منتديات الشروق أونلاين - ذِكرى وخَيبة ..

الرسالة رقم لم أقم بعدّه بعد الألف:
في يناير المنصرم، أرسلتُ لك بعد تفكيرٍ مطوّل وقلق وتساؤلات عديدة عما إن كنت ستُجيب أم لا، اختزلت ألم شهور فيها! وكبريائي وشوق العالم كلّه في كلمتين فقط! لكنك وبعنادك القديم الذي أعرفه جيداً.. ورداتُ فعلك التي أحفظها عن ظهر قلب، و الـ "أنا صاحب مبدأ" تلك، لم تُجبني ..

أذكر جيداً أنك لم تُغادر رأسي ذاك النهار، كان كلّ مافيّ يرغب في مشاركتك أحاديث لاتُثير اهتمام أحد، وأن أُريك مكان عملي واُخبرك عن كل الالم الذي بقي في حلقي أثناء غيابك
اعتدت أن أعرفك بشكلٍ يشمل أصغر تفصيلٍ قد تغفل أنت ذاتك عنه فيك ، حتى أكثر الأشياء وضوحاً، معرفةً سرية بأنك لاتُفضل أن ينظر إليك أحد وأنت تتناول طعامك، تكره الصيف والطعام الساخن والمياه الغازية الملونة، تفضل موسيقى الراي القديمة وبإمكان أغاني ثورات الشعوب جميعها أن تُبكيك، ويقتلك، يقتلك الغياب.
لم أفكر للحظة أنك قد تُجيب هذا العام، لذلك لن أكرر السؤال، اكتفيت بإرسال أغنية تُشبهني، وكغيرها الكثير، لم تُذكرني إلا بك..
أقرر كل ليلة مافعلته طوال النهار، وأقول؛ لابُد أنها استيقظ متأخرا اليوم، أتخيل وجهك وخصلات شعرك وطريقة النوم خاصتك، صغيري يحب القهوة جداً..
أعود لمُخيلتي؛ لا بد أنه يعمل الآن، يستمع للشاب خالد او يغير المسار،
يستحم
يشاهد فيلماً
يركض في المنتزه
يصلي
يكتب
يحدثه أحدٌ ما على الهاتف
أو يبكي!
هل يُعقل أنه يذرف دموعاً وحده الآن؟
وأتوسل ألا يفعل..

يحدث هذا السيناريو بشكلٍ يوميّ، حواراتٌ كثيرة تدور في رأسي، ورغبة عارمة في رؤيتك، أود لو استطيع معانقتك أيضاً، أن أضع رأسي على كتفك ونتحدث فقط، هنُاك، على سطح شُقتي القديمة، بأيدٍ مُتشابكة نشاهد النجوم حتى بزوغ الفجر، وتكون وحدك سراجي..

ثم لا أنفك أذكر أنك تقطن في حيٍّ بعيد ، يُشارك رؤيتك أصدقاء ليسو أنا، وأنا هنا في هذه القرية الخالية منك، أحمل حقيبتي وخيبة.