مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين
مواعظ مؤثرة عن بر الوالدين لابن الجوزي رحمه الله[1] أحمد أبو زيد كامل الحمدُ لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده؛ أما بعدُ: 1) الويلُ كلُّ الويل لعاقٍّ والديه، والخزيُ كل الخزي لمَن ماتا غِضَابًا عليه، أُفٍّ له هل جزاء المحسن إلا الإحسان إليه!؟. أَتْبعِ الآن تفريطَك في حقهما: أنينًا وزفيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. ♦♦♦♦ 2) كم آثراكَ بالشهوات على النفس!؟، ولو غبتَ ساعةً صارَا في حبْس، حياتُهما عندك بقايا شمس، لقد راعياك طويلًا؛ فارعَهما قصيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا). ♦♦♦♦ 3) كم ليلةٍ سهرَا معك إلى الفجر، يداريانك مُداراةَ العاشق في الهجر!، فإن مرضتَ أجريا دمعًا لم يَجْرِ، تالله لم يرضيا لتربيتِك غير الكفِّ والحِجْر سريرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. ♦♦♦♦ 4) يعالجان أنجاسك، ويحبَّان بقاءك، ولو لقِيتَ منهما أذى شكوتَ شقاءك، ما تشتاق لهما إذا غابا، ويشتاقان لقاءك، كم جرَّعاك حُلْوًا، وجرعتَهما مريرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. ♦♦♦♦ 5) أتحسُن الإساءةُ في مقابلة الإحسان؟!، أوَ ما تأنف الإنسانية للإنسان؟!، كيف تُعارِض حسنَ فضلهما بقبح العصيان؟!، ثم ترفع عليهما صوتًا جهيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. ♦♦♦♦ 6) تحبُّ أولادك طبعًا؛ فأحببْ والديك شرعًا، وارعَ أصلًا أثمر لك فرعًا، واذكر لطفَهما بك وطِيب المرعى أولًا وأخيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. ♦♦♦♦ 7) تصدَّق عنهما إن كانا ميتين، وصلِّ لهما واقضِ عنهما الدَّين، واستغفر لهما واستدمْ هاتين الكلمتين، وما تُكلَّف إلا أمرًا يسيرًا، ﴿وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا﴾. [1]من كتاب "التبصرة"؛ لابن الجوزي. |
الساعة الآن 01:25 PM. |
Powered by vBulletin
قوانين المنتدى