منتديات الشروق أونلاين - عيادة تطمس خطأ طبيا ارتكبته في حق مريضة وتتقاضى لأجله مالا بوهران!

http://static.echoroukonline.com/ara..._186003673.jpg

خيرة غانو

تفطنت مريضة كانت قد خضعت لولادة قيصرية في عيادة خاصة بوهران، لوقوعها ضحية خطأ طبي متبوع بجريمة نصب واحتيال، جرّتها لدفع ما يقارب 5 ملايين سنتيم، في مقابل تصحيحها لذلك الخطأ، أو بالأحرى طمسها لأثره حتى أمام الضحية التي تم تبنيجها بشكل كلي في عملية جراحية ثانية، رغم أن وضعها كان يستدعي مجرد تخدير موضعي.
القضية بدأت أحداثها بتاريخ 28-02-2016، عندما دخلت سيدة تدعى "ب.ن"، تبلغ من العمر 38 سنة، عيادة خاصة في وهران لأجل وضع حملها في عملية قيصرية كلفتها ما قيمته 7 ملايين سنتيم، ثم غادرت المصحة بتاريخ 01-03-2016 على أساس أن التكفل بها طبيا وجراحيا قد تم بشكل عادي، لكن وبعد مرور أيام، أخذ الوضع الصحي للمريضة في تدهور بسبب تزايد حدة الأوجاع التي أخذت تنتابها في منطقة الحوض، ولما بلغت بها درجة لا تطاق، اضطرت لاستشارة طبيب أمراض نسائية من أجل تشخيص مصدر الآلام، هذا الأخير طلب منها إجراء فحص بأشعة الماسح الضوئي أو ما يعرف بالسكانير من أجل الكشف الدقيق عن موطن الآلام التي كانت تصاحبها أعراض التهابية، وهو ما أبان عن وجود ضمادة داخل تجويفها البطني وفق ما يشير إليه تقرير الأشعة المحرر بتاريخ 14-03-2016، الأمر الذي دفعها إلى العودة مجددا إلى العيادة التي قامت بتوليدها، ومواجهتها بنتيجة الفحص بالسكانير الذي خضعت له، فما كان من هذه الأخيرة سوى تسلم التقرير المذكور منها، وإدخالها قاعة الجراحة من جديد.

وهناك حدث ما لم تكن تتصوره المريضة ولا عائلتها، حيث تم وضعها تحت تأثير المخدر بشكل كلي، وهي التي طلبت من القائمين على قاعة الجراحة تخديرها موضعيا، لتستفيق بعد نهاية العملية على وقع خبر أسمعها إياه الجراح الذي قام بشق بطنها، مفاده أنه لم يعثر على أي ضمادة أو قطعة نسيج أو أي جسم غريب آخر في جوفها، مكذبا بذلك ما كشف عنه تقرير السكانير، ليضيف المشتكي أن المهزلة لم تتوقف عند ذلك الحد، بل تجاوزته إلى قرار مذهل وغريب آخر، حيث طلبت العيادة من عائلة المريضة تسديد مستحقات الخدمات الطبية والجراحية المقدمة إليها خلال تواجدها للمرة الثانية على مستواها، وقدرت المبلغ الجديد المقرر دفعه بـ48 ألف دج، رافضة منحها تصريحا بالخروج دون إيفائها بإجراءات السداد.

فيما يطالب أهل المريضة بضرورة تدخل وزارة الصحة لفرض الرقابة ووقف كافة أشكال التجاوزات وعمليات البزنسة المفضوحة بصحة المرضى على مستوى العيادات الخاصة التي تعترف من خلال الفواتير التي تحررها عن عمليات التكفل بالمريض باعتبارها هذا الأخير زبونا وليس مريضا، لاسيما أن ضحاياها حسب الحادثة المذكورة تبقى فرصهم في الظفر بحقوقهم القانونية من نماذج كهذه العيادات التجارية ضئيلة إلى معدومة في حال بلوغ قضاياهم أروقة المحاكم، حيث بات سهلا على الأطباء طمس جرائمهم في حرية ودون شهود من خلال تخدير المريض، حتى لو كلفهم الأمر الطعن في صحة تحاليل طبية أو كشوفات بالأشعة، رغم أن جهاز السكانير ـ كما في موضوع الحال ـ فائق الدقة، ولا يمكنه أن يقدم نتائج اعتباطية أو يخطئ في تحديد طبيعة جسم غريب مركب من نسيج اصطناعي، وهو القادر على الكشف عن أصعب الأورام السرطانية وتحديد مراحل تطورها ودرجات خبثها بدقة متناهية ـ حسب قول ذات المتحدث ـ.