزير للتربية لا يحسن لغة المدرسة؟!
قالوا: العبرة في المسؤول هي الكفاءة وليست اللغة.
إنه العناد والجهل والغرور.. والعزة بالإثم.. لقد نبه علماء ومفكرون جزائريون منذ السنوات الأولى للاستقلال، وما يزالون ينبهون إلى خطر الاستهانة بعنصر اللغة في الحفاظ على الوحدة الدينية والوطنية وفي تشكيل ذهنية الجيل وصياغة وجدانه.
في سنة 1987 شكلت لجنة بحث في مستوى المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة كلفت بإعداد "دراسة مستقبلية للجيل الصاعد"، وأذكر أننا في إحدى الجلسات التي استعرضنا فيها مختلف الجوانب التي ينصب عليها البحث لاحظ المرحوم الدكتور عبد الله شريط غياب جانب اعتبره محورا أساسيا في هذا الملف، ألا وهو العنصر اللغوي والانطلاق من "المعجم اللفظي".
المتداول بعفوية في واقعنا اليومي، أي لغة الشارع كما يقال، ورصد هذا المعجم ومدى حضوره في السلوك الفردي والجماعي من جهة، والعمل من أجل تصفيته وتنقيته من كل لفظة غريبة دخيلة لتصبح "الدارجة" قريبة جدا من الفصحى وممهدة لتلقي أبنائنا لها في المدرسة بسهولة.
ثم ضرب مثلا لذلك فقال: إن تعبير شبابنا عن شعورهم الوطني وابتهاجهم بكل انتصار تحققه الجزائر في أي مجال باللغة الأجنبية "وان تو ثري فيفا لالجيري" مؤشر غير صحي وظاهرة سلبية تستأهل العناية وتتطلب العلاج.
واليوم، بعد عمر جيل كامل لم يعد الخطر محصورا في معجمنا اللفظي الذي ازداد تلوثا واغترابا عن الفصحى بل الخطر اليوم آت من إرادة واضحة "لتلويث" جيل كامل يجعل هذا الخليط الهجين هو لغة المدرسة، والهدف واضح، هو أن تصبح الفرنسية - عمليا- هي العنصر الموحد الوحيد للجزائريين، فتظل الجزائر كما يراد لها أن تكون: رهينة حضارية، حبيسة لغة واحدة هي الفرنسية لا غير.

أمازيغي مسلم 10-08-2015 05:02 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
لغة "الباطيما" و"كرازاتو طوموبيل"!!؟
حسين لقرع



منذ عقودٍ طويلة، سُئل الأديب العربي الشهير عباس محمود العقاد عن سرّ تشبّثه باستعمال فصحى رفيعة في مؤلفاته، ورفضه تبسيط لغته للناس، فأجاب: لا أريد أن تكون كتبي مِروحة للكسالى النائمين.
أما لويزة حنون فيبدو أنها تريد أن تجعل أقسام السنتين الأولى والثانية مراقدَ للكسالى النائمين، إذ دعت ضمنيا إلى استعمال لغة "الباطيما" عوض "العِمارة" بذريعة أنها لاحظت حينما كانت تدرّس في الابتدائي مدة عامين، أن التلاميذ يفهمون الكلمة الأولى ولا يفهمون الثانية.
حنّون دافعت بشراسة عن الوزيرة بن غبريط، واعتبرت الانتقادات الموجّهة ضدها "حملة مخزية" مع أن دفاعها هي عن "لغة الباطيما" هو الخزيُ والعار بعينه؛ فهل يُعقل أن ننزل بأطفالنا إلى تداول لغة الشارع في المدرسة بحجة "التدرّج في تعليمه العربية"، عوض أن نرتقي بهم منذ البداية كما تفعل الأمم الأخرى؟ هل تسمح فرنسا باستعمال لهجاتها الكثيرة لتلاميذها بذريعة تعليمهم اللغة الفرنسية بالتدريج؟ هل تفعل بريطانيا أو ألمانيا ذلك مع لهجاتها ولغاتها؟
الواضح أن الأقلية الفرنكو علمانية التي أبتلينا بها، قد استحكمت فيها عقدة اسمها اللغة العربية، وهي تريد القضاء عليها بأيّ طريقة لبسط هيمنة الفرنسية واللهجات الهجينة القريبة منها؛ فبعد أن نجحت هذه الأقلية في وأد قانون تعميم استعمال اللغة العربية، واستطاعت فرْنسة المحيط بشكلٍ لم تنجح فيه حتى فرنسا نفسها طيلة قرن وثلث قرن من الاحتلال، هاهي تريد الآن القضاء على العربية في المدرسة لاستكمال مخططها القديم والإجهاز على العربية تماماً من خلال تجهيل الأجيال الجديدة بها.
لقد حزّ في نفوس هؤلاء الحاقدين على عناصر هويتنا أن يروا الملايين من أطفال الجزائر وهم يرددون جملاً بالعربية الفصيحة في الشوارع والساحات، ويتخرّجون بالعربية، ويتمسّكون بها، ويُقبلون على تعلّم الإنجليزية أكثر من الفرنسية حتى في المدارس الخاصة للتواصل مع العالم بشكل أفضل، فجُنّ جنونُهم وآلوا على أنفسهم أن يقضوا على العربية بأي وسيلة، فاهتدوا إلى هذه الفكرة الجهنمية وهي إغراقها بلهجاتٍ محلية هجينة، أكثر كلماتها نابعة من الفرنسية.
ويبدو أن جماعة الزيغ والغبْرَطة يريدون تعويم العربية بلغة "الباطيما" و"كرازاتو طوموبيل"... وتلويث ألسنة التلاميذ بهذه اللغة الهجينة، وهي أحبّ إليهم من لغة الزوايا والكتاتيب القرآنية التي أضحوا يهاجمونها ويفترون عليها من دون حياء، وعلى طريقة "كذابُ ربيعة أحبّ إلينا من صادق مُضَر" أي إن مسيلمة الكذاب أحبُّ إلى المرتدين الذين أخذتهم العزة بالإثم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إننا إزاء رِدّةٍ لغوية خطيرة ستضرب العربية في العمق، وستظهر آثارُها الكارثية قريباً إذا وجدت طريقها إلى التطبيق، ولا نستغرب أن تختلط الأمور على أطفالنا فنسمعهم يوماً يقولون: "هذه باطيمة ٌ" عوض "هذه عِمارة" وأن تعدّ الأقلية الفرنكفونية في الجزائر هذه العبارة الهجينة "صحيحة" وتكافئ عليها قائلها بالنجاح والجوائز.. ولا نستغرب أن تحلّ يوماً "مؤلفاتُ" مليكة قريفو، وهي "كتبٌ" مليئة بالعامّية وضعتْها منذ سنوات عديدة كمشروع "كتب قراءة" لتلاميذ الابتدائي، محلّ الكتب الفصيحة الحالية الموجودة بمدارسنا.
هذا زمن بن غبريط وبرّمضان وحنون وقريفو... وغيرهم، وليس زمن العقاد والعربية الجميلة التي تُضطهد في عقر دارها ولا نصيرَ إليها.

أمازيغي مسلم 10-08-2015 05:03 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الدكتور أحمد بن نعمان لـ"الشروق":

"الكولون الجدد" وراء مخطط التدريس بـ"العامية"


اتهم الدكتور أحمد بن نعمان من سماهم "الكولون الجدد" بالوقوف وراء مخطط القضاء على اللغة العربية في بلادنا، مشيرا إلى أن قانون تعميم استعمال اللغة العربية قد اغتيل مرتين، كانت الأولى مع رحيل الرئيس الشاذلي أما الثانية فكانت برحيل الرئيس اليامين زروال عن قصر المرادية.
وأكد الدكتور الكاتب أحمد بن نعمان، في حوار مع "الشروق"، أن الحقيقة المعروفة هي أن العامية في أي بلد في العالم فضلا عن الجزائر، لا تقرّب المعاني أبداً كما تسوق لنا الوزيرة "لحاجة في نفس يعقوب الفرنسي"، مشيرا إلى أن مخطط خيانة مبادئ أول نوفمبر بدأ سنة 1988 ومع اللجان التي سميت بـ"لجان الإصلاح التربوي".

بدايةً، ما رأيك في اقتراح وزارة التربية تدريس العامية في المدرسة؟ وما هي في اعتقادك الدوافع والخلفيات وراء ذلك؟
أبدأ بالإجابة عن الشطر الثاني من السؤال، وبذلك يتضح لك رأيي ورأي الأغلبية الساحقة من أبناء هذا الوطن. كما أثبتت نتائج سبر الآراء الذي أجرته جريدتكم عبر موقعها الإلكتروني هذه الأيام، التي تدل على أن غباء "المستوطنين الجدد" وحقدهم على ثوابت الأمة في الجزائر قد أعمى حتى أبصارهم بعد البصائر، مثل أسلافهم الذين غادروا بأجسادهم وتركوا هؤلاء المستوطنين "الكولون الجدد" يطبقون المخططات في المخابر والإدارات حتى تستكمل كل الدوائر والحلقات ومنها هذه "الخرجة العامّية". ومن غبائهم ظنهم أن الوقت قد حان ليجهزوا على عدوهم اللدود الذي هزمهم وأخرجهم صاغرين من هذه الديار، فعقدوا العزم على الانتقام منه بالانقلاب عليه.
ومن أبرز وجوه وأسباب وخلفيات هذا الانقلاب على البيان النوفمبري الذي يبرر ثورة الجزائر ضد المحتل الفرنسي الصليبي فيما يتعلق بأساس الاختلاف عنه في الانتماء وثوابت الهوية قبل أوراق الجنسية، حسب مبادئ حزب الشعب الجزائري، مفجر الثورة بامتياز، وليس حزب الشعوب الجزائرية التي تخلقها اللهجات العامية الجهوية لصالح فرنسا الجزائرية، حيث يقول البيان في تحديد أهداف الثورة: (تحقيق وحدة شمال إفريقيا في إطارها الطبيعي العربي الإسلامي). ونلاحظ هنا الإعلان الصريح والفصيح عن الانتماء الطبيعي والهوية الوطنية ذات الأصل الثقافي والبعد الجغرافي والطبيعي العربي الإسلامي، وليس العرقي أو الإفريقي أو المتوسطي أو حتى النوميدي، فضلا عن الروماني أو اللاتيني أو الفرنكوفوني. فهل نكون عربا موحدين باللهجات العامية المهجنة واللقيطة من كل البلدان المتوسطية المحيطة؟!
كما ينص البيان أيضا على (احترام جميع الحريات الأساسية دون تمييز عرقي أو ديني) ولم يقل "لغوي" لأن البيان النوفمبري والوحدوي السيادي يرفض التعدد اللغوي الرسمي لأنه هو الفيصل القاطع في السيادة وإن التلاعب فيه أو التلاعب به يؤدي حتما إلى ما لا يقبل التعدد على الإطلاق ألا وهو وحدة الهوية والانتماء، مثل فرنسا ذاتها على أرضها وليس على أرض غيرها، وذلك لأن الإنسان الجزائري لا يمكن أن يكون عربيا وغير عربي في الوقت ذاته. أو يكون عربيا مسلما في نوفمبر ثمّ يصبح فرنسيا علمانيا أو فرنسيا جزائريا بعد ديسمبر كما يروج له من خلال هذه الخرجات والتقليعات والمناورات القديمة المتجددة. ولذلك، نجد قادة الثورة يسبقون فرنسا في هذا الطرح الاستحلالي بمطالبتها في البيان ذاته بـ"الاعتراف بالجنسية الجزائرية بطريقة علنية ورسمية ملغية بذلك كل القرارات والقوانين التي تجعل من الجزائر أرضا فرنسية التاريخ والجغرافيا واللغة والدين والعادات للشعب الجزائري".
ونعتقد أن هذا الرفض القاطع للجنسية الفرنسية وهويتها اللغوية والدينية والثقافية من أصحاب البيان، الذي يصرّح فيه الثوار بأن للجزائر هوية وشخصية متميزة تتكامل فيها كل المقومات التاريخية والجغرافية واللغوية والدينية والثقافية التي تجعل الجزائر غير فرنسية. وتمد بالتالي أبناءها المجاهدين وقادتها السياسيين بمشروعية المطالبة بالاستقلال التام عن فرنسا، وهذا ما قد حصل في الأوراق على الأقل.
وإذا لم تكن لغة الشعب الجزائري هي الفرنسية كما ينص البيان ولم يكن دين الشعب الجزائري هو المسيحية كما ينص البيان أيضا، فما هو بديل هذه اللغة وبديل هذا الدين غير العربية الفصحى والإسلام؟
وإذا اعترض بعض هؤلاء الوكلاء الإيديولوجيين بأن اللغة المقصودة في البيان النوفمبري هي العامية الهجينة أو الفرنسية الدخيلة وليست العربية القرآنية الأصيلة، فإننا نحيلهم إلى نشيد "فداء الجزائر" لحزب الشعب الجزائري الذي ينتمي إليه كل مفجري ثورة نوفمبر والقائل في أحد مقاطعه (فلتحيا الجزائر مثل الهلال ولتحيا فيها العربية).
وأعتقد أن العربية التي يقصدها مفدي زكرياء (صاحب النشيد) هي لغة القرآن وليست لغة المستشار فريد بن رمضان.. وفي سياق إجابتي عن سؤالك، يجدر التأكيد على أن مخطط الخيانة لمبادئ نوفمبر بدأ بما يسمى بلجان الإصلاح التربوي التي بدأت قبل أكتوبر 1988، ليعود إلى الصدارة من جديد بعد ديسمبر 1991 مباشرة، بإلغاء إرادة الشعب الجزائري المتمثلة في قانون السيادة (قانون اللغة العربية) في يوم إحياء ذكرى الاستقلال والاحتلال معا في 5 / 7 / 1992.
هذه باختصار هي الخلفيات السياسية والإيديولوجية التي كان لها ما تعرفين وسيكون لها ما بعدها مما نعيشه حتى الآن من استئصال وانتقام من مبادئ البيان.

تقول الوزيرة بن غبريط إن تدريس العامية يقرّب التلاميذ أكثر من المعرفة لأنهم يجدون صعوبة في ذلك مع الفصحى؟
هذا كلام إيديولوجي فرانكوشوني صرف، وخطأ علمي صارخ، ذلك أن هذه العامية المقصودة هنا بقطع النظر عن كونها مختلفة من منطقة إلى أخرى بعدد ولايات الوطن تقريبا، فهي لغة الأمهات الأميات، وهل نحن هنا بصدد نقل الطفل من لغة الأم الأمية إلى لغة العلم والمعرفة في المدرسة والجامعة، كما هو معمول به في كل بلدان العالم حيث ينقلون الأطفال من ظلام الجهل والأمية إلى أنوار العلم والتدرج بهم في سلم المعرفة بدل أن ننقل الأمية إلى المدرسة مع الطفل، ولذلك نقول لهؤلاء الخبراء المكلفين بمهمة: هل لهجة تلك الأمهات الأميات التي يُطلب منا أن ننقلها إلى المدرسة هي التي خرّجت لنا فطاحل ومنارات وطنية وعالمية من أمثال ابن باديس والإبراهيمي ومالك بن نبي ومالك حداد ومولود قاسم ومولود فرعون وآسيا جبار وكاتب ياسين؟! هل عامية هؤلاء الأمهات الأميات التي تطلب منا الوزيرة أن ننقلها مع أبنائهن إلى المدارس والجامعات، هي التي أوصلت هؤلاء الفطاحل إلى تلك المستويات؟ أم لغة الجوامع والجامعات والإرساليات؟ مع العلم أن الدراسات الموضوعية البعيدة عن الإيديولوجيا الاستعمارية تفصل بين العاميات التي تعتبر مثل أسماك الأودية التي لا تبرح بِركها المحلية، في حين إن الفصحى هي كائناتٌ برمائية جوية عابرة للقارات والمحيطات. وذلك هو الفرق بين لغة أمهاتنا الأميات أو كما تسميها الوزيرة الخبيرة ومن وراءها بـ"لغة الأم"، التي هي أيضا مثل الفريق المحلي والجهوي لكرة القدم، أما اللغة العربية الفصحى في الجزائر أو الفرنسية في فرنسا، فهي "الفريق الوطني" الذي يمثل الجزائر أو فرنسا كلها وطنيا و دوليا.

على ذكركم اللغة "الأم"، ما هو تعليقكم على مطالب بعض المنادين بضرورة التدريس باللغة الأم على رأي المفتش العام للبيداغوجيا بوزارة التربية الذي قال في ندوته الصحفية إن الطفل الذي لا يدرس بلغة أمه لا يكون مناصراً حقيقيا لحقوق الإنسان، باعتبار أن عدم التدريس باللغة الأم هو اعتداء على حقوق الإنسان؟
إذا كان المقصود باللغة الأم هنا هو اللغة العربية، لغة الجزائريين أبا عن جد على امتداد القرون، فهذا واجب مقدس، يؤكده أو يستوجبه الدستور وكل قوانين الجمهورية بما فيها قانون اللغة العربية الذي قضي عليه مرتين بالقضاء على رئيسين مجاهدين وطنيين هما الرئيس الشاذلي بن جديد واليامين زروال دون إلغاء القانون نظريا حتى هذه اللحظة ليظل البون سحيقا بين من يريدون ولا يقدرون، ومن يقدرون ولا يريدون.
وإذا كان المقصود باللغة الأم هو لغات أمهات بعض أبناء وبنات الفرنسيات والإسبانيات والروسيات والمالطيات اللواتي يعشن أو يقمن في الجزائر، فنقول لهؤلاء: أين كانت المناداة بهذه اللغة الأم عندما كانت اللغة الوطنية بعيدة عن مقاعد الدراسة والتحصيل في الجامعة الجزائرية طوال 180 سنة خلت، ولم يكتشف هؤلاء المطالبون أن لأمهم الأمية في الغالب أو المتعلمة في النادر لغةً إلا عندما بدأ التعريب يزحف على معاقل فرنسا خارج إدارة الجزائر، في المدارس والجامعات والفضائيات وعالم الإنترنت التي تشير إحصائياتها إلى ترتيب اللغة العربية في المركز الرابع والفرنسية في المركز التاسع من حيث الاستعمال؟
أنا لا أعرف في الجزائر غير لغتين حيّتين في التعامل الكتابي متصارعتين ولا تقبلان التعايش فيما بينهما حتى في الآخرة، وهما العربية الفصحى القرآنية أو "العربية المدرسية"، كما تسميها السيدة الوزيرة، لغة الكتابة والقراءة والتفكير لأمهات وآباء الأغلبية الساحقة من الجزائريين المتعلمين، واللغة الفرنسية، لغة الصليب والاحتلال ولغة أمهات الفرنسيين والفرنسيات من حاملي الجنسية الجزائرية الذين صوّتوا بـ"لا" في الاستفتاء على تقرير المصير "غير المزوّر" في مستهلّ جويلية 1962، وهم أقلية هامشية عكستها بصدق نتائج الاستفتاء المذكور (2.5 بالمائة). وأكدتها بعد ذلك بثلاثين سنة نتائج الانتخاب الملغى في نهاية سنة 1991. وإذا كان كل طالب له أمّ أجنبية يطالب بترسيم لغة أمه في المدارس والجامعات الجزائرية، فأين نضع أبناء الملايين من الأمهات الأميات الناطقات بمختلف اللهجات الوطنية، العربية والبربرية وكذلك أبناء الأمهات الإيطاليات والإسبانيات والروسيات والألمانيات في بلادنا المنفتحة على جميع اللغات والثقافات؟! هل نوجد لكل فئة أو طائفة أو رهط من هؤلاء جميعا جامعات تدرّسهم بلغات أمهاتهم الأميات أو المتعلمات معًا لكي يكونوا أنصاراً من أنصار حقوق الإنسان؟ وبعبارة أخرى، هل نرفع لغة الجزائرية الأمية إلى لغة الجامعة الوطنية؟ أم ننزل بلغة الجامعة الوطنية إلى مستوى لهجة أبناء الأميات كي نكون خبراء في حقوق الإنسان كما قال؟

تقول الوزيرة إن العامية وسيلة سريعة وبيداغوجية لتقريب المعاني من التلاميذ، ما رأيك؟
هناك في فرنسا، كما أسلفنا، لغة عامية محلية لا علاقة لها بلغة الفرنسيين الأصلية وهي "الغولوا". وهناك فرنسية فصحى وطنية وعالمية، فلماذا لا تطبق فرنسا (الأم) هذه البيداغوجيا العلمية على شعب البلد المصدر لهذا المحتوى الإيديولوجي في الغلاف البيداغوجي بدل أن توصي خبراءها بتطبيقها على أبناء الشعب اليتيم الذي ليس عنده نصراء إلا الشهداء؟
والحقيقة أن العامية في أي بلد في العالم فضلا عن الجزائر لا تقرّب المعاني أبداً كما تسوق لنا الوزيرة "لحاجة في نفس يعقوب الفرنسي"، بل تبلبلُ الألسنة والأفكار كما قال عنا السفير الأمريكي في الجزائر، نقلا عن ويكيليكس في سنة 2010. وقد سبقه إليه أحد علماء الجزائر في 1927 عدد 55 جريدة "وادي ميزاب" بقوله وهو يصف العامية الجزائرية: "هي رطانة غريبة وخليط من اللغة لا هو عربي ولا بربري ولا فرنسي وإنما هو مزيج من اللغة العربية والبربرية والفرنسية، والعربية منه أقل الثلاث مع ما هي عليه من التكسير والاختزال".
ونظراً إلى أن اللهجات العامية الجزائرية تختلف في مفرداتها من منطقة إلى أخرى، فكانت تلك الكتب المدرسية المؤلفة باللغة العامية تحدث اضطرابا كبيراً وبلبلة للطلبة في الامتحانات، وللتدليل على خطإ كلام الوزيرة نورد هذا المثال الحي الذي وقع أثناء تطبيق نظرية فرنسا الاستعمارية على أبنائنا في الثلاثينيات من القرن الماضي للقضاء على اللغة الوطنية عدوة اللغة الفرنسية اللدودة ماضيا وحاضراً ومستقبلاً. وكمثال حي على ذلك أذكر أن أحد الطلبة الجزائريين، وهو الآن موظف بوزارة الخارجية، قد طلب منه في الامتحان الشفوي للبكالوريا سنة 1956، أن يترجم نصا من اللهجة العامية إلى اللغة الفرنسية ووردت في النص عبارة (كابوس) فترجمها الطالب بـ"Cauchemar" أي حلم مزعج باللغة العربية، لكن الأستاذ خطّأه بعنف مصححا له الترجمة بـ"Pistolet" أي مسدس، وكان الطالب يجهل هذا المعنى الدارج لكلمة كابوس في قسنطينة التي يُطلق فيها على المسدس اسم "بشطولة" وهو من أصل الكلمة الفرنسية "Pistolet"، أما كلمة "كابوس" فهي مستعملة فعلا في اللهجة العامية الجزائرية بمعنى "مسدس" ولكن في منطقة وهران في غرب البلاد، تلك هي بيداغوجية الخفراء والوزراء في الجزائر اليتيمة.

بلحاج بن الشريف 10-08-2015 05:23 PM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
أخي الكريم أمازيغي مسلم ،شكرا جزيلا على اهتمامك و تزكية ما اساهم به من مشاركات متواضعة . إننا نستفيد منك كثيرا ، و معجب بمشاركاتك المتميزة ، و بإخلاصك للغة القرآن ، فالدفاع عنها من نصرة دين الله تعالى . نسأل لك الله بالتوفيق ، و أن يجعله في ميزان حسناتك ، و كثَّرَ اللهُ من أمثالك .

أمازيغي مسلم 12-08-2015 10:44 AM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ:



الأخ الفاضل:" بلحاج بن الشريف".
ولك الشكر أخي الكريم على حسن ظنك بأخيك، وجميل ثنائك عليه.
إن تشجيعي لك على مشاركتنا دعوتنا الهادية الهادئة هو: أقل الواجب في زمن تكالب فيه الأعداء على شرائع الإسلام وقيمه ولغته وأهله، فسر على بركة الله مستصحبا الإخلاص والصدق واتباع السنة، واحرص على العمل، ودع النتائج للخبير العليم.
وبدوري: أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يجعل ما تقدمه في ميزان حسناتك ، و كثَّرَ اللهُ من أمثالك.

أمازيغي مسلم 12-08-2015 10:45 AM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
تبعات سؤال خاطئ لوزارة التربية
سليم قلالة





ليس لدينا أدنى شك في أن محاولة فرض التدريس بالعامية في مدارسنا هي مشكلة مُفتعلة ومحاولة لتغليط الرأي العام بشأن واقع المنظومة التربوية الذي يعاني من اختلالات كبيرة سواء فيما يتعلق بواقع الأستاذ أو بمحتوى البرامج أو ضعف الهياكل والوسائل التربوية...
واقع يعرف من الاختلالات الكثير إلى درجة أن يُصبح طرح "العامية" كحلّ يثير من السخرية والاستهجان أكثر مما يدفع إلى التساؤل أو يثير من النقاش. طرحٌ مثل هذا، يبيّن إلى أيّ درجة أصبحت الأسئلة الخاطئة تُطرح في بلادنا بدل الأسئلة الصحيحة وفي أكثر من قطاع. في السياسة والاقتصاد وأخيرا التربية... وعند طرح السؤال الخاطئ في أي قطاع، مهما كان اجتهادنا ومهما كانت عبقريتنا سيكون الجواب خاطئا. اطرح السؤال الصحيح ستجد الجواب الصحيح، قالها الحكيم "سقراط" منذ ما قبل الميلاد، مُبرزاً أن المشكلة لم تكن أبدا في الجواب بقدر ما هي في السؤال، ذلك أن المعرفة كامنة في الإنسان وما عليه سوى استخلاصها عن طريق المعلّم أو بنفسه من خلال السؤال الصحيح.
أما إذا طُرح السؤال غير الصحيح فإنه سيدخل صاحبه في متاهة لا حدود لها كما يحدث لنا اليوم. متاهة أوصلتنا إلى نقاشات عفا عنها الزمن تتعلق بالهوية والثقافة ومَن نكون؟ وجعلت البعض مِنَّا يخوض مرة أخرى في نقاش حول نفسه وانتمائه وحضارته ودينه؟ وهي حال شعورية نعيد إحياءها بعد أن فصّلت فيها دساتيرنا المتتالية ومواثيقنا المختلفة، ولم يعد هناك من يرغب في طرح أسئلة أخرى حول أمازيغيته أو إسلامه أو عربيته أو جزائريته.
لقد تشكّلنا في نطاق أمة واحدة صهرتها التجارب والمحن عبر التاريخ، وسالت دماؤنا واحدة من أجل تحرير هذا الوطن خلال ثورتنا المنتصرة، وأصبحنا اليوم نتطلّع إلى كيفية الارتقاء بوطننا نحو العُلى، فكيف بالبعض من داخلنا يعبث بإعادتنا سنوات إلى الوراء من خلال طرح أسئلة خاطئة وأجوبة أكثر خطأ؟
أي سياسة هذه التي بدل أن تدفعنا نحو التطلع إلى المستقبل، نحو الأمل في غد أفضل، نحو طرح الأسئلة الصحيحة.. بدل كل هذا تعيد إحياء جو من القنوط واليأس والريبة والشك في كل ما حولنا، وتعيد تحريك الأوجاع والضغائن وتجديد مصطلحات وحرب إيديولوجية عفا عنها الزمن بين مفرنسين ومعربين، فرانكوفيليين ومحافظين تغريبيين وبعثيين؟
هل هذا ما تريده المسؤولة الأولى عن قطاع التربية؟ أليست هذه هي تبعات سؤالها الخاطئ؟.

أمازيغي مسلم 12-08-2015 10:46 AM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
يعارض بشدة مسعى فرض الدراجة في التعليم.. الأفلان:
"نرفض تعدّيك على تواثبنا يا بن غبريط.. ونصيحتنا لك اهتمي بالمعلم والأستاذ".


اتهمت الكتلة البرلمانية للأفلان وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، بمحاولة التعدي على مقومات الأمة الجزائرية وأهم ثوابتها الدينية والدستورية والقانونية والفطرية، ونصحتها بـ "الاهتمام بالمعلم والأستاذ أولا، ماديا ومعنويا".
خاض الحزب العتيد، بشكل رسمي في الجدل الحاصل حول مسعى وزيرة التربية فرض استعمال الدراجة بدل الفصحى في التعليم الابتدائي، وقالت الكتلة في بيان "حاد اللهجة" موقع من رئيسها محمد جميعي ـ نحوز نسخة منه ـ "ترى المجموعة البرلمانية لحزب جبهة التحرير أن وزارة التربية على رأسها الوزيرة بن غبريط التي أخطأت في رميتها حين حاولت التعدي على أبرز مقومات الأمة الجزائرية وفي رأي الكتلة البرلمانية، فإن الوزيرة بهذا الإجراء والقرار غير مدروس العواقب من شأنها خلق بلبلة وفتنة اجتماعية نحن في غنى عنها وحزب جبهة التحرير لا ولن يرضى الدوس أو التعدي أو حتى محاولة ذلك من أي طرف كان قصد النيل من هوية الجزائريات والجزائريين".
وقدمت الكتلة في ثنايا البيان الخطأ الثاني للوزيرة بالقول: "بن غبريط أخطأت الرمية مرة أخرى بإعطائها الفرصة لمن يريد أن يسيس المدرسة الجزائرية ويتلاعب بمستقبل الأجيال وفي نفس الوقت برؤيتها التي خلقت عاصفة في فنجان داست على مجهودات الأسرة التربوية التي بذلت على مدى أكثر من خمسين سنة منذ استرجاع الهوية والوطن من بين مخالب فرنسا وتغافلت في الوقت نفسه نضالات نقاباتها وراءها، المكتسبة من تكوينها وخبرتها والواقع الحقيقي للمدرسة الجزائرية".
وذكر بيان الكتلة المدافع عن الهوية الوطنية: "فالعربية والأمازيغية والإسلام والجزائر أمور مقدسة المس فيها بمثابة التعدي على السيادة والشرف والكرامة فلا يمكن لهذه الأمة أن تبني مستقبلا يصون عزتها بالدوس على ثوابتها الراسخة في قلوب وأذهان رجالاتها"، وإن كان الحزب قد أكد دفاعه عن لغة الضاد، فإنه سجل تفتحه على الأمازيغية واللغات الأجنبية، وقال: "نشجع كل توجه يرمي إلى الحفاظ على اللغة العربية ويهدف إلى توسيع نطاق تدريس الأمازيغية وكذا تدريس مختلف اللغات الأجنبية لأجل التفتح على مختلف الحضارات، وتدين كل نية مبيتة ومقاصد السوء الهادفة إلى زعزعة الوطن وخلق الفتنة في صفوفه".
ولجبر الضرر الحاصل، نصح نواب الحزب العتيد في الغرفة السفلى للبرلمان، الوزيرة بن غبريط بأن "تهتم بالمعلم والأستاذ أولا، ماديا ومعنويا، وتوفير إمكانات التعلم للتلميذ والطالب بما يتماشى ومتطلبات عصره... وكذا استغلال الاستثمارات الضخمة التي حققها برنامج رئيس الجمهورية في توفير المنشآت والمدارس والثانويات والجامعات في مختلف أنحاء الوطن لفائدة الأجيال المتلاحقة التي من شأنها أن تصون مستقبل الدولة وتساهم إيجابا في تطورها وتشييدها"، وتوجهت الكتلة بنداء إلى الأسرة التربوية بـ "الاضطلاع بواجبها كما دأبت عليه دائما في العمل على ضمان دخول اجتماعي لأبنائنا في ظروف حسنة ومريحة وتفويت الفرصة على كل من يتربص بهذا الوطن".

أمازيغي مسلم 12-08-2015 10:51 AM

رد: هام جدا: جامع المقالات الكاشف لمغزى استبدال الفصحى باللهجات
 
مصدر عليم في وزارة التربية يُفجّرُ خبايا ندوة بن غبريت ويكشف :
التوصية بتدريس العامية، والأمازيغية بالحرف الفرنسي

الكاتب : هارون. م. س / الأحرار/: 09/08/2015



تلقت "صوت الأحرار" حصريا قبيل استعراض نتائج »ندوة تقييم عملية إصلاح المدرسة» واختتام الأشغال خلاصات مثيرة من أحد المتغلغلين في عمق وزارة التربية، العارفين بما ظهر منها وما بطن، كشف فيها الغطاء عن مستور هذه الندوة، وقال: »إن بعضا من توصياتها دُبّر بليل«، وسرد علينا كامل التفاصيل التي ننشرها اليوم، وقد تعمدنا نشرها في حينها تحسبا واحتياطا منّا من أنه قد يكون بالغ وتطرف في حقها، إلا أن ما جاء بعد التصريحات المتتابعة للسيدة بن غبريت وساعديها الأيمن والأيسر في ندوتهما الصحفية أبان وأكد بما لا يدع مجالا للشك من أن المعلومات الدقيقة التي أسر لنا بها مصدرُنا كانت دقيقة بالفعل وحقيقية، وليس فيها أية مبالغة أو شيئا من هذا القبيل.


تحريف الندوة عن أصلها دُبّر بليل:
كشف مصدرنا عن أن الندوة المنعقدة يومي 25 و 26 جويلية المنقضي، التي أُطلق عليها تسمية » الندوة الوطنية لتقييم عملية تطبيق إصلاح المدرسة« »هي في أصلها المعلن والمُعبّر عنه رسميا من قبل الوزيرة بن غبريت نفسها ندوة خاصة بتقييم إصلاح مرحلة التعليم الثانوي فقط لا غير، ولأن أمر هذه الندوة دُبّر بليل« ـ وفق ما يضيف مصدرنا ـ فإنها »حُرّفت عن سياقها ومضمونها المعلن عنه، لتصبح ندوة خاصة بـ » تقييم عملية تطبيق إصلاح المدرسة«، وقد تمّ هذا الأمر من دون أن تُشعر الوزيرة بن غبريت النقابات المعتمدة، وعمال وموظفي القطاع البالغ عددهم أزيد من نصف مليون فرد، وبمن فيهم الخبراء والمختصين الفعليين الضالعين في الشأن التربوي، العارفين بنقاط قوته وكل جوانب ضعفه وهشاشته«.

بن غبريت تُقصي الوزراء السابقين، وما حصل مهرجان فولكلوري:
أكثر من هذا الوزيرة بن غبريت أعطت التعليمات اللازمة لعدم توجيه الدعوة للحضور في أشغال هذه الندوة حتى للوزراء السابقين، ونذكر منهم الوزير الأسبق الدكتور أبو بكر بن بوزيد، والوزير السابق الأستاذ عبد اللطيف بابا أحمد، والوزير الأسبق الدكتور علي بن محمد، وباقي المسؤولين السامين السابقين للوزارة، ولا أحد من هؤلاء ولا من غيرهم أشركته حتى بالحضور في جلسة الافتتاح. مصدرنا لم يتردد أبدا في وصف هذه الندوة بـ »المهرجان الفلكلوري الخطابي الذي انتُظم للتغطية على ما دُبّر مسبقا وبإحكام دقيق على مستوى بن غبريت والشّلة الضالعة في هذا المسعى الذي وصفه بالسابقة الخطيرة في تاريخ التربية بالجزائر.


أغلبية المحاضرين ورؤساء وأعضاء الورشات هم مفتشو اللغة الفرنسية:
مصدرنا العارف بتركيبة »الخبراء والباحثين وقناعاتهم وتوجهاتهم الإيديولوجية، الذين استدعتهم وزيرة التربية للمشاركة في الندوة لعرض مداخلات وعروض نظرية، متضمنة لمقترحات وتوصيات على مستوى ورشات العمل العشر، وعلى مستوى الجلسات العامة بالقاعة الكبرى في قصر المؤتمرات بنادي الصنوبر كشف عن أن هؤلاء في أغلبيتهم الساحقة هم من التيار التقليدي الفرانكوـ شيوعي، المعادي للثوابت الوطنية، وليسوا باحثين ولا خبراء في التربية، بل هم مفتشو اللغة الفرنسية، وعددهم كأعضاء وكرؤساء ورشات فاق الـ 25 مفتشا على مستوى الورشات العشر، ومسؤولون مركزيون حاليون بالوزارة وعددهم أيضا حوالي 25 عضوا، فيما لم يزد عدد مديري التربية للولايات عن 3 مديرين فقط، وهم مديرو ولايات: معسكر، قسنطينة والبرج بوعريريج، وقال مصدرنا: »إن أغلبية أعضاء الورشات هم من جهة واحدة من الوطن، ولا داعي لذكرها، وعدد قليل من الأساتذة، منهم زوج الوزيرة الأستاذ حسن رمعون، أستاذ بجامعة وهران، الذي قدم مداخلة في الجلسة العامة الثالثة بالورشات المسماة على المطوية الرسمية للوزارة »الورشات الموازية«، عنوانها »تعليم التاريخ الوطني: مقاربة مقارنة«، وقال مصدرنا أنه هو نفسه في مداخلته هذه أكد على أن »لغة الأم« هي المنقذة للمدرسة الجزائرية، ويجب تدريس التاريخ بها، واعتبر الفتوحات الإسلامية فتوحات مشرقية. وأكد مصدرنا أن »هذه الندوة لم تقدم أية إضافة بيداغوجية، وكل ما عُرض هو كلام في كلام نظري، وأن المتدخلين المحاضرين ليسوا بيداغوجيين، إلا الفرنسي الذي قدم مقاربة تربوية في العالم، واختيار هذا الموضوع كان هادفا منه«، وكل الجامعيين كان توجههم واضحا، يهدمون نظاما ولم يطرحوا أي بديل، قاموا بحوصلات لمن سبقوهم، وأعطوا لأنفسهم صفة الباحثين والخبراء، وأوصوا بالمرور من الجيل الأول إلى الجيل الثاني دون أن يقوموا بتقييم الجيل الأول.


اتفقوا على التوصية بـ »لغة الأم« وتدريس الأمازيغية بالحروف الفرنسية:
والأخطر في ما كان التركيز عليه جاهزا ومُدبرا في هذه الندوة ـ وفق ما يواصل محدثنا ـ هو »التوصية والاقتراحات المستنسخة عن بعضها البعض في أغلبية المحاضرات والمداخلات تقضي بإجبارية التدريس بـ »لغة الأم«، التي تعني اللهجات العامية المتواجدة عبر الوطن، وما هو أمر ليس بالهيّن أيضا أن هذه الندوة أوصت بتدريس اللغة الأمازيغية بالحروف الفرنسية، وليس بالتيفيناغ، ولا بالعربية، وهو ما كان عارضه بقوة أغلبية أساتذتها والمتحدثين بها عبر الوطن، ومنهم 32 أستاذا من المدرّسين إياها في ولاية خنشلة، ، وقد جمدت وزارة التربية ترسيمهم حتى الآن، لأنهم رفضوا تدريسها بالحرف الفرنسي عوض الحرف العربي«. وقال مصدرنا: »من حاضروا في التاريخ ليسوا مؤرخين، والذين تحدثوا في التقييم ليسوا بيداغوجيين، وليسوا من أهل الاختصاص الهاضمين والعارفين لواقع القطاع، كُلهم توجّه واحد، وجميعهم مرّوا على تنظيم »الكراسك«، الذي كانت تُديرهُ الوزيرة بن غبريت في وهران«.


تجاهلوا تماما المعلوماتية والاتصال وأوصوا بحذف المواد المكونة للشخصية الوطنية:
وفيما يخص إصلاح البكالوريا قال محدثنا: »إن الهدف منه حسبهم هو تحيين الشّعب، وهذا التحيين استدعى منهم التوصية بحذف المواد المكونة للشخصية الوطنية من امتحان شهادة البكالوريا في السنة الثالثة ثانوي، وهي التربية الإسلامية والتاريخ واللغة العربية. وما يجب أن نُذكّر به قراءنا الكرام أن وزيرة التربية لم تسمح لأي صحفي بحضور أشغال الورشات العشر، ولا حتّى بالتقرب من قاعاتها، وقد أُديرت أشغالها من بدايتها إلى نهايتها بشكل مغلق تماما، والسرية على ما دار فيها أمر منصوح به لجميع الأعضاء. وما هو مخجل حقا ـ وفق ما يواصل محدثنا ت أن وزيرة التربية تجاهلت تماما أن تخص المعلوماتية والاتصال بورشة ، رغم ما لهذا الأمر من أهمية بالغة، واهتمام حالي خاص في سائر المنظومات التربوية في العالم أجمع.


ملاحظة: منقول بواسطة العضو الفاضل:" بلحاج بن الشريف".


الساعة الآن 10:15 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى