منتديات الشروق أونلاين

منتديات الشروق أونلاين (http://montada.echoroukonline.com/index.php)
-   منتدى الدعوة والدعاة (http://montada.echoroukonline.com/forumdisplay.php?f=159)
-   -   أمتنا بين الإختلاف المخذول والنضج المأمول (http://montada.echoroukonline.com/showthread.php?t=289942)

فخر الديني 13-02-2015 10:11 PM

أمتنا بين الإختلاف المخذول والنضج المأمول
 
لا ريب أن الإختلاف بين البشر من الأمور التي جبل الله الناس عليها هذا مما يدركه كل عاقل ولا ينكره إلا جاهل أو غافل قال تعالى " وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ " (الروم:22) وقال كذلك ﴿ وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِين ﴾ [هود: 118، 119].بل وحتى الكتاب العزيز منه آيات محكمات وأخر متشابهات لا يعلمها كثير من الناس كما أن أدلة الكتاب منها القطعية الدلالة ومنها الظنية الدلالة و أدلة السنة كذلك قد تكون قطعية الثبوت لكن ظنية الدلالة أو على العكس من ذلك مما جعل أئمة الملة يختلفون في كم هائل من الجزئيات الفقهية وحتى الفروع العقائدية ولكن هؤلاء الفقهاء الأعلام أذعنوا لذلك الواقع المحتوم ولم يكلفوا أنفسهم عناء الردود والنقود على بعضهم البعض لما تسجوا به من علم واسع وصدر رحب وورع جم وكل هذا وحضارة الإسلام سائدة وثقافته رائجة لكن أولائك العلماء الأجلاء لم ينساقوا وراء ذلك الترف الفكري أو الإختلاف المذموم بل نقل لنا المؤرخون صور مشرقة ونماذج مشرفة في تعاملهم الرفيع مع المخالفين لهم في الرأي وكيف كانوا يلتمسون لهم أحسن المخارج وأفضل الأعذار لاسيما إزاء المسائل التي لا يترتب عليها عمل بيدأننا اليوم أيها الإخوة ونحن نعيش أحلك أيامنا وأمتنا الإسلامية مريضة الأحوال ممزقة
الأوصال يحاول بعض الهمج من العابثين إحياء قضايا تجاوزها الزمن وصقلتها المحن والفتن ومن وراء هؤلاء الطائشين للأسف أناس يلبسون لباس العلم وينتحلون الفقه والفهم وهم في واقع حالهم بعيدين عما يرومونه بعد الثرى على الثريا وكيف لمن يثير المعارك على القنوت في الصلاة ويقيم الدنيا ولا يقعدها حول حكم السبحة ويألف في ذلك الكتب والرسائل ويعقد لذلك الخطب والمناظرات وكثيرا ما كنا نرى أتباع هؤلاء وهم يثيرون الفتن في بيوت الله لأسباب تافهة جعلوها هم -في مذهبهم الأهوج - من صميم الدين والدين القويم برآء من ذلك ولهؤلاء القوم جرأة عظيمة وخلة ذميمة في التطاول على العلماء إن خالفوا مذهبهم الأوحد الذي هو في نظرهم أقرب للعصمة من أي شيء آخر فتراهم يبسطون ألسنتهم السليطة على فحول الأئمة سواء في ذلك المتقدمين منهم أو المتأخرين فالأمر عندهم سيان حتى غدى أبو حنيفة مرجئا في نظرهم و جعبته خاوية من الأحاديث والغزالى صوفي منحرف وابن حجر والنووي والباقلاني أشاعرة ليسوا من أهل السنة ناهيك عن ضلال العز بن عبد السلام والبيهقي و ابن الجوزي وغيرهم كثير وأما العلماء المعاصرين فلا يكاد يسلم منهم أحد من التفسيق والتبديع وأحيانا حتى التكفير وقل لي بربك أيها القارئ أي بلاء أعظم من هذا البلاء الذي حل بأمتنا فضلا عما تعاني منه من تخلف وتشرذم يكاد يجعلها طعاما سائغا لأعدائها وكلأ مباحا للمتربصين بها فأين نحن اليوم من قوله تعالى (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) والغريب أننا في الوقت الذي نتخاصم فيه على أمور ثانوية ونتدابر على قضايا فرعية نرمق دول الغرب بأم أعيننا وهي تتكتل وتتجمع يوما بعد يوم ولا يحرك ذلك فينا أي شعور بالخزي أو إحساس بالخيبة ونحن لا نكاد نتقن شيئا أكثر من فن الجدل أو بالأحرى الحروب الكلامية الفارغة التي عنوانها الاختلاف من أجل الإختلاف ونتيجتها معروفة وهي مزيد من التفرق والتمزق في جسم أمتنا المنهك وفي هذا المقام لا يسعنا إلا قول المتنبي ( أغَايَةُ الدّينِ أنْ تُحْفُوا شَوَارِبَكم, يا أُمّةً ضَحكَتْ مِن جَهلِها الأُمَمُ)

أبو اسامة 13-02-2015 10:18 PM

رد: أمتنا بين الإختلاف المخذول والنضج المأمول
 
لا حول ولا قوة إلا بالله
ذكرتني بمقولة المرحوم بلقاسم نايت بلقاسم
(الامم تتعلم كيف تنجى...ونحن ما زلنا نتعلم كيف نستنجى) أكرمك الله
تحياتي


الساعة الآن 05:51 PM.

Powered by vBulletin
قوانين المنتدى